منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 Jul 2020, 01:46 AM
زهير بن صالح معلم زهير بن صالح معلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2019
المشاركات: 113
افتراضي الحلقة الأولى من الملحق بالقول الوسط في بيان ما وقع للدكتور فركوس في فتوى تحريمه لعبارة ما كتبتش من الشطط



ملحـق بمقــــال:
[القول الوسط في بيان ما وقع للدكتور فركوس في فتواه عن عبارة (ماكتبتش) من الشطط]
- الحلقة الأولى -

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين والمرسلين وبعد:
فقد كنت كتبت انتقادا على الفتوى الأولى للدكتور فركوس حول حكم عبارة (ما كتبتش) المتداولة بين الناس؛ والتي جزم فيها بحرمة قول هذه العبارة مطلقا، وذلك في مقال أسميته بـ(القول الوسط في بيان ما وقع للدكتور فركوس في فتواه عن حكم عبارة ما كتبتش من الشطط)، وكنت قد ذكرت فيه أمرين:

الأول: أن الدكتور قام بتعديل فتواه واستفاد من الشيخ عبد المحسن العباد بعد إيقافه على خطئه، مما قد يفهم منه أن فتواه المعدلة سليمة وليس عليها مؤاخذات، وهذا خلاف الواقع.

والثاني: أنه وقع مني فيه خطأ عند تعليقي على كلام الدكتور الذي قرر فيه عدم جواز قول عبارة (ما كتبتش) على الإطلاق من غير قيد أو تفصيل، بقولي: (الثانية: أن إطلاق عدم جواز هذه العبارة (ما كتبتش): يشمل بعمومه ما شاء الله تعالى أن لا يوجد؛ كإيمان الكافر الذي علم الله تعالى موته على الكفر؛ وهذا – أعني عدم إيمانه - ممتنع باعتبار مشيئة الله لعدمه، وإن كان ممكنا في نفسه*، ولهذا علق الله تعالى وجوده بمشيئته كما في قوله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
ثم علقت قائلا: (وهذا خطأ مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة كذلك؛ إذ من المعلوم من عقيدتهم أن الكتابة في اللوح المحفوظ إنما تكون للأشياء التي سبق علم الله تعالى بها وشاء وجودها سواء مما وقع في الماضي أو أخبر الله عن طريق وحيه لأنبيائه ورسله أنه يقع في المستقبل؛ كخروج يأجوج ومأجوج، والمسيح الدجال...)
فاقتضى الأمر أن أكتب ملحقا بهذا المقال، فكان ذلك بتوفيق الله؛ حيث قسمته إلى حلقتين:

الأولى: لبيان محل الخطأ في كلامي والتراجع عنه بكل وضوح مع بيان الحق والصواب الذي يجب اعتقاده مؤيدا بالأدلة وكلام أهل العلم.
والثانية: للتنبيه عما حصل في فتوى الدكتور المعدلة من الخلل.

فأقول مستعينا بالله تعالى، طالبا منه التوفيق والسداد في القول والعمل:
إن الحصر الذي وقع مني في العبارة الأولى وهي قولي: (وهذا خطأ مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة كذلك؛ إذ من المعلوم من عقيدتهم أن الكتابة في اللوح المحفوظ إنما تكون للأشياء التي سبق علم الله تعالى بها وشاء وجودها سواء مما وقع في الماضي أو أخبر الله عن طريق وحيه لأنبيائه ورسله أنه يقع في المستقبل؛ كخروج يأجوج ومأجوج، والمسيح الدجال...) ، وإن حصل بسبب كلام الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله – الذي أسأت فهمه- غير أنه خطأ واضح صدر مني ما كان ينبغي أن أرقمه؛ إذ هو مخالف لما دلت عليه بعض النصوص الشرعية من القرآن والسنة وكلام بعض السلف رضي الله عنهم، فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه.

وبيانا للحق، أقول: إن محل الخطأ من كلامي هو في [حصري لطرق معرفة الخلق للمقدور في الطريقين المذكورين] وفي [التصريح بأن ما لم يشأ الله تعالى أن يكون هو غير مكتوب في اللوح المحفوظ] هكذا على سبيل الإطلاق؛ كما في قولي بعد الكلام السابق: ( وأما ما علم الله عدم وجوده وشاء عدم ذلك؛ فهو وإن كان يحيط به علمُ الله تعالى ويدخل في قدرته سبحانه عند أهل السنة والجماعة؛ لكونه تعالى بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير؛ إلا أنه غير مكتوب في اللوح المحفوظ؛ لعدم مشيئة الله تعالى لإيجاده).
والحق أن (ما لم يشأ الله تعالى أن يكون) فيه تفصيل حسب ما تقتضيه نصوص الكتاب والسنة، وهو على قسمين:

القسم الأول: ما يتعلق بالأمور التي لم يشأ الله تعالى إيجادها مما لم يخبر الله تعالى أنه لم يكن أو لن يكون، فهذه هي التي لم تكتب في اللوح المحفوظ، ويصح إطلاق هذه العبارة (ما كتبتش) عليها، وعليها يتنزل كلام الطحاوي رحمه الله الذي نقله الدكتور فركوس في فتواه المعدلة؛ غير أنه وقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه؛ حيث صرح بصحة قول عبارة (ما كتبتش) فيما لم يشأ الله تعالى كونه من غير تفصيل، عندما قال: (وأما إطلاق العبارة السابقة فيما لم يشأ الله وقوعه فصحيحة؛ لأن ما لم يشأ الله لم يكن؛ قال الطحاوي –رحمه الله-: " ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم؛ فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبدَ لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه").

والقسم الثاني: يتعلق بالأمور التي علم الله تعالى أنها لا تكون وشاء أن لا تكون وأخبر بأنها لا تكون، فهذه الأمور مما سبق به الكتاب، فقد كتب الله سبحانه في اللوح المحفوظ ما أخبر عن علمه أنه لا يكون أو عن مشيئته أنه لا يكون، أو ما أخبر أنه لا يكون؛ كإخباره نبيه نوحا عليه السلام بقوله: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود:36]، وكإخبار الملائكة لوطا عليه السلام أن قومه لن يصلوا إليه، في قوله تعالى: {قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود:81]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [ الصفدية (2/ 109) ]: ( ولا ريب أن الله على كل شيء قدير كما نطق به القرآن في غير موضع فإن قدرته من لوازم ذاته والمصحح لها الإمكان فلا اختصاص لها بممكن دون ممكن لكن الممتنع لذاته ليس شيئا باتفاق العقلاء فلا يعقل وجوده في الخارج فإنه لا يعقل في الخارج كون الشيء موجودا معدوما أو متحركا ساكنا أو كون أجزاء الحركة المتعاقبة مقترنة في آن آن واحد أو كون اليوم موجودا مع أمس وغدا وأمثال ذلك.
وحينئذ فمثل هذا لا يدخل في عموم الكتاب.
وأما الممتنع لغيره وهو ما علم الله أنه لا يكون وأخبر أنه لا يكون وكتب أنه لا يكون فهذا لا يكون لعدم إرادته وأنه لا يكون فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهذا لو شاء لفعله كما أخبر القرآن في غير موضع أنه لو شاء الله لآتى كل نفس هداها ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة وأمثال ذلك).
والفرق بين الحالين:

1- أن الحال الأولى: - وهي ما لم يرد فيه خبر من الله تعالى أنه لا يكون أو أنه يعلم أنه لا يكون أو أنه شاء أن لا يكون- يتناولها مفهوم النصوص الدالة على كتابة الله لجميع ما يكون من المخلوقات والكائنات إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله القلم قال له: اكتب. قال: وما أكتب ؟ قال: اكتب مقادير الخلائق إلى يوم القيامة)، وفي بعضها: (فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة)؛ إذ منطوقها أن الذي يكتب هو الكائنات والأشياء التي ستوجد من ذلك الوقت إلى يوم القيامة، ومفهومها: أن ما لم يشأ الله أن يكون فليس بمكتوب.
لكن هذا المفهوم مقيد بما إذا لم يأت دليل يثبت أن ما لم يشأ الله تعالى كونه قد كتب في اللوح المحفوظ، ولهذا؛ فإن:

