منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Sep 2017, 07:04 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي معونة المحتاج على فضح أهل اللجاج



معونة المحتاج على فضح أهل اللجاج
وإذا ورد عليك خطاب بلسان، أو هجمتَ على كلام في كتاب
فإياك أن تقابله مقابلة المغاضبة الباعثة على المغالبة
قبل أن تتيقّن بطلانه ببرهان قاطع

ابن حزم رحمه الله- (الأخلاق والسير 194-195)



المقدّمة:
الحمد لله رب العالمين وصلّ اللهم وبارك على نبينا المصطفى الأمين وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين.
أما بعد:
فقد كتب (فارس بوزيان) ما يشبه الكتابة على حسابه في الفيس بوك، تحت عنوان: [شبهة ما أخطرها تروج من حولنا فانتبهوا يا إخوان]، شغب بها على مقالي (وقفة اعتبار لتصحيح مسار) الذي نشرته في (منتديات التصفية والتربية).
وقد تذكرت قول الشاعر وأنا أُعذّب ناظري على سطور خربشته:
وقد يكشفُ القولُ عيّ الفتى... فيبدو، ويستره ما سكَتْ
فما الحيلة يا قومنا وقد أحيانا الله في مثل هذا الزمن الذي بات دعاة النت ومشايخ الفسبكة يتولّون استصلاح الأمّة وتوجيه الناشئة! فاللهم ارحم واغفر.
قد يقول قائل:لماذا تقضي وقتا عزيزا من حياتك في نقد هذا المجهول وذاك الطائش؟!
وجوابه: أن التفطّن للانحراف في بداياته سيبقي الأمّة في عافيتها، والتساهل مع العابثين بدعوة أهل السنة في أول تحركّهم يصيب الإسلام وأهله في مقتل، يقول البربهاري رحمه الله في (شرح السنّة ص: 68-69): (واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع يعود حتى تصير كبارا، وكذلك كلّ بدعة أحدثت في هذه الأمّة، كان أوّلها صغيرا يشبه الحق، فاغترّ بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت وصارت دينا يُدان بها، فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام).
وما أحسن ما قيل شعرا:
كـل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
ولا يزال دعاة الحق في الجزائر يكتوون بنار فالح الحربي والحجوري وأفراخهم، ويشتكون إلى ربّهم ما أحدثوا من اضطراب وزلزال دمّر أركان الأخوة وهتك ستر المودّة بين كثير من أهل السنة، وكل ذلك نتيجة لتساهل غير مقصود مع بعض الطائشين العابثين يومها، والإشارة تغني عن العبارة!
وإنّ من الأسباب التي تدفع كلّ ذي لبّ إلى انتقاد هؤلاء والتحذير من شرّهم ما ظهر من تحريشهم المعلن بين السلفيين، فقد تأكّد للعقلاء -وبالشواهد المتواترة- سعيهم للإفساد بين طلبة العلم وأشياخهم، بل حتى بين مشايخنا أنفسهم! بل زادوا إيغالا في تحريشهم فحاولوا الإفساد بين كبار علمائنا وبين مشايخنا! لو لا أنّ الله سلّم.
فهم ينغمسون فينا وبيننا عبر دهاليز مظلمة! لا يخرجون لضوء الحقيقة ليعرفهم النّاس، بل يركضون في حافّة الطريق خلف الأحراش، ويناوشون أهل السنة ويقذفونهم بالعظائم، وحتى تروج سلعتهم الكاذبة يتعلقون بشيء من الحق ويختفون خلف ظهور صادقة ربما اعترى أصحابها شيء من الغفلة! ولولا ذلك لكَشفَ أمرهم أطفال المسلمين.
وفي ختام هذا الجواب: يجب أن يعلم الجميع أن أهل السنة منذ القديم نظروا إلى الشبهة وخطرها، واهتموا بنوع الكتابة وفكر كاتبها، ولم يلتفتوا إلى مستواه العلمي ولم ينظروا إلى حجم اسمه!
فهذا الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما تعرض عليه شبهة أهل البصرة من القدرية فينكرها في حينها ويقول كما في (صحيح مسلم 8): (إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريء منهم، وأنّهم برآء منّي)، ولم يكن يعلم لا هو ولا من نقل له الكلام أن صاحب تلك البدعة معبد الجهني سيحدث في الأمّة فتنة عظيمة ويفرق شملها بواحدة من أخطر الضلالات والبدع، وهو نفسه أخذها عن سيسويه النصراني الذي كان مجهولا كذلك عند أكثر أهل زمانه!
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يكتب واحدا من أعظم مصنفات العلم ومن أجود ما خطته أنامل الأئمة منذ الأزمنة الأولى وإلى يوم القيامة، وهو كتابه العجاب (منهاج السنة النبوية) والذي ألّفه ردّا على (ابن المطهّر)! ولم يقل هذا مجهول لا قيمة له رافضي نجس، بل سارع لنصرة دين الله وكتب ثمانية أجزاء قياما بالواجب الشرعي.
وفي عصرنا نرى أمامنا مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله وهو متوفر مشهور فلينظر فيه طالب الحقيقة وليقف بنفسه على ردود وبيانات الشيخ حتى يتيقّن أن جلّ من ردّ عليهم الشيخ هم من الكتاب والصحفيين المغمورين، فهو رحمه الله نظر إلى خطورة الشبهة وسهولة وصولها للأمّة الإسلامية.
وهذا شيخنا الإمام ربيع السنة يكتب كتابا حافلا تحت عنوان: (بيان فساد المعيار / حوار مع حزبي متستّر)، وفي بداية فتنة فالح كتب –حفظه الله- ردّا على بعض المغمورين من كتاب النت المجهولين، ومن تلك الكتابات العظيمة: (أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين) وكذلك: (أهل البدع يدخلون في جرح أئمة الحديث دخولا أوليا)، ورد -حفظه الله- على الجاهل المجهول يوسف العنابي الجزائري، وهذا الإمام المحدث أحمد النجمي –رحمه الله- يكتب كتابه (الردّ الشرعي على المتّصل المجهول)، وكذلك كتابه الآخر الفريد في بابه (أوضح الإشارة) حيث صنفه ردّا على منشور مجهول وزّع على الحجاج فيه الشرك والكفر ما دفع بالشيخ لكتابه مصنف ضخم يقع في (430 صفحة)، وهو من أعظم ما كتب في مسألة الزيارة المشروعة والممنوعة، والأمثلة أكثر من أن تحصر في هذا البحث.
نعم! يقال هذا في المجهولين فكيف بمن عرف حاله بالأدلة الواضحة، واتّضحت فتنته عند العام والخاص، وعلم بالتجربة أن الرجل يقوم ويقعد في الفتن ومهما اعتذر وتراجع فهو راجع إلى عوائده وإن طال الزمن، كحال هذا الشاب.
فالقاعدة في انتقاد المجاهيل والمغمورين ليست مطّردة، بل تخضع للمصالح والمفاسد التي يراها الكاتب ولا يراها غيره، والحَكَم العدل هو القارئ المنصف! فهو الذي يحكم على الكتابة هل هي هادفة حملت علما وفهما ينتفع بها القرّاء بغض النظر عن المردود عليه، أم هي مجرد خربشة ينتصر صاحبها لنفسه لا غير.
وشيء مهمّ أضيفه: أن هؤلاء لا يزيدهم صبر أهل السنة وعفوهم وتغافلهم إلا تعنتا وتجبرا وطغيانا، وكما قيل: الماضي أشبه بالحاضر من الماء بالماء! فهذا الإمام ربيع السنة يقول عن فالح الحربي (المجموع الواضح ص: 349): (وكنّا نحلم عليه كما نحلم على غيره، ممن يشكّل عبئا ثقيلا على الدعوة السلفية ولاسيما هذا البلاء فالح، وكنّا نصبّر طلاب العلم عليه ونلتمس له التأويلات، ثمّ على مرّ الأيام زاد تعالما وتعاظما فصار يجازف في أحكامه على السلفيين وغيرهم بالتبديع والتكفير).
ونظائر هذا في جزائرنا الحبيبة كثيرة لمن تذكّر واستحضر! فكم من داعية سوء ومتعالم سفيه أشغل مشايخ السنة، فصبروا عليه وتجاهلوه حتى لا يشتهر بين الناس ويتحقق مقصده، لكن ظهر مع الوقت شره المستطير واضطر دعاة الحق لكتابة بيانات تحذيرية منه.
ولا شك أن من أعظم الذرائع التي أسهمت في انتشار البدع والمنكرات، هو اغترار العامّة بسكوت أهل الحق! فهم يحسبون -لفرط جهلهم- أن ما يشاع بينهم وفيهم حق سكت عنه العلماء، ولولا ذلك –عندهم- لما تأخر الدعاة عن بيان الحق.
يقول الشاطبي -رحمه الله- (الاعتصام 1/465): (والثاني من قسمي المفسدة الحالية: أن يعمل بها العوامّ وتشيع فيهم وتظهر فيما بينهم فلا ينكرها الخواص، ولا يرفعون لها رأسا، وهم قادرون على الإنكار، فلم يفعلوا، فالعامي من شأنه إذا رأى أمرا يجهل حكمه –يعمل العامل به فلا ينكر عليه- اعتقد أنّه جائز وأنه حسن أو أنّه مشروع بخلاف ما إذا أنكر عليه، فإنّه يعتقد أنه معيب أو أنّه غير مشروع)
وإضافة إلى ما تقدّم: فإن دفع البغي عن النفس وبيان كذب المفترين مقصد شرعيّ، وقد دأب علماء الإسلام على ردّ بغي المعتدين عليهم بالتأليف والخطابة عند الحاجة إلى ذلك، والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
وأفضل ما يُذكّر به في هذا الباب قول الله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حثَ إحدى زوجاته على الانتصار من أختها فقال لها كما روى (ابن ماجة 1981) وغيره: (دونك فانتصري).
الشروع في الموضوع:
وقبل الولوج في صلب ما قصدت بيانه، أذكّر القارئ الكريم أن مقالي هذا هو عبارة عن حلقة واصلة مكمّلة لمقالي الأول (وقفة اعتبار) لأّنه كالمدلّل على معانيه والمبرهن على ما جاء فيه من بيان حقيقة ما يجري في وسائل التواصل، فصاحبنا المردود عليه في هذا المقال هو عيّنة من تلك الفئة التي هجمت على قلعة الدعوة والعلم، وافترشت في ساحتها بساط الجهل والتسرع، وصاحت في الناس أن هلمّوا فبايعوا على السمع والطاعة، ومن تأخر فالويل ثم الويل له! أما من هرول للنكير لا للمبايعة فلن يطمع في عيش حميد أبدا!
فالرجل تائه كما يعرفه أقرب الناس إليه، وجاهل بأبسط مسائل العلم والدعوة، أظهر هذا في كتابته التي تعتبر من أعظم خطيئاته التي توجب عليه التوبة، والله المستعان.
ولي معه وقفات أجمل القول فيها مجيبا عن تلبيسه وكذبه ولكن قبل هذا أذكر:
توطئة لابد منها وهي تشتمل على مدخلين:
المدخل الأول:
أنّ كل سلفي متمرّس عاش مراحل هذه الدعوة المباركة، وعاين وقائعها وأحداثها، وعلقت بذاكرته تلك الظروف العصيبة التي أحاطت بأهل هذه الدعوة لاسيما أشياخها ودعاتها، تجده من أول المعتبرين بدروس الماضي، وأكثر المتفطّنين للممارسات المنحرفة التي يعيد حبكها بعض المفتونين لكن بمغزل آخر مختلف عن الأول.
وإن من أضر ما لقيته هذه الدعوة من المخاطر العظام، دعوة الحدادية المدمّرة الإجرامية بمختلف مدارسها ومشاربها، بدءا من مؤسّسها محمود الحداد وذيوله فريد المالكي وباشميل، ومرورا بمجدّدها فالح الحربي وذيوله فاروق الغيثي وفوزي الأثري، وبعده يحيى الحجوري وجيشه الذي أعدّه لقمع أهل السنة، وانتهاء إلى خفافيش الظلام من المُحجّبين.
لقد تعارف أهل السنة على وصف هذه الدعوة المشار إليها بالدعوة الحدادية، نسبة لمحمود الحدّاد، وهي دعوة ماكرة خرجت من رحم التكفير والغلوّ، فمؤسّسها كان من غلاة التكفير ومن جماعة الهجرة قبل أن يرجع للسنة –طبعا على زعمه-، وقد تفطن له الشيخ الألباني رحمه الله عندما قال: (هؤلاء خوارج ماشيين في طريق الخروج) كما في (سلسلة الهدى والنور 782)، وقد رأينا كيف آل بهم سوء التفكير إلى التكفير! بعد خوضهم في بعض المسائل الشائكة كمسألة العذر بالجهل، ومسألة المصالح والمفاسد!
المدخل الثاني:
من المقرّر عند الأئمّة أنّ النصيحة قبل الردّ على المخطئ ليست شرطا وإنما هي مستحبّة، لهذا تجدهم يعملون بالنصح قبل الرد في الغالب، لما يرجون من رجوع المخطئ عن مذهبه، ولكن أصحاب الغلوّ والإفساد يتعمدون إخفاء هذا الواقع العمليّ للعلماء من أجل تبرير غلوّهم وتسرّعهم في الحكم على الناس.
يقول الإمام المحدّث الألباني رحمه الله (سلسلة الهدى والنور رقم 638): (والناس كما تعلمون جميعاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة، فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبّل النصيحة فكتبت إليه دون أن تُشهّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيّد، لكن هذا ليس شرطاً).
ويقول الإمام ربيع السنة –حفظه الله- بعد أن تكلم عن منهج السلف في الهجر والتحذير كما في (اللُباب ص:90): (لكن في هذا العصر تغير الحال شيئا قليلا وأذهان الناس كليلة وطباعهم باردة وفيها شيء من الضعف والبغض والعياذ بالله فتحتاج إلى نصيحة أولا).
ولاشك أن السلفي لا تخفى عليه تطبيقات الشيخ ربيع العملية فهي مشتهرة لا تكاد تخفى حتى على خصومه ومن ذلك قوله –حفظه الله- في (مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي ص:4): (وليعلم القارئ الكريم أنني أرسلت هذه المناقشة إلى الشيخ سفر إكراما له وسترا عليه لعله يراجع ويصلح ما هوى منه ويسدّ ما فيه من خلل حتى يكون كتابا نافعا لطلاب العلم).
وكذلك نصيحته –حفظه الله- لفالح الحربي بعنوان (نصيحة أخوية)، والتي كتبها وأرسلها سرّا للحربي، قال الشيخ –حفظه الله-: (إنّي لم أنشر هاتين النصيحتين ولم أرض بنشرهما، لكن اضطرتني تصرفات الشيخ فالح وأتباعه إلى نشرها).
ومن لطائف الباب: أن هذا المتهور أعرض عن فوائد نقد الشيخ ربيع لنصيحة الرحيلي ولم يستفد منها، وإنما وقع على ما ظهر له أنه يخدم فكرته العرجاء، ومنها كلام الشيخ حول مسالة النصيحة التي ندندن حولها الآن يقول -حفظه الله- (بيان ما في نصيحة ص: 69): (أمّا حديثك عن المناصحة ورجوع المنصوح أو عدم رجوعه، فأؤكّد لك أن هذا الصنف الذين فعلوا الأفاعيل، ودافعوا عن أهل الضلالات والأباطيل إلى آخر بلاياهم، فإنهم قد نوصحوا، وأنا شخصيا ناصحتهم على امتداد سنوات طويلة، ونصحوا من علماء السنة مرارا وتكرارا، فما يزدادون إلا عتوا واستخفافا بهؤلاء العلماء وطلابهم).

إن العقلاء قد أدركوا أن المتهوّرين صاروا يطعنون في مثل هذه التقريرات السلفية ويلمزون كل من احتج بكلام الشيخ ربيع في منهجه وديانته، وربما –وهذا ما يخشاه أهل السنة- سيتطور حالهم إلى الطعن في الشيخ ربيع! ومن نظر في مراحل الحدادية وتطوراتهم منذ القديم يعلم هذا.
أخي القارئ إن الغرض من هذ المدخل هو إسقاط ما تقرر في أثنائه على تصرف صاحبنا المتهور، فالرجل:
أولا: يسكن قريبا منّي! ويعرف المسجد الذي أصلّي فيه.
ثانيا: يأتي لمجالس شيخنا وهو يعلم جيدا أنّي موجود هنالك في المكتب، ومع ذلك لم ينقل خطواته لينصح أخاه.
ثالثا: يعلم أن هناك الخاص على وسائل التواصل ومع ذلك لم يراسلني برسالة أخوية يسطر فيها ما ظهر له من أخطائي؟!
رابعا: لم تشجعه معرفته بالشيخ ومعرفة الشيخ له لسؤاله عن مقالي الذي أيّده الشيخ ونشر في منتديات التصفية التي يشرف عليها –حفظه الله-! نسأل الله السلامة إنّه الهوى ودسائس الشرّ عندما ترمي بصاحبها في مصارع السوء.
ففائدة هذا المدخل: هو تعريف القارئ الكريم بالسبب الذي جعل هؤلاء المساكين يتخلّلون صفوف السلفيين إفسادا وإضرارا، وهو قناعتهم التامّة بأنّ التواصل مع المنصوحين ليس بشرط وأن بيان حالهم وكشف أخطائهم واجب وفريضة!
وهو كما مرّ بنا حقّ استغلّ في غير وجهه! وسيف سلّط على رقاب الأبرياء، وهم بهذا قد شابهوا أهل الكتاب الذين خاطبهم الله في كتابه (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)!
تعلّقوا بما تهواه أنفسهم المتعبة من أقوال الأئمة ونبذوا وراء ظهورهم مكمّلات تلكم الأقوال التي حوت معاني سامية ومقاصد نبيلة ركزّ عليها أئمتنا وقد مرّ بنا بعضها.
قال العلامة ربيع المدخلي–حفظه الله-: (الفتاوى 1/278): (إذا كان شرّه مستطيرا بادر بنصحه، وهذا أنفع، فإن قبل وإلاّ فحذر منه، وإذا كان شرّه خفيّا فلا تصدمه بإعلان الردّ عليه فإّنه قد لا ينقاد لك، فتبذل الوسيلة التي يكون لها أثر طيب، لأنّك لما تنصحه بينك وبينه، وتبدي له شيئا من اللطف، قد يرجع إن شاء الله، ويعلن خطأه، وفي هذا خير كبير أنفع من الردّ، ولهذا فإنّي أقدّم النصيحة أوّلا، ثم إن بعض المنصوحين يستجيب، والذي لا يستجيب فإنّنا نضطر أن نردّ عليه).
فالحاصل أنّ الفئة المتهورة جعلت عدم اشتراط العلماء النصيحة قبل الردّ منفذا لنشر باطلها وغرس مخالبها في أعراض الأبرياء، فالواحد منهم يسارع –لاسيما أصحاب الأسماء المستعارة- على حسابه وصفحته ليكيل التهم ويشهر بالشرفاء وأول ما يحتج به إن اعترض عليه الناس هو قول الأئمة في المسألة، ولو أنّه صدق مع نفسه لنظر في أقوالهم بالمنظار الشرعي، لكنّه في الحقيقة جبان لا يقوى على المواجهة وتحصيله العلمي يكاد يكون منعدما لهذا تجدهم ينفرون من النصيحة ومقابلة المعنيين مباشرة وجها لوجه ففاقد الشيء لا يعطيه، فإعراضهم عن نصح المخالف ليس ناشئا عن إعمال لقواعد السلف واتباعا للعلماء بل نشأ عن جبن وخشية الرجال، والبعد عن أنظار العقلاء! فهم يؤثرون التستر والخفاء عن الوضوح والظهور أمام النّاس.
وهذه الجزئية تضاف إلى قواعد صحيحة شرعية أخرى -وسيأتي شيء منها- استغلّها القوم وتعلّقوا بظواهرها العامّة ومجملاتها التي فصّلها العلماء، وشرحوا معانيها نصحا للأمّة، ومع ذلك أنزلها أولئك في غير مواضعها، فلبّسوا على أنفسهم قبل غيرهم، وكذبوا على أهل السنة وألصقوا بهم شنيع أفهامهم، وروّجوا تصرفاتهم على أنّها مسالك للأئمة اتخذوها لمعالجة قضايا الأمّة! والله فاضحهم وكاشف أمرهم.
ونشرع بحول الله وقوته سبحانه في نقد ما ورد في تلبيس الملّبس:
قال المُلبّس: (شبهة ما أخطرها تروج من حولنا فانتبهوا يا إخوان).
جواب التلبيس من أوجه:
الوجه الأوّل: دائما ما تجد هذا الصنف من الشباب يعتلي منصّة التحذير وكأنّه إمام الدنيا، قد وكل إليه تنبيه الأمّة من غفلتها، فتراه يصيح بنبرة الشفقة، ناصحا مذكرا المسلمين بخطر الشبه وضرر البدع! والحقيقة تنجلي عندما تتصفح دفتر سيرته! وأول ما يصدمك مقداره من العمر والتحصيل.
الوجه الثاني: أنّ الملبّس حكم على كلامي بأنّه شبهة خطيرة، مع أنّ المقال رفعته في منتديات التصفية والتربية، وأيّد محتواه فضيلة شيخنا أزهر سنيقرة –حفظه الله- وغيره من المشايخ والأساتذة، وقد عرضته قبل نشره على ثلّة من الطلبة المتفوقين والأذكياء البارزين.
الوجه الثالث: من مكر صاحب التلبيس أنه أخفى اسمي ولم يصرح به في ردّه هذا، وهو بفعلته هذه يناقض طريقته المعهودة ومسلكه المعروف، ولا ريب أن الذي حمله على هذا التمويه أنه عرض منشوره على اثنين من المشايخ! وأذنا له بنشره.
والعجب لا ينقضي من صنيع القوم! فبعدما أيّدني بعض مشايخي وإخواني ارتفعت أصواتهم من هنا وهناك تحت ستائر الظلام يصيحون بأن التقليد محرّم وأن التزكيات لا تنفع صاحبها حتى يوافق السنة! فأظهروا استخفافا عجيبا بتأييد أهل السنة لما كتبته.
وفجأة عندما انعكس الحال عليهم، أصبح تأييد المشايخ وثناؤهم شيئا مرغوبا إليه، وفريضة يجب إقامتها، وسيأتي شيء من التفصيل في موضعه.
الوجه الرابع: يُشمّ من قوله (شبهة ما أخطرها) سوء الظن واتهام المتكلم، ونقده وكأنه مخالف منحرف صاحب شبه! فهو تعبير ينمّ على موقف مسبق خفيّ من المردود عليه، وهذا هو حالهم مع أقرب الناس إليهم، وهذه هي أنفاسهم مع من اشتهر وعرف بسلفيته بين إخوانه ومشايخه، فالأحكام القاسية قانون تعارف عليه الحدادية منذ القديم، وهم يتعبدون الله بمثل هذا التشنيع ويتقربون إليه سبحانه بتصعيد اللهجة مع السلفيين، فلا يهمّهم مصير المردود عليه، ولا يأبهون لهدايته.
يقول العلامة الإمام ربيع المدخلي –حفظه الله- (اللباب ص: 89): (نحن والله نريد لأهل البدع الخير ونريد أن ينتشلهم الله من مهاوي الضلال ونخاف عليهم من دخول النار فنحن نحبسهم ونكفهم بهذا النقد).
وهذا تطبيق عمليّ لما قرّره الشيخ –حفظه الله- حيث قال في رسالته (مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي ص:4): (لأن المآخذ عليه كثيرة تحتاج إلى فراغ ووقت طويل، لعلّه يرجع إلى الصواب وهذه غايتنا وأمنية عظيمة من أمانينا أن يرجع المخطئون عن خطئهم ويتوبوا إلى رشدهم).
فإذا كان هذا أحد مقاصد أهل السنة في نقد أهل البدع والضلال! كيف تكون نظرتهم لإخوانهم ومقربيهم ممن زلّت أقدامهم وانحرف سَيرهم؟!
يقول شيخنا الهمام ربيع السنة (نصيحة للسلفيين جلسة 07 ذي الحجة): (ينبغي أن نفتح مستشفيات، نفتح مستشفيات والذي يمرض من السلفيين نعالجه، ما نخسره، نفتح مستشفيات نعالج، العلماء قبلنا كانوا يعالجون الأمور، يعالجونها، يرحمون النَّاس، ويتلطفون بهم، فنحن نتلطف، ونرحم السلفيين)
وكم رأى العقلاء من سخرية الحدادية واستهزائهم بخصومهم من أهل السنة، وكم شاهد السلفيون من لدن محمود وإلى يوم الناس هذا من تهكمهم بالأعراض واستهتارهم بالأبرياء! وكلنا يتذكر حرب الحجاورة وهجمتهم الشنيعة على أهل السنة.
ففي ظرف وجيز جدا تجدهم ينقلبون على ناصحيهم مع أنهم كانوا من قبل يمتدحونهم ويثنون على جهودهم، وخذ أخي القارئ مثالا واحدا يكفيك في هذه العجالة وسأترك باقي الأمثلة في المقالات القادمة:
يقول فالح الحربي في رسالته (صدّ العدوان الشنيع ص: 5ـ20 بتصرف) وهو يمتدح الشيخ ربيع: (فضيلة الشيخ العلاّمة المحقّق الأثري السلفي الأستاذ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- مواقفه معروفة مشهورة مشاهدة كشمس الظهيرة، ما علمنا الشيخ حفظه الله إلاّ متثبّتا متريّثا حريصا على ذلك ويشهد له كل من عرفه، الشيخ من أهل العدل والفضل والمروءة والصيانة والتحرّز)
لكن سرعان ما انقلب فالح على عقبيه بعد أن نصحه الشيخ في رسالته الأخوية المشهورة وانتفض على الشيخ وأدار ظهره لقناعته السابقة وضرب على كلامه السابق بقلم حقده فقال –مثلا- في كتابه (التحقيق السديد ص: 43): (وقد بينت ضلالات وجهالات وتصورات المدخلي الخاطئة - وهي كثيرة - في كتبي: (الصارم المصقول لمقارعة الصيال على الأصول)، و(القول الجلي في كشف إرجاء المدخلي)، و(القول السديد في كبح المماحك في مسائل مهمة، ومسألة التقليد)، و(النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي).
لك أن تتعجب أخي القارئ من هذه القفزة النوعية الحدادية! كيف يكون الشيخ: علامة محققا أثريا سلفيا ثم يصير بمجرد أن أسدى نصحه لفالح: مرجئا صيّالا على الأصول مماحكا معتزليا؟!
وإن من نظائر ما تقرر في هذه الإشارة العاجلة ما قام به صاحب التلبيس، حيث جعل أخا له سلفيا، خصما معاندا صاحب شبه وجب تحذير الناس منه ومن أقواله، وجعل عنوان مقاله مدخلا مخادعا يمرر منه فكرته البائسة واعتقاده الظالم، وأضاف إلى ذلك إبهام المردود عليه إيغالا منه في التلبيس والتدليس، وكأنه حاز ختم انتهاء الصلاحية فهو يختم به على كل من خالفه وناقض مسلكه المتهاوي.
وإني أقول -بلا أدنى تردد-: إن هذا الملبّس صاحب الاعتراض ومن معه هم سائرون على هذا الدرب، متشبثون بحبائل الحدادية، إن لم يرجعوا إلى رشدهم ويأخذ أهل السنة بأيديهم فسيعيثون فسادا في الأرض.
وأقول للقارئ الكريم لقد أسهبت في هذه المقدمة ووقفت طويلا مع عنوان هرائه ليدرك أهل السنة مدى لؤم القوم! فمخالفتك لهم في جزئية -ولو على سبيل الخطأ غير المقصود- تمحو عندهم كل جهودك في نصرة الحق وتصيرك صاحب شبه يحذر منك.
يقول الشيخ العلامة ربيع –حفظه الله- ذاكرا بعض أوصاف الحدادية (المجموع الواضح ص: 468): (العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من جهود في الدعوة على السلفية والذبّ عنها ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات).
وإني –والله- رأيت منهم الآن من قفز على بعض ما كتبته على الرافضة ليستخرج منه الأخطاء، وقد نشر بعضا منها! فثبتنا اللهم على صراطك المستقيم.
قال المُلبّس: (قال قائلها: (الكثير من رواد الفيس بوك من المتأثرين بشبهات الحزبيين، فهم يعدّون فلانا وعلانا من أكابر العلماء ولا يعرفون علماء السنة ومشايخ الدعوة السلفية! فليس من الحكمة يا أخي أن تنقل لهم كلام الشيخ الفلاني الذي لا يعرفه أصلا وفيه حكم بالضلال على شيخه العالم الإمام.)
التعليق: قوله: (قال قائلها) عنى به مرابط صاحب مقال (وقفة اعتبار)! وقد تقصّد التدليس على القارئ فأبهم اسم الكاتب واسم المقال الذي أخذ منه هذه الفقرة تلبيسا على السلفيين! لأن أكثرهم وقف على مقالي ورأى تأييد أهل السنة لمعانيه ومضامينه، ولو كان يمتلك شيئا من الشجاعة لذكر الكاتب باسمه وعيّن المكتوب بعنوانه.
وأذكّر القارئ الكريم أن الرجل كتب كتابة تعكس مستواه من حيث مضمون المنشور وتنسيق فقراته وتركيب عباراته وأسلوبه الأرعن، وحتى موضع نشره! فهي كتابة فيس بوكية مشوشة نشرها على حسابه وحشرها في بعض المجموعات المشبوهة على الواتساب.
وقد قيل: إذا عرف السبب بطل العجب! فالرجل كتب على جدار حسابه على الفيس بوك واصفا نفسه بأنه: (عاميّ)! فقل بربّك يا رجل: ما الذي أدخلك في هذا المعترك الوعر؟! ومن الذي ألقى بك في هذه الهوّة السحيقة؟! ما شأنك أيها العامي وشأن النقد والردود؟! لا تقل أنّك (عاميّ متمكّن) كما قالها أحدهم عن نفسه! اترك عنك هذا الطريق يرحمك الله وخذ طريقا آخر.
ثم تظاهر بسلوك الجادة في النقد والتحذير ناقلا نصّ كلامي، لكن الكاذب سرعان ما يفتضح ولا ينتقل من فقرة إلى فقرة حتى يظهر وجه تحريفه.
فهو أوّلا: لم يُثبت كلام المردود عليه من مصدره، فالقارئ لا يعلم هل النص المردود عليه من ملفوظ كلامه أم مكتوبه! فحق للقارئ على الكاتب أن يوفّر له مصادر نقولاته لاسيما في باب نقد الطوائف والأفراد، فما قام به المعترض بالباطل يعتبر إدانة أخرى تضاف إلى قاموس الإدانات التي سجلها عليه الشهود العدول.
ثانيا: لم يكن أمينا كما هي عوائدهم في نقله، حيث اقتطع فقرة من سياقها وسباقها، بل أهمل الجزء الذي يتضح به معنى كلامي ومرمى بياني! وليست هي من قبيل الدعاوي الكاذبة على الرجل، بل أنقل للقارئ نص مقولتي بتمامها ثم ليقارن بينه وبين ما زوّره الرجل.
قلت في مقالي (وقفة اعتبار لتصحيح مسار) وقد لوّنت بالأحمر ما نقله المفتري: (قلت: كيف يتحقق وأنا لم أحدثك بعد عن المنصوح المخاطب بمنشوراتك؟ فمن أعظم المضارّ التي لحقت دعوتنا المباركة الإخلال بالنظر في حاله والغفلة عن مراعاته والأمثلة على ذلك كثيرة تكاد لا تحصى! فلا تنكر أخي مثلا: أن الكثير من رواد الفيس بوك من المتأثرين بشبهات الحزبيين، فهم يعدّون فلانا وعلانا من أكابر العلماء ولا يعرفون علماء السنة ومشايخ الدعوة السلفية! فليس من الحكمة يا أخي أن تنقل لهم كلام الشيخ الفلاني الذي لا يعرفه أصلا وفيه حكم بالضلال على شيخه العالم الإمام! ولو أنك قابلت أحدهم وتناقشت معه لوجب عليك الرفق به واستلزم عليك الأمر وضع مقدمات حتى يقتنع بضلال فكر شيخه! هذا في اللقاء فكيف والحال ما نراه اليوم من منشورات عشوائية يطلع عليها ربما آلاف الناس!)
أيها القارئ الكريم: ما معنى قولي (لوجب عليك الرفق به واستلزم عليك الأمر وضع مقدمات حتى يقتنع بضلال فكر شيخه) أليس هو تصريح صريح وبوح فصيح بأن قائل هذه المقولة لا يقصد منع الناس من نقل الردود للعوام؟! بل طالبهم مطالبة واضحة بائنة بأن يرفقوا بالعامي الذي تعترضه عوارض يعلمها كل الناس وأن يوصلوا له الحق لكن بطريقة حكيمة هادفة؟!
أيها الجاني ألا تعلم أن في الناس عقلاء يراجعون نقولاتك ويتحققون من دعاويك العريضة؟! أما علمت أن الإمام ربيع السنة علت كلمته وقبلت دعوته بسبب صدقه وإخلاصه وتحرّيه؟!
يقول فالح الحربي وهو يخاطب الشيخ ربيع (المجموع الواضح ص: 463): (هل تحسب يا شيخ ربيع أن الناس ستسلم لك كما سلّم لك مريدوك...ولم يناقشوك ويتتبعوا نقولاتك التي تنقلها وإلى الكتب والمصادر التي تعزو إليها؟! ليكن في علمك وعلم أتباعك الهمج الرعاع أن هناك من يراجع وينتقد ويبحث خلفك يا شيخ ربيع).
فهذا ربيع الخير قد امتدت حربه الضروس التي خاضها مع أهل البدع لعشرات السنين ولم تسقط رايته بفضل الله مع أن الجيوش المعادية تفرغت لانتقاد كتبه، فلو أنه أخلّ بالأمانة في النقل لسقط في أعين الناس من أول يوم.
والله إن صنيعك معي ليذكّرني بصنيع الحربي مع الشيخ ربيع –حفظه الله- وهي والله مدرسة واحدة لكن تطورت مناهجها مع مرور الوقت وتغير أساتذتها.
يقول الشيخ –ربيع –حفظه الله- (المجموع الواضح ص: 251): (لقد سلك فالح مسلكا رديئا ظالما في عرض كلامي ومناقشته، فهو يعرض نُتفاً من كلامي، ويُخفي مجموع سياقه وأدلته وقرائنه، ثم يرجف بما يوافق هواه)
وسيأتي في باقي المقال ما يجزم به اللبيب أن الرجل لم يحرف الكلام خطا أو سهوا بل هي عادته التي رضيها لنفسه، فهو سائر عليها في هذه الواقعة وغيرها من الوقائع، فأسأل الله أن يهديه إلى صراطه المستقيم، فوالله لقد أوجع هذا الرجل الأبرياء بظلمه وبغيه، وتجاوز كل الأعراف بكذباته وتحريشه.
نتيجة الباغي وحكم الظالم:
وكأنّي بالمعترض وقد ارتوى من مستنقع الحدادية الجناة، وأعمل قواعدهم وشابه أساليبهم حذو القذة بالقذة، فربط –ظلما وعدوانا- بين كلامي وكلام إبراهيم الرحيلي، وقيّد اسمي مع اسمه في سجّل واحد، فالحدادي يعقل خصمه كما يعقل الرجل دابّته في أي مكان شاء! وأسهل ما ينفر إليه عند النقد توصيفه بأشنع الأوصاف ونسبته إلى جميع الفرق الضالة: فهو على منهج الحلبي، وعلى منهج الرحيلي، ويسير على نهج الإخوان، وغيرها من أحكام الجاهزة التي يقذفون بها منتقديهم ليقطعوا الطريق عليهم، وينهوا محاكمتم في أسرع وقت ممكن.
يقول الملبّس: (أخذا من منبعها وممن تولى كبرها، وهاك مصدرها بالتوثيق: قال إبراهيم الرحيلي: «فكم فتن من العامة، ووقعوا في الشك والارتياب في أصل الدين بسبب إطلاعهم على ما لا تدركه عقولهم من كتب الردود مما لا يحصيه إلا الله، فعلى الساعين في نشر هذه الكتب بينهم أن يتقوا الله، وليحذروا أن يكونوا سببًا لفتنة الناس في دين الله تعالى» انتهى باطله)
جوابه: صاحب الفرية رمى نفسه بالشرّ كلّه فزعم أن منبع كلامي هو (إبراهيم الرحيلي) وهي –والله- ثالثة الأثافي، كيف يتهم الأبرياء بكل سهولة وسلاسة؟! ما أجرأ هذا الصنف وما أبعده عن العدل والإنصاف!
وأجيب على هذا الإفتئات بالوجوه التالية:
أوّلا: كان عليه لو كان منصفا أن يحسن الظن بهذا السلفي الذي يرد عليه، وينزهه عن أخذ منهجه من منبع الرحيلي، ثم لا مانع بعد ذلك أن ينتقد الكلام ويذكر أن الكاتب وافق الرحيلي من حيث لا يشعر، ويحذره من مغبة ذلك، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، فهو سائر كما سبق بيانه على طرائق الحدادية وكل فقرة من فقرات منشوره تشهد على ذلك.
يقول العلامة ربيع السنة –حفظه الله- وهو ينتقد المأربي الضال كما في (انتقاد عقدي ومنهجي للسراج): (ص15: وأنا أعتقد أنه لا يقصد هذا المعنى .... ص22: وهذا مما أنصح أخي أبا الحسن وغيره بالابتعاد عنه....).
وليعلم القارئ أن الشيخ –حفظه الله- نقل في كتابه هذا نص مذكرته التي كتبها للمأربي يوم أن كان يحسن الظن به، وكان يعلق عند كل فقرة ويقول: (ص29: كنت في ملاحظاتي هذه أتلطّف به ... ص 23: فلم أصارحه بذلك بل تلطفت معه كما ترى...).
فما بالكم يا من تدعون كذبا وزورا نصرة الشيخ ربيع وتتزايدون على إخوانكم بالأخذ بأقواله تضربون صفحا عن هذه الأخلاق النبيلة والأساليب الجليلة التي كان ولايزال شيخنا العلامة يتصف بها في نقد المخالفين وبيان أخطائهم، وهي من صميم أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحة لو كنتم تعقلون!
ثانيا: كان الكاتب وفيّا لأسلوبه في الكتابة ولم يذكر المنبع الذي أخذتُ منه الشبهة، ولم يتحف القارئ بالمصدر الذي نهلت منه كلامي! فكان عليه إثبات كلام الرحيلي من مصدره الأصلي! وليس من مصدر الشيخ ربيع! لأنه على حسب تقريره يخاطب مخالفا لا يقيم وزنا للشيخ ربيع ولا يرفع رأسا بأصل الرد على المخالف، وهو من أنصار منهج الرحيلي! فلزمه والحال هكذا أن ينقل من كتاب الرحيلي الذي نقل منه الشيخ! وهذا –والله- صنيع البطالين، والكسالى العاجزين.
أما علم هذا المتهور أن النقد مضمار عسر؟! وأن من ألف فقد استهدف؟ فكيف بمن ألف في نقد الآخرين؟
والحقيقة كما تعلمها أيها المسكين: أنك غريب عن ميدان العلم، دخيل على الكتابة، تركض وتقطع أنفاسك لتلحق ركب النقاد حتى يقال عنك: ما أجرأه وما أشجعه وما أفقهه وما أعلمه! شغلك الركض عن التزوّد للترقيم والتخطيط، فألقيت بنفسك في غياهب التخبيط والتخليط.
يقول الشيخ العلامة ربيع –حفظه الله- عن جمال الدين القاسمي في (بيان ما في النصيحة ص: 10): (وينقل تكفير الجهمية لأهل الأثر أي أهل السنة والحديث في صلب كتابه)، ولا شك أن الشيخ إمام ثقة تطمئن نفوس أهل السنة لنقله، ومع ذلك أحال كلام القاسمي إلى مصدره فقال: (انظر حاشية ص: 47 من كتابه تاريخ الجهمية والمعتزلة). بهذا يا رجل رفع الله شأن المدخلي! ووضع لكلامه القبول بين أهل السنة! فافهم هذا.
والآن نرجع للكلام المنقول عن الرحيلي:
فالملبّس متفنّن في ميدانه ومتقن لوظيفته! فهو مرة أخرى يحرف الحقيقة ويجزّ كلام الرحيلي حتى يدلّس على القارئ ويتهم مرابط البريء بالفواقر!
فالرحيلي يتكلم عن نشر الردود بين العامة، ومرابط تكلّم عن نصح العامي وطريقة إقناعه ببطلان طريقته وضلال شيخه!
يقول الرحيلي في (نصيحته ص: 33): (وما قيل في التحذير من نشر الرد في بلد لم ينتشر فيه الخطأ يقال في التحذير من نشره في طائفة من الناس وإن كان في بلد المخالفة، فلا ينبغي أن يسعى في نشر الردود من كتب واشرطة بين العامّة إن لم يعرفوا الخطأ ولم يسمعوا به، فكم فتن من العامة...)، فهذا هو الكلام الذي تعمّد الملبس حذفه مكتفيا بنقل ما يخدم هواه!
ولم يتوقف عند هذا الحدّ بل توقف عمدا عند الموضع الذي لو أتمّ نقل كلام الرحيلي لافتضح أكثر فأكثر.
فها هو الرحيلي يقول مباشرة بعد الكلام الذي نقله عنه الملبّس (النصيحة 33): (وإن من أعجب ما سمعته في هذا أن بعض الطلبة قاموا بتوزيع بعض كتب الردود على بعض حديثي العهد بالإسلام ممن لم يمض على إسلامهم سوى أيام وشهور ووجهوهم لقراءتها فيا لله العجب من صنيع هؤلاء).
فلو أن المحرّف نقل كلام الرحيلي بطوله لأدرك صغار أهل السنة أن كلامه صدر عن منهج مدروس يزهد في كتب الردود ويقلّل من شأنها، وهو نفس منهج الحلبي وأضرابه، ولهذا تفطّن الشيخ ربيع للرحيلي وعرف قصده وهدفه من تأليف رسالته (النصيحة)، كما تفطن من قبل لفالح وقبله الحداد عندما تجاوزوا الحدّ الشرعي في نشر آثار السلف وتطبيقها على أهل السنة.
فهذه المسألة مهمّة ينبغي لطالب العلم ومريد الحق أن يضبطها:
فقد يقول الرجل كلمة الحق فتُستنكر منه ويقال له (كلمة حق أريد بها باطل)، ويقولها الآخر فلا ينكر عليه! والعبرة في ذلك قصده ونيّته، ومنهجه الذي عرف به، وهذا من دقيق الفهم الذي خفي على عقول الحدادية ومن تأثر بمنهجهم الضال!
مثاله:
قد نسمع الرجل وهو يسرد على الناس آيات الوعيد، وينشر عليهم نصوص الحكم بغير ما أنزل الله! وهو في حدّ ذاته عمل يشكر عليه ودعوة يثاب عليها، لكننا ننكر ذلك على من اشتهر بالتكفير، ونحكم على كلامه بأنه يريد منه التحريض ويتقصد تهييج العامة.
فالسلفيّ المشهور والمعروف بمنهجه الصحيح إذا نصحك في باب النقد والتحذير فهو يريد لك الخير، ويريد تذكيرك بتقوى الله وبضوابط الباب، أما غيره فيحمل كلامه على التزهيد والطعن في أصل الرد على المخالف.
ولنتأمّل جميعا في جواب الشيخ العلامة عبيد الجابري –حفظه الله- على هذا السؤال كما في درسه (الحد ال بين معاملة أهل السُنة وأهل الباطل):
السؤال: كثر في الآونة الأخيرة الاشتغال بأشرطة وكتب الردود مع إهمال لطلب العلم، وإذا قام أحد بتوجيه الشباب وحثهم على طلب العلم، يمكن أن يصنَّف من أتباع فلان أو علان! فما هو الضابط في ذلك؟ وما توجيهكم في التعامل مع هؤلاء الشباب في هذه المسألة؟ مع نصيحة عامة للشباب في طلب العلم.
الردود: باب من أبواب الدعوة، فيها نشر للسنة، ودفع للبدعة، وصيانة لأهل السنة من خطر المبتدعة، ولا أعرف عالماً من أهل السنة، فضلاً عن الأئمة، ينهى عن الردود – أبداً - لا ينـهون عنها نهياً مطـلقاً، بل ينهون نهياً مقيداً؛ فإذا رأى العالم تلامذته، أو أهل بلده تركوا الفقه في العقيدة، والعبادة، والمعاملة وانصرفوا إلى الردود، فإنه يحذِّرهم، ويقول: لا تنشغلوا بالردود؛ يعني لا تجعلوها شغلكم الشاغل.
وعلى هذا فإن من يتناول الردود، ويطالعونها أصناف:
صنف: عنده القدرة على الجمع بينها وبين مسائل العلم، فهذا لا يُرَدْ، هذا يؤيد، ويبارَك له صنيعه، ويشد أزره؛ مادام عنده قدرة على تحصيل المسائل العلمية، دقيقها، وجليلها، وصغيرها، وكبيرها، فهذا لا يُثنى ولا يجوز أن يُثنى؛ مادام أنه لم يُـهمل الجانب العلمي؛ التحصيل العلمي.
الصنف الثاني: من لا همَّ له في تحصيل المسائل العلمية، بل مطالعة ما يجري في الساحة، وفلان قال وفلان قال، فهذا الذي يشدد عليه، لا من باب أنه ركب بدعة، ولكن من باب مصلحته هو، فيقال: أنت أهملت أمراً أكبر من هذا.
فإذا ذهب العلماء الذين دفع الله بهم البدع وأهلها، وكانوا جبالاً، من يرثهم إذا لم يكن لدينا علم؟ هل يرثهم الجهال يا أبنائي؟ هل يصلح الجهال بعدهم لرئاسة النـاس، وقيادة الناس، وهدايـة الناس؟ أبداً؛ هؤلاء يَـضلون، ويـُضلون، فمن هذه الناحية نشدد على أخينا هذا، ويقال له: اتق الله؛ أنت جعلت وقتك كـله، أو جـله في هذه الردود، وكان يكفـيك أن تعلم بأن الإمام فلان، أو الـعالم فلان ردَّ على فلان من الناس، وكشف عن حاله، وهتك ستره؛ لما هو راكبٌ إياه من البدعة، والضلال، يكفيك هذا.
فالمقصود: أنا أنهاكم يا أبنائي عن الشطط، أنهاكم عن الشطط، وآمركم بالرفق، فمن نهاني عن الاشتغال بالردود، وترك المسائل العلمية، أنا لا أشططُّ عليه، لا أشططُّ عليه إذا عرفتُ أنه من أهل السنة، أعرف أنه يريد نصحي، ويريد أن أحصِّل أبواباً من العلم.
نعم أهل البـدع هم الذين ينهـون عن الردود نهياً مـطلقاً؛ اتركوا الردود، دعـوا عنكم الردود، فيها مـضيعة للوقت، وفيها مَشغلة عن العلم، نهياً مطلقاً، لكن أهل السنة لا ينهون نهياً مطلقاً، وإن قال هذه العبارة مطلقاً في وقت، لكن جل وقته أو كثير من وقته يريد هذا؛ نعرف هذا من حاله ومقاله) انتهى بتصرف يسير.

-حفظ الله- شيخنا الغالي عبيد الله الجابري وأثابه على هذا البيان الواضح! لكن للأسف أين صاحبنا المتهور منه! فلو تمعن فيه وأشغل وقته في فهمه لما أوصل نفسه إلى ما وصل إليه من دركات الجهل والتخبط، فاللهم رحماك.
تنبيه: تطرقت لهذه المسألة على سبيل الإلزام، وإلا فكلامي لا يشبه كلام الرحيلي لا من قريب ولا من بعيد.
قال الملبّس: (فاحذر أخي المسلم السلفي احذر من زيغ النصين السابقين وهاك كشف ذاك البطلان فيهما فهذا رد العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله على هذه الشبهة
في كتابه النافع "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال": "فهذا منك أمر عجيب، وهو من الدواهي". ص 58).
التعليق على هذا بعدّة أجوبة:
الأول: كما تقدّم في صدر المقال أن هؤلاء الشباب الطائشين يخاطبون الناس في خربشاتهم وكأنهم شيوخ الإسلام، وكأن الأمة تنظر بلهف وشغف توصياتهم وتوجيهاتهم! فها هو صاحبنا يختال في قوله: (فاحذر أخي المسلم السلفي!) وكأن المسلمين والسلفيين حريصون كل الحرص على قبول نصحه! وكأنّه قدم لهم ردّا مفصّلا بالأدلة والبراهين على بطلان قول المردود عليه فما عليهم إلا التسليم والانقياد! والحقيقة التي لا يريد سماعها هذا الرجل ولا يقوى على مواجهتها هو وأقرانه أنّ قيمته العلمية ووزنه الدعويّ لا يساوي شيئا عند الناس! فلا يعدو هذا المتعالي أن يكون شابا متهورا أكثر ما يمتلك حساب فيس بوك، وكذا مجموعته على الوات ساب.
الثاني: أن كلامه يدفع إلى الضحك والبكاء في نفس الوقت! ويبعث على الرأفة به! فهو يقول: (وهاك كشف ذاك البطلان فيهما..) ويجعل القارئ ينتظر الردّ والجواب الذي سينقله له! لكن سرعان ما يُصدم بقوله ونقله عن الشيخ: (فهذا منك أمر عجيب، وهو من الدواهي)! وهي فقرة ليست بجواب عن شبهة! بل قطعة من جواب الشيخ الذي تقصد إهماله!
فأين هو كشف الشبهة يا مسكين؟ كيف تنقل الشبهة للقارئين ولا تنقل ما يدحضها؟! ألم يسعك الوقت لتنقل كلام الشيخ بطوله؟ أم أن العلم هان في قلبك فصرت تشوّش على القارئ وتشتت انتباهه بهذه الفوضى وبهذا العبث الذي تسميه نقدا وردا؟! نعم إنك مصرّ على أن تضرب أحسن الأمثلة على صدق ما جاء في مقالي (وقفة اعتبار)!
الثالث: لقد أجاب شيخنا العلامة ربيع السنة عن كلام الرحيلي بأربع صفحات ونصف! وصاحبنا قنع بنصف سطر من جوابه –حفظه الله- لأنه كما قدّمنا من الشغوفين بالأحكام المسبقة السريعة! أما العلم والتوسع في مسائله فليس هو منه في شيء.
فالشيخ ربيع –حفظه الله- لم ينكر كلام الرحيلي جملة وتفصيلا وإنما أنكر سوء استغلاله لما يشبه الحق في تمرير فكرته المعروفة عند أهل السنة، وأنكر عليه التعميم والإجمال لهذا قال –حفظه الله- في مواطن عديدة من رسالته: (لم تكن نصيحته واضحة ... فليعد النظر الدكتور إبراهيم في هذا الكلام ... أما قوله –أي الرحيلي-: فكثير من كتب الردود يستدلون فيها للحق في مقابل الباطل فحق وواضح... وأما قوله: من غير ذكر للمخالفة! فكلام مشكل وغير واقع.... أرجو أن يتأمّل جيدا الدكتور إبراهيم في هذا الكلام الغريب العجيب في نظري فإن كان له معنى صحيح فليبينه لنا بأمثلة...أتريد ردود أهل الباطل والبدع والفتن فهذا أمر معقول وأمر حاصل.. كان ينبغي التثبت من هذا النقل فقد لا يثبت...وإن كانوا من أهل الضلال فإنّ تعجبك في محلّه...وأعتقد أن هذا قصدك ولكن في كلامك شيء من الغموض...أعتقد أنك لا تخالف في مشروعية هجرانهم... هذا كلام جيد...كان ينبغي أن تحرر عبارتك وتوضحها لئلا يفهم منها ما لا تقصد...هذا التقرير فيه خلل ولم يف بالمقصود.. إنّ هذا الكلام لحق..ثم ختم الدكتور هذه النصيحة بوصايا جيدة أسأل الله أن يوفقه للقيام بها على أكمل وجه.. أعتقد أن الدكتور إبراهيم سيجيب بأنه يجب على هؤلاء الطلاّب أن ينكروها ويغيروها.. هذا الكلام كله يقوم على الإجمالات فنرجو من الدكتور إبراهيم أن يفصل هذه الإجمالات... فإن كان له معنى صحيح فليبينه لنا بأمثلة..)
أخي القارئ انظر رعاك الله إلى همّة العلامة ربيع ونفسه الطويل الصادق في مناقشة المخالفات ونقد الأفكار، فهو يطلب التفصيل ويدعو إلى توضيح المبهمات، ويأخذ ويعطي مع المردود عليه بكل إنصاف وعدل، فلم ينكر كلام الرحيلي جملة وتفصيلا بل طالبه بالتثبت والنظر مرة أخرى في كلامه.
بل حتى نصّ كلام الرحيلي الذي أراد الجاني إلصاقه بمرابط، لم يرفضه الشيخ جملة وتفصيلا بل طالب الرحيلي بالبيان و التفصيل فقال: (ماذا تريد بكتب الردود التي أوقعت الناس في الشكب و الارتياب..الخ؟ أتريد ردود أهل الباطل والبدع والفتن فهذا أمر معقول وأمر حاصل... وإن كنت تريد ردود أهل الحق على أهل الباطل، فهذا منك أمر عجيب ومن الدواهي..)
فيا أها الفارس المغوار: لماذا لم تتبع أثر الشيخ وتقول لمرابط كما قال هو -حفظه الله- للرحيلي: ما ذا تريد يا مرابط من كلامك أتريد ... وإن كنت تريد؟ هذا على فرض أن هناك تشابها بين القولين.
لقد قبض المتهوّر قبضة من هذه المسألة الشائكة والتي احتاج العلامة ربيع -في مناقشتها- إلى أربعة صفحات ونصف! ونقل جملة من كلامي وفقرة من كلام الرحيلي وضمّ إلى ذلك كلمتين للشيخ ربيع ليقنع القارئ أن مرابط على منهج الرحيلي والشيخ ربيع كشف ضلال الرحيلي فما عليكم أيها الناس إلا الحكم على كلام مرابط بالضلال!
الجواب الرابع: أنّ الملبّس أثبت مرة أخرى أنّه (مجنون البتر) فأخذ جملة الشيخ ربيع من سياقها ووظفها وفقا لما تشتهيه نفسه المنفعلة الجائشة! والله حسيبه.
يقول الشيخ ربيع –حفظه الله- (بيان ما في النصيحة ص: 57-58): (ماذا تريد بكتب الردود التي أوقعت الناس في الشكّ والارتياب...الخ؟ أتريد ردود أهل الباطل والبدع والفتن، فهذا أمر معقول وأمر حاصل وإن كنت تريد ردود أهل الحق على أهل الباطل، فهذا منك أمر عجيب ومن الدواهي، فكم في القرآن الكريم من الردود على أهل الباطل من المشركين واليهود والنصارى والمنافقين...)
فالشيخ -حفظه الله- أشار باسم الإشارة (هذا) -وهو للقريب- في كلامه الذي نقله المدلس (فهذا منك أمر عجيب ومن الدواهي)! وأراد به سابق قوله: (وإن كنت تريد ردود أهل الحق على أهل الباطل)! فأين وجدت مرابط أيها المفتري الجاني يقول بقول الرحيلي؟!
فلو فرضنا أن مرابط قال بقوله كان عليك حالتئذ أن تستفسر منه وتستبين كلامه كما فعل الشيخ مع الرحيلي (وإن كنت تريد..)؟! وهذه منك مفارقة عجيبة تُضمّ إلى عشرات المفارقات الواقعة بينكم وبين العلامة ربيع السنة الذي يبرأ منكم ومن منهجكم الغالي.
وهنا لفتة مهمّة ينبغي التعريج عليها:
قد يفهم بعض القاصرين أن كل ما يقوله المخالف في كتابه أو كلامه فهو باطل مردود! وهذا ظنّ باطل مخالف لما عليه السابقون، وليس المقصود هو الأخذ عنهم فيما أصابوا به! بل القصد أن العاقل لا يقدم على تخطئة أهل الباطل بلا بيّنة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (منهاج السنة النبوية 1/28): (وينبغي أيضا أن يعلم أنه ليس كل ما أنكره بعض الناس عليهم –يقصد الرافضة-يكون باطلا، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض، والصواب مع من وافقهم)، فإذا قيل هذا في حق الرافضة فهو متوجه أكثر في من هم دون هذه النحلة المارقة.
وكم تألّم المنصفون من اقتحام الجهلة ميدان النقد والتحذير، وكم شاهد العقلاء بأمّ أعينهم تخطئة المخالفين بالجهل وسوء الفهم، كل هذا بدافع الغيرة المزعومة والمقت الشديد لأهل البدع! ولو كان هذا المسلك يُسهّل فيه العلماء لما تميّزت ردودهم عن غيرهم، ولما ظهرت مكانة العلامة ربيع ولما برزت شخصيته القوية في هذا الزمن، فنقد الأفكار يشترط فيه العلم والبصيرة حتى لا ينكر الحق ويثبت الباطل، فكم من مريد للخير لم يبلغه، وإن المشفق على هذه الدعوة ليخشى أن يطول الزمن بهؤلاء المتهورين ويكون نقدهم لكتب المخالفين نقدا عشوائيا، ويرد على أصحابها بالجهل والتسرع وتجحد بعض المسائل التي يوردها المخالف في كلامه، وهي من المسائل المجمع عليها عن أهل السنة.
وما وقع فيه صاحبنا المتهوّر ليؤكّد هذا التخوف! فبعد أن وقف على كلامي الذي لم يفهم نصه ومعناه ذهب يربط بينه وبين كلام الرحيلي من غير تأمّل ولا نظر مستصحبا في ذهنه ما يعرفه عن الرحيلي! فما دام الرجل منحرفا فقوله مردود جملة وتفصيلا! وكل من قال بقول ربما يشبه قوله فهو موافق له بل آخذ منه ومعتمد عليه! فاللهم غفرا.
وهؤلاء المتسرعون أوفياء لهذا التوجه الخطير فتجدهم يحاكمون أهل السنة بمقتضى هذه القاعدة، فإن حذرتهم من مغبّة الهجر وخطر التوسع فيه قالوا عنك حلبي وانهالوا عليك بأقواله وأقوال من ردّ عليه من المشايخ والدعاة! وإن أنت ذكّرتَهم بحرمة الأعراض قالوا عنك مميّع ومتخاذل وتنزل عليك الأحكام القاسية وتربط أنت والحلبي في عمود واحد! فهم على ما ذكرنا جاهلون جهلا مطبقا بمنهج أهل السنة في نقد الطوائف والنحل! وتغيب عن عقولهم طرائق الأئمة في نقد الأفكار.
فقد يكون ضلال الكاتب في إجمال عباراته! وفي تنزيله للأقوال الصحيحة في غير منازلها، وقد يشنع عليه في مخالفته الإجماع ما لا يشنع عليه في اعتماده على قول صحيح معمول به عند بعض الأئمة، وقد ينتقد العالم تأصيلات الكاتب مستحضرا توجهه وفكره خارج كتابه، كما هو الشأن مع الرحيلي! فالشيخ ربيع انتقده بعدما كشف عن منهجه، وبعد أن أظهر موقفه من مشايخ المدينة، ومن خصومهم، فمن الحكمة –مثلا- أن تخاطب من هذا حاله إذا رأيته يحث على الصبر والرفق خطاب من تيقنت مقصده من هذه النصيحة، فهو يريد بها الصبر على المخالفين وقمع أهل السنة والتضييق عليهم، ويريد من دعوته إلى احترام العلماء حماية بعض من ظهر انحرافه وبان شرّه، ويريد من حديثه عن الغيبة والنميمة النيل من أهل السنة والتقليل من تحذيراتهم.
فجملة القول:
أن التصدر لنقد المخالفين لا يصلح إلا لأصحاب البصيرة والعلم، يقول الحافظ ابن حجر –رحمه الله- (النزهة ص: 177): «وينبغي ألا يُقبل الجرح والتعديل إلا من عدل متيقظ»، فانظر رحمك الله إلى هذه الشروط التي لم يلتفت إليها من مالت بهم الأهواء ومادت بهم الأحقاد من كل جانب.
قال الملبّس: (فكذلك نحن نقول لك أخانا صاحب النص الأول هذا منك أمر عجيب وهو من الدواهي، والغرائب)
الجواب من جهتين:
الجهة الأولى: كما تقدّم وتكرّر فالقوم منتفخون انتفاخا عظيما، وسيف الغرور قدّ مزّق مُهجهم وهم لا يشعرون، فالملبّس المدلّس يقول (فكذلك نحن نقول)! وهو لا يدري أن (نحن) تستعمل للجمع وللتعظيم! فإن قصد الجمع فقد نصب نفسه متحدّثا إما باسم جماعته وإما باسم السلفيين! وإما يقصد تعظيم نفسه وهو لا يشعر! فداء الكبر دفين في نفوسنا جميعا قلّ من يتفطّن له، فعليه أن يوضّح للقارئين معنى كلامه.
الجهة الثانية: أن الملبّس لم يلتزم بنصّ كلام الشيخ وتعليقه بل أضاف إليه كلمة: (الغرائب) عندما علّق على كلامي فقال:(هذا منك أمر عجيب وهو من الدواهي، والغرائب)، فلا أدري هل كلامي أشنع من كلام الرحيلي، أم أنّ صاحبنا أشد حرصا على إظهار الحق من الشيخ ربيع، وتصرفه هذا ينسجم مع عقلية القوم ومنهجهم المعهود في نقل أقوال العلماء ونشر أحكامهم على الناس! فهم لا يكتفون بأقوال الأئمة بل تجد الواحد منهم كما هو مشتهر عنهم في وسائل التواصل يكتب بالخط العريض: تحذير الشيخ العلامة فلان من الضال المنحرف الكذاب فلان! وعندما تبحث في كلام الشيخ لا تجد تلك الأوصاف.
الجهة الثالثة: لنستعرض مرة أخرى كلامي الذي وصفه المتهوّر وقال عنه بأنه (أمر عجيب وهو من الدواهي، والغرائب.)، حيث قلت كما في وقفة اعتبار:
(فمن أعظم المضارّ التي لحقت دعوتنا المباركة الإخلال بالنظر في حاله –أي المنصوح- والغفلة عن مراعاته والأمثلة على ذلك كثيرة تكاد لا تحصى! فلا تنكر أخي مثلا: أن الكثير من رواد الفيس بوك من المتأثرين بشبهات الحزبيين، فهم يعدّون فلانا وعلانا من أكابر العلماء ولا يعرفون علماء السنة ومشايخ الدعوة السلفية! فليس من الحكمة يا أخي أن تنقل لهم كلام الشيخ الفلاني الذي لا يعرفه أصلا وفيه حكم بالضلال على شيخه العالم الإمام! ولو أنك قابلت أحدهم وتناقشت معه لوجب عليك الرفق به واستلزم عليك الأمر وضع مقدمات حتى يقتنع بضلال فكر شيخه! هذا في اللقاء فكيف والحال ما نراه اليوم من منشورات عشوائية يطلع عليها ربما آلاف الناس!).
فأولا: أنا تحدثتُ عن جانب معيّن من جوانب الدعوة والنصح، ومضمار محدّد من مضامير النقد والتحذير، وكان هذا من جهتين: الجهة الأولى: موضعه: (وسائل التواصل)! الثانية: نوعه: تحذير العامة من شيوخهم الذين يحسنون الظن بهم، أما الرحيلي فيتكلم عن نشر كتب وأشرطة الردود على الناس سواء في وسائل التواصل أو غيرها!
فكلامي موجّه أصالة لمستعمل وسائل التواصل في خطابه مع العوام وكلام الرحيلي متجه لمن ينشر كتبا ألّفها العلماء الناصحون أصحاب الحكمة والرويّة.
ثانيا: وكذلك أنا نصحت المحذّر الناصح بضرورة التزام الحكمة في إيصال كلمة الحق للناس، والرحيلي يمنع من نشر الردود على الناس.
ثالثا: كلامي كان متوجها للشباب الطائش، والرحيلي كان يقصد بكلامه حتى العلماء! فلا ينبغي للعالم عنده أن يتكلم ويحذر مراعاة للمصلحة، وهذا ما لم أفكر فيه لأن العلماء هو أهل الحكمة فهم أعلم الناس بموضع الكلام وزمانه، وإنما قصدت من يستعمل كلامهم في غير موضعه.
رابعا: لنرى هل يتوافق كلامي الذي استغربه وتعجب منه المدلّس وحكم عليه بأنه من الدواهي مع كلام أئمتنا أم يخالفه!
وقبل نقل كلامهم، أحببت أن أشير على عجل إلى مسألة مهمة وخطيرة! وهي من القضايا العظام التي انحرف في فهمها الحدادية باختلاف مدارسهم، فوقع بسبب ذلك فساد عظيم، وفتن مدلهمّة أتت على الأخضر واليابس وهي قضية (مراعاة المفاسد والمصالح) عند إقامة أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
فيا أيها القارئ أرعني قلبك:
إنّ إعمال ميزان (المصالح والمفاسد) في جميع مجالات الدعوة إلى الله مطلب أجمع عليه أئمة الإسلام، ومقصد اتفقت عليه كلمة العقلاء، يقول الشوكاني –رحمه الله- (أدب الطلب ص: 185-187): (هذه الشريعة المطهرة السهلة السمحة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد، ومن تتبع الوقائع الكائنة من الأنبياء، والقصص المحكية في كتب الله المنزّلة، علم ذلك علما لا يشوبه شكّ، ولا تخالطه شبهة) إلى أن قال –رحمه الله-: (وقد كان ديدنه صلى الله عليه وسلم وهجيراه، الإرشاد إلى التيسير دون التعسير، وإلى التبشير دون التنفير، فكان يقول: (يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفروا) وكان صلى الله عليه وسلم يرشد إلى الألفة واجتماع الأمر، ويُنفّر عن الفرقة والاختلاف لما في الألفة و الاجتماع من جلب للمصالح والدفع للمفاسد، وفي الفرقة والاختلاف من عكس ذلك)
فالحدادية لم يدركوا هذه المعاني النبيلة التي أدركها الأئمة، وجرّدوا أصل الردّ على المخالف والتحذير من المخالفات عن هذه النظرة الثاقبة السديدة التي لابد أن يمتلكها كل ناصح وداعية إلى الله، وكل من عرف الحدادية وعاشرهم يعلم مدى جلافتهم وشدّتهم وتنفيرهم وتشويههم لجمال الدعوة ورونقها، فزيّن لهم إبليس أن التحذير من المخالفين فريضة لا تسقط بحال من الأحوال، وتعيين أسماء هؤلاء واجب لا يسقط مهما كانت صفة المنصوح، و الصبر على المخطئ جريمة نكراء، ومن أجل هذا أعلنوا حربهم القذرة على الشيخ ربيع، وعلى أئمة الإسلام من قبله.
ودونك أخي القارئ تطبيق عمليّ لهذه الرؤية الخطيرة قام به رأس الحدادية وشيخهم الأوّل محمود الحداد، يقول كما في كتابه (تفترق أمّتي ص: 448):(كانوا يأتون أحيانا بابن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء هناك والمدرس بالجامعة للمحاضرات العامة بالكليّة فحضرت مرّة وهي المرة الوحيدة التي أسمعه فيها وجها لوجه لا من مسجل أو شريط أو إذاعة فإذا به يتكلم عن الدعوة ويذكر أن من الدعوة الصحيحة ألا تأتي للفاعل المنكر فتنصحه بترك المنكر دفعة واحدة فشارب الخمر لا يستطيع أن يترك الخمر مرة واحدة لكن بالتدرج فإنّ الخمر حرّم بالتدرج، فتركتُ القاعة فورا وخرجت مصدوما بما سمعت).
هل رأيت أخي القارئ إلى القضية التي نفر من أجلها الحداد وانتفض بسببها على رأس من رؤوس السنة في هذا العصر! إنها الحكمة والمصلحة الدعوية التي لم يعرف السبيل إليها الحدادية وكل صاحب نفس غالية.
لقد تفطّن شيخ السنة ربيع –حفظه الله- لمكائد الحدادية وبالأخص مدرسة الحربي فأبطل بدعتهم وواجههم بكل عزم وحزم في قضية (المصالح والمفاسد) وألّف في ذلك المقالات والكتب، كـ (سماحة الإسلام)، وأصيب في ذات الله وابتلي بلاء شديدا حتى وصل بهم الحال إلى تكفير الشيخ واتهامه بالدعوة إلى التنازل عن أصول الدين، وهذا بعد أن سرد عليهم حججه الباهرة على وجوب النظر في قاعدة المصالح في الدعوة إلى الله.
يقول الشيخ –حفظه الله- (المجموع الواضح ص: 158): (فالح الذي كان يرفض مراعاة المصالح والمفاسد في دعوته وأحكامه الظالمة، وتسلّط على السلفيين ثم صار يدّعي أن المصالح لا تراعى إلا في الفروع فقط، فبيّنا له خطل رأيه، وأن مراعاة المصالح والمفاسد عند الضرورة والحاجة تتناول الأصول في مثل حال الإكراه وحال الاضطرار والحاجة، وبيّنا هذا بيانا شافيا في عدد من البحوث)
ومن هذا كلّه يتّضح حجم الجهل الذي خيّم على صاحبنا المتهوّر، وقدر فهمه الذي يحكم به على أقوال السلفيين! فعندما دعا مرابط إلى ضرورة سلوك مسلك الحكمة في نصح العامي مراعاة منه لباب المصلحة والمفسدة انتفض الرجل وأقرانه لأن أنفاسهم تلائم أنفاس الحدادية، فهم يرون أنّ الجاهل المسكين الذي يعتقد أن سلمان العودة شيخ وإمام، وله خلفية سيئة عن الشيخ ربيع وعن السلفيين يعتقد هؤلاء أن مواجهته بتضليل شيخه وتبديعه هو عين الحكمة ودليل على التمسك بالسنة والشدة في الحق! وهم والله مخالفون لصريح العقل وصحيح النقل، وكل من عقل ينصحهم بما نصحهم به مرابط أن اتركوا هذا الميدان فلستم أهلا له فإن كنتم لابد فاعلين فاسعوا في هداية هذا العامي واجتهدوا في إقناعه بالأدلة والبراهين على انحراف شيخه وبطلان منهجه! وليس من الضرورة ابتداء أن تقول له شيخك مبتدع ضال.
كيف يفكّر هؤلاء؟! أمسائل التوحيد والشرك أعظم عندهم من مسائل التجريح والنقد؟! هل يجهل هؤلاء أن تعليم العامي توحيد الله يتطلب حكمة وطريقة مدروسة حتى لا ينفر ويترك الحق من أجل أسلوبنا الطائش؟ ألم يقفوا من قبل على قول الله تعالى (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)؟! هل معنى أن نقول القول الليّن أنّنا نترك الحق ولا نبلغه؟ وهل هذا هو الذي طُلب من موسى وهارون عليهما السلام؟! إن الهدف الأسمى هو تبليغ الحجة وإيصال المحجة، لكن في قالب يلائم سماحة هذا الدين وينسجم مع الأخلاق العالية التي دعا إليها! فلماذا فهمتم يا قومنا أن في قولي السابق منعا لنصح العامي؟! أنا قلت بلسان عربي أنّ العامي لابد له من صبر وحكمة حتى يقتنع بكلامكم، فإذا كان شيخه ضالا ومبتدعا فلا يصلح عقلا أن تواجهه بمثل هذا الكلام في محبوبه! بيّن له ضلال شيخه لكن بالطرق السويّة والسبل المرضيّة، بخلاف من يمنع العامي من فهم هذه القضايا من أصلها بل يمنع حتى طلبة العلم والعلماء، ففرق شاسع بين قولي وقوله لو كنتم تعقلون.
وهنا سؤال مهم:
هل خالف مرابط علماء السنة في هذه الجزئية؟! وهل ناقض قوله قولهم؟! لنرى!
سئل العلامة ربيع السنة –حفظه الله- (عون الباري 1/420-421) عن حكم إطلاق كلمة مبتدع على أتباع أهل البدع الجهال؟
فأجاب: (أتباعهم لابد أن يمارسون البدع، الذي يتولاّهم ويدافع عنهم هو منهم، لكن أنت ما تقول أنتم مبتدعة، استعمل معهم الحكمة والموعظة الحسنة، يعني الكافر إذا جئته وقلت له أنت كافر ما يقبل دعوتك، والمبتدع كذلك، لا تقل أنت مبتدع، هذه من الحكمة...بيّن له)، وقال أيضا في نفس السياق (عون الباري 1/421): (عندما يأتيك مجموعة من الصوفية تقول: أنتم صوفية! أنتم ضلاّل! أنت تيجاني! أنت مرغني! أنت...! لا، بل قل لهم: نحن كلّنا –إن شاء الله – نحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، كلّنا –إن شاء الله-مسلمون لكن هناك خلافات بيننا والله يقول: (فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، وتأتي بالآيات وتقول: عندنا عليكم ملاحظات الأولى كذا والثانية كذا والثالثة كذا، والرابعة كذا يقبلون منك.).
وأقول لشيخنا –حفظه الله-: للأسف إن من يتحمل مسؤولية تبليغ الآيات وإيصال كلمة الحق بالطريقة السليمة وطرح المخالفات طرحا علميا يقتنع به المخالف هم أقلّ الناس، أما غيرهم فقد أتعبهم هذا الطريق وقفزوا إلى منتهاه بالأحكام المباشرة المنفرة! فالواحد منهم لا يحفظ كتاب الله بله المفصل منه! فكيف يستطيع تطبيق قولك –حفظك الله-: (وتأتي بالآيات)، وهو لا يضبط ولا يعرف البدع التي وقع فيها القوم وكيف تنتقد بالردّ بالعلمي فكيف تنتظر منه أن يلتزم بقولكم: (وتقول: عندنا عليكم ملاحظات الأولى كذا والثانية كذا والثالثة كذا، والرابعة كذا)، وإذا أنت نصحته بترك جدال الناس والابتعاد عن نقدهم، يثور عليك وينتفض ضدك، ويدّعي أنك تمنع من نقد المخالفين! فرحمك الله شيخنا حيا وميتا فكم نصحت ووجهت وبينت لكن القوم لا عقول لهم.
سئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع السنة –حفظه الله- كما في (الفتاوى 1/283):
هل تشترط في النصيحة التحذير من الأشخاص أم لابد أن يذكر ذلك بالعموم من غير تعيين؟
الجواب: إذا كان العموم يكفي ويؤدي الواجب المطلوب من المسلم الناصح، فالتعميم يكفي وإذا لم تؤدّ النصيحة إلى وجه الحق، ولا يفهم الناس من التعميم شيئا أو ما يريده الناصح فلابد حينئذ من التعيين، والسلف عيّنوا كثيرا وكثيرا، والقرآن عيّن، عيّن أفرادا وعين جماعات والداعي الناصح الصادق يدرُس المواقف، ويقدّم ما يرى أنه ينفع الإسلام والمسلمين)
انظر رحمك الله في قوله ما أجوده!: (والداعي الناصح الصادق يدرُس المواقف، ويقدّم ما يرى أنه ينفع الإسلام والمسلمين) وهذا الذي غاب عن الشباب المتهوّر وهو عيّن ما نبهت عليه في مقالي كلّه.
بين حكمة الكبار وطيش الصغار
لقد قصّ الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- على السلفيين تفاصيل رحلته إلى بلاد السودان كما في (الحث على المودّة)، ومما ذكره فيها، أن أهل السنة هنالك من الشباب السلفي نبهوا الشيخ وقالوا له: ياشيخ نلفت نظرك إلى شيء، قلت: تفضلوا، قالوا: تكلم بما شئت، قل: قال الله قال رسول الله، واطعن فيما شئت من البدع والضلالات، من دعاء غير الله والذبح والنذر والاستغاثة وإلى آخره، لكن لا تقل الطائفة الفلانية ولا الشيخ الفلاني ، لا تنص على التيجانية من الفرق، ولا الباطنية ، ولا رؤوسهم ، بس أنت اسرد العقائد... قلت: طيب، فسلكت هذا المسلك ، فوجدت إقبالا من الناس.)
التعليق: انظر رحمك الله إلى تواضع الشيخ وحسن أدبه وقبوله لنصح وتوجيه من هو أصغر منه، لأن الرأي السديد قد يكون أحيانا عند الصغير ولا يكون عند الكبير! فهؤلاء الشباب نصحوا الشيخ بعدم ذكر الأسماء لمصلحة الدعوة فاستجاب الشيخ وعمل بالنصيحة، ومرابط نصح الشباب والعوام فرفض البعض وانتفض البعض الآخر! فلا إله إلا الله! كم ابتعدنا عن هدي الأكابر!
لو كانوا يعقلون:
وأختم بكلام مفصّل منضّد للعلاّمة عبيد الجابري –حفظه الله- كما في محاضرته (من أسباب محبة الله للعبد) التي ألقاها ضمن (اللقاءات السلفية القطرية)، وهو كلام يكاد يلتقي مع ما ذكرته في مقالي حتى في حروفه، ويعلم الله أني ما وقفت عليه إلا بعد كتابة المقال.
السؤال الرابع والأخير: يقرر البعض أنه لا ينبغي تحذير العوام من أعيان المبتدعة لأنهم لا يقبلون الكلام فيهم وإنما نتدرج معهم في تعلُّم السنة والبدعة فإذا أدركوا ذلك ذكرنا لهم الأسماء فهل هذا التقرير صحيح؟
الجواب: نعم هذا صحيح ونحن عليه إن شاء الله تعالى لأن من دعوتنا (دعوة أهل السنة والجماعة) الحكمة كما قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - والخطاب عام يعمه ويعم كل داعية إلى الله على بصيرة {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وقال علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون) فعلى الداعية البصير أن ينظر في المصالح والمفاسد فإذا كان أهل بلد استحكم فيهم حب إنسان بأن يكون إمامهم ولا عرفوا التدين إلا من قبله وهو يراه مبتدعاً ضالاً فلا يتكلم فيه بشيء، لا يتكلم فيه بشيء، يحبب إليهم السنة وأهلها ويحذر من البدع على سبيل الإجمال، كذا بدعة كذا بدعة كذا بدعة وهكذا حتى يُحسن الدخول إلى نفوسهم وتطمئن إليه قلوبهم ، هناك يبين لهم أما بادئ ذي بدء فهذا خطأ وكذلك من رءوس البدع رجال قد يكونون مسئولين في الدولة مثل وزير الشئون الدينية أو رئيس المحاكم أو قاضي البلد فهذا لا يَحسُن التحذير منه لأنه يضر دعوتنا ولا ينفع، بل تجب مداراته، في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً استئذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "ايذنوا له ، بئس أخو العشيرة" فلما دخل عليه هش له وبش وألان له الكلام فلما خرج من عنده قيل له يا رسول الله: قلت ما قلت ونراك ألنت له الحديث وهششت له وبششت! قال: "إن شر الناس يوم القيامة من ودعه الناس - يعني تركوه - اتقاء فحشه "فبعض الناس لا يُهجر ولايُحذَّر منه لأن شره يضر أهل الإسلام أما صاحب الخطأ الذي هو في نفسه هذا إذا انتصح وإلا يُهجر ولا كرامة عين. انتهى.
فأقول لهذا المتهور: ألم يحن الوقت لترجع إلى ربّك وتتحلل من مظالم الناس؟! ألم يأن لك أن تتوب مما رميت به الأبرياء! فقل بربّك أين هو الفرق بين كلامي وكلام الشيخ عبيد –حفظه الله-؟! بل قول الشيخ أشدّ من قولي لأنه منع من الكلام فيه أصلا لوكنت تفقه:(فلا يتكلم فيه بشيء أسأل الله أن يصلح سريرتك وأن يهديك إلى سواء السبيل.
وإني على يقين لا يختلجه شك! أنكم لم تجدوا بعد من يوافقكم على أفكاركم كما وجد من سبقكم بغيتهم في فالح الحربي ويحيى الحجوري! وإلا كنتم أول الطاعنين في الشيخ عبيد والشيخ ربيع!، فمنهجكم في نقل أقوالهم واضح وضوح الشمس! فما كان منها يعارض أفكاركم أعرضتم عنه بل وحرفتم معانيه، وما وجدتم في متعلق تجتهدون في نشره على أوسع نطاق حتى يتخيلّ للناس أن علماء السنة من أغلظ عباد الله وأسوئهم أخلاقا وأبعدهم عن الرحمة من كثرة ما يرونه من نقولاتكم المحرفة المنتقاة!
فيقلّ فيكم وفي الشباب اليوم من ينقل علوم الشيخ ربيع في التفسير والفقه والعقيدة، وينشر أقواله التي تحث على الرحمة والرفق والتآلف، فلماذا لا ينشر هؤلاء مثل هذا الخير الذي يحرك عواطف المخالفين ويجعلهم يؤمنون برحمة أهل السنة ومحبة الخير لهم! ومما قاله الشيخ في كلمته (الحث) وهي كلمة عظيمة وجهها الشيخ ربيع للسلفيين في الجزائر بتاريخ: (21 /12 /1429): (عليكم بالرفق، عليكم باللين، عليكم بالتآخي، عليكم بالتراحم، الآن ـ يعني ـ هذه الشدة توجهت إلى أهل السنة أنفسهم، تركوا أهل البدع واتجهوا إلى أهل السنة بهذه الشدة المهلكة، وتخللها ظلم وأحكام باطلة ظالمة، فإياكم ثم إياكم، أن تسلكوا هذا المسلك الذي يهلككم ويهلك الدعوة السلفية ويهلك أهلها، ادعُ إلى الله بكل ما تستطيع، بالحجة والبرهان في كل مكان)
وللأسف فكل من ينشر شيئا من هذه الكلمات الجليلة والمواقف النبيلة يرمى بالعظائم، كما حدث لي عندما نشرت قصتي مع الشيخ في مقالي (الاعتبار بمواقف الكبار)، ولي مع من شنع عليه وقفة طويلة في الحلقة الثانية من هذا المقال.
قال الملبّس: (وعلق على هذه الشبهة الشيخ الفاضل أبو عمار علي الحذيفي اليمني حفظه الله كان الواجب عليك يا دكتور أن تقول: "فكم فتن من العامة، ووقعوا في الشك والارتياب في أصل الدين بسبب كتب الشبهات، ولولا ما يسر الله به كتب الردود لكانت سببًا لفتنة الناس في دين الله فما أحوجك يا دكتور إلى التعقّل وعدم منازعة أهل العلم اختصاصهم الذي هيأهم الله له من عقود من سنين. انتهى من مقال له في سحاب بعنوان (طريقة الدكتور إبراهيم الرحيلي وطريقة المعجبين بفكره)
التعليق:
كلام الشيخ الحذيفي حق وصواب لا شك فيه، ويقال فيه ما قيل عن كلام الشيخ ربيع آنفا، فأصل مقاله انتقاد لمخالفات الرحيلي في (نصيحته) وفي غيرها من مواقفه ومن أقواله خارج رسالته، وهناك فقرات من مقاله المفيد تؤكد ما قررته في ردي هذا، لاسيما حول مسألة الرحيلي والحكم على كلامه العام انطلاقا من توجهه الذي أعلنه في مسائل الدعوة والرد على المخالف.
يقول الشيخ الحذيفي –وفقه الله- في مقاله الذي نقل منه المتهور:
(فالدكتور المشار إليه ظهر في الآونة الأخيرة مؤصلًا مصححًا مجددًا، بينما لم يسمع به العلماء إلا مؤخرًا، وبالتحديد بعد فتنة أبي الحسن، وقد مرّت على الدعوة السلفية محن وشدائد - كفتنة القطبية والإخوان المسلمين وفتنة عرعور وفتنة المغراوي وغيرها -، عرفنا فيها الصادقين الذين ذبّوا عن السلفية بكل ما أوتوا، ووضعوا نحورهم أمام سهام أعدائها، وكان على رأس هؤلاء الفضلاء مشايخ المدينة، فلم نسمع به ولا سمعنا عنه، وكأن هجوم الحاقدين لا يخصّه).
فأين مرابط من هذا المنهج ومن هذا التوجه الخطير؟! والذي لم يزد على تذكير السلفيين وبالأخص العوام منهم أصحاب الحسابات بوجوب مراعاة الحكمة في تبليغ كلمة الحق!
وما ألصق صاحبنا بما ذكره الشيخ الحذيفي في مقاله (فتنة الحدادية) وهو من المقالات التي لم يرفع بها الرجل وأقرانه رؤوسهم ولم يجتهدوا في نشرها لأنها تدينهم وتكشف عوارهم:
قال –وفقه الله-: (ومن صفات الحدادية مخالفة أهل العلم، وإنما يتسترون ببعض العلماء، وليس ذلك عن محبة للعلماء، ولكن ليضربوا العلماء ببعضهم، ومن صفاتهم الخفة والطيش، وعدم الرسوخ في العلم، والجرأة في إلقاء الأحكام، ورميهم مخالفيهم بكل فجور وخبث... جهلهم وعدم تفريقهم بين العالم المجتهد والمبتدع، وعدم تفريقهم بين الخطأ والبدعة، وقد نتج عن جهلهم هذا إثارة للفتن بين أهل السنة، وتهور في التبديع، وغلو في مسائل يسوغ فيها الخلاف...عدم مراعاة المصلحة من المفسدة، والسعي الحثيث لتفريق كلمة السلفيين في كل مكان) انتهى بتصرف.
فانظر في نفسك ولينظر في تصرفاتك من هم حولك لتدرك أن هذه الصفات تنطبق عليك جملة وتفصيلا! ومع ذلك أقمت الدنيا عندما قلت عنك وعن أمثالك أنكم سائرون على منهج الحدادية! وهو والله حق وصواب! فإنك امرؤ فيك (حدّادية)! ولو كنت منصفا لتركت هذه الخلال الفاسدة وأقبلت على إصلاح نفسك، وترك الدعاوي الكاذبة ومزاعمك المفضوحة بأنني أرميك بالحدادية! فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبي ذرّ رضي الله عنه كما في (البخاري: 30 ومسلم:1661): (إنّك امرؤ فيك جاهلية) لكنكم لا تفقهون معاني النصيحة فكل من شدّد عليكم صيرتموه خصما يطعن فيكم ثم تمتحنون الناس بأعراضكم وكأنكم أئمة الإسلام، وهذه نقطة مهمة سأتطرق إليها في الحلقات القادمة، فإني قد رأيت ورأى غيري تهويلكم في قضية رميكم بالحدادية.
قال الملبّس: (ولا بأس أن أضيف فتوى لأحد المشايخ الفضلاء
سؤال نرجو الجواب حفظكم الله: إذا كان أحد العوام متأثر –كذا قال والصواب متأثرا- بشيخ حذر منه عالم فاضل كبير فهل يصح قول من قال أنه ليس من الحكمة ان تنقل لهذا العامي قول الجارح الذي حكم على شيخه بالضلال؟ جزاكم الله خيرا. الجواب: (إذا لم ينقل له فقد غشه وكتم عليه فلينقل له لأن الدين النصيحة وليرفق وليحسن النقل) من حساب الشيخ الفاضل أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله- على الواتساب)

أقول معلقا: الله أكبر على من حرّف وبدّل وكذب وفجر! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله!
أوّلا: اهتمّ المتهوّر المدلّس بجواب الشيخ جمعة -وفي هذا الوقت بالذات- ليقلّل من شأن تأييده –حفظه الله- لمرابط، وكلمته التي شجع فيها ابنه وأثنى فيها على جهوده.
ثانيا: ولهذا لم يصارح الشيخ في سؤاله ولم يسمّني تقصدا! فالشيخ أجاب عن سؤاله وعن كلامه وليس عن كلامي وعن مقالي! وهي والله من خفيّ مكائدكم التي لا يتفطن لها أكثر الناس.
ثالثا: واعجب أيها القاري من قوله: (ولا بأس أن أضيف فتوى لأحد المشايخ الفضلاء) وكأنّه أتى بما لم يأت به الأوائل وسرد مسائل العلم سردا حير القراء وردّ بسفر وافر أدهش السلفيين! والحقيقة أنّه لم يزد على كتابة خربشة كما ظهر بما سبق، وكلمة (ولا بأس..) يقولها من قتل المسألة بحثا وأنهى النقاش والجدل بعلم غزيز وتأصيل متقن.
رابعا: وكما هي عادته ينقل ما يشتهيه من كلامي حتى يحقق أهدافه بكل حقد! فهو يخرج كلامي عن مساره ويجعلني كالحلبي والرحيلي أمنع من نقل الردود ونشرها وأريد من السلفيين ترك العوام ليتخطفهم أهل البدع وهي والله جريمة نكراء ألصقها بي هذا المفتري! ولو كان منصفا لنقل كلامي كما هو ولأعلم المفتي بأن صاحب الكلام كتب مقالا كاملا يخاطب به العوام المتسرعين من أصحاب الحسابات، ووجه نصيحته لطائفة من رواد وسائل التواصل وليس كلهم فقيد عنوان مقاله بقوله: (نصيحة لبعض رواد وسائل التواصل).
خامسا: قل بربّك يا رجل! هل أنت مصاب بمرض نفسيّ؟! هل هجم عليك الزهايمر على صغر سنّك؟ هل فقدت بصرك فلم تنظر جيدا في جواب الشيخ الذي يلتقي مع كلامي في كل معانيه؟! فهو يقول –حفظه الله-: (فلينقل له لأن الدين النصيحة وليرفق وليحسن النقل) وأنا قلت: (ولو أنك قابلت أحدهم وتناقشت معه لوجب عليك الرفق به واستلزم عليك الأمر وضع مقدمات حتى يقتنع بضلال فكر شيخه!)، فأين عارض كلامي كلام شيخنا –حفظه الله؟! أفّ لصاحب الهوى ما أقبحه!
قال الملبّس:
(ونكتفي بكلام العلماء والفضلاء ردا عليك –يا صاحب المقالة - وبضاعتك مزجاة. والحمد لله رب العالمين. أخوكم فارس بوزيان أبو معاوية.

