منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Jun 2018, 12:42 AM
أبو حامد الإدريسي أبو حامد الإدريسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 36
افتراضي اللَّهب المقصف في بطلان ما نسب لمالكٍ من أهل التصوُّف

اللَّهب المقصف
في بطلان ما نسب لمالكٍ من أهل التصوُّف المحصف


أو

الإمام مالك
المفترى عليه من أدعيَّاء التصوُّف والطَّريقة



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله بِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه الصَّادق الأمين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:

فهذا بحثٌ متواضعٌ بسيط!! في تحقيق ما إذا كان ــ فعلاً! ــ الإمام مالك بن أنس رحمه الله متصوِّفاً كما يشاع عنه ويدَّعيه أهل التصوُّف وأهل الطَّريقة، وكذا ما قد نسبوه وذكروه في كتبهم ــ قديماً وحديثاً!! ــ من أنَّه قال: "منْ تصوَّف ولم يتفقَّه فقد تزندق، ومن تفقَّه ولم يتصوَّف فقد تفسَّق، ومن جمع بينهما فقد تحقَّق".
فهي مقولةٌ مشهورةٌ ومستفيضةٌ عندهم، حتَّى أنَّك أيُّها القارئ النَّبيه قد ترى معي ــ على وجه الحقِّ والتَّحقيق!!؟ ــ أنَّ هنالك أوهاماً كثيرة بنيت عليها، وخاصَّة عند أهل الطَّريقة من هؤلاء (المالكيَّة!!!)، فحتَّى لا يغترَّ بها أيُّ مغترٍّ، وحتَّى أيضاً لا يصير العلم جهلًا والجهل علمًا، كتبنا هذا البحث للإخوان والأخدان، وأسميناه بـ "اللَّهب المقصف في بطلان ما نسب لمالكٍ من أهل التصوُّف"؛ نسأل القبول والإخلاص.
قلت:
قالوا(1): إنَّ مالكاً رحمه الله؛ قال:
"منْ تصوَّف ولم يتفقَّه فقد تزندق، ومن تفقَّه ولم يتصوَّف فقد تفسَّق، ومن جمع بينهما فقد تحقَّق".
وقد نسب التَّتائيُّ في "شرحه على مقدِّمة ابن رشد" هذه المقولة(2) لمالك، وكذا فعل الشَّيخ زرُّوق الفاسيُّ في "قواعد التصوُّف"(3)، ومثله ابن عجينة في "إيقاظ الهمم"، والعلاَّمة عليُّ العدويُّ في "حاشيته على شرح الإِمام الزُّرقانيِّ على متن العزية في الفقه المالكيِّ"(4)، وكذا فعل الإمام ملاَّ عليُّ القاري في "شرح عين العلم وزين الحلم"(5). فهؤلاء الخمسة وباعتبار الأقدميَّة في الوفاة ــ وهم ابن زرُّوق (899هـ) والتَّتائيُّ (942هـ) وعليُّ القاري (1014هـ) وابن عجينة (1224هـ) والعدويُّ (1291هـ) ــ هم فقط من ذكروا في كتبهم هذه الرِّواية المنسوبة إلى الإمام مالك رحمه الله. بينما أبو الحسن الغماريُّ الفاسيُّ قد ذكرها في "بيان غربة الإسلام" (ص/74 وما بعدها) لكن من دون عزوٍ له.
وفي بيان صحَّتها من كذبها أن نقول هنا:
أوَّلاً: أن تعلم جيِّداً بأنَّ هؤلاء الأئمَّة المذكورين ــ فيهم أربعةٌ من فقهاء المالكيَّة وواحدٌ من فقهاء الحنفيَّة!! ــ وهم من المتأخِّرين جدًّا؛ وهذا واضحٌ تمام الوضوح ممَّا قد ألحقناه آنفاً من سنة وفياتهم.
ثانياً: وهو في ذكر هنا قيدٌ مهمٌّ للغاية؛ وهو أنَّ هؤلاء الفقهاء الخمسة ــ ومع جلالة قدرهم وإمامتهم!!؟ ــ يعتبرون بحقٍّ من أهل التصوُّف، وهذا مؤكَّدٌ ممَّا نقل لنا من سيرهم وتراجمهم المستفيضة. وإذ الأمر كذلك؛ وجب أن نقول حينها: بأنَّ على الصُّوفيِّ ــ وسواءٌ أكان فلانٌ أو علاَّنٌ!! ــ أن يثبت لنا صحَّة إسناده لهذه الرِّواية إلى الإمام مالكٍ رحمه الله، على رأي القاعدة النَّاطقة: "إن كنت مجتهداً فالدَّليل وإن كنت ناقلاً فالصحَّة"؛ وإلاَّ فهو مجرَّد مدَّعي ومفتري، ويصدق عليه قول القائل:
والدَّعاوى ما لم تقيموا عليها...... بيِّنـــاتٍ أبنــــاؤها أدعيـــاء
ثالثاً: في بيان أنَّ الأولى في نقل مثل هذا النصِّ هو من كان أقرب إلى الإمام مالكٍ رحمه الله، ممَّن كان يحضر مثلاً مجلس الرِّواية لسماع "موطَّئه" وهم جمٌّ غفير، أو من كان يحضر مجلس الفقه في مسجده أو في بيته، أو من خالطه وصاحبه وجالسه مدَّة طويلة عشرون سنة أو أكثر، كابن القاسم وابن الماجشون وابن وهبٍ؛ وغيرهم، وكذا الأفارقة السَّبعة: أسد بن الفرات القرويُّ وخلف بن جرير بن فضالة القرويُّ وعليُّ بن زيَّاد التُّونسيُّ وعيسى بن شجرة التُّونسيُّ وعبد العزيز بن يحيى وعبد الله بن عمر بن غانم الرعينيُّ القيروانيُّ ومحمَّد بن معاوية الطَّرابلسيُّ؛ فباعتبار هؤلاء الرُّواة ــ وكذا باعتبار ذلك القرب من الإمام ــ وكون البعض منهم من إفريقيَّا، فهم أولى من ينقل هذا سماعاً ورواية بلا شكٍّ. وكذلك حبيب بن أبي حبيب(6) كاتب مالك ــ وبالرَّغم ما قيل فيه ــ فهو الآخر أولى بروايته ونقله لذلك القرب عنده.
ومن باب أولى أيضاً؛ أن ينقله أو يرويه (ذي النُّون المصريُّ) كما رأينا خبره سابقاً في "نابهة الذِّكري" ــ باعتبار تصوُّفه المتداول على ما قيل ــ، وباعتبار أنَّ الأمر يهمُّه أكثر من غيره في هذا الباب؛ فمن أجل ذلك له حقُّ الأولويَّة في نقله وروايته، لهذه الخصوصيَّة التي فيه: خصوصيَّة القرب والرِّواية، وخصوصيَّة التصوُّف على ما قالوا به أهل هذا الشَّأن.
رابعاً: كما أنَّ الأصل في شهرة هذا النصِّ أن يكون كذلك على أوائل أئمَّة التصوُّف في زمن الإمام مالك، كَذَاك (شقران العابد)، ويسمَّى أيضاً على ما قيل بـ: إسرائيل المغربيِّ؛ وهو شيخ (ذي النُّون) كما علمته سابقاً، وكذا من هذا الأخير، وكذا وهو الأهمُّ؛ على شيخ العارفين وقدوة السَّائرين، وعلم الأولياء في زمانه، وإمام الطَّائفة الصُّوفيَّة ــ رحمة الله عليه ــ أبو القاسم الجنيد البغداديُّ (ت:297هـ)؛ فالأولى أن يشتهر على هؤلاء تمام الشُّهرة مع تمام الإستفاضة، وذلك لقيام الدَّاعي إلى شهرته وبيانه؛ تحرُّزا من الوقوع في البدعة والضَّلالة، وتحرُّزاً من مسايرة أهل الأهواء.
وبالجملة: فهؤلاء جميعهم ومن غير استثناءٍ ــ وبالخصوص (ذي النُّون المصريُّ!!) هذا ــ فهم لم ينقلوه أو يرووه، أو حتَّى أنَّه لم يذكر على ألسنتهم ممَّن أتى بعدهم من الأتباع ــ أو من المريدين!! على لغة أهل التصوُّف ــ؛ من تلك الطَّبقة أو من بعدها، لا تواتراً ولا آحاداً، ولا شهرةً ولا تفرُّداً. فما لم يكن مشتهراً في تلك الطَّبقة، ولا في الطَّبقات ممَّن بعدهم؛ من هؤلاء الرُّواة وأهل النَّقل وكذا أهل التصوُّف ــ المعتدلون منهم وغير المعتدلين ــ، فمن المستحيل والحال ذلك؛ أن يشتهر عند من ذكروه أو نقلوه من هؤلاء المتأخِّرين من طبقة ابن زرُّوقٍ، أو ممَّن بعده كالتتائيِّ وابن عجينة؛ وغيرهم.
حتَّى أنَّ ابن عربيَّ ــ المكفَّر ــ هو الآخر؛ وبالرَّغم من شهرته الواسعة في الآفاق، وافتخار أتباعه بمصنَّفاته الكثيرة، لم يرويه أو ينقله أو يحكيه في أيِّ كتابٍ من كتبه ورسائله، وبالرَّغم من وجود الدَّاعي إلى ذلك؛ لا ضعفاً ولا موضوعاً.
وكيف يشتهر مثل هذا النصِّ ــ أو مثل هذه الرِّواية ــ التي لا خطام لها ولا زمام، وتلاميذ الإمام مالكٍ ورواته وأتباعه وأصحابه وهم الأصل؛ لا يعرفون عنها شيئاً، ولا هي مشهورة في كتبهم، ولا حتَّى في أمَّهات الكتب (المالكيَّة) وما أكثرها أنذاك، وما أغزرها أيضاً في نقل أقوال وكلام مالكٍ رحمه الله، في الحديث والفقه والتَّفسير والعقيدة وغيرها.
فما لم يكن هنالك عند هؤلاء الأقرب فالأقرب مشهوراً، لا يكون بأيِّ حالٍ مشهوراً عند هؤلاء الأبعد فالأبعد. وما لم ينقل هنالك ويستفيض، فإنَّه يستحيل بالمثل أن ينقل هنا ويستفيض، وما لم يكن موجوداً عند الأقرب، فكذلك لا يكون موجوداً عند الأبعد، وإذا انعدم عند الأقرب انعدم بالمقابل عند الأبعد. إذ الأبعد تابعٌ لهذا الأقرب في باب الرِّواية والنَّقل، وليس العكس.
وإذ الأمر كذلك؛ فإنَّنا نجزم حينها ببطلان هذه الرِّواية المزعومة، وأنَّها كذبٌ على الإمام مالك، وأنَّها نسبت إليه كذباً وزوراً، وهو رحمه الله بريء منها. بل أصلها ــ وكما يبدو ــ أنَّها من رواية أبو بكرٍ محمَّد بن عمر الورَّاق الترمذيُّ ثمَّ البلخيُّ (ت:240هـ)(7) من كبار الصُّوفيَّة، أخرجها الحافظ أبو نعيم في "الحلية"(10/236) واللَّفظ له، وأبو عبد الرَّحمن السُّلميُّ في "طبقات الصُّوفيَّة"(ص/180) والبيهقيُّ في "شعب الإيمان"(3/296) بإسنادهم إلى أبي بكرٍ الرَّازيِّ؛ قال: سمعت غيلان السَّمرقنديَّ؛ يقول: سمعت أبا بكرٍ الورَّاق؛ يقول: "من اكتفى بالكلام دون الزُّهد تزندق، ومن اكتفى بالزُّهد دون الكلام والفقه ابتدع، ومن اكتفى بالفقه دون الزُّهد والورع تفسَّق، ومن تفنَّن في هذه الأمور كلِّها تخلَّص".
وفي روايةٍ عند البيهقيِّ: "من اكتفى بالكلام من العمل دون الزُّهد والفقه تزندق"، وكذا أبو القاسم الكرخيُّ في "تلخيص شعب الإيمان"(ص/45).
قلت: هنا فوائد دقيقة:
(الأولى): في مشابهة هذه الرِّواية لرواية الباب، في المعنى والمبنى تقريباً؛ وكأنَّها من مشكاةٍ واحدة، بل وكأنَّ قائلها واحد. وهو الذي نرجِّحه هنا باعتبار هذه الأقدميَّة كما هو واضحٌ من تاريخ وفاته سنة (240هـ)، وباعتبار أيضاً وهو المهمُّ؛ أنَّه إمامٌ كبير من كبراء هذه الطَّائفة؛ وأعني بها (الصُّوفيَّة!!!).
فبسبب هذين الإعتبارين نرجِّح أن يكون هو قائلها وليس الإمام مالكٍ رحمه الله.
(الفائدة الثَّانية): وهي في رواية أبو بكرٍ الورَّاق ذاك؛ فلقد جاء فيها لفظة: "من اكتفى بالزُّهد" بدل رواية الباب بلفظ: "من تصوَّف"؛ وبينهما من الفرق كما بين السَّماء والأرض، وخاصَّة عند المتأخِّرين من هؤلاء المتصوِّفة.
لذلك يجب الإنتباه لهذا الفرق الموجود ما بين مدلول اللَّفظتين، وأنَّه ثمَّة فرق كبير بين استعمال متصوِّفي السُّنَّة لهما، وبين متصوِّفي البدعة. وطبعاً العبرة باستعمال السَّلف لهما، وليس باستعمال الخلف من غلاة المتصوِّفة ومبتدعيهم.
(الفائدة الثَّالثة): في الرَّدِّ على قوله: "ومن تفقَّه ولم يتصوَّف فقد تفسَّق"؛ من عدَّة أوجهٍ:
أحدها: أنَّ هذا لا يقال إلاَّ من جهة الوحي، وخاصَّة إذا عرفنا أنَّ (الفسق) هذا أو (الفسوق) أصله في اللُّغة الخروج. وهو يطلق في الشَّرع على العصيان، أي: الخروج عن طاعة الله تعالى؛ وهو نوعان: أكبرٌ وأصغر. فمثال الفسوق الأكبر ما ذكره الله تعالى بقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[التوبة:67] وقوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}[الكهف:50] وقوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}[الأنبياء:74]. ومثال الفسوق الذي دون ذلك ــ أي الأصغر ــ قوله تعالى في القذفة: {وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النُّور:4] وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات:6]؛ روي أنَّها نزلت في الوليد بن عقبة.
أو أنَّ لفظة (الفسق) تختصُّ بالكبيرة من الْمعاصي ممَّا ليس بكفرٍ، والفاسق يختصُّ بمرتكبها.
والثَّاني: أنَّ الفقه لا يستلزم على من طلبه أن يكون متصوِّفاً، وهذا واضحٌ من سيرة وتراجم السَّلف من الأئمَّة والفقهاء والمحدِّثين، فلا نعرف واحدٌ منهم ــ وهم الأعلام وحفَّاظ الإسلام ــ طلب التَّصوُّف حتَّى يكون فقيهاً وإماماً فيه، بل وهذا الإمام مالك هو بلا منازعٍ إمامٌ في السُّنَّة وإمامٌ في الفقه وإمامٌ في الحديث، ولم يكن أبداً متصوِّفاً ــ وبالرَّغم من زَعْمِ هذه الرِّواية المكذوبة عليه ــ، ولا كان داعياً لهذا التَّصوُّف بأيِّ حالٍ من الأحوال؛ لا قولاً ولا فعلاً ولا تأليفاً. وفي التأسِّي به ما يغني ويشفي ويكفي.
والثَّالث: لكنَّه ــ أي: هذا الفقه والتصوُّف ــ عند الشَّيخ أحمد زرُّوق هما متلازمان، ويكمِّل بعضهما الآخر، وبدون تنافر.
والرَّابع: في شرح ابن زرُّوق لهذه العبارة في "قواعده"(ص/22)؛ قال: "وتفسَّق الثَّاني لخلوِّ عمله عن صدق التوجُّه الحاجز عن معصيَّة الله تعالى، وعن الإخلاص المشترط في العمل لله". لكنَّ هذه العبادة ــ أو الطَّاعة أو الولاية ــ تقوم على ركنين هامَّين:
الأوَّل: الإخلاص في العبادة، فيبتغي المؤمن بجميع أعماله وجه الله، قياماً بحقِّه وطلباً لرضوانه وثوابه، وخوفاً من سخطه وعقابه، ولا يلتفت القلب إلى غير الله بطلب النَّفع أو دفع الضرِّ، ولا يقصد بشيءٍ من العبادات غير الله.
الثَّاني: صدق المتابعة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيعبد الله بما شرَّع مقتدياً به، مستمسكاً بسنَّته، لا يخرج عليها بالغلوِّ والبدع، ولا يتحلَّل منها بالمعاصي وعدم الالتزام.
قال ابن رجب رحمه الله: "...فظهر بذلك أنَّ دعوى طريق يوصل إلى التقرُّب إلى الله تعالى، وموالاته ومحبَّته، سوى طاعته التي شرَّع على لسان رسوله، ممَّن ادَّعى ولاية الله ومحبَّته بغير هذا الطَّريق، تبيَّن أنَّه كاذب في دعواه".
قلت: وهذا الطَّريق الذي يوصل إلى الله تعالى ليس هو مسمَّى (التصوُّف)، وإنَّما هو بمسمَّى الشَّرع الذي أتى به النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ظاهراً وباطناً، ومع التَّسليم له كاملاَ في النيَّات والعبادات، وفي الأقوال والأفعال والأعمال. فباب الإخلاص طريقه الشَّرع وليس (التصوُّف) كما ادَّعاه ابن زرُّوق. ومن أراد المزيد في هذه المسألة فعليه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة ففيها كلَّ الخير إن شاء الله.
هذا ما تمَّ جمعه هنا على وجه البحث والمناقشة، فإن وفِّقنا ــ وهو ما نأمله ــ فمن الله عزَّ وجلَّ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشَّيطان، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.
ونصلِّي ونسلِّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

كتبه ببنانه راجي عفو ربِّه: أبو حامد الإدريسي
يوم الجمعة 01 شوَّال 1439هـ الموافق لـ 15 جوان 2018م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) أي: أهل التصوُّف على ما يبدو، وهم في الحقيقة خمسة من أئمَّتهم الكبار، وهم الذين سوف نذكرهم إن شاء الله بعد قليل.
(2) يسمَّى كتاب التَّتائي باسم "خطط السَّداد والرُّشد بشرح نظم مقدِّمة ابن رشد"(م/فقه).
(3) أنظر القاعدة الرَّابعة من قواعده.
(4) أنظر (3/195).
(5) أنظر (1/33).
(6) حبيب بن أبي حبيب المصريُّ أبو محمَّد كاتب مالك (ت:218هـ) وقارئه وبقراءته سمع النَّاس "الموطَّأ". قال القاضي عياض في "ترتيب المدارك": روى عن مالكٍ غير شيء، "الموطَّأ" والفقه وكثيراً من الحديث وغيره. ضعَّفه ابن حنبل وابن معين والنَّسائيُّ وأبو حاتم الرَّازيُّ؛ وكذَّبوه وذمُّوه.
(7) أنظر ترجمته في: "طبقات الصوفية"(ص/178ـ183) لأبي عبد الرَّحمن السلميِّ و"طبقات الأولياء" (1/62) لابن الملقِّن و"حلية الأولياء"(10/235و236) لأبي نعيم الأصبهانيِّ و"الرِّسالة القشيريَّة" (ص/61) للقشيريِّ؛ وغيرها.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حامد الإدريسي ; 16 Jun 2018 الساعة 01:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, التصوف, براءةمالك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013