منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Jul 2016, 10:09 AM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي [تفريغ]: (فضائل الصحابة) لسماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله [دروس الحرم المكي 20-6-1423]

«فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ»

لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:
صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء

كلمةٌ ألقاها سماحته بالحرم المكِّي يوم: 20-6-1423هـ
وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع

لتحميل المادّة الصّوتية برابطٍ مباشرٍ:
(اضغط هنا)


...والصَّلاة والسَّلام على الهادي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديهم واتَّبع سنتهم إلى يوم الدين، وبعد:

قد مضى شيءٌ ممَّا يتعلَّق بأصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- من حيث الجملة، مضى ما يتعلّق بالخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم وأرضاهم- الذين هُم خيرُ هذه الأمَّة بعد نبيِّها –صلّى الله عليه وسلّم-، الذين جاهدوا معه وجاهدوا بعده –صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ- وقاموا بنشر هذا الدين والدعوة إليه.

فكان من توفيق الله جلّ وعلا لهذه الأمة أن يسّر لنبيها –صلّى الله عليه وسلّم- رجالاً أمناء، رجالا منحهم الله جلّ وعلا وعيا وإخلاصا ورغبة في الخير وحبا في الدعوة إلى الله وإيثارا على أنفسهم -رضي الله عنهم وأرضاهم-، يتمثَّلُ ذلك في وقائع حروبهم وجهادهم في سبيل ربّهم، وبذلهم أنفسهم وأموالهم؛ حتّى إنّ أحدهم ليُجهِّزُ جيشًا بأكمله من مالِهِ، وما ذاك إلاَّ للإيمان الذي قد عَمَرَ قلوبهم؛ والاهتداء والاقتداء بسيّد المهاجرين والأنصار محمد –صلّى الله عليه وسلّم-، وكان من ثمرات جهادهم ما منّ الله به جلّ وعلا من فتوحٍ إسلاميَّة، وحملِ هذا الدِّين من قِبَل أهل تلك البلاد التي فتحها الصَّحابة –رضي الله عنهم-، وقد مرّ الحديث الصحيح الذي قال فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: (يغزو فئام من الناس فيُقال: هل فيكم من صحبَ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-؟ فيقولون: نعم؛ فيُفْتَحُ عليهم) أي: في الجهاد، وما ذاك إلاَّ لما نشر الله جلّ وعلا من الذِّكر الحَسَن لأصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، ولذا فلا يُبغضهم مؤمن، وإنما يتولاّهم المؤمن، ومن يُعاديهم ويُبغضهم فليس من الإيمان في شيء.


يقول النّبيّ –عليه الصَّلاة والسَّلام- مُبيِّنًا بركة صُحبة أصحابه –رضي الله عنهم-: (ثم يغزو فئام من الناس فيُقال: هل فيكم من صحبَ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، فيُقال: نعم؛ فيُفتَحُ لهم..) أي: ينتصرون ويُسلِّم لهم المحاصَرونَ الأمر ما دام من هذا الجيش من صحبَ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- ورأى أثر تطبيق التّنزيل من أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، يقول النّبيّ –عليه الصَّلاة والسَّلام-: (..ثم يغزو فئام من الناس فيُقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-؟ فيُقال: نعم؛ فيُفْتَح لهم).

فانظُروا إلى آثار بركة أصحاب رسول الله، فتوحٌ تكون على أيديهم، وفتوحٌ تكون على أيدي من صَحِبَهُم، وفتوحٌ تكون على أيدي من صاحب من صحبهم، فَهَلْ ينطوِي قلبُ مؤمنٍ على حقدٍ على هؤلاء؟! أو يتنكَّر مؤمنٌ لفضل هؤلاء؟! وقد قال النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- في نومةٍ نامها فقام ضحكا مسرورًا فقال له من عنده: ما الذي أضحكَكَ يا رسول الله؟ أضحكَ الله سنّك، قال: (رأيتُ قومًا من أمتي يركبون ثَبَجَ البحر غزاةً في سبيل الله كأنَّهُمُ الملوك في الأسِرَّة)، وكانت أمّ حرام عنده فقالت: (ادعُ الله أن يجعلني منهُم، قال: أنتِ منهُم).
ثم نام نومةً –صلّى الله عليه وسلّم- فاستيقظ فذكر ذلك فقالت: (ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: أنتِ من الأوَّلين).
فيصفُ أصحابه في جهادهم وركوبهم البحر كأنما هم ملوك على الأسرَّة يحملون هذا الدِّين ويدعونَ إليه ويُدافعون عنه.

فما شاع هُدًى ولا انتشرَ إيمانٌ ولا أقبلَ قومٌ على الإسلام في الصَّدر الأوَّل من هذه الأمَّة إلاّ بفضل الله ثمَّ بفضل أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم ورضي عنهم-، ولذا فلَهُم مِنّة وفضلٌ على جميع المسلمين، ولا يُنكر ذلك إلاّ من خلا قلبُه من الإيمان.

ولذا: فحقٌّ علينا التّرضّي عنهم، والتّرحّم عليهم، والانطواء على محبّتهم، والإيمان بأنَّهُم خيرُ هذه الأمَّة، وأنّ خير الأمة بعدهم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما جاء في حديث عمران بن الحصين –رضي الله عنه وعن أبيه- فيما يروي عن رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (خيرُ القرون القرن الذي بُعِثتُ فيهم..) ويعني بذلك صحابَتَهُ الذين أثنى عليهم وأمرَ بحفظ حقِّهم وتقديرهم وإجلالهم، وأنّ من جاء بعدهم لو بذل ما بذل ما بلغ ما بلغوه –رضوان الله عليهم-، فقال: (خيرُ القرون قرني..) وقرنُهُ: الصَّحابة؛ (..ثُمَّ الذين يلونهم..) وهُمُ: التَّابعون المُتمسِّكون بهَدْيِه وهديِ صحابتِهِ –رضي الله عنهم وأرضاهم-؛ (..ثمَّ الذين يلونهم) أي: الطَّبقة الثَّالثة أتباع التَّابعين، ويقول عمران –رضي الله عنه-: (لا أدري أعدَّ بعد قرنِهِ قرنين أو ثلاثة)، لكن بعدما عدَّ (يأتي قومٌ يخونون ولا يُؤتمنون) وقد جاؤوا؛ فيهم من ادَّعى لِعَلِيّ الألوهيَّة! وفيهم من كفَّر عليًّا –رضي الله عنه-! وجاء في حديث يُروى في المسند أن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قال لِعَلِيّ: (يهلك فيك يا عليّ رجلان: رجلٌ بِبُغضك..) وهُوَ من يُكفّره ويُعاديه؛ (..ورجلٌ بِحُبِّك) وهُوَ من يغلو فيه.
فمَنْ يُفضِّله على أبي بكرٍ فقد ضلَّ؛ وعلى عمر فقد ضلَّ؛ وعلى عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار كما قول الإمام أحمد في هذا الأمر.

وإنما الواجب على الناس؛ على الأمة الإسلامية: محبَّة الصحابة أجمعين، والولاء لهم، والترضي عنهم، والسكوت عن الخوض فيما جرى بينهم كما يقول ذلك الرجل من أئمة أهل السُّنّة والجماعة إذ يقول:

ونسكُتُ عن حربِ الصحابة فالذي *** جرى بينَهُم كان اجتهادًا مُجرّدًا

فمن أراد العافية والاستبراء لدينِهِ وعرضه فَلْيَتَرَضَّ عنهم أجمعين، وَلْيُحِبَّهُم حُبًّا لنبيّ الله –صلّى الله عليه وسلّم-، ولْيُوالِهم من موالاة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، وَلْيَترَضَّ عنهم، وإيَّاه ثمَّ إيَّاه أن يكون في قلبه حقدٌ على أحد من أصحاب رسول الله، فإن كان في قلبه حقدٌ فإن الحقد على صحابة رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- لا يجتمع مع الإيمان أبدًا، لا يُمكِن أن يجتمع في قلبِ إنسان حقدٌ على الصَّحابة وإيمانٌ بالله وبرسولِهِ! معاذَ الله أن يكون.