التعليق: هذا هو أدبك وهذه هي أخلاقك فلا لوم عليك! وأمّا قولك (بضاعتك مزجاة) فلا أدري أي بضاعة تقصد؟ وأجزم أنك تقصد البضاعة التي قرأها الشيخ أزهر سنيقرة-حفظه الله- ونظر فيها وأثنى عليها، وتجاوب معها العقلاء من أهل السنة ممن اكتوى بناركم في وسائل التواصل.
ثم أقول لك: أهي مزجاة؟
لأنها فضحت مخططاتكم في وسائل التواصل؟!
ونبّهت الغافلين على خطورة ما يجري في هذا الميدان الوعر؟!
وقطعت الطريق عليكم يا من تسلقتم العروش الوهمية؟!
ودفعت عن الدعوة السلفية ما شابها من سوء أخلاقكم وشر أفعالكم؟
وفضحت المندسين بين السلفيين وأظهرت توجهاتهم الحزبية الحقيقية؟!
وجاءت من أقرب الناس إليكم وعارف بما في داركم؟! فبئست حكومتكم أيها المفترون؟!
قال الملبّس في حاشية هرائه: (تنبيه: عرضت هذا المنشور على شيخين فاضلين فقالا لي: يصح نشره وإذنهما في التعليقات)
وهو يقصد بالشيخين: الشيخ الحذيفي وشيخي وأستاذي توفيق عمروني –حفظهما الله- وجوابي بكل اختصار وصراحة:
أن صاحبنا المتهوّر حاول مرارا الوقيعة بيني وبين الشيخ الحذيفي لكن لم يفلح وخابت مساعيه! وبعدما تفطن له الشيخ أجابه بجواب صريح وقد نشرته سابقا، قال –وفقه الله- بعدما اتضحت له الصورة: (على العموم القائمون على الدعوة في الجزائر هم أعلم بوضع الدعوة منّي، ولهم الحق في نصح من أضر بالدعوة السلفية، بل التحذير منه إذا احتاجوا إلى ذلك)، فهدّم هذا الجواب ما بناه هذا الملبّس فحاول مرّة أخرى فتواصل معه لكن الجواب كان صادما له حيث قال له الشيخ (أحل القضية على مشايخ الجزائر)، ولسوء قصد المتهور لم ينشر هذه المحادثة لكن الله فضحه وصورة المحادثة عندي متوفرة.
فما الذي فعل المتهور الملبس يا ترى؟! تواصل مع الشيخ مرة أخرى وعرض عليه مقطعا من كلامي وبصورة أخرى مغايرة كما هو مثبت في هذا المقال، وهي واحدة من طرائق القوم الماكرة، التي دمّروا بها دعائم الأخوة بين السلفيين.
أما الشيخ الفاضل والأستاذ الكريم توفيق –حفظه الله- فقد أخبر من سأله عن هذا الإذن بأنه –وفقه الله- لم يدرك وقتها أن السائل يقصدني ويقصد كلامي! فمن العيب أن يستغل المتهور جوابه ضدي ويشيع في الناس أنه وافقه على كلامه في مرابط.
ثم إن من غرائب هذا الرجل التي لا تنتهي أنّ سؤالاته للمشايخ انحصرت في مثل هذه المجالات! فهو لا يسأل المشايخ عن الفتن الملتهبة في وسائل التواصل! ولم يستشرهم في فضح المندسين الذين يدّعي هو أنه يمتلك ملفاتهم كما ذكر ذلك في اعتذاره لمرابط! حيث قال في منشوره على حسابه تحت عنوان: (تنبيه عاجل ومهمّ): (وأنا أبشرّه سيجد عندي ملفات لبعض المندسين حقا وحقيقة بالأدلّة تقرأها عيناه)! فأين هي الملفات يا ناصر السنة؟ أم أنّك أردت شراء ذمتي يومها لا غير!
فوالله ما عرفنا نشاطكم واجتهادكم إلاّ في القضايا التي تمسّ السلفيين من إخوانكم، فنحل الروافض والزنادقة والصوفية والملاحدة لا تستهويكم ولا تزعجكم ولا تدفعكم لسؤال أهل العلم ونشر كلامهم على الناس، وهذا شأن الحدادية في كل زمان ومكان.
وخلاصة الجواب:
أنّ كل منصف يعلم أن الطبيعة البشرية قضت على المشايخ بالخطأ والنسيان والغفلة، لأني أجزم أن من أذن لك من المشايخ لم يتفطن لتحريفك وبترك ولم يتحقق من مقاصدك وسوء حالك، فلو أن الشيخين عرفا حالك وما ركبته من فتن في بلدتك وفي كل مكان حللت فيه لما أيّداك، ولو أنهما وقفا على كلماتك في وسائل التواصل ومحادثاتك لما أيداك، ولو أنهما عرفا مقصدك من السؤال وحقيقة من قصدته لما أخذت إذنا منهما.
ثم أقول لك: لماذا ناقضت هنا ما تبجحت به هنالك! عندما كنت تقلل من قيمة ما صدر من مشايخنا وإخواننا من تأييد لمرابط! وتراقصت على أنغام: كل يؤخذ من قوله ويرد... والسلفي تزكيه أعماله...ومن علم حجة على من لم يعلم.. وغيرها من الدعاوي العريضة التي حاولت بها أنت وأقرانك إبطال الحملة المباركة (وقفة اعتبار).
وعليه فأنا أجيبك بما قلته أنت بالأمس: المشايخ بشر في النهاية لا عصمة لهم! والعبرة بحقيقة كلامك لا بمن أيدك، فلعله غفل عما تنبّه له تلميذه وهذا وارد وجائز في عرف أهل السنة.
فأنت والله يا مسكين ما عرفت منهج السلف وما بلغتك إلى الآن تأصيلات أهله! فدين أهل السنة وعقيدتهم ومنهجم الذي أطبقوا عليه هو أن العالم مهما علت رتبته لا عيب على من انتقده إن هو جانب الصواب ولو كان المنتقد من صغار الطلبة!
يقول الحافظ ابن عبد البر –رحمه الله- (الفرق بين النّصيحة والتّعيير ص: 3): (كان أئمّة السّلف الـمُجمَع على علمهم وفضلهم يقبلون الحقّ ممّن أورده عليهم وإن كان صغيرًا، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحقّ إذا ظهر في غير قولهم)، فافقه هذا جيدا ودع عنك التشغيب!
وإنّي أذكرك بمساعيكم مع الشيخ عبد الله الظفيري –وفقه الله- كيف أخذتم منه كلمة استعملتموها ضدي، فصبرت عليكم حتى ظهرت الحقيقة للشيخ وفهم مغزى كلامي فأنزل عليكم فتواه التي قصمت ظهوركم في قضية تسمية الصفحات.
قال الملبّس في حاشية هرائه عن بعض من وصفهم بالأفاضل: (بل قال لي غيرهما (يحتاج إلى تفنيد أكثر ولو عرجت على حديث "الدين النصيحة...عامتهم" بارك الله فيك).
أولا: الحمد لله حتى هذا الفاضل لاحظ قصور طرحك وعجزك عن بيان انحراف خصمك! فطالبك بزيادة التفنيد! وحالك تذكرني بما قاله الحافظ ابن حجر كما في (لسان الميزان 4 /427) حاكيا عن الفخر الرازي: (وكان يعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويقصر في حلّها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبهة نقدا ويحلّها نسيئة).
أما ذاك الفاضل –إن كان فاضلا حقّا- فأقول له: نعم بارك الله فيك النصيحة لعامّة المسلمين تكون بإبلاغهم الحق بالطرق الحكيمة والأساليب الرحيمة.
يقول العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله- (شرح حديث الدين النصيحة ص: 26): (والنصيحة لعامّة المسلمين بالرفق بهم ورحمتهم وأن تكره لهم ما تكرهه لنفسك وتحب لهم ما تحبه لنفسك، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، وتعلم الجاهل بالحكمة واللطف)، فأرجوا أن يتنبه هذا الفاضل لتحريفك، ويدرك معنى ما تفضل به عليك، ويتيقن أن مرابط ما خرج عن هذه التأصيلات السلفية، لكن العجلة تفتك بأصحابها وتقذف بهم في أودية البغي والتجني.
قال الملبّس: فقلت له (نعم صدقت لكن اردت كيّ صاحب المقالة بكلام العلماء فقط واتركه)، والله المستعان.
التعليق: بارك الله فيك أيها البطل هكذا يسعى السلفي لكيّ إخوانه! وليس لإنقاذهم وتخليصهم من أخطائهم وهدايتهم! يقول العلامة ربيع السنّة (إنّ الله يرضى لكم ثلاثا ص: 40): (فليكن أيها الإخوة القاعدة عندكم انتشال الناس، والله كثير من الناس يريدون الخير، يريدون الجنة يا إخوان، يريدون الخير، فلتكن أساليبكم حكيمة، والله الأساليب الحكيمة الرحيمة التي يشعر أنك لست متعاليا عليه، وأنك ما تريد إهانته لكن تواضع له)
أيها المسكين ألا تعلم أنك أول من اكتوى بنار الجهل، والحقد والسفه والطيش؟! هل نسيت ما مرّ عليك قريبا عندما اعترفت واعتذرت بعدما ركضت وهرولت في مضمار الفتنة وشغبت على مقالي، فقلت في منشورك تحت عنوان: (تنبيه عاجل ومهم): (فنحن مع أخينا مرابط هو منّا ونحن منه وما جرى من نقاش وليس نزاع فأنا أعتذر إليه من كل ما صدر مني غفلة وسهوا من ألفاظ رآها إخوة سلفيين لا تليق وهي كذلك فأستغفر ربي منها... فالموضوع في الفيس بوك انتهى إن شاء الله بهذا ولا أعود له أبدا)..
فما الذي أرجعك القهقرى؟! فأعدت الكرّة وتكلمت في الفيس بوك مرة أخرى مع أن الموضوع نفسه الذي اعتذرت منه لأنّه متعلق بمقال (وقفة اعتبار)! نعم الذي أرجعك إلى نقطة البداية هي نفسك الهائجة التي عودتها على التصدر والخوض في الفتن، فلم تشعر إلاّ وأنت في غمار هذه القضية مرة أخرى! ووالله لن ينجيك منها إلاّ الصدق مع الله، ومراجعة نفسك الأمّارة بالسوء، قبل أن تأتيك منيّتك وتقوم قيامتك وأنت على هذا الحال المخزي!
الخاتمة:
لقد طاوعتني نفسي أن أتناول كل منشورات الرجل وحتى تعليقاته ومشاركاته في بعض المجموعات، ومحادثاته، ومحاولاته التي سعى من خلالها مع بعض الطلبة والمشايخ في النيل منّي والوقيعة بيني وبين هؤلاء الأفاضل والتي باءت كلها بالفشل! وكلّ هذا موثّق عندي بالصور، لكن قهرت هذه النفس وغلبتها، وخرجت في الأخير بقرار نهائي وهو انتقاد الرجل في منشوره هذا انتقادا علميا ربما يكون هو والمغترين به، أول المنتفعين بما بينته، فإن أبى إلا المكابرة فهناك أخرج ما في الجعبة.
وأذكر القارئ أن هذا المقال هو الحلقة الأولى من سلسلة مقالات أبيّن فيها بالتفصيل مجازفات وانحرافات أشباه هذا الرجل، ذاكرا أسماء البعض لاسيما خفافيش الظلام من مشايخ النت، وهم بلا ريب المتسببون في هذه الفوضى بدفعهم أولئك المتهورين لخوض تلك الحروب المدمرة، حتى أصبحوا أسلحة فتاكة في أيديهم.
وفي نهاية هذه الجولة الخاطفة أقول ناصحا لهذا المتهور ومشفقا عليه:
ليس من العيب في شيء أن يتدارك المرء ما فاته من الصواب، وأن يرجع للحق بعدما ظهر له، بل هي فضيلة وأيّ فضيلة؟! ومنقبة شريفة ومنزلة جليلة، وهو من البرّ وإحسان، إحسان لنفسه أولا ولإخوانه ثانيا، فنصيحتي له ولأقرانه ممن يلتفون حوله في هذه الأيام أن يتقوا الله في هذه الدعوة وفي أهلها فقد أرهقوا الجميع بثرثرتهم، وسوء فعالهم.
نصيحتي لهم جميعا: أن يشغلوا أوقاتهم بالتحصيل العلمي وسؤال أهل العلم فيما ظهر جليا أنهم بعيدون كلّ البعد عن فهمه، نصيحتي لهم أن ينكبّوا على مصنفات ودروس الشيخ العلامة ربيع فهو طبيب هذه الأمراض الفتّاكة وقد جرب من سبقكم إلى هذا التهور والجهل، فكلّ ما ينفعكم في أمراضكم ستجدونه في أقواله مفصلا وميسورا بالطريقة التي تلائمكم.
نصيحتي لهم أن يعرضوا أخطاء الناس كما هي على مشايخنا المعروفين من غير بتر ولا تحريف، ويكون سؤالهم سؤال مستفيد، وأن يقابلوا إخوانهم بكل جرأة وشجاعة وصدق، وأن يتركوا أساليب المفتونين، وطرق المشوشين، والحمد لله رب العالمين.

