منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Sep 2014, 10:17 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي (الحلقة الثانية) بيان كذب وفجور عبد الله الغامدي في مقاله المعنون بــ"تمام المنة..."

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه الحلقة الثانية في بيان كذب وفجور عبد الله الغامدي الغبيّ البليد وفي تعدّيه هو وزمرته الفئة الباغية على علماء السنة السلفيين في رميهم لهم بالإرجاء والتجهّم وغيرها من العظائم -عاملهم الله بعدله-،وذلك كما لا يخفاكم معاشر السلفيين أنهم يثيرون بين الفينة والأخرى مسألة العذر بالجهل ومسألة حكم تارك الصلاة وباقي الأركان الثلاثة تهاونا وكسلا لا جحودا والذي يخالفهم في ذلك يرمونه بالفواقر والعظائم،وهذا يدل على خبثهم وسوء طويّتهم ، وسنبين بمشيئة الله في هذا المقال أن ادعاءه بأن الإجماع منعقد في عدم العذر بالجهل ليس بصحيح البتة وبيان أن التكفير المطلق لا يستلزم منه التكفير المعيّن وبيان أن القصد شرط في تكفير قائل أو فاعل الكفر في المسائل الظاهرة والخفية خلافا لما قرّره هذا الجهول ونحو ذلك من الأغلوطات التي نسبها كذبا وزورا إلى أهل السنة.
قال أبو عاصم الغبي البليد:" وهو كذلك –أي:الإمام عبد اللطيف آل الشيخ– يكفر عباد القبور دون حاجة لإقامة الحجة لأن الحجة قائمة وهذا إجماع عند أهل السنة ".
أقول : كذا قال -فضّ الله فاه- أيّ إجماع تدّعيه ياأيها الغبي البليد ؟ ، ألم أقل لك أنك لا تعرف لغة العلم ومن كان حاله هذا فحقّه أن يسكت وحقّه أن يتعلم قبل أن يتكلّم، فمسألة العذر بالجهل التي من خلالها تحاربون علماء السنة والتوحيد محلّ خلاف بين أهل العلم –وإن رغم أنفك ياأيها الجهول- وإن كان القول بالعذر بالجهل هو الراجح والقول بعدمه قول مرجوح كما قاله العلامة الفقيه ابن عثيمين كما سيأتي نقله عنه رحمه الله .
وأما نقلك عن الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله فهو كذب عليه وهذا ليس بمستغرب عنك لأنه أصبح ديدنك وسجيّة فيك ،وذلك لأنه رحمه الله يعذر الجاهل ،وإليك أخي القارئ الموفق المسدد برهان ذلك من كلامه غفر الله له قال كما في [الدرر السنية 1/467]: ((وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفِّر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله: من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها؛ بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية، وهذا مجمع عليه أهل العلم والإيمان .اهـ
وقال رحمه الله كما في "منهاج التأسيس والتقديس" (ص: 98-99): "والشيخ محمد رحمه الله –أي : محمد بن عبد الوهاب - من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر،حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها قال في بعض رسائله: "وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً ؟، وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور".اهـ
وقال أيضاً رحمه الله في "مصباح الظلام" (ص: 499)": "فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له." اهـ
فبعد هذا النقل السلفي عن هذا الإمام السلفي تبين لك أخي القارئ أن هذا الغبي البليد ومن هو على شاكلته من الحدادية الضلال إنما يتمسّحون ببعض علماء الدعوة النجدية لا غير ، ويحاربون علماء السنة والتوحيد بهذه الأساليب المخزية وبالأكاذيب والأراجيف التي يتنزّه عنها بعض الكفرة الفجرة.
فبما أن الشيخ ربيعا حفظه الله خالف إجماعك -المزعوم-فهو مرجئ ،وهذان الإمامان –أي:الإمام المجدد وتلميذه عبد اللطيف-قد خالفاه أيضا فهما على مذهب المرجئة أيضا -وهذا من لازم قولك-.

قال عبد الله الغامدي الغبيّ الجهول :"هذا ماعليه ربيع المدخلي فعنده لابد أن تقيم الحجة سواء في الأصول أو فيما يخفى فكلامه هذا مشابه لكلام هؤلاء الضلال[1] .
أقول : نعم العلامة ربيع بن هادي حفظه الله وجعله شوكة في حلوقكم يرى أنه لابد من إقامة الحجة في التكفير ماعدا سب الله تعالى وسب رسوله صلى الله عليه وسلم وسب الدين الإسلامي وهذا التقييد الأخير مما يضاف إلى افترائك وكذبك وفجورك على هذا الإمام حفظه الله وقد نقلت كلامه في ذلك في مقال عنونته بـــ" بيان كذب وخيانات الخارجي الجهول يوسف الزاكوري (الحلقة الأولى).
وأما ماعدا ذلك فهو حفظه الله لم يشذّ عن أهل العلم ، وإنما هو متبع لهم غير مبتدع ،وهو مسبوق في هذا القول من علماء أجلّاء منهم : شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وعبد اللطيف وغيرهم وغيرهم كما سننقل بعض كلامهم ليتبيّن للعقلاء الشرفاء كذبكم وفجوركم.

قال الحدادي عبد الله الغامدي الغبيّ الجهول: "وهذا التكفير عند أهل السنة يختلف عن تكفير الخوارج الذي يرميهم به ربيع وأفراخ المرجئة فأهل السنة يكفّرون من قال الكفر أو فعله في المسائل الظاهرة لافي المسائل الخفية ولاينظرون إلى قصده ويفرقون بين المسائل الظاهرة والمسائل التي تخفى".

أقول : كذبت وفجرت كعادتك ، أهل السنة برءاء مما نسبته إليهم براءة الذئب من دم نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام ، فمن المقرر شرعا عند أهل السنة أن الذي وقع في مكفّر قوليّ أو فعليّ لا يحكم على قائله أو فاعله بالكفر حتى تقام عليه الحجة وتُبيَّن له المحجة وهذا الذي درج عليه علماء السنة والتوحيد، ولا يلزم تكفير المطلق تنزيله على المعين حتى تتوفّر في حقّه شروط التكفير وتنتفي موانعه، سواء أكان ذلك في المسائل الظاهرة أو في المسائل الخفية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله".... فقد تبين أن هذا القول كفر ، ولكن تكفير قائله لا يحكم به حتى يكون قد بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة التي يكفر تاركها [2]"
وقال أيضاً غفر الله له: "وحقيقة الأمر أن القول قد يكون كفراً ، فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال : من قال كذا فهو كافر ، لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفرة حتى تقوم عليه الحجة التي كفر تاركها [3]"
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "ومسألة تكفير المعين ، مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً ، فيقال من قال بهذا القول فهو كافر، ولكن الشخص المعين إذا قال ذلك ، لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها [4]"
وقالا حسين وعبد الله ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله: "وقد يحكم بأن أهل هذه القرية كفار حكمهم حكم الكفار ولا يحكم بأن كل فرد منهم كافر بعينه".[5]
وقال الشيخ سليمان بن سحمان : "ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة، إذا قال قولاً يكون القول به كفراً فيقال : من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها".[6]
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وبهذا يعلم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافرا ً؛ أو فاسقاً ؛ إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق ، أو وجود مانع شرعي يمنع منه" .[7]
وما رأيك ياأيها الغبي البليد في إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله لم يكفّر أعيان ولاة أمره وقضاة وعلماء بلده وقد قالوا بخلق القرآن بل كانوا يدعون إلى هذا الضلال والانحراف بكل ما أوتوا وذلك ولم يكفّرهم لأجل جهلهم وتأويلهم بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ،وكان يدعوا لهم بالصلاح ونحو ذلك ما يراه لأمثالهم من الأئمة.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول للحلولية :"لو قلت بقولكم لكفرت وأنتم عندي لا تكفرون ، لأنكم جهال.
قال شيخ اﻹسﻼم رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى"(7/507 ـ 508): إن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفّره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة، لم يكفرهم وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الإتمام في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم، وإن لم يعلموا هم أنه كفر، وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان، فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا جهالاً مبتدعين وظلمة فاسقين" أ.هـ.
وقال غفر الله له : "ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراً ، لأني أعلم أن قولكم كفر ، وأنتم عندي لا تكفرون ، لأنكم جهال [8]"
وقال رحمه الله: وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة لكن ما كان يكفر أعيانهم فإن الذى يدعو إلى القول أعظم من الذى يقول به والذى يعاقب مخالفه أعظم من الذى يدعو فقط والذى يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية إن القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس إلى ذلك.
ويمتحنونهم ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية أن القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال لا لمن يقول ذلك
ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطؤوا وقلّدوا من قال لهم ذلك".[9]اهـ
وقال رحمه الله : وإذا عُرِفَ هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إِلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول ، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر ، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين.[10]
وقال فيمن قال ببعض مقالات الباطنية جاهلاً ولم تقم الحجة عليه: "فهذه المقالات هي كفر لكن ثبوت التكفير في حق الشخص المعين موقوف على قيام الحجة التي يكفر تاركها، وإن أطلق القول بتكفير من يقول ذلك، فهو مثل إطلاق القول بنصوص الوعيد مع أن ثبوت حكم الوعيد في حق الشخص المعين موقوف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه .[11]
ويقول رحمه الله :"إن تكفير المعين وجواز قتله موقوفاً على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها ، وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر.[12]


قول الحدادي الغبي الجهول :" فأهل السنة يكفرون من قال الكفر أو فعله في المسائل الظاهرة لافي المسائل الخفية ولاينظرون إلى قصده-أي: في تكفيره- ".
أقول : اعتبار القصد في التكفير معتبر عند أهل السنة السلفيين لا كما افتريته عليهم ياأيها الكذّاب البليد،
فالذي قال أو فعل الكفر ولا يقصد هذا الفعل أو القول –ولم أقل يقصد الكفر فتنبه- فلا يكفّر بحال من الأحوال أما عند الحدادية الخوارج فهذا أمر آخر.
وسأبيّن للعقلاء الشرفاء أنك لا تحسن الكلام في هذا المسائل العظيمة وأنك متناقض في تقعيداتك الفاجرة.
قال عبد الله الغامدي الجهول في مقال عنونه بــــ"فوائد في العذر بالجهل والتكفير":" يشترط للتكفير قصد القول المكفر أوالفعل المكفر ولايكون مما جرى على لسانه دون قصد .".
قلت : وقد نص أهل السنة على أنه لا يكفّر من صدر منه الكفر القولي أو الفعلي على وجه الخطأ من غير قصد ، فالذي يرمي المصحف مثلا ويظن أنه كتاب لا يمتّ بصلة بالكتب الدينية فلا يكفر بحال من الأحوال أما عند هؤلاء الضلال فشيء آخر.
وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله فلو قدر أنه سجد قدّام وثن ، ولم يقصد بقلبه السجود له ، بل قصد السجود لله بقلبه : لم يكن ذلك كفرا-وإن رغمت أنوف الخوارج-.
ومن أغلق عليه فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو من غير قصد ونحو ذلك ، فإنه غير مؤاخذ به دل على ذلك ما رواه البخاري (6309) ومسلم (2747) عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه ، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه ، و عليها طعامه و شرابه فأيس منها ، فأتى شجرة ، فاضطجع في ظلها ، قد أيس من راحلته . فبينما هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح.
ويدل لهذا الشرط قوله تعالى: {ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم}. [سورة الأحزاب آية: 5] ،
وقوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [سورة البقرة آية: 286] وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الله تعالى قال عند هذه الآية (قد فعلت)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وما وقع من لفظ أو حركة – بغير قصد القلب وعمله – فإنه لا يؤاخد به.[13]
وقال رحمه الله :" وأما إذا كان يعلم ما يقول : فإن كان مختارا قاصدا لما يقوله : فهذا الذي يعتبر قوله.[14]
وقال أيضا :" وما كان كفرا من الأعمال الظاهرة – كالسجود للأوثان وسب الرسول – ونحو ذلك – فإنما ذلك لكونه مستلزما لكفر الباطن ، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ، ولم يقصد بقلبه السجود له ، بل قصد السجود لله بقلبه : لم يكن ذلك كفرا.[15]
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : فإذا اجتمع القصد و الدلالة القولية أو الفعلية ترتب الحكم ، هذه قاعدة الشريعة ، و هي من مقتضيات عدل الله و حكمته و رحمته ، فإن خواطر القلوب و إرادة النفوس لا تدخل تحت الاختيار ، فلو ترتبت عليها الأحكام لكان في ذلك أعظم حرج و مشقة على الأمة ، و رحمة الله و حكمته تأبى ذلك ، و الغلط و النسيان و السهو و سبق اللسان بما لا يريده العبد بل يريد خلافه و التكلم به مكرها و غير عارف لمقتضاه ، من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه ، فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة و أصابها غاية التعب و المشقة ، فرفع عنها المؤاخذة بذلك كله حتى الخطأ في اللفظ من شدة الفرح و الغضب ، و السكر كما تقدمت شواهده ، و كذلك الخطأ و النّسيان و الإكراه و الجهل بالمعنى ، و سبق اللسان بما لم يرده ، و التّكلّم في الإغلاق و لغو اليمين ، فهذه عشرة أشياء لا يؤاخذ الله بها عباده بالتكلم في حال منها لعدم قصده و عقد قلبه الذي يؤاخذ به.[16]
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" الشرط الثاني-أي:من شروط التكفير-: أن يكون الشخص مريدا لما قال من كلمة الكفر، أو لما فعل، فإن كان مكرها أو سبق لسانه على قول كلمة الكفر فإنه لا يكفر، ودليل ذلك قوله تعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [النحل:106]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم -وذكر أنه- كان على راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها فضاعت عنه وجعل يطلبها ولم يجدها ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فبينما هو كذلك استيقظ وخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذ به فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) كلمة: أنت عبدي وأنا ربك، كفر لكن هل قصدها؟ لا. وإنما سبقت على لسانه، إذا لابد من هذين الشرطين، العلم، والثاني: الإرادة والقصد، فإن لم يرد ولم يقصد فلا.
وكتبه :عبد الحميد الهضابي
27 / 11 / 1435






[1] ـ من مقال عنونه بـ "المنتقى من أقوال العلامة إسحاق بن عبد الرحمن في كتابه: " تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة "".
[2] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (11/413)
[3] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (23/345)
[4] ـ "الدرر السنية"(8/244)
[5] ـ "مجموعة الرسائل والمسائل"(1/44)
[6] ـ "الدرر السنية"(8/244)
[7] ـ "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى"ص(92)
[8] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (23/326)
[9] ـ "مجموع الفتاوى"(12 /488 ـ 489)
[10] ـ "مجموعة الرسائل و المسائل" ( 3 / 348 )
[11] ـ "بغية المرتاد"( ص :353 )
[12] ـ " الرد على البكري" (258) و" مجموع الفتاوى " (12/500) و " مجموعة الرسائل " (4/382)
[13] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (14/ 116)
[14] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (14 / 118)
[15] ـ "مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (14/120)
[16] ـ إعلام الموقعين ( 3 / 105 ـ 106 )

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الحلقةالثانية, الغامدي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013