منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الأســـــــــــرة والصحــــــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Mar 2011, 12:14 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي لو استعمل الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والأسقام -متجدد إن شاء الله-

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

{يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الذي تساءلون له والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وبعد:

فهل نظرت يا عبد الله كيف كان عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتصاده في الأكل وزهده أم لا؟

1.فعن مالك بن دينار – رضي الله عنه – قال: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز قط، ولا لحم إلا على ضَفَفٍ).
قال مالك – رحمه الله -: سألت رجلا من أهل البادية ما الضفف؟ قال: أن يتناول مع الناس.
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -: إسناده مرسل صحيح.
2.وعن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: (ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل ما يملأ بطنه).
الدقل: رديء التمر
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -: أخرجه مسلم في "الزهد" برقم 2977
3.وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنْ كنا آل محمد نمكث شهرا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء).
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:أخرجه مسلم في "الزهد" برقم 2272.
إلى غير ذلك من الأحاديث وذكرت هذا حتى يعرف المرء حال نبيه عليه الصلاة والسلام، وحالنا اليوم.

وسأذكر هنا حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم يعتبر أصلا جامعا لأصول الطب كلها.

فعن المقداد بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن.[1]

قال ابن رجب – رحمه الله -عند شرحه لهذا الحديث: هذا الحديث خرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث يحي بن جابر الطائي عن المقدام، وخرجه النسائي من هذا الوجه ومن وجه آخر من رواية صالح بن يحي بن المقدام عن جده، وخرجه ابن ماجه من وجه آخر عنه وله طرق أخرى.

وقد روي هذا الحديث مع ذكر سببه، فروى أبو القاسم البغوي في "معجمه" من حديث عبد الرحمن بن المرقَّع، قال: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وهي مخضرة من الفواكه، فواقع الناس الفاكهة، فمغثتهم الحمى، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبرِّدوا الماء في الشِّنان، فصبُّوها عليكم بين الصلاتين) يعني المغرب والعشاء، قالك ففعلوا ذلك، فذهبت عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يخلق الله وعاء إذا ملئ شرا من بطن، فإن كان لا بد، فاجعلوا ثلثا للطعام، وثلثا للشراب، وثلثا للريح).[2]

وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها. وقد روي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في "كتاب" أبي خيثمة، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة. وإنما قال هذا؛ لأن أصل كل داء التخم، كما قال بعضهم: أصل كل داء البَرَدة – أي التخمة -، وروي مرفوعا ولا يصح رفعه.[3]

وقال الحارث بن كَلَدَة طبيب العرب: الحِمْية رأس الدواء، والبِطنة رأس الداء، ورفعه بعضهم ولا يصح أيضا.[4]

وقال الحارث أيضا: الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية، إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام.

وقال غيره: لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم؟ قالوا: التخم.

فهذا بعض منافع تقليل الغذاء، وترك التملي من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته.

وأما منافعه بالنسبة للقلب وصلاحه، فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك.

قال الحسن: يابن آدم كل ثلث بطنك، واشرب في ثلث، ودع ثلث بطنك يتنفس لتتفكر.

وقال المروذي: جعل أبو عبد الله: يعني أحمد يعظِّم أمر الجوع والفقر، فقلت له: يؤجر الرجل في ترك الشهوات، فقال: وكيف لا يؤجر، وابن عمر يقول: ما شبعت منذ أربعة أشهر؟ قلت لأبي عبد الله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع؟ قال: ما أرى.

وروى المروذي عن أبي عبد الله قول ابن عمر هذا من وجوه، فروى بإسناده عن ابن سيرين، قال: قال رجل لابن عمر: ألا أجيئك بجوارش؟قال: وأي شيء هو؟ قال: شيء يهضِم الطعام إذا أكلته، قال: ما شبعت منذ أربعة أشهرن وليس ذاك لأني لا أقدر عليه، ولكن أدركت أقواما يجوعون أكثر مما يشبعون.[5]

وبإسناده عن نافع، قال: جاء رجل بجوارش إلى ابن عمر، فقال: ما هذا؟ قال: جوارش: شيء يُهضَم به الطعام، قال: ما أصنع به؟ إني ليأتي علي الشهر ما أشبع فيه من الطعام.[6]