أبو معاذ محمد بن حمو مرابط
ليلة الأربعاء
21 / ذو الحجة / 1438
الجزائر العاصمة



التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 15 Sep 2017 الساعة 08:01 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 Sep 2017, 08:37 PM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ محمد على ماكتبت وجعله في ميزان حسناتك ونفع الله به أهل اللجاج وجعله دليلا للعودة لجادة الصواب والانتهاء عن التشويش والتهريج .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 Sep 2017, 08:57 PM
أبو عبد الرحمن الحراشي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أيها الناصح المشفق وجعل ما قلته في ميزان حسناتك

وفي الشريط الذي ذكرته للعلامة ربيع قصة خروجه إلى السودان أسوقها بعد إذنك:
قال العلامة ربيع السنة: أنا أقول :ـ رحت السودان، فيه سودان موجودين ،ـ أظن بينكم سودان موجودين ، موجودين ناس من السودان ـ نزلت في بور سودان ،فاستقبلني شباب أنصار السنة ـ بارك الله فيكم ـ وقالوا ياشيخ :ـ نلفت نظرك إلى شيء ، قلت تفضلوا ، قالوا :ـ تكلم بما شئت ، قل قال الله قال رسول الله ـبارك الله فيك ـ واطعن فيما شئت من البدع والضلالات، من دعاء غير الله والذبح والنذر والاستغاثة وإلى آخره ، لكن لا تقل الطائفة الفلانية ولا الشيخ الفلاني ، لا تنص على التيجانية من الفرق، ولا الباطنية ، ولا رؤوسهم ، بس أنت اسرد العقائد و ستجد نفسك ….[ كلمة غير مفهومة ] الحق ،قُتلُه :ـ طيب ،فسلكت هذا المسلك ، فوجدت إقبالا من الناس ، ماهو لابد تسب شيوخهم وتطعن فيهم ،[ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغيرعلم ] تسب الشيخ وإلا تقول ضال وإلا كذا وإلا الطريقة الفلانية ، ينفرون منك ، فتأثم ، تكون نفرت الناس ، إذا انكم منفرين ، والرسول لما أرسل معاذا وأبا موسى قال (( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا )) فهذه من الطرق التي فيها التيسير وفيها التبشير ، وما فيها تنفير ـ ووالله ـ ما دخلت مسجدا إلا وأرى التهلل في وجوههم ولا أستطيع الخروج من كثرة المقبلين علي يصافحوني ويدعونني ، ثم رأت رؤوس الصوفية الشياطين ، رأوا خطورة هذا السلوك وهذا المنهج في الدعوة ،فاجتمعوا وتآمروا ـ بارك الله فيك ـ ونسقوا لأنفسهم كلاما يردون به علي، وأعلنوا لي عن محاضرة في ميدان كبير ،فاجتمعنا في هذا الميدان وتكلمت فقام كبيرهم وعلق على كلامي ، بيجيز الإستغاثة ويجيز التوسل ويقول بتعطيل الصفات ، ويقول ويقول .. ويؤيد كل الأباطيل بتأويلات فاسدة ،لمَّا فرغ ـ ما عنده أدلة ـ جاب أحاديث ضعيفة موضوعة ، جاء بأقوال الأسقراطيين ـ جاب كذاـ قلت والله يا جماعة سمعتم كلامي أنا أقول قال الله قال الرسول وقال علماء الأمة المعتبرين، وهذا الرجل جاء بأحاديث ما أسعفه القرآن بشيء ، سمعتم قال الله كذا في جواز الإستغاثة بغير الله في إجازة التوسل ، ما فيه شيء ـ نعم ـ هل سمعتم كلام الأئمة الكبار مثل [ مالك ] وأمثاله ، ما سمعتم ، سمعتم أحاديث موضوعة أحاديث ضعيفة ، كلام لناس معروفين عندكم أنهم خرافيون ! المهم قام يسب ويشتم ،أنا ضحكت عليه ، لا سبيته ولا شتمته ـ بارك الله فيك، جزاك الله خير ـ جزاك الله خير بارك الله فيك ،……[كلمة غير مفهومة ] التعليق الخفيفة ،وافترقنا ، والله الذي لا إله إلا هو أنهم أصبحوا في اليوم الثاني يتحدثون في المساجد والأسواق أن الصوفية هُزمت ، هُزمت الصوفية ، فتعلموا يا أخوان هذه الطرق ، القصد هداية الناس ، القصد إيصال الحق إلى قلوب الناس ، استخدم كل ما تستطيع من وسيلة شرعية ، المهم الغاية من الوسيلة ـ أن أهل البدع من الكذب واللف والدوران والمناورات هذه ليست عندنا ،نحن أهل صدق وأهل حق ولكن نعرض في أي مدى الصور التي يقبل فيها الناس وتؤثر في نفوسهم ـ بارك الله فيكم ، ثم ذهبنا إلى كسلا كمان ـ ماشاء الله ـ كان قُدَّامِي الدعوة ممهده والحمد لله وطيبة وكذا ، تكلمنا والحمد لله ونفع الله بما تكلمنا ثم ذهبنا إلى الغظارف ، ودُرنا على ــ الغظارف مدينة صغيرة ــ درنا ـ يعني ـ على المساجد التي فيها كلها، قالوا لم يبقى في هذه المدينة إلا مسجد واحد للتيجانية لم نستطع أن نصل إليه ، كيف ؟ قالوا متعصبين تعصب شديد ،قلت نذهب إليهم ونستأذنهم، إن أذنوا لنا بالكلام بلَّغنا ، منعونا …….[ كلمة غير مفهومة] إلى الله ، نحن ما نجيهم بالقوة ـ بارك الله فيكم ـ فَجِئْنا وصلى بنا الإمام وبعد ما فرغ جيت سلمت عليه ،تسمح لي ألقي كلمة في الأخوان هؤلاء ؟ قال تفضل ، وتكلمت ـ تكلمت بارك الله فيك ـ أدعو إلى الله إلى التوحيد إلى السنة إلى ،إلى ، إلى ، وأنتقد بعض الأخطاء الموجودة ، بعض الضلالات ، وصلت إلى حديث ـ مثلا ـ ذُكر فيه ـ حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ المتفق عليه ، (( ثلاث من حدثك بهن فقد أعظم على الله الفرية ، من قال إن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، ومن قال إن محمدا يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، ـ وأسوق الآي في الأدلة على هذا ـ ومن زعم أن محمدا لم يبلغ ما أنزل عليه فقد أعظم على الله الفرية )) ، هو ـ يعني ـ قال ،كِذا نصف جالس ،واقف ، قال :ـ والله إن محمدا رأى ربه بعيني رأسه ، قلت له :ـ جزاك الله خيرا ، أما عائشة التي هي أعلم الناس به فقد قالت ـ كذا ـ (( من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية )) والله و كان رسول الله رأى ربه لأخبرها ، ولكن ما أخبرها ، قام يلج ، قلت له يا أخي إنتظر حتى أنهي كلمتي وبعد ذلك إسأل عما شئت ، الذي أعرفه أجيبك به ، والذي لا أعلمه أقول لك الله أعلم ، وتركته واستمريت في الكلام ، لا أدري هذا الرجل بقي أو راح لا أدري ما التفت له ، قليل وأسمع واحد:ـ والله الكلام اللي يقوله الزول ده حق ، ـ الزول الرجل ـ عند السودانيين يقول للرجل الزول ، والله اشويه واسمع تعليقه :ـ والله الكلام اللي يقوله الزول ده حق ،قال الله قال رسول الله ، بارك الله فيكم ، حتى أذن لصلاة العشاء وانتهت الكلمة وأقيمت الصلاة ، وإذا بهم يدفعوني لأصلي بهم ! فقلت أبدا، يصلي الإمام ، قالوا والله تصلي ، والله تصلي ، قلت طيب ، وصليت بهم ، وبعد ما فرغنا أبغي أسئلة ما في ، خرجنا أنا والشباب أنصار السنة معي ، قلت لهم أين ذهب الإمام ؟ قالوا طردوه ،من طرده ؟قالوا ـ والله ـ جماعته ، جماعته ، أصلا ما يقدرون يتحركون ، والله هذا الذي حصل يا أخوة ،لو جاء إنسان يَسَّـفـَّه، التيجاني- المرغني ـ أل كذا ـ والله يذبحونه يمكن ،مو بس يطردوه ،لكن لما تجيهم بالحكمة واللطف ـ بارك الله فيك ـ فنفعهم الله -عزوجل- نفعهم الله بهذا ، فاستخدموا يا أخوة العلم النافع والحجة القاطعة والحكمة النافعة في دعوتكم وعليكم بكل الأخلاق الجميلة النبيلة التي حث عليها الكتاب وحث عليها رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- ، فإنها عوامل نصر وعوامل نجاح ، وصدِّقوا أن الصحابة ما نشروا الإسلام ودخل في القلوب إلا بحكمتهم وعلمهم أكثر من السيوف ، والذي يدخل في الإسلام تحت السيف قد لا يثبت ، والذي يدخل الإسلام ـ يدخله عن طريق العلم والحجة والبرهان هذا الذي يثبت إيمانه ، فعليكم بهذه الطرق الطيبة وعليكم بالجد في العلم وعليكم بالجد في الدعوة إلى الله

http://www.rabee.net/ar/articles.php?cat=8&id=170
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 Sep 2017, 10:45 PM
عبد الحميد طمين الباتني عبد الحميد طمين الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 22
افتراضي

