منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 Sep 2010, 12:23 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي °° النقل المأمون لحكم قاذف عائش المصون وأنه كافر مغبون °°

قال العلامة ابن القيم في مقدمة الكافية الشافية:

" وما أحب جهاد المبتدعة بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن، وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان ." اهـ بتصرف





بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد هو سبحانه وتعالى أنه {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي ختم به أنبياءه وهدى به أولياءه ونعته بقوله في القرآن الكريم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ},(1)
هذا وقد اختار الله لصحبته عليه السلام وتلقي الشريعة عنه قوما هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم فشرَّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصَّهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه وسماع حديثه من فمه الشريف وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وقد بلَّغوا رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام ولهم مثل أجور من بعدهم لأنهم الواسطة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه .
وولهذا أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة وحسبهم ذلك فضلا وشرفا.
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .

وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.

قال ابن الجوزي: ((وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور)) (زاد المسير: 4/204).
وقال الشيخ العباد حفظه الله في رسالته عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم : :
"وفي قوله –سبحانه-في حق الصحابة الكرام –رضي الله عنهم {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} أخطر حكم ، وأغلظ تهديد ، وأشد وعيد في حق من غيظ بأصحاب رسول -الله صلى الله عليه وسلم- أو كان في قلبه غل لهم." اهـ

وقال الله تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

والحسنى: الجنة. قال ذلك مجاهد وقتادة (تفسير ابن جرير: 27/128. دار المعرفة بيروت ط الراعبة 1400 هـ).
واستدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعاً من أهل الجنة لقوله عز وجل: {وكلا وعد الله الحسنى} (الفصل: 4/148، 149. ط).

وقال تعالى في بيان مصارف الفيء: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ والَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ والَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} .

قال العلامة عبد المحسن العباد في رسالته الآنفة الذكر:
هذه ثلاث آيات من سورة الحشر الأولى منها في المهاجرين والثانية في الأنصار والثالثة في الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار مستغفرين لهم سائلين الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم
وليس وراء هذه الأصناف الثلاثة إلا الخذلان والوقوع في حبائل الشيطان ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير بشأن بعض هؤلاء المخذولين: "أمروا أن يستغفروا لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فسبُّوهم" أخرجه مسلم في أواخر صحيحه .اهـ

وقال النووي في شرحه بعد ذكر آية الحشر: "وبهذا احتج مالك في أنه لا حق في الفيء لمن سب الصحابة رضي الله عنهم لأن الله إنما جعله لمن جاء من بعدهم يستغفر لهم".اهـ

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "وما أحسن ما استنبط الإمام مالك من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.اهـ

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((الناس على ثلاث منازل، فمضت منزلتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. قال: ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين} إلى قوله: {رضوانا} فهؤلاء المهاجرون. وهذه منزلة قد مضت {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} إلى قوله: {ولو كان بهم خصاصة}. قال: هؤلاء الأنصار. وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم} إلى قوله: {ربنا إنك رءوف رحيم} قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. يقول: أن تستغفروا لهم))
(الصارم المسلول: 574، والأثر رواه الحاكم 2/3484 وصححه ووافقه الذهبي).

وقال أبو نعيم الأصبهاني: ((فمن أسوأ حالاً ممن خالف الله ورسوله وآب بالعصيان لهما والمخالفة عليهما. ألا ترى أن الله تعالى أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يعفو عن أصحابه ويستغفر لهم ويخفض لهم الجناح، قال تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} (سورة آل عمران: 159). وقال: {واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين} (سورة الشعراء: 215). فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم. لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والإسلام والمسلمين))اهـ من كتابه (الإمامة: ص 375-376. لأبي نعيم تحقيق د. علي فقهي، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة ط1 عام 1307 هـ).

وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم، وقد علم أنهم سيقتتلون)) (الصارم المسلوم: 574. وانظر منهاج السنة 2/14 والأثر رواه أحمد في الفضائل رقم (187، 1741) وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسب الحديث لابن بطة منهاج السنة 2/22).

وقال الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً} (سورة الفتح: 18).

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كنا ألفا وأربعمائة (صحيح البخاري: كتاب المغازي -باب عزوة الحديبية- حديث [4154] فتح الباري: 7/507. طبعة الريان).

أما من السنة المطهرة فما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والله أعلم ذكر الثالث أم لا. وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: " القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث" .

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم".