وبإسناده عن رجل قال: قلت لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن رقت مضغتك، وكبر سنك، وجلساؤك لا يعرفون لك حقك ولا شرفك، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم، قال: ويحك، والله ما شبعت منذ إحدى عشرة سنة، ولا اثنتي عشرة سنة، ولا ثلاث عشرة سنة، ولا أربع عشرة سنة مرة واحدة، فكيف بي وإنما بقي مني كظمء الحمار.[7]

وبإسناده عن عمرو بن الأسود العنسيأنه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر.[8]

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع" بإسناده عن نافع عن ابن عمر قال: ما شبعت منذ أسلمت.[9]

وروى بإسناده عن محمد بن واسع، قال: من قل طُعمُه، فهم وأفهم، وصفا ورق، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد.[10]
ــــــــــــــــــــــ

تنبيه:جل الموضوع مأخوذ من "جامع العلوم والحكم" لابن رجب - رحمه الله – طبعة مؤسسة الرسالة، فهذه التخريجات والتعليقات هي لشعيب الأرنؤوط وإبراهيم باجس.

[1] رواه أحمد(4/132)، والترمذي(2380)، وابن ماجه(3349)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" (8/509 و512)، ورواه أيضا ابن المبارك في "الزهد"(603)، والكبراني في "الكبير" (20/644 و646)، والقضاعي في "الشهاب" (1340 و1341)، وصححه ابن حبان(5236)، والحاكم(4/121 و331-332)، ووافقه الذهبي، وفي المطبوع من "سنن الترمذي" قال: حسن صحيح، وكذا هو في "عارضة الأحوذي" لأبي بكر بن العربي و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري. وفي "تحفة الأشراف" للحافظ المزي: قال: حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.
[2] ورواه الطبراني في "الكبير" والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/160-161)، والقضاعيفي "مسند الشهاب"(59) من طريق المحبِّر بن هارون، عن أبي يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن المرقع، والمحبر بن هارون مجهول.
وللقسم الأول من الحديث شاهد من حديث الحسن البصري مرسلا، رواه هناد في "الزهد"(47)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(58)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"، والبيهقي في "الشعب" كما في "الجامع الصغير" للسيوطي.
[3] رواه ابن حبان في"المجروحين" (1/204)، وابن عدي في "الكامل"(2/513)، والعقيلي في "الضعفاء"(1/169)، والدارقطني في "العلل" من حديث أنس مرفوعا، وفيه تمام بن نجيح، وهو ضعيف جدا، وقال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين": هو من قول عبد الله بن مسعود، وقال الدارقطني: الأشبه بالصواب أنه من قول الحسن البصري.
[4] قال الحافظان: العراقي والسخاوي: لا أصل له مرفوعا، وقال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" (4/104): وأما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس: 'الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء' و'عودوا كل جسم ما اعتاد' فهذا الحديث إنما هو كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قاله غير واحد من أئمة الحديث.
[5] ورواه أحمد في "الزهد" ص189.
[6] ورواه أحمد في "الزهد" ص191 بنحوه.
[7] رواه أحمد في "الزهد" ص194، وأبو نعيم في "الحلية"(1/299)، وقوله: 'كظم، حمار' قال في "اللسان": أي لم يبق من عمره إلا اليسير، يقال: إنه ليس من الدواب أقصر ظمأ من الحمار، وهو أقل الدواب صبرا عن العطش، يرد الماء كل يوم في الصيف مرتين.
[8] ورواه أبو نعيم في "الحلية" (5/156).
[9] ورواه الطبراني في "الكبير"(13044)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/299).
[10] "الحلية" (2/351)
يتبع إن شاء الله تعالى.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 18 Mar 2012 الساعة 08:41 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Mar 2011, 02:57 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Mar 2011, 06:34 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تابع للموضوع الأول

وفيكم يبارك الله أخي.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

وعن أبي عبيدة الخوَّاص، قال: حتفك في شبعك، وحظك في في جوعك، إذا أنت شبغت ثقلت، فنمت، استمكن منك العدو، فجثم عليك، وإذا أنت تجوَّعت كنت للعدو بمرصد.

وعن عمرو بن قيس، قال: إياكم والبِطنة فإنها تقسِّي القبلب.[1]

وعن سلمة بن سعيد قال: إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب.

وعن بعض العلماء قال: إذا كنت بطينا، فأعدد نفسك زمنا حتى تخمص.

وعن ابن الأعرابي قال: كنت العرب تقول: ما بات رجل بطينا فتم عزمه.

وعن أبي سليمان الداراني قال: إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فلا تأكل حتى تقضيها، فإن الأكل يغير القلب.

وعن مالك بن دينار قال: ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه.

قال: وحدثني الحسن بن عبد الرحمن، قال: قال الحسن أو غيرهك كانت بلية أبيكم آدم عليه السلام أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة.قال : كان يقال: من ملك بطنه، ملك الأعمال الصالحة كلها، وكان يقال: لا تسكن الحكمة معدة ملأى.

وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان يقال: قلة الطعام عون على التسرع إلى الخيرات.

وعن قثم العابد قال: كان يقال: ما قل طعم امرئ قط إلا رقَّ قلبه، ونديت عيناه.

وعن عبد الله بن مرزوق قال: لم نر للأشر مثل دوام الجوع، فقال له أبو عبد الرحمن العمري الزاهد: وما دوامه عندك؟ قال: دوامه أن لا تشبع أبدا. قال: وكيف يقدر من كان في الدنيا على هذا؟ قال: ما أيسر ذلك يا أبا عبد الرحمن على أهل ولايته ومن وفَّقه لطاعته، لا يأكل إلا دون الشبع دوام الجوع.

ويشبه هذا قول الحسن لما عرض الطعام على بعض أصحابه، فقال له: أكلت حتى لا أستطيع أن آكل، فقال الحسن: سبحان الله ويأكل المسلم حتى لا يستطيع أن يأكل؟ ![2]

وروى أيضا بإسناده عن أبي عمران الجوني، قال: كان يقال: من أحب أن ينور له قلبه، فليُقِلَّ طُعمَه.

وعن عثمان بن زائدة قال: كتب إليَّ سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك، فأقل من الأكل.[3]

وعن ابن السماك قال: خلا رجل بأخيه، فقال: أي أخي، نحن أهون على الله من أن يجيعنا، إنما يجيع أولياءه.

وعن عبد الله بن الفرج قال: قلت لأبي سعيد التميمي: الخائف يشبع؟ قال: لا، قلت: المشتاق يشبع؟ قال: لا.

وعن رياح القيسي أنه قرب إليه طعام، فأكل منه، فقيل له: ازدد فما أراك شبعت، فصاح صيحة وقال: كيف أشبع أيام الدنيا وشجرة الزقوم طعام الأثيم بين يدي؟ فرفع الرجل الطعام من بين يديه، وقال: أنت في شيء ونحن في شيء.[4]

قال المروذي: قال لي رجل: كيف ذاك المتنعم؟ يعني أحمد، قلت له: وكيف هو متنعم؟ قال: أليس يجد خبزا يأكل، وله امرأة يسكن إليها ويطؤها، فذكرت لأبي عبد الله ذلك، فقال: صدق، وجعل يسترجع، وقال: إنا لنشبع.

وقال بشر بن الحارث: ما شبعت منذ خمسين سنة، وقال: ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال، لأنه إذا شبع من الحلال، دعته نفسه إلى الحرام، فكيف من هذه الأقذار؟

وعن إبراهيم بن أدهم قال: من ضبط بطنه، ضبط دينه، ومن ملك جوعه، ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدة من الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك.

وقال ثابت البناني: بلغنا أن إبليس ظهر ليحي بن زكريا عليهما السلام، فرأى عليه معاليق من كل شيء، فقال له يحي: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال: هذه الشهوات التي أصيب من بني آدم، قال: فهل لي فيها شيء؟ قال: ربما شبعت، فثقلناك عن الصلاة وعن الذِّكر، قال: فهل غير هذا؟ قال: لا، قال: لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا، قال: فقال إبليس: والله عليَّ أن لا أنصح مسلما أبدا.[5]

وقال أبو سليمان الداراني: إن النفس إذا جاعت وعطشت، صفا القلب ورق، وإذا رويت، عمى القلب، وقال[6]: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عزوجل، وإن الله ليعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وإن الجوع عنده في خزائن مدخرة، فلا يعطي إلا من أحب خاصة، ولأن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها ثم أقوم من أول الليل إلى آخره.

