منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Jan 2020, 08:56 PM
فريد ويحدادن فريد ويحدادن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 18
افتراضي ضعف العقل و أثره السيء في تفرق الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فنعم الله –سبحانه و تعالى- على عباده عظيمةٌ و كثيرة، ظاهرة وخفيَّة، لا تعد ولا تحصى قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم: 34]، ومِنْ أفضل تلك النِّعم نعمةُ العقل، قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].

قال القُرطبيُّ -رحمه الله-: «والصحيحُ الذي يُعوَّلُ عليه: أن التفضيلَ إنما كان بالعقلِ الذي هو عُمدةُ التكليف، وبه يُعرَفُ الله، ويُفهَمُ كلامُه، ويُوصَلُ إلى نعيمه وتصديقِ رُسُله، إلا أنه لمَّا لم ينهَض بكلِّ المُراد من العبدِ بُعِثَت الرُّسُل، وأُنزِلَت الكُتب»["تفسيره" (217/10) (ط. الصفا)].

قال ابن حبان-رحمه الله-: «وإنَّ محبة المرء المكارم منَ الأخلاق وكراهته سفسافها، هو نفس العقل، فالعقل به يكون الحظ، ويؤنس الغربة، وينفي الفاقة، ولا مال أفضل منه، ولا يتمُّ دين أحد حتى يتم عقلُه»["روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"، ص 16].

فالعقل يحمل صاحبه على السداد والصواب والنظر في الحال والمآل، وبالمقابل ضعف العقل له عواقب وخيمة وأضرار جسيمة على الفرد والجماعة، من أخطرها تفريق الأمة كما بين الشنقيطي-رحمه الله- في "أضواء البيان"(2/999- 1002) (ط. ابن حزم) حيث قال: «ومن هدي القرآن للتي هي أقوم - هديه إلى حل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدلها، ونحن دائماً في المناسبات نبين هدي القرآن العظيم إلى حل ثلاث مشكلات ، هن من أعظم ما يعانيه العلالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام ، تنبيهاً بها على غيرها وذكر:

المشكلة الثالثة: هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل ، وذهاب القوة والدولة . كما قال تعالى: ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ). فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء، وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك .

وقد بين تعالى في سورة « الحشر » أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل . قال تعالى ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى ) [ الحشر : 14 ] ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ) [ الحشر : 14 ]
ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدارك الحقائق ، وتمييز الحق من الباطل ، والنافع من الضار ، والحسن من القبيح لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي». اهـ

ويتجلى أثر ضعف العقل في الجناية على الأمة وإضعافها وتفريقها وصف النبي -صلى الله عليه- و سلم للخوارج بـ«حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام» فحملهم الطيش والسفه، والخفة و الإستعجال، وقصر النظر والإدراك، على مفارقة جماعة المسلمين وتكفيرهم و استباحة دمائهم.

ومن النماذج السيئة لضعف العقل ما نعيشه في الفتنة النازلة من تفريق بين المرء وزوجه وبين الوالد وولده وبين الأخ وأخيه وبين الطالب وشيخه وبين الشباب والعلماء، وتهميش لنصائح العلماء الكبار، بل أوصلهم ضعف العقل إلى درك الطعن فيهم، وتوجيه الشباب إلى الأغمار و الجهال.

وقد بين العلماء و الأئمة خطر تصدر ضعاف العقول وتوليهم مناصب القيادة و الريادة في الأمة، فقال الشيخ ربيع: «السلفية تحتاج إلى عقلاء، تحتاج إلى رحماء، تحتاج إلى حكماء، تحتاج قبل ذلك إلى علماء. فإذا كانت هذه الأمور ليست موجودة في السلفيين، فأين تكون السلفية؟ تضيع»"أسئلة مهمة حول الرقية و الرقاة".

وقال حفظه الله: «والله ما انتشرت الدعوة السلفية في هذا العصر القريب- وفي غيره- إلاّ على أيدي أُناس عُلماء، حُكماء، حُلماء، يتمثَّلون منهج الرسول عليه الصلاة والسلام، ويُطبِّقونه قدر الإستطاعة فنفع الله بهم، وانتشرت الدعوة السلفية في أقطار الدنيا بأخلاقهم وعلمهم وحِكمتهم. وفي هذه الأيام نرى أنّ الدعوة السلفية تتراجع وتتقلّص، لأنها فقدت حِكمة هؤلاء، حِكمة الرسول - قبل كل شيء،وحلمه، ورحمته، وأخلاقه، ورفقه، ولينه- عليه الصلاة والسلام-»"الحث على المودة و الإجتماع 24".

وقال الإمام البشير الإبراهيمي -رحمه الله-: «لو رزق الله إخواننا-هؤلاء- عقولا تزن الأمور بعواقبها، و إخلاصا يذيب الحسد، و يذهب بالأنانية، لعلموا أن الخير كل الخير في الإجتماع، و أن القوة كل القوة في الإتحاد، و أن الخروج على الجماعة أهلك من قبلنا و هم في نهاية القوة، فكيف لا يهلكنا و نحن في نهاية الضعف» "الآثار"(3/ 276).

وفق الله المسلمين للأخذ بأسباب القوة والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 06 Jan 2020 الساعة 10:51 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Jan 2020, 10:37 PM
فتحي إدريس فتحي إدريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 48
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي فريد على هذه النُّقول النَّيِّرة، والشَّذرات المختصرة، فقد أجدت بالإشارَة لهذا الموضوع المهمِّ، نسأل الله أن يرزقُنا العَقل والحكمة.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Jan 2020, 04:22 PM
أبو دانيال طاهر لاكر أبو دانيال طاهر لاكر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 130
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الجمع الطيب. ومن المسائل المتعلقة بالباب وصف الربيع لأتباع المفرقة بالبغال وكذلك الجابري بالمراجيج المهابيل، فهي تصب في معنى واحد وهو ضعف العقل وإلغاؤه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013