مقال مفيد وبيان سديد ، لعل القوم يرعوون ....بوركتم !
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 Sep 2017, 11:06 PM
أبو عبد الرقيب محمد حافظ أبو عبد الرقيب محمد حافظ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 118
افتراضي

قال الشيخ/ عبد السلام بن برجس رحمه الله :
وقد بلينا في هذا الزمن بشرذمة قليلة ولله الحمد-لاكثرهم الله وقطع دابرهم- يقرؤون كتابا أو كتابين، ويحفظون مسألة_أو_مسألتين، ثم بعد يوم أو يومين من أعمارهم في الطلب يصبحون مجتهدين، وليتهم يقتصرون على هذا .الخيال_الكاسد، بل يستصغرون غيرهم من ..العلماء، بل..طلبة_العلم ...والدعاة، ويرون لأنفسهم مكانا عاليا لا يصل إليه أحد، يظهر ذلك على ..ملابسهم، ..ومشيهم، وكلامهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ...ما_أعظم_ضررهم_وأقلّ_نفعهم، وأمتن جهلهم! نسأل الله تعالى أن ..يهديهم_سواء_السبيل.-او يعاملهم بعدله-

📓【عـوائـق الطلـب【صـ٤٠】
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 Sep 2017, 11:16 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا ونصرك وأيدك
لا أراك إلا ألقمت الرجل حجرا بقدره ، ولعله أن يعرف قدر نفسه فيعظها ويؤدبها، فما منا إلا مخطئ وظالم لنفسه، بل وظالم لإخوانه في بعض أحيانه والله يحب التوابين، ومن تاب تاب الله عليه
وعسى حلمك يسعه كما وسع غيره إن تاب وأناب واعتذر^^

التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 12 Sep 2017 الساعة 11:19 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 Sep 2017, 11:22 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

بارك الله فيك وسدد على طريق الحق خطاك
وما زاد هذا على أن فضح نفسه، وحطّ من قدرها، فالحمد لله
وما أدري ما الذي رابهم في ذاك المقال السّديد، وكنّا نظن أن إخواننا سيسارعون إلى تأييده ونصرة ما جاء فيه من الحق، فإذا يقلبون لأخوانهم ظهر المجن، ويطعنونهم في الخواصر
فالله المستعان
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 Sep 2017, 11:55 PM
أبو أنس خالد الهلالي أبو أنس خالد الهلالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 9
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 Sep 2017, 12:22 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

"على نفسها جنت براقش" مَثَلٌ يُضرب لمثل هذا الحال، لأن براقشنا المتهور أمهلناه لعله يراجع نفسه، وبعد أن تراجع واستغفر، عاد وطغى وتجبر، وخاصم وفجر، بحجة استجابته لنصيحة الناصح الذي ـ والله ـ ما نصحه، بل أعانه على غيِّه وشططه، فنال من تلك السهام السلفية نصابا كبيرا وحظا وفيرا، وعومل بنقيض قصده، لسوء نيته، وخبث طويته، والواجب عليه الآن أن يكون هو الرادَّ على المقال إن كانت له القدرة على ذلك، ولا أظنه يفعلها، وإن اجتمع معه من شاركه في نسج خيوطها وتدبير أمرها، كيدًا لصاحبها لأنه...سأبوح بها في حينها.
لعلك يا فارس! نفعتك الصفعة كما نفعت صبيغا في وقتٍ قد مضى قال على إثر توجعه منها: "أدبني الرجل الصالح"، وما عاد أبدا لمثلها، خاصة وقد ختم ناصحك مقالته بتلك النصيحة الغالية التي ما ينبغي أن تواجهها بعد رجوعك وتوبتك إلا بمدح صاحبها وحسن الثناء عليه، لأننا نشهد ـ والله ـ أنه نصحك وما غشَّك، وصدقك وما كذبك، وأشفق عليك إشفاق الكبير على أخيه الصغير، وإنك لو فعلت ما نصحتك به لزادك الله سناءً ورفعة، ولو فعلت غيرها لكان ذلك دليل خسة وخذلان.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
فبارك الله في أخي محمد على ما قدَّم، وجزاه الله عنا وعن إخواننا خير الجزاء، واعلم أنَّ الله ما زادك بعد هذه الهجمة الشرسة إلا محبَّة وتقديرًا في قلوب إخوانك، ونسأل الله جلَّ وعلا أن تزيدك رفعة وقربًا من ربِّك.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 Sep 2017, 01:44 AM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي


❍ قال الشيخ العلامة ربيع_المدخلي حفظه الله :

💢« هناك من يندس في صفوف السلفيين فترى المندس منهم يتلبس بلباس السلفية! ويتحمس لها كذباً وزوراً وإذا به يفعل ما يعجز عنه الأعداء من تفريق الشباب وتشتيت فينبغي التنبه لهؤلاء الخصوم ومكايدهم »

[ توجيهات للشباب : ( صـ٥٧ )

وقال الإمام ابن بطة -رحمه الله- :*
"...فَإِنَّ هَذِهِ الْفِتَنَ وَالْأَهْوَاءَ قَدْ فَضَحَتْ خَلْقًا كَثِيرًا، وَكَشَفَتْ أَسْتَارَهُمْ عَنْ أَحْوَالٍ قَبِيحَةٍ، فَإِنَّ أَصْوَنَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ*
أَحْفَظُهُمْ لِلِسَانِهِ، وَأَشْغَلُهُمْ بِدِينِهِ، وَأَتْرَكُهُمْ لِمَا لا يَعْنِيهِ ".*

الإبــانـة ( ص 596 )
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 Sep 2017, 08:45 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
"على نفسها جنت براقش" مَثَلٌ يُضرب لمثل هذا الحال، لأن براقشنا المتهور أمهلناه لعله يراجع نفسه، وبعد أن تراجع واستغفر، عاد وطغى وتجبر، وخاصم وفجر، بحجة استجابته لنصيحة الناصح الذي ـ والله ـ ما نصحه، بل أعانه على غيِّه وشططه، فنال من تلك السهام السلفية نصابا كبيرا وحظا وفيرا، وعومل بنقيض قصده، لسوء نيته، وخبث طويته، والواجب عليه الآن أن يكون هو الرادَّ على المقال إن كانت له القدرة على ذلك، ولا أظنه يفعلها، وإن اجتمع معه من شاركه في نسج خيوطها وتدبير أمرها، كيدًا لصاحبها لأنه...سأبوح بها في حينها.
لعلك يا فارس! نفعتك الصفعة كما نفعت صبيغا في وقتٍ قد مضى قال على إثر توجعه منها: "أدبني الرجل الصالح"، وما عاد أبدا لمثلها، خاصة وقد ختم ناصحك مقالته بتلك النصيحة الغالية التي ما ينبغي أن تواجهها بعد رجوعك وتوبتك إلا بمدح صاحبها وحسن الثناء عليه، لأننا نشهد ـ والله ـ أنه نصحك وما غشَّك، وصدقك وما كذبك، وأشفق عليك إشفاق الكبير على أخيه الصغير، وإنك لو فعلت ما نصحتك به لزادك الله سناءً ورفعة، ولو فعلت غيرها لكان ذلك دليل خسة وخذلان.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
فبارك الله في أخي محمد على ما قدَّم، وجزاه الله عنا وعن إخواننا خير الجزاء، واعلم أنَّ الله ما زادك بعد هذه الهجمة الشرسة إلا محبَّة وتقديرًا في قلوب إخوانك، ونسأل الله جلَّ وعلا أن تزيدك رفعة وقربًا من ربِّك.
جزى الله خيرا شيخنا ووالدنا الأزهر وبارك الله في علمه وعمره وجعله مباركا أينما كان.آمين
بارك الله في الأخ الكريم الناصح الأمين على هذا الجهد المبارك أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم وينفع الإسلام والمسلمين بكم .
وهذا كلام شيخ الاسلام رحمه الله كما في "شفاء العليل" ص113: وكأنه ينصر هذه المقالة وينتصر لصاحبها وكيف لا والمنبع واجد قال رحمه الله وهو يصف أهل السنة : "فكل حق مع طائفة من الطوائف فهم يوافقونهم فيه وهم براء من باطلهم فمذهبهم جمع حق الطوائف بعضه إلى بعض والقول به ونصره وموالاة أهله من ذلك الوجه ونفي باطل كل طائفة من الطوائف وكسره ومعاداة أهله من هذا الوجه فهم حكام بين الطوائف لا يتحيزون إلى فئة منهم على الإطلاق ولا يردون حق طائفة من الطوائف ولا يقابلون بدعة ببدعة ولا يردون باطلا بباطل ولا يحملهم شنآن قوم يعادونهم ويكفرونهم على أن لا يعدلوا فيهم بل يقولون فيهم الحق ويحكمون في مقا لالتهم بالعدل والله سبحانه وتعالى أمر رسوله أن يعدل بين الطوائف فقال:: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِِلَ بَيْنَكُمُ}".
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 Sep 2017, 09:37 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي محمد على النصائح والتوجيهات وجعل فيما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 Sep 2017, 11:57 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

جزاك الله خيرا، مقال مفيد و جيد، منظم سهل، مرتب واضح و مأصل و في الصميم، نسأل الله أن يبصر القوم و يجعله في ميزان حسناتك .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 Sep 2017, 02:18 AM
معاذ أبوجبل معاذ أبوجبل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

بارك الله فيك وشكر سعيك -أخي الحبيب- على هاته النصائح العزيزة والردود السديدة التي يستفيد منها القريب والبعيد فقد جليت الغامض وبينت المكنون ووضحت حقيقة منهج الشيخ ربيع في الدعوة إلى الله كيف يكون فجزاك الله عنا كل خير في صد عدوان أمثال هؤلاء المتطفلين الطائشين المتهورين
لطالما كانوا معاول هدم لهذه الدعوة المباركة، لكن هيهات هيهات ما دام على الثغور مرابطون
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 Sep 2017, 05:03 AM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ

لَقَدْ أَطَلْتَ النَّفَسَ فِي هَذِهِ الكِتَابَةِ بِمَا لَا يَدَعُ مَجَالًا لِهَذِهِ الفِئَةِ مِنْ إِعَادَةِ الِافْتِئَاتِ عَلَى المَنْهَجِ السَّلَفِيِّ، فَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا أَبَا مُعَاذ..

وَيَنْبَغِي عَلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَتَفَقَّهُوا فِي مَنْهَجِيَّةِ تَبْلِيغِ الحَقِّ، فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ عَلِمَ الحَقَّ جَازَ لَهُ أَنْ يُبَلِّغَهُ، « فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ »، بَلْ يَحْسُنُ بِمَن لَا يَفْقَهُ طَرِيقَةَ الدَّعْوَةِ وَلَا عِنْدَهُ فِقْهٌ لِلحَالِ وَلَا اسْتِشْرَافٌ لِلمَآلِ أَنْ يُمْسِكَ عَنْ خَوْضِ غِمَارِ الدَّعْوَةِ لِأَنَّهُ سَيُفْسِدُ فِيهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ، قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ اِبْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ الله: فَلَا بُدَّ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْمُنْكَرِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَهُمَا، وَلَا بُدَّ مِنَ الْعِلْمِ بِحَالِ الْمَأْمُورِ وَالْمَنْهِيِّ.
وَمِنَ الصَّلَاحِ أَنْ يَأْتِيَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ أَقْرَبُ الطُّرُقِ إلَى حُصُولِ الْمَقْصُودِ.
وَلَا بُدَّ فِي ذَلِكَ مِنْ الرِّفْقِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
« مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إلَّا زَانَهُ؛ وَلَا كَانَ الْعُنْفُ فِي شَيْءٍ إلَّا شَانَهُ »، وَقَالَ: « إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».
وَقَالَ -رَحِمَهُ الله- فِي نَفْسِ السِّيَاق:

فَلَا بُدَّ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ: الْعِلْمُ؛ وَالرِّفْقُ؛ وَالصَّبْرُ؛ الْعِلْمُ قَبْلَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ؛ وَالرِّفْقُ مَعَهُ وَالصَّبْرُ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْ الثَّلَاثَةِ مُسْتَصْحِبًا فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ؛ وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ وَرَوَوْهُ مَرْفُوعًا؛ ذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي الْمُعْتَمَدِ: " لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ إلَّا مَنْ كَانَ فَقِيهًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ؛ فَقِيهًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ؛ رَفِيقًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ؛ رَفِيقًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ؛ حَلِيمًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ حَلِيمًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ ". [ المَجْمُوعُ
: ٢٨ /١٣٧ ].
قَالَ الشَّنْقِيطِي رَحِمَهُ الله: فَإِنْ كَانَتْ دَعْوَتُهُ إِلَى اللهِ بِقَسْوَةٍ وَعُنْفٍ فَإِنَّهَا تَضُرُّ أَكْثَرَ مِمَّا تَنْفَعُ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْنَدَ الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ إِسْنَادًا مُطْلَقًا، إِلَّا لِمَنْ جَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالحِكْمَةِ وَالصَّبْرِ عَلَى أَذَى النَّاس؛ لِأَنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَظِيفَةُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِلأَذَى مِنَ النَّاسِ؛ لِأَنَّهُمْ مَجْبُولُونَ بِالطَبْعِ عَلَى مُعَادَاةِ مِنْ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ فِي أَهْوَائِهِمُ الفَاسِدَةِ، وَأَغْرَاضِهِمُ البَاطِلَةِ، وَلِذَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحَ لُقْمَانُ الحَكِيمَ لِوَلَدِهِ:
﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ. [ أَضْوَاءُ البَيَانِ:٢ /١٧٤ ]..

وَأَرْجُو أَنْ يَأْخُذَ الأَخُ فَارِس بوزيان هَذِهِ النَّصِيحَةَ عَلَى أَحْسَنِ مَحْمَلٍ، لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مُتَّجِهَةً إِلَى شَخْصِهِ فَحَسَبَ، بَلْ هِيَ تُعَالِجُ فِكْرًا زَائِغًا عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ تَبَنَّتْهُ طَائِفَةٌ مُنْحَرِفَةٌ تَلْبَسُ لِبَاسَ أَهْلِ الحَقِّ زُورًا..

وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

البُلَيِـــدِي

٢٢ ذُو الحِجَّةِ ١٤٣٨
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013