وقال الحسن بن يحي الخشني: من أراد أن تغزر دموعه، ويرق قلبه فليأكل وليشرب في نصف بطنه، قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت بهذا أبا سليمان، فقال: إنما جاء الحديث:(ثلث طعام وثلث شراب)، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم، فربحوا سدسا.[7]

وقال محمد بن النضر الحارثي: الجوع يبعث على البر كما تبعث البطنة على الأشر.[8]

وعن الشافعي، قال: ما شبعت منذ ستة عشرة سنة إلا شبعة اطرحتها، لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.[9]

وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التقلل من الأكل في حديث المقدام، وقال:( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه). وفي "الصحيحين" عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:( المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعىة أمعاء)[10]

والمراد أن المؤمن يأكل بأدب الشرع، فيأكل في معي واحد، والكافر يأكل بمقتضى شهوته والشَّرَه والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء.

ـــــــــــــــ
[1] وروى أبو نعيم في "الحلية" (7/36 و78) مثله عن سفيان الثوري.
[2] رواه أحمد في "الزهد" ص268.
[3] ورواه أبو نعيم في "الحلية" (7/7).
[4] رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/194).
[5] "الحلية" (2/328-329).
[6] "الحلية" (9/259).
[7] "الحلية" (8/318).
[8] "الحلية" (8/222).
[9] رواه البيهقي في "آداب الشافعي" (ص106)، وأبو نعيم في "الحلية"(9/127).
[10] رواه البخاري (5393)، ومسلم (2060) من حديث ابن عمر، ورواه البخاري (5391)، ومسلم (2062) من حديث أبي هريرة.



يتبع بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 04 Sep 2011 الساعة 09:08 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Mar 2011, 05:25 PM
خلفة أسامة الميلي خلفة أسامة الميلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: فرجيوة_حرسها الله_ شرق الجزائر
المشاركات: 167
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى خلفة أسامة الميلي إرسال رسالة عبر Skype إلى خلفة أسامة الميلي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31 Mar 2011, 01:31 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وفيك يبارك الله أخي أسامة
واعذرني لأني لم أرد عليك بسرعة
وجزاك الله خيرا

قال ابن رجب - رحمه الله -:
وندب صلى الله عليه وسلم مع التقلل من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه، فقال: ( طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة).[1]

فأحسن ما أكل المؤمن في ثلث بطنه، وشرب في ثلث، وترك للنفس ثلثا، كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المقدام، فإن كثرة الشرب تجلب النوم، وتفسد الطعام. قال سفيان: (كل ما شئت ولا تشرب، فإذا لم تشرب، لم يجئك النوم).[2]

وقال بعض السلف: ( كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل، فإذا كان عند فطرهم، قام عليهم قائم فقال: لا تأكلوا كثيرا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فتخسروا كثيرا).


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجوعون كثيرا، ويتقللون من أكل الشهوات، وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام، إلا أن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها. ولهذا كان ابن عمر يتشبه بهم في ذلك، مع قدرته على الطعام، وكذلك كان أبوه من قبله.

ففي "الصحيحين" عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من خبز بُرٍّ ثلاث ليال تباعا حتى قبض)، ولمسلم: قالت: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض).[3]

وخرج البخاري عن أبي هريرة قال: (ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض).

وعنه قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير).[4]

وفي "صحيح مسلم"[5] عن عمر أنه خطب، فذكر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه).

وخرج الترمذي، وابن ماجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما واراه بطني إبط بلال).[6]

وخرج ابن ماجه[7] بإسناده عن سليمان بن صُرد، قال: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثنا ثلاث ليال لا نقدر – أو لا يقدر – على الطعام).

وبإسناده عن أبي هريرة، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام سخن، فأكل، فلما فرغ، قال: ( الحمد لله، ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا).[8]

وقد ذم الله ورسوله من اتبع الشهوات، قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (59) إلا من تاب}(مريم:59-60).

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمَن).[9]

وفي "المسند"[10] أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا سمينا، فجعل يومئ بيده إلى بطنه ويقول: ( لو كان هذا في غير هذا، لكان خيرا لك ).

وفي "المسند"[11] عن أبي برزة عن النبي صلىى الله عليه وسلم، قال: ( إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى ).

وفي "مسند البزار"[12] وغيره عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (شرار أمتي الذين غدو بالنعيم يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام ).

وخرج الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عمر، قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة ).[13]

وخرجه ابن ماجه[14] من حديث سلمان أيضا بنحوه، وخرجه الحاكم[15] من حديث أبي جحيفة وفي أسانيدها كلها مقال.

وروى يحي بن منده في كتاب "مناقب الإمام أحمد" بإسناد له عن الإمام أحمد أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلث للطعام: هو القوت، وثلث للشراب: هو القوى، وثلث للنفس: هو الروح)، والله أعلم.
ــــــ
[1] رواه من حديث أبي هريرة البخاري(5392)، ومسلم (2058)، والترمذي (1820)، وليس عندهم: 'طعام الواحد يكفي الاثنين'.
[2] "الحلية" (7/18).
[3] رواه البخاري (5416 و6454)، ومسلم (2970 و2971).
[4] البخاري (5414).
[5] رقم (2978)، وفيه أن النعمان بن بشير خطب، فقال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا...
[6] رواه الترمذي (2472)، وابن ماجه (151)، وصححه ابن حبان (6526).
[7] برقم (4149)، وإسناده ضعيف لجهالة التابعي. ورواه الطبراني في "الكبير" (6490) عن عبد الله بن أحمد حنبل بإسناد ابن ماجه، ثم قال عبد الله: ذكرت هذا الحديث لأبي – رحمه الله – فاستحسنه.
[8] هو في "سنن ابن ماجه" (4150)، وفيه سويد بن سعيد، وهو ضعيف.
[9] رواه من حديث عمران بن الحصين البخاري (2615)، ومسلم (2535)، وأبو داود(4657)، والترمذي (2221)، والنسائي (7/17-18).
[10] (4/339) من حديث جعدة الجشمي. ورواه أيضا الطبراني في "الكبير" (2184 و2185)، وصححه الحاكم (4/121-122 و317)، ووافقه، وجود إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/138).
[11] (4/420 و423)، ورواه أيضا البزار (132)، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" و"الصغير" (511)، وكره الهيثمي في "المجمع" (1/188) وقال: رجاله رجال الصحيح.
[12] هذا وهم من المؤلف – رحمه الله -، فالحديث في "مسند البزار" (3616) من مسند أبي هريرة، وليس من مسند فاطمة، وفي سند البزار عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وهو ضعيف.
وحديث فاطمة نسبه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/115) إلى ابن أبي الدنيا في كتاب "ذم الغيبة" وغيره، وصدَّره بقوله: (روي) إشارة إلى عدم صحته. ورواه أحمد في "الزهد" ص77، عن فاطمة بنت الحسين، رفعته، ورجاله ثقات لكنه مرسل.
ووصله الحاكم في "المستدرك" (3/568) من طريق آخر، عن عبد الله بن جعفر، وفي سنده أصرم بن حوشب، وهو منهم بالكذب، وإسحاق بن واصل الضبي، وهو متروك، وعد الذهبي في "الميزان" (1/202)، هذا الحديث من بلاياه. ورواه ابن المبارك في "الزهد" رقم (758)، عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم....، ورجاله ثقات، لكنه مرسل.
[13] حديث حسن بشواهده، رواه الترمذي(2478)، وابن ماجه (3350)، وفي سنده يحي البكاء وهو ضعيف.
[14] برقم (3351) وإسناده ضعيف.
[15] في "المستدرك" (4/121)، وصححه، ورد الذهبي فقال: فيه فهد بن عوف: كذاب، وعمر 'هو ابن موسى' هالك، وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/137) ردا على تصحيح الحاكم: بل واه جدا، فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى، ورواه البزار (3669 و3670) بإسنادين رواة أحدهما ثقات.

تم بحمد الله


وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.





التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 04 Sep 2011 الساعة 09:09 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05 Apr 2011, 11:45 AM
أبو عائشة مراد بن معطي أبو عائشة مراد بن معطي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-برج الكيفان-
المشاركات: 357
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عائشة مراد بن معطي
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذا الجهد المبارك

أسأل الله أن ينفعنا بما قرأنا في هذه المشاركة الماتعة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05 Apr 2011, 05:17 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

آمين وإياك أخي مراد

وشكرا لك على مرورك الطيب
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07 Apr 2011, 03:39 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أخي فتحي موضوع هام,وجميل,يستحق النشر ,ياحبذا لو ذكرت تخريج آثار الحلقة الثانية,حتى تعزى لمصادرها.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07 Apr 2011, 07:12 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على النصيحة أخي محمد رحيل

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 07 Apr 2011 الساعة 10:31 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07 Apr 2011, 10:33 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رحيل مشاهدة المشاركة
أخي فتحي ,ياحبذا لو ذكرت تخريج آثار الحلقة الثانية,حتى تعزى لمصادرها.
أخي محمد رحيل
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على النصيحة
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013