منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17 Dec 2007, 04:06 PM
أبو البراء إلياس الباتني أبو البراء إلياس الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 106
افتراضي عـنـايـة الأنـبـيـاء عـلـيـهـم الـسـلام بـالأخـلاق

لمّا كانت الأخلاق الحسنة مركوزة في الفطرة البشرية، و لمّا كان لها أثرها المعروف في صلاح الأمم و ربط الناس بعضهم ببعض، فإن الله بعث بها أنبياءه عليهم السلام إلى أممهم، و قص علينا في كتابه الكريم كثيرا من محاوراتهم الخلقية لهم.
كقصة عيسى صلى الله عليه و سلم في برِّه بوالدته و تجنبه التجبر، فقد أخبر الله تعالى عنه أنه قال: {و برّا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا} (مريم – 32).
و قصة شعيب صلى الله عليه و سلم في توفية الكيل و الميزان، فقد أخبر الله تعالى عنه أنه قال لقومه: {فأوفوا الكيل و الميزان و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} (الأعراف - 85)
و قصة لوط صلى الله عليه و سلم في نهي قومه عن إتيان الذكران من دون النساء، فقد أخبر الله تعالى أنه أنّبهم قائلا لهم: {أتأتون الذكران من العالمين [] و تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون} (الشعراء – 165 – 166)، حتى قالوا فيه و في أتباعه كما في سورة الأعراف: {إنهم أناس يتطهرون} (الأعراف 82).
و قصة إسماعيل صلى الله عليه و سلم في صدق الوعد، فقد قال الله تعالى: {و اذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا} (مريم – 54)، و غيرها.
أما نبينا صلى الله عليه و سلم فقد جاء بكمالها، و الآيات في هذا كثيرة يصعب حصرها، و من الآيات الجامعة للأصول الخُلُقية التي جاء بها، قوله: {و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين [] الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين} (آل عمران – 133 – 134)، و قوله: {إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل – 90).
و لمّا سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسالة النبي صلى الله عليه و سلم، بيّن له أن الأخلاق الفاضلة من ميزاتها، فكان ممّا قال: (أيها الملك ! كنّا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، و نأكل الميتة، و نأتي الفواحش، و نقطع الأرحام، و نسيء الجِوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفافه، فدعانا إلى الله لنوحّده و نعبده و نخلع ما كنا نعبد و آباؤنا من دونه من الحجارة و الأوثان، وأمرنا بصدق الحديث و أداء الأمانة و صلة الرحم و حسن الجوار و الكف عن المحارم و الدماء، و نهانا عن الفواحش و قول الزور و أكل مال اليتيم و قذف المحصنة، و أمَرَنا أن نعبد الله وحده و لا نشرك به شيئا، و أمرنا بالصلاة و الزكاة و الصيام...)، إلى قول النجاشي له: (هل معك ممّا جاء به عن الله من شيء؟ فقال له جعفر: نعم ! فقال النجاشي: فاقرأ علي، فقرأ عليه صدر {كـهـيـعـص} (مريم – 1)، فبكى النجاشي – و الله – حتى أخضل لحيته، و بكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة). أخرجه أحمد (1/202) بسند حسن.
ولقد بلغت شريعتنا الغاية في الإصلاح الخلقي، و من ذلك ما جاءت به من أحكام محكمة في حفظ الأنفس و العقول و الأعراض و الأموال،و لذلك حرّم الله قتل النفس بغير حق، و حرّم ما يغتال العقل من مشروب و غيره، و حرّم الزنى و ما إليه، و حرّم أكل أموال الناس بالباطل، و رتّب على ذلك عقوبات صارمة.
إن الغرض من هذا العرض السريع التذكيرُ بدعوة الأنبياء عليهم السلام، و أن ما عند الناس اليوم من مكارم الأخلاق هو امتداد دعوتهم، و بقايا خيرهم، فهذه الأخلاق و غيرها ممّا يُرى في بلاد الكفر من منة الله على عباده، لكن بقدر بعدهم عن الميراث النبوي يقع الخلل في أخلاقهم.


/-/-/-/-/-/-/
المصدر: "رفع الذل و الصَّغار عن المفتونين بخُلُق الكفار" / للشيخ عبد المالك رمضاني
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013