2- الحال الثانية: - وهي ما ورد فيه الخبر بأنه لا يكون أو أن الله تعالى يعلم أنه لا يكون أو أنه شاء ألا يكون- مستثناة من ذلك المفهوم، وتكون من الأمور المكتوبة في اللوح المحفوظ، وذلك لأمرين:

أ- الأول: أن تلك النصوص ومنها حديث ابن عباس وحديث عبادة بن الصامت وغيرها مما جاء فيه أن الله تعالى «لما قال للقلم: اكتب. قال وما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة» تدل على أن الكتابة في اللوح المحفوظ شاملة لما يكون منه سبحانه وتعالى من أفعال وأقوال، وما دام أن الله تعالى: قال عن شيء ما أنه لا يكون؛ فإن ذاك القول لا بد أن يكون مكتوبا في اللوح المحفوظ؛ لأنه من جملة الكائنات قبل يوم القيامة.
ب- والثاني: أنه وردت آيات صريحة بأن القرآن الكريم مكتوب في اللوح المحفوظ؛ فدل ذلك على أن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ آيات القرآن ومنها ما أخبر فيها عن شيء أنه لا يكون أو أخبر بأنه علم أنه لا يكون أو أنه شاء أن لا يكون، كما أنه كتب في اللوح المحفوظ ما أخبر أنه سيقع ويكون، فالله تعالى كتب جميع الكائنات إلى قيام الساعة وهذا بإجماع السلف من الصحابة والتابعين وعليه أهل السنة والجماعة، ويدخل في ذلك ما يفعله ويقوله سبحانه وتعالى كما دل عليه القرآن.
قال ابن القيم رحمه الله كما في [شفاء العليل في مساء القضاء والقدر والتعليل (41-42)]: (وقال: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} قال ابن عباس: "في اللوح المحفوظ المقري عندنا" قال مقاتل: "أن نسخته في أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ وأم الكتاب أصل الكتاب وأم كل شيء أصله" والقرآن كتبه الله في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}.
وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب، وقد دل القرآن على أن الرب تعالى كتب في أم الكتاب ما يفعله وما يقوله فكتب في اللوح أفعاله وكلامه فـ {تبت يدا أبي لهب} في اللوح المحفوظ قبل وجود أبي لهب....).*

وعليه: فيضاف للطريقين الذين ذكرهما العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في [قطف الجنى الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ص99- 100)]، لمعرفة الخلق للمقدور والمكتوب، فيقال : وهناك طريق آخر يُمكن للخلق أن يَعلَموا به ما هو مُقدَّرٌ، وهو:
الثالث: حصولُ الإخبار من الله سبحانه وتعالى عن أمور أنها لا تقع أو أنه يعلم أنها لا تقع أو أنه شاء أن لا تقع؛ فإن إخباره بذلك يقتضي أنها مكتوبة في اللوح المحفوظ كما أخبر سبحانه؛ لأنها إن كانت في القرآن فهي من جملة كلامه الذي أخبر أنه في كتاب مكنون، وإن كان الإخبار بواسطة أنبيائه وملائكته فهي من جملة أفعال الله وأقواله، وهي داخلة في عموم الكائنات التي جرى القلم بها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة إلى أن تقوم الساعة.

وأعود وأقول: إن تلك العبارة التي صدرت مني خطأ صريح أستغفر الله تعالى وأتوب إليه منها، وأبرأ إلى الله منها، ولا أحل لأحد أن ينسبها إلي بعد هذا البيان، وما كان في كلامي من الحق فمن الله تعالى وحده، فهو الموفق للحق والصواب، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان .
والله تعالى أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.........
يتبع بالحلقـة الثانيـة إن شاء الله.
كتبه: زهير بن صالح معلم
ليلة الأربعاء 01 من شهر ذي الحجة الحرام1441هجري الموافق لـ22/ 07/ 2020 نصراني

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013