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( آية الإيمان حب الأنصار وآية المنافق بغض الأنصار ) أنظر حديث رقم : 15 فى صحيح الجامع.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لاتسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) متفق عليه. (2)

ولا يعكر على هذا كون الخطاب توجه لبعض الصحابة فلا يتعدى لغيرهم إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

وفي هذا المعنى قال أبو المعالي محمود شكري الآلوسي في شرح مختصر النخبة ص134:
"لأن المعنى لايسب غير أصحابي أصحابي, ولا يسب بعضكم بعضا".اهـ
هذا ولقد عرف علماء السنة فضلهم وفضائلهم وسابقتهم فتتابعوا في التأليف في بيان فضائلهم والذب عنهم فمما ألف في هذا الشأن:

*" الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" لأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر طبع بدار الفكر – دمشق.
* "الروض الأنيق في فضل الصديق" لشمس الدين محمد بن أحمد المنهاجي الأسيوطي (المتوفى : 880هـ).
* " محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر"بن ليوسف بن حسن بن عبد الهادي المبرد (المتوفى : 909هـ) طبع في الجامعة الإسلامية بتحقق : عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن في 3 مجلدات.
* "الغرر في فضائل عمر " لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ).
*" إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل " لـزين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي (المتوفى : 1031هـ) طبع بدار ابن القيم، الدمام، المملكة العربية السعودية، دار ابن عفان، القاهرة، مصر.
* " تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق" علي بن بلبان المقدسي أبو القاسم طبعة : دار ابن كثير , مكتبة دار التراث - دمشق , المدينة المنورة بتحقيق : محيي الدين مستو.
* " مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية" فضيلة الشيخ رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي.
*" الانْـتِصار لِكتَابِ العَزيز الْجبَّار ولأصحابِ مُحَمَّد الأَخْيار " للعلامة رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي.
*" الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي" للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر.
* " عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام" للشيخ عبد المحسن العباد .
* "الدفاع عن الصحابي أبي بكرة ومروياته" للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر نشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية.
* " فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة " للشيخ عبد المحسن العباد.
* "أغلو في بعض القرابة وجفاء في الأنبياء والصحابة" للعلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر طبع:دار المغني، الرياض، المملكة العربية السعودية.
* " تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب" للشيخ حمود بن عبد الله التويجري نشر الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.

ثم ليعلم أن ظاهرة سب الصحابة رضوان الله عليهم لم تكن وليدة اليوم ولا الأمس القريب وإنما تفشت وظهرت على حيز الوجود منذ مؤازرة ومناصرة أولئك الأخيار الأطهار للمصطفى عليه الصلاة والسلام وإن الطعن في الصحابة طعن في النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث أنهم لم يستطيعوا الطعن في النبي صلى الله عليه وآله وسلم صراحة لئلا ينكشف أمرهم فعمدوا إلى تشويه سيرة أصحابه وتسويد صحائفهم البيضاء النقية ووضع المثالب فيهم ليقال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل سوء ومن أجل ذلك صاحب أولئك الأشرار على حد زعمهم وان الذين يقودون حملة سب الصحابة قديماً أو حديثاً ما هم إلا أراذل الناس عقلاً ودينا.ً



ومن المكابرة أن يزعم أولئك الطاعنون في الصحابة أنهم مسلمون مع أنهم يرمون زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكبيرة الزنا , و يزعمون أن صحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هي إلا استتار لتحقيق مأربهم المادية والكيدية وبدعوته صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد أجمع علماء الإسلام على أن الصحابة عدول لا يجوز للمسلم أن ينتقصهم و كذا أجمعوا على أن متنقصهم فاسق عاصٍ ولنورد طائفة يسيرة ومجة من لجة من أقوالهم المأثورة.


فمن ذلك ما قاله الإمام أحمد رحمه الله: «إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصّحابة بسوءٍ فاتَّهمه على الإسلام».
البداية و النهاية (8/142)، و انظر المسائل و الرسائل المروية عن أحمد في العقيدة الأحمدية للأحمدي (2/363-364)، و كذلك شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة (7/1252) للالكائي رحمه الله، وتاريخ ابن عساكر (59/209).

قال الإمام مالك أيضاً: «الذي يشتم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس له نصيب في الإسلام».
السنة للخلال (3/493).

وقال أيضا عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة: «إنّما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يُقال رجل سوء، و لو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحون».
الصارم المسلول (ص580).

و قال أبو زُرعة الرازي رحمه الله: «فإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنّه زنديق. و ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، و القرآن حق، و إنما أدّى إلينا هذا القرآن و السنة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، و إنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب و السنة. و الجَّرْحُ بهم أولى و هم زنادقة».
الكفاية للخطيب البغدادي (97).

قال علي بن سلطان القاري الحنفي: «و أما من سبَّ أحداً من الصحابة فهو فاسق و مبتدع بالإجماع، إلا إذا اعتقد أنه مباح، كما عليه بعض الشيعة و أصحابهم، أو يترتب عليه ثواب، كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة و أهل السنة، فإنه كافر بالإجماع»اهـ من كتابه"شم العوارض في ذم الروافض".

و قال القاضي أبو يعلى الحنبلي: «من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف. و قد حكى الإجماع على هذا غير واحد، و صرّح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم».
و قال بشر بن الحارث: «من شتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كافرٌ، و إن صام و صلّى و زعم أنه من المسلمين». الشرح والإبانة للإمام ابن بطة ص (162).

و قال الإمام السّرَخْسي الحنفي في أصوله عن الصحابة: «فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب». أصول السرخسي (2/134).

و قال إمام الشام الأوزاعي (و هو من كبار التابعين): «من شتم أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقد ارتد عن دينه و أباح دمه»
الشرح والإبانة ص (161).

و سُئِلَ الإمام أحمد عن رجُلٍ انتقص معاوية و عمرو بن العاص، أيقال له رافضي؟ فقال: «إنه لم يجترىء عليهما إلا و له خبيئة سوء. ما انتقص أحدٌ أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا له داخلة سوء. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس قرني»
السنة للخلال (2\447)، و كذلك رواه ابن عساكر في تاريخه (59/210).

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن رجل سبّ رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أرى أن يُضرب. فقلت: له حد؟ فلم يقف على الحد إلا أنه قال: يُضرب و ما أراه على الإسلام».
رواه اللالكائي في أصول أهل السنة (7/1266).

و قال الإمام أحمد رحمه الله: «و من انتقص أحداً من أصحاب رسول الله أو أبغضه لحدث كان منه أو ذكر مساويه، كان مبتدعاً حتى يترحم عليهم و يكون قلبه لهم سليماً».
مناقب أحمد لابن الجوزي (210).

قال إبراهيم بن ميسرة: «ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط، إلا إنساناًَ شتم معاوية فضربه أسواطاً».
رواه اللالكائي في أصول أهل السنة (7/1266).

و قال أبو بكر المروذي للإمام أحمد بن حنبل: «أيما أفضل، معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟». فقال: «معاوية أفضل! لسنا نقيس بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خير الناس قرني الذي بعثت فيهم». السنة للخلال (2\434) , و قد روي مثل هذا عن كثير من الأئمة و التابعين كالمعافى و أبي أسامة. السنة للخلال (2\435).

قيل للحسن - رضي الله عنه -: «يا أبا سعيد، إن هاهنا قوماً يشتمون أو يلعنون معاوية و ابن الزبير». فقال: «على أولئك الذين يلعنون، لعنة الله». رواه ابن عساكر في تاريخه (59/206).

و جاء رجل إلى الإمام أبي زُرعة الرازي فقال: «يا أبا زرعة، أنا أبغض معاوية». قال: لم؟ قال: «لأنه قاتل علي بن أبي طالب». فقال أبو زرعة: «إن رَبَّ معاوية ربٌّ رحيم. و خَصْمُ معاوية خصمٌ كريم. فما دخولك أنت بينهما رضي الله عنهم أجمعين؟!». رواه ابن عساكر في تاريخه (59/141)، و ذكره إبن حجر في فتح الباري (13\ص86).

و لذلك أمر الإمام أحمد بهَجرِ من ينتقص معاوية حتى لو كان من ذوي الرّحِم. فقد سأل رجل الإمام أحمد: «يا أبا عبد الله، لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية، و ربما اختلفا معه». فقال أحمد مبادرا «لا تأكل معه». السنة للخلال (2\448).

و لعلّ أروع مقالة في الباب هي قول العبد الصالح عمر بن عبد العزيز، لمّا سأله بعضهم عن أحداث تلك الفتنة، قال: «تلك دماءٌ قد سَلِمَتْ منها أيدينا، فلا نُلطِّخَ بها ألسِنتُنا».(3)

وهذه بعض الكتب والجهود التي صنفت وكتبت في حكم من سب الصحابة فنذكر منها:

1 - رسالة النهي عن سب الصحابة لمحمد بن سحنون التنوخي وانظر ( ترتيب المدارك ) 4 / 207.
2 - النهي عن سب الأصحاب وما جاء فيه من الإثم والعقاب للضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي.
3 - تنبيه الولاة والحكام على أحكام شاتم خير الأنام ، أو أحد أصحابه الكرام عليهم الصلاة والسلام لابن عابدين .
4 - الصواعق المحرقة لإخوان الشياطين أهل الابتداع والضلال الزندقة ، لابن حجر الهيتمي .
5 - حكم من سب أحدا من الصحابة للشوكاني .
6 - السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول للقاضي عياض.
7 - السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول لتقي الدين السبكي.
8 - الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين للمؤيد يحيى بن حمزة الطالبي ت 745.
9-وكتب محمود شكري الألوسي المتوفى سنة [ 1342 هجري ] : ( صب العذاب على من سب الأصحاب ) ذكرها له في الإعلام [ 7 / 173 ] وقد طبعت مؤخرا .
10-( الصارم القرضاب في نحر من سب أكارم الأصحاب ) لعثمان بن سند.
11 -( إلقام الحجر لمن زكى ساب أبي بكر وعمر ) للسيوطي. وغيرها

وأما من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه ، فقد أجمع العلماء أنه يكفر وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد من الأئمة.
قال القاضي أبو يعلي : (( من قذف عائشة رضي الله عنها بما براها الله منه كفر بلا خلاف )) .اهـ
هذا لكونه قد كذب صريح القرآن الذي نزل بحقها , وهو بذلك كافر قال تعالى في حديث الإفك بعد أن برأها الله منه : { يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين } . فمن عاد لذلك فليس بمؤمن .

وروي عن مالك : (( من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل . قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن )) . ( الصارم المسلول ص 566 ) .
وقال ابن شعبان في روايته ، عن مالك : (( لأن الله تعالى يقول : { يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا إن كنتم مؤمنين } فمن عاد فقد كفر )) . ( الشفا 2 / 1109 ) .

ومن الأدلة الصريحة الصحيحة الدالة على كفر من رمى أم المؤمنين بالفاحشة زيادة على ما مر:
أولا :
ما استدل به الإمام مالك ، أن في هذا تكذيبا للقرآن الذي شهد ببراءتها ، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر .
قال الإمام ابن كثير : (( وقد اجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه يكفر ، لأنه معاند للقرآن )) . ( راجع تفسير ابن كثير 3 / 276 ، عند تفسير قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات . . . } ) .
وقال ابن حزم - تعليقا على قول الإمام مالك السابق كما في( المحلى 11 / 15 )- : (( قول مالك هاهنا صحيح ، وهي ردة تامة ، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها )) . وينظر أيضا «المُحَلَّى» لابنِ حَزْمٍ (13/504)، و«أحْكامُ القُرْآنِ» لابنِ العَرَبِيِّ (3/1356)، و«الشِّفاءُ» للقَاضِي عِيَاضٍ (2/267) .
ثانيا :
إن فيه إيذاء وتنقيصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، من عدة وجوه ، دل عليها القرآن الكريم ، فمن ذلك :
إن ابن عباس رضي الله عنهما فرق بين قوله تعالى { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء } وبين قوله { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات } ، فقال عند تفسير الآية الثانية : (( هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهي مبهمة ليس توبة ، ومن قذف أامرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة . . . إلى آخر كلامه . . . قال : فهم رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسر )) . ( انظر ابن جرير 18 / 83 ، وعنه ابن كثير 3 / 277 ).
ثالثا:
أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر ، حيث قال عز وجل : { الخبيثات للخبيثين .. } .
قال ابن كثير : (( أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا ، ولهذا قال تعالى { أولئك مبرءون مما يقولون } أي عما يقوله أهل الإفك والعدوان )) . ( ابن كثير 3 / 278 ) .

جاء في الدرر السنية(450/ 8):
"وأما حكم الرافضة - فيما تقدم -، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، في الصارم المسلول: ومن سب الصحابة أو أحداً منهم، واقترن بسبه أن جبرئيل غلط في الرسالة، فلا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في كفره.
ومن قذف عائشة فيما برأها الله منه، كفر بلا خلاف."أهـ (4)

وقال الشيخ أبا بطين كما في الدرر السنية(402/10):
"ومن قذف عائشة كفر، ومن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه، كفر إجماعا.اهـ

قال العلامة ابن عثيمين في شرح لمعة الاعتقاد(53):
" قذف عائشة بما برأها الله منه كفر، لأنه تكذيب للقرآن وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم: أصحهما أنه كفر، لأنه قدح في النبي، صلى الله عليه وسلم، فإن الخبيثات للخبيثين ." (5)
مسألة:

وهل تعتبر سائر زوجات الرّسول صلى الله عليه وسلم كعائشة ؟ فيه قولان :
أحدهما : أنّه كسابّ غيرهنّ من الصّحابة.
الثّاني : أنّه من قذف واحدة من أمّهات المؤمنين فهو كقذف عائشة ، وذلك لأنّ هذا فيه عار وغضاضة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأذى له أعظم من أذاه بنكاحهنّ بعده قال تعالى : «إنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه لَعَنَهم اللَّهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ»
واختار الثّاني جمهور العلماء , هذا من حيث الإجمال.
أما من حيث تفصيل الأقوال ونسبتها لأصحابها .
فقد قال الحنفية والحنابلة في الصحيح واختاره ابن تيمية : إنهن مثلها في ذلك . واستدل لذلك بقوله تعالى : { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم } . والطعن بهن يلزم منه الطعن بالرسول والعار عليه , وذلك ممنوع .
والقول الآخر وهو مذهب للشافعية والرواية الأخرى للحنابلة : إنهن - سوى عائشة - كسائر الصحابة , وسابهن يجلد , لأنه قاذف . أما ساب الخلفاء فهو لا يكفر , وتوبته مقبولة .
ومما يدل على أن قذفهن أذى للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما أخرجه الشيخان في صحييهما في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : (( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي سلول )) ، قالت : (( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر - : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي . . )) كما جاء في الصحيحين .
فقوله : (( من يعذرني )) أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من اذاه في أهل بيتي ، والله أعلم .
فثبت انه صلى الله عليه وسلم قد تأذى بذلك تأذيا استعذر منه .
وقال المؤمنون الذين لم تأخذهم حمية : (( مرنا نضرب أعناقهم ، فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم )) ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على سعد استأمره في ضرب أعناقهم . انتهى من من الصارم المسلول ص 47 .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في الرد على الرافضة 25-26:
"ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، لما صح ذلك عنه ، فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي . { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا } . . فأين أنصار دينه ليقولوا له : نحن نعذرك يا رسول الله. " اهـ

خــاتــمة


ولما رأيت عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن من العلماء والأقران والخلان وقد لبسوا للحرب لأمته، وأعدوا له عدته، وأخذوا مصافهم ووقفوا مواقفهم أمام عساكر الشيطان من الرافضة وأذنابهم ، وقد حمي الوطيس ودارت رحى الحرب واشتد القتال وتنادت الأقران: النزال النزال، فلم أرض أن أكون في الملجأ والمغارات، والمدخل مع الخوالف كمين, وإذا ساعد القدر و جاء العزم على الخروج أكون كمن قعد فوق التل مع الناظرين، ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه إني معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين، (6) فرأيت أن أتطفل بجهد مقل كليل وبضاعة مزجاة على بعض القبسات النيرات من أقوال أهل العلم الثقات فأجمعها في هذه الأسطر القليلات التي أسال الله أن تكون لي في الميزان يوم الحسرات والله أعلم بالنيات , وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



جمعه أخوكم / أبو الفضل لقمان الجزائري


_ عفا الله عنه_


الهـوامــش
________________________________________
(1) من مقدمة منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية.
(2) بواسطة رسالة العلامة العباد المسماة :عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , مع إضافات عديدة.
(3) "شبهات الرافضة" مع إضافات وزيادات .
(4) وكذا (411/ 10) من المصدر نفسه.
(5)ينظر كتاب "نواقض الإيمان القولية والعملية " لعبد العزيز اللطيف و رسالة"تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة" لأحد إخواننا بتقديم الشيخ الفوزان وكذا الشرح الممتع(438/14) وغيرها.
(6) من مقدمة الكافية الشافية المعروفة بنونية ابن القيم بتصرف.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 04 Nov 2010 الساعة 11:34 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Sep 2010, 10:40 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

ما أروع مشاركتك يا لقمان

جزاك الله خيرا و عصمك من الفتن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Sep 2010, 10:58 AM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

زادك الله من فضله يا أبا الفضل.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 Sep 2010, 11:47 AM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

رفع الله قدرك وذب عنك أخي الكريم
جزاك الله خيرا .. مقال طيب وكلام موفق.


" إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 Sep 2010, 12:24 PM
عبد الرحيم المسيلي عبد الرحيم المسيلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 53
افتراضي

وفقك الله أخي لقمان إلى كل خير .
أخوكم .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 Sep 2010, 04:53 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

عرضي دون عرضها ونفسي دونها

ورب السماء لهي أحب إلينا من أمهاتنا وأخواتنا ونساء زماننا

فلو سافر أحدهم في نصرتها والذب عنها والقيام ببعض حقوقها لأرض خراسان وأصبهان لكانت سفرته الرابحة ولو بذل في ذلك نفسه وماله لكانت صفقته الراجحة.

"
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 24 Sep 2010 الساعة 03:38 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 Sep 2010, 03:25 PM
أبو عبد الله مزيان المشدالي أبو عبد الله مزيان المشدالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 41
افتراضي

أحسَنتَ جزَاك الله خيْرا.
لو توضع مشاركتك هذه في ملف pdf [مُنسَّقة و مُرتَّبة]
جزاكم الله خيرا

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله مزيان المشدالي ; 16 Sep 2010 الساعة 03:32 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 Sep 2010, 06:33 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم .
أما طلب الأخ مزيان فلعل بعض الإخوة يقوم به لأنه لا علم لي بهذه التقنيات.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 24 Sep 2010 الساعة 09:50 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 Sep 2010, 10:47 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

بارك الله فيك يا لقمان، ورزقك الحكمة و الإيمان، ومتٌَعك يوم القيامة بالحور الحسان.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 Sep 2010, 11:12 AM
أبو عبد الباري ياسين الإليثني أبو عبد الباري ياسين الإليثني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الباري ياسين الإليثني
افتراضي

باك الله فيكم و جزاكم خيرا
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24 Sep 2010, 02:57 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا لقمان، ورزقك الحكمة و الإيمان، ومتٌعك يوم القيامة بالحور الحسان.
وفيكم بارك الله شيخنا الكريم ونفعنا الله بعلومكم وجهودكم
ولكم بالمثل وزيادة.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 24 Sep 2010 الساعة 03:37 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 Sep 2010, 11:06 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في جلاء الأفهام في بيان تواضعها لربها رضي الله عنها وأرضاها(183):
"ومن خصائصها: أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبرائتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنها من الطيبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها, ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها, ولا خافضاً من شأنها، بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها، وأعظم شأنها، وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء, فيا لها من منقبة ما أجلها.
وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله بها.
فهذه صديقة الأمة، وأم المؤمنين، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي تعلم أنها بريئة مظلومة، وأن قاذفيها ظالمون لها، مفترون عليها، قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها، فما ظنك بمن صام يوماً أو يومين أو شهراً وشهرين، وقام ليلة أو ليلتين، وظهر عليه شيء من الأحوال، ولاحظوا أنفسهم بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات، وأنهم ممن يتبرك بلقائهم، ويغتنم صالح دعائهم، وأنهم يجب على الناس احترامهم، وتعظيمهم وتعزيرهم، وتوقيرهم, فيتمسح بأثوابهم، ويقبل ثرى أعتابهم، وأنهم من الله بالمكانة التي ينتقم لهم لأجلها ممن تنقصهم في الحال، وأن يؤخذ ممن أساء الأدب عليهم من غير إمهال، وأن الإساءة عليهم ذنب لا يكفره شيء إلا رضاهم، ولو كان هذا من وراء كفاية لهان، ولكن من وراء تخلف, وهذه الحماقات والرعونات نتائج الجهل الصميم، والعقل غير المستقيم, فإن ذلك إنما يصدر من جاهل معجب بنفسه، غافل عن جرمه وذنوبه، مغتر بإمهال الله له عن أخذه بما هو فيه من الكبر والإزراء على من لعله عند الله خير منه.
نسأل الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة، وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله أن يكون عند نفسه عظيما وهو عند الله حقيراً."اهـ كلامه .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 Oct 2010, 10:41 PM
عبدالرحمان ابن داود الجزائري عبدالرحمان ابن داود الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: العاصمة الجزائرية
المشاركات: 25
افتراضي

تلبية لطلب الأخ أبو عبد الله مزيان المشدالي لقد قمت بوضع مشاركة الأخ أبو الفضل لقمان الجزائري على شكل pdf
و هاهو رابط التحميل



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمان ابن داود الجزائري ; 28 Oct 2010 الساعة 10:52 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04 Nov 2010, 11:26 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عائشة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013