ثُمَّ ليحرص كلّ مسلم يا عباد الله أن يتقرَّب إلى الله جلّ وعلا بما شرعه رسوله محمد –صلّى الله عليه وسلّم- وَلْيَتَحَرَّ في ذلك، فإن العمل وإن قلَّ إذا وافق السنة وسيرة الخلفاء الراشدين كان حريّا بأن يُبارك فيه، وكان حريًّا أن ينفعَ العاملَ بهِ، وكان حريّا أن يمتلئ قلبُ صاحبِه من الإيمان كلما توالى منه ذلك العمل، لأن بركة متابعة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولأن بركة حبّ أصحابه أجمعين مما تُعمَر به القلوب بالإيمان؛ ومما تُشرَق وتُضاء به النفس من روحانيَّة الهدى وضياء الحقّ والاقتداء بأولياء الله الصادقين الصالحين.

وإن شاء الله في الليلة القادمة سأتحدث عن الأنصار الذين وصفهم الله بأنهم الذين تبؤوا الدار والإيمان، أنصار رسول الله وأنصار دين الله، المُتلقُّون لإخوانهم المهاجرين، المُؤثرون لإخوانهم ولو كان بهم خصاصة، ففي الأنصار سادةٌ أوفياء ورجال أتقياء، كما في المهاجرين سادة أوفياء ورجال أتقياء، وقد تظافرت جهود الفئتين من المهاجرين وأتباعهم والأنصار وأتباعهم تظافرت جهود هؤلاء على نُصرة الحق وقمع الباطل وإرضاء رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- والجهاد معه والجهاد بعده فكانوا جميعًا حملة هذا الدين والذائدين عنه والناشرين له في الشرق والغرب.

ولذا: انتشرت آثارُ هؤلاء السادة النجباء في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها، وقوَّض الله على أيديهم عروش الكفار من القياصرة والأكاسرة وأشاعوا الهدى حتى قرع أبواب أوربا.

فأسأل الله جلّ وعلا بأسمائه وصفاته أن يرضى عنهم أجمعين، وأن يملأ قلوبنا بحبهم، وأن يغيظ أعداءهم بانتصار الحقّ واضمحلال الباطل.
اللهم أعزّ دينك، وأعلِ كلمتك، وانصر أولياءك المتقين، واهدِ ضالَّ المسلمين في كل مكان، وأشبِع جائعهم، واشف مريضهم، وأمِّن خائفهم، وافهر عدوَّهُم، وانصر مظلومهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في جميع بلاد الإسلام بيد من يخافك ويتّقيك ويخشاك ويرجوك ويُحسِن متابعة رسولك ويترضَّى عن جميع صحابة نبيّك –صلّى الله عليه وسلّم- و –رضي عنهم أجمعين-.
اللهم أعزّ دينك، وارفع الذلّ والمذلَّة عن المسلمين في كلِّ مكانٍ.
اللهم إنك تعلمُ أن المسلمين قد أصابهم من الذلَّة والمهانة وتسلّط الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم على بلاد المسلمين، فنسألك بأسمائك وصفاتك بأنك أنتَ الله الفعَّال لما تريد أن تُزيل ذلك كله، وأن تُحِلَّ محلَّهُ طاعتك وطاعة رسولك وتحكيم شرعك ونصرة أولياءك والجهاد في سبيلك وقهر الأعداء في كل مكان يا حيُّ يا قيوم.
اللهم أرنا في اليهود والنصارى المعينين لهم الناصرين لهم وسائر الكفرة من شوعيِّين وملاحدة وباطنيَّة اللهم أرنا فيهم جميعا عجائب قدرتك.
اللهم اهدِ كل ضال إلى الهدى، ومن سبقَ في علمك أن لا يهتدي فأذقه يا حي يا قيوم مذلة الهوان والصغار، إنك على كل شيء قدير.
اللهم أصلح قادة الأمة الإسلاميَّة في كل مكان، اللهم وفقهم يا حيُّ يا قيوم للرفق بعبادك والإحسانِ إليهم وحملهم على طاعتك والحكم بينهم بما شرعت يا إلهنا ومولانا، وخُصَّ من ولَّيته أمر هذه البلاد بمزيدٍ من التوفيق والتسديد والصلاح والفلاح والهدى والرشاد.
اللهم وفِّقه يا إلهنا ومولانا لكلِّ خيرٍ، وجنِّبهُ كل شرّ، واحافظ به أمْنَ البلاد، وأمِّن به سبلها، وصُن به حدودها، وانشر به الفضل وأعلِ به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا حي يا قيوم.
اللهم وفقه لكل خير، واجعل ما يفعله يفعله ابتغاء مرضاتك وموافقًا لسنة نبيِّك، ونسألك أن تكافئه للتوفيق لأمثالِه ولما فيه عزُّ الإسلام والمسلمين يا حيُّ يا قيُّوم.
اللهم لا تُفرِّق جمعنا في هذه الليلة المباركة إلا بذنب مغفور، اللهم لا تُفرِّق جمعنا في هذه الليلة المباركة إلا بذنب مغفور، اللهم لا تُفرِّق جمعنا في هذه الليلة المباركة إلا بذنب مغفور، وعمل صالحٍ مُتقبّل مبرور، ونسألك بأسمائك وصفاتك أن تجعلنا في هذه الليلة أجمعين من عتقائك من النار يا رب العالمين، وأن تُعتق رقاب أمواتنا وأحيائنا وجميع أحبابنا ومن مات مُخلصًا لك بالعبادة محبًّا لرسولك ولأصحابه يا حيُّ يا قيوم.
سبحانك لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.

الأسئلة والأجوبة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شكرًا لكم سماحة الشيخ، بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

السؤال:
يقول السّائل: هل صحيحٌ أنَّ الإنسان كلما قَرُب إلى الكعبة في الطواف كان أفضل في الأجر؟ وهل الدعاء عند الملتزم مستجاب؟
الجواب:
الدّنوّ من الكعبة لا شكَّ أنَّه الأفضل، لأن الإنسان كلما دنا إلى الموضع المُهمّ كلما جاشت في نفسه في الغالِب جائشةُ الإيمان، وتذكَّر بناء البيت وطواف سيّد البشر وطواف أصحابه –رضي الله عنهم وأرضاهم- معه يوم طافوا وهم خائفون ثمَّ طافوا فيما بعد ذلك أعزَّة قاهرين.
وأمَّا المُلتزَم فلم يأتِ حديثٌ صحيحٌ بشأنِهِ، نعم.

السّؤال:
يقول: رجلٌ مريضٌ يُصلِّي وهو جالسٌ، ولا يستطيع أن يسجد، ويحمل معه العصا ويسجد عليها، فهل صلاته صحيحة؟
الجواب:
صلاتُه صحيحة، لكن لا يحتاج إلى سجودٍ على عصا ولا أنْ يحمل شيئًا يسجدُ عليهِ، بل يُومئ إيماءً يجعل سجوده أخفض من ركوعهِ، الدين يُسر وليس فيه عُسر، وكل إنسان يرفع شيئا من الأرض ليسجُدَ عليه هذا عمل مُبتَدَع، والله يقول جلّ من قائل: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، ويقول رسوله –صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم) ومعناه: الذي لا تستطيعونه لا تُكلَّفون بِهِ، نعم.

السّؤال:

يقول: إنسان مريض بالفشل الكلويّ منذ عدّة سنوات، وكُنت أيام رمضان لا أصوم ولكن أُطعم، والآن أستطيع الصَّوم بالنهار وإجراء الغسيل بالليل، فهل الأيام التي لم أصمها في تلك السنوات عليّ القضاء؟
الجواب:
إن توفَّر لك من أسباب القدرة ما تقضيها فاقْضِهَا، وإن لم يتوفَّر لك ذلك فإنَّ الله جلّ وعلا أرحم الراحمين، نعم.

السّؤال:
هل يجوز للإنسان أن يُصلِّي على الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- بنيَّة أن ينال رحمة الله؟
الجواب:
يقول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: (من صلّى عليّ صلاة –وفي رواية: مرَّةً، وفي رواية: صلاةً واحدة- صلّى الله عليهِ بها عشرًا)، فكلّما أكثرتَ من الصَّلوات فإنَّك أكثرتَ من أسباب الانتفاع والفضل وتحصيل رحمة الله وصلواتِهِ عليك، نعم.

السّؤال:
يقول: هل يجوز لأمِّي أن تتحدَّث مع البائع في السُّوق وأنا معها، كذلك أن تُحادث سائق التّاكسي؟
الجواب:
الأمر فيه سعَة، إذا كانت تسأل صاحبب السّلعة عن ثمن السّلعة فلا محذور إلاّ إذا خِيفَ ريبَة وسوء، وكذلك بما يتعلَّق بالسَّائق.
والأولى: أن تسْتَكْفِيَ المرأةُ بمن معها في السؤال والمحاورة والتوجيه في الطريق.

السّؤال:
يقول: ما معنى الإيمان بالقدر؟
الجواب:
الإيمان بالقدر: أن تُؤمِن بأنّ كلّ شيءء يقع إنَّما وقعَ بقضاء الله وقدره وتدبيرِهِ، الإنسان يجتهد في دفع ما يكره؛ فإذا وقع ما يكره فلا يقول: لو فعلت كذا ما كان! وإنَّما يقول: قدَّر الله، أو: قَدَرُ الله وما شاء فَعَل، نعم.

السّؤال:
يقول: من ابتُلِيَ بالعادة السّرّيَّة ويُمارسها، فبماذا تنصحونه وهو محافظ على جميع الصلوات في المسجد؟
الجواب:
إذا كان صادقًا محافظًا على الصّلاة محافظةً كاملة؛ أو لو كانَ كذلكَ لَنَهَتْهُ عن هذه الفحشاء، لكن لِيَتَفَكَّر لِيَنظُر في صلاته فقد يكون دخلها خلَلٌ أضعفها عن أن تنهاهُ عن هذه الفحشاء، الله جلّ وعلا لما ذكر أمر الفروج كما في سورة المؤمنون وغيرها: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، من قضى شَهْوَتَهُ بِغَيْرِ ما أذِنَ الله بِهِ فهذا من المعتدين المُتعدِّين حدود الله، وهذا مُنكر من المنكرات.
نصيحتي؛ بل يجبُ عليهِ أن يُقلع عن هذا الذَّنب، نعم.

السّؤال:
في بلدي يقيمون مقامات للأولياء ويدعون عندها ويطلبون من الأولياء أشياء، وإذا قلنا لهم هذا العمل شرك؛ قالوا: نحنُ نعلم ولكن من الممكن أن لا يقبل الله دعاءنا فيتوسَّطون لنا فيُستجابُ لنا.
الجواب:
الله جلّ وعلا قال عن المشركين الذين قاتلهم رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- قال إنهم قالوا عن آلتهم التي يعبدونها ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى هم يعلمون أن الذي يقضي الحاجات الله، بل إن المشركين العَرَب أعرفُ من المشركين في هذا الوقت.
المشركون في هذا الوقت يقولون للنّبيّ أو للوليّ: أغِثْنَا! أنقِذْنَا! ويقولون للنّبيّ: أتترك أمتك يعيثُ بها الكفار! والمشركون يقول الله: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ كذا ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ كلّما قال ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ قال: ﴿لَيَقُولُنَّ اللَّهَ.
فهؤلاء الذين (كلمة لم أفهمها) مقامات لمن يُسمّونهم أولياء هذه من الأعمال التي حرَّمها رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
والبناء على القبور؛ ذكر النّبيّ أن شِرار الناس الذين يبنون على القبور، يقول: (إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره) ثم قال: (أولئك شِرار الخلق عند الله)، فلا يحلُّ لمسلم أن يذهبَ يتقرَّب إلى الله عندَ هذه الأوثان، فإن المدفون ولو كان من أصلح الناس إذا جاء أحدٌ يدعو هذا الميِّت يستغيث به ويستجير فقد اتَّخذه إلها ووثنا، نعم.

السّؤال:
ما حكم السّؤال بوجهِ الله عزَّ وجلَّ؟
الجواب:
جاء في حديث جابر بن عبد الله بن حرام –رضي الله عنه-: (لا يُسأل بوجهِ الله إلا الجنة)، يعني: أنَّ أشرف المطالب وأعلى ما يرجوه العبد أن يفوز بجنّة الله كما قال جلّ من قائل: ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، فلا يجوز أن يُسأل الله جلّ وعلا بوجهِهِ إلاّ ما هُوَ أشرفُ الأشياء وأعظمها.

السّؤال:
ما حكم من يقول لأخيه المسلم: الله أكبر عليك؟
الجواب:
في الغالب أن هذا شيءٌ من الاستهزاء، والاستهزاء جهلٌ بقضاء الله وقدره وبأحكامه وشرعه وبالأدب الذي يرضاه الله، ولذلك لما قالت بنو إسرائيل لموسى –عليه السلام-: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، فمثل هذا القول قولٌ سيِّء لا يليق من مسلم لأخيه، نعم.

السّؤال:
ويقول السّائل: ما حكم من قال: ضيَّق الله عليك؟
الجواب:
لا شكَّ أنه يدعو على من يقول له هذه المقالة بالسوء، وتضييق الله على عبده لا حدود له، والواجب على كلِّ مسلم أن يُحِبّ لأخيه المسلم ما يُحبّ لنفسه، نعم.

السّؤال:
شابّ دخل مكة ولم يُحرم ولم يتعمر فماذا عليه؛ علما بأنه أتى إلى مكة قبل شهرين واعتمر، وهذه المرة لم يُحرم ولم يعتمر؟
الجواب:
لا إثم عليه، ولكنّه فاته من الأجر شيء عظيم، النّبيّ –صلّى الله عليه وسلَّم- يقول: (العمرة إلى العمرة مكفّرات لما بينهما)، أي: أنَّ الإنسان إذا أتى معتمرًا يبتغي بذلك وجه الله مخلصًا في عمله مؤديا للعمرة كما ينبغي فإنّها تُكفّر الذنور؛ صغائر الذنوب؛ إلى أن يعتمر مرة أخرى، هذا الذي يأتي ثم يأتي ثم يأتي يفوته هذا الأجر.

السّؤال:
امرأة خلعت الشّرّاب بعد العمرة قبل التقصير، هل عليها شيء؟
الجواب:
لا شيء عليها، خلعتها قبل الطواف أو بعده أو بعد السّعي؛ الشّرّاب أو غيرها، يجوز للمُحرم أن يُغيِّر ملابسه في أيِّ وقت قبل الطواف أو بعده فلا حرج، ثم العمرة يقول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: (تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)، إلا أن السلف اختلفوا هل طِوال العُمر دون تحديد، فبعضهم يقول: أربعون يوما ما بين كل عمرة وأخرى، وبعضهم يقولل: ينتظر إذا اعتمر وحلق حتى يسودَّ رأسه مرة ثانية، أما الطريقة التي يمارسها كثيرٌ من الناس في كل يوم يخرج من مكة ويأتي بعمرة فهذا خلافُ ما كان عليه السَّلف، نعم.

السّؤال:
يقول: إذا طُفتُ بين المغرب والعصر هل أصلي ركعتين وأنا في وقت نهي؟
الجواب:
نعم، هذه الصَّلاة من ذوات الأسباب، أي: أنَّ الطَّواف سببٌ اقتضاها، وجاء في حديث النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تمنعوا أحدا طاف بالبيت أيّة ساعة من ليل أو نهار)، ومن طاف سُنَّ له أن يُصلِّي ركعتين.

السّؤال:
كيف نتعامَلُ مع تارك الصَّلاة غير الجاحد بها؟
الجواب:
تاركُ الصَّلاة؛ أمَّا الجاحدُ بها فهو كافرٌ بإجماع أهل العلم لا يختلف فيه أحد؛ الجاحد لها؛ أي: الذي يُنكر وجوبها، وأما التارك لها فقد قال النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أنَّهُ يُقتل في الحديث الصحيح: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) وفي الحديث الآخر: (من ترك صلاة العصر..) كما في البخاري وغيره، وفي رواية أخرى: (من ترك صلاة) في غير البخاري (..فقد حبِطَ عمله) وحبوط العمل لا يكون مع بقاء الإسلام.

السّؤال:
يقول: هل في البنّ والعسل زكاة؟
الجواب:
لم يثبت حديث عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- في شيء من ذلك، لكنها تُلحق بهذه الأموال، إذا بلغت مبلغا كبيرا فبذلُ الزكاة لها أولى، وإذا لم تُبذَل فأثمانها إذا حال عليها الحول عند الإنسان، وإلا فهناك غير البنّ وغير العسل، هناك الخضر وهي تأتي بأموالٍ كثيرة، وهناك الفواكه، فالإنسان ينبغي أن لا يتركها...


فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
24 / شوَّال / 1437هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013