بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد خير الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد: نطق أحد أذناب الرافضة بالجزائر، بمقالة خبيثة نكراء أراد بها الطّعن في دعوة التّوحيد، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وإخوانه المصلحين الذين سلكوا طريق الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام دعوة وإصلاحا ونصحا وجهادا في سبيل الله، طعن بمقالة فيها نيران التعصب والاحتقار ونتن البدعة، وفيها تعريض وانتقاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ألم يعلم بأن وطن النبي صلى الله عليه وسلم هو وطن الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ ، ألم يعلم هذا بهذه الحقيقة أم لم يقرأ سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم؟، واعتنى بمطالعة سيرة الخميني الهالك، وأما مقالته قالها لما أراد الطعن في السلفية ومدح دعوة الإخوان فقال عن دعوة الحق: ((السلفية الوهابية من بيئة بدوية ( الحجاز)))، أي أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة متخلفة دعوة أعراب في البادية ليس كدعوة الإخوان هي من حاضرة مصر كما زعم الجاهل الكذاب، سأرد عليه بحول الله وقوته حول نقطتين أساسيتين في مقالته الخبيثة هذه بكلام أهل العلم وهما:
أولا: قوله أن بيئة الحجاز هي بيئة بدوية، ويقصد بها التخلف وأن الدعوة الخارجة منها لا تصلح للبيئة المعتدلة المتقدمة، أقول له كذبت ولقد كذبك عالم من علماء التّاريخ ومؤسس علم الاجتماع، بل بيئة الحجاز هي بيئة معتدلة راقية كما قال ابن خلدون رحمه الله، بخلاف بعض الأقاليم التّي قد يمدحها أو يفتخر بحضارتها هذا التغريبي ( العقل والعقل.....).
يقول ابن خلدون رحمه الله لما ذكر الأقاليم : (( وجميع ما يتكوّن في هذه الأقاليم الثّلاثة المتوسّطة مخصوصة بالاعتدال وسكّانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا حتّى النّبوءات فإنّما توجد في الأكثر فيها ولم نقف على خبر بعثة في الأقاليم الجنوبيّة ولا الشّماليّة وذلك أن الأنبياء والرّسل إنّما يختصّ بهم أكمل النّوع في خلقهم وأخلاقهم قال تعالى «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ » سورة آل عمران آية 110، وذلك ليتمّ القبول بما يأتيهم به الأنبياء من عند الله وأهل هذه الأقاليم أكمل لوجود الاعتدال لهم فتجدهم على غاية من التّوسّط في مساكنهم وملابسهم وأقواتهم...)) تاريخ ابن خلدون (1/103).
لاحظ جيدا مقالة عالم الاجتماع أن دعوة الأنبياء تشع من الأقاليم الرّاقية المعتدلة باعتدال أهلها، وهم أقرب الناس لقبول دعوة المرسلين، ويا عدة لا تخف سيعلمك ابن خلدون موقع هذه الأقاليم إذا نسيت موطن سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وموطن ورثته بدء بالصحابة الكرام ( أسيادك أعداء لهؤلاء الكرام)، وموطن المصلحين من بعدهم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
قال ابن خلدون محددا لهذه الأقاليم: ((..وهؤلاء أهل المغرب والشّام (((((والحجاز))))) واليمن والعراقين والهند والسّند والصّين وكذلك الأندلس ومن قرب منها من الفرنجة والجلالقة والرّوم واليونانيّين ومن كان مع هؤلاء أو قريبا منهم في هذه الأقاليم المعتدلة)) تاريخ ابن خلدون (1/104).
هل تأملت الحجاز جيدا أم لا؟
وسار على هذه الشهادة الشيخ أبو يعلى الزواوي السلفي رحمه الله فقال: (( نسبه عربي قرشي هاشمي من أرقى أمة وأفضل قبيلة وأشرف أرومة وأكرم أسرة)) الإسلام الصحيح ص27، ثم ذكر قول ابن خلدون بالمعنى.
والكذاب الأشر نسب قوله إلى الشيخ ابن باديس رحمه الله كذبا وزورا، ولما رجعت إلى الآثار لم أجد ما ذكر الكاذب، بل وجدت عند الشيخ ابن باديس مدحا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله،
كما قال: " ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات، واجتناب المرديات والمهلكات نشرا للوهابية، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح- نشر للوهابية؟ - (((إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي!))) فأئمة الإسلام كلهم وهابيون؟ ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم أن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون فنحن إن -شاء الله- فوق ما يظنون، والله وراء ما يكيد الظالمون." آثار ابن باديس (3/291-292).
واقرأ هذه ستقطع كل من انتسب إلى دعوة الشيخ ابن باديس وهو يكره دعوة التوحيد، " وابن سعود يعتنق معتقدات (الوهابية) وهي حركة إصلاح في الإسلام ترجع إلى العلامة النجدي العظيم (محمد بن عبد الوهاب) الذي عاش في بداءة القرن الثامن عشر.
وترمي إلى تطهير الإسلام من جميع البدع والخرافات التي لصقت به مع مر الزمن والسمو به عن عبادة الأولياء. والوهابية أشد طوائف الإسلام ومبدؤها الأعلى أن على المؤمنين أن يتمثلوا في البساطة والنظام." آثار الشيخ ابن باديس (4/236).
هل الآثار محرفة يا عدة كما زعم محركوك أن القرآن محرف.؟
النقطة الثانية: بجهلك يا عدة وظلمك وقعت في الانتقاص من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعريض به، لو أمعنت النظر في ما سبق، والتعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم ذنب عظيم وصاحبه وضع نفسه في موضع هلاك، وسأقص عليك قصة وقعت للشيخ محمد شاكر من علماء مصر مع أحد الثرثارين من أمثالك باختصار، لعلك تتعظ بها، : لما أكّرم السلطان حسين الأديب طه حسين، قام أحد خطباء مصر الذين عرفوا بالفصاحة والتكلم اسمه ( محمد المهدي) في خطبة يمدح السلطان حسين وفي المسجد الشيخ محمد شاكر، فقال الخطيب في خطبته مادحا السلطان: (((جاءه الأعمى فما عبس بوجهه وما تولى !)))، فقام الشيخ محمد شاكر بعد الصلاة وأمر الناس بإعادة الصلاة ظهرا، ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضا لا تصريحا. كأن النبي صلى الله عليهم سلم عبس وتولى بخلاف السلطان. انظر: أحمد شاكر كلمة الحق ص 149-152.
وانظر إلى حال الرجل بعد أن عرّض برسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحمد شاكر: " (ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسمُ بالله لقد رأيته بعيني رأسي - بعد بضع سنين، وبعد أن كان عالياً منتفخاً، مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء - رأيته مهيناً ذليلاً، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعاً للشفقة، ولا شماتة فيه؛ فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة). أحمد شاكر كلمة الحق ص 152-153.
نقلت القصة لترجع عن غيّك، لا لتكفيرك فأهل السنة لا يكفرون بغير حق كما تزعم، وهذه المسألة العظيمة مردها إلى العلماء .
أسأل الله أن يهديك أو يقصم ظهرك، وأسأل الله الأمن والآمان في بلادنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين وأن يفضح كل ضال مضل.
كتبه: أبو صهيب منير الجزائري. 4/شوال/1438
التعديل الأخير تم بواسطة أبو صهيب منير الجزائري ; 28 Jun 2017 الساعة 09:57 PM
وإياك أخي الحبيب، شاركت إخواني بهذا الرد في هذا المنتدى الطيب، حتى يعلم أهل السنة أن بعض المخالفين في الجزائر جمعوا بين البدعة والكذب، وزاد المردود عليه المكر والخديعة والله المستعان.
آثار العلماء ترد على مقالة عدة فلاحي الكذاب
العرض العادي
