منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 08 Dec 2011, 10:44 PM
أم أنس أم أنس غير متواجد حالياً
وفقها الله
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 125
افتراضي دور الصوفية في دعم و تثبيت الإستعمار ببلدان المغرب



وأما المتصوفة فأكثرهم يسير في ركاب الظلمة والمستعمرين؛ لأنهم تربوا على ذلك كما قال الشعراني:" أخذ علينا العهد بأن نأمر إخواننا أن يدوروا مع الزمان و أهله كيف داروا, و لا يزدرون قط من رفعه الله عليهم و لو في أمور الدنيا و ولايتها...".
قال الدكتور عمر فروخ:" يقول الصوفية: إذا سلط الله على قوم ظالما, فليس لأحد أن يقاوم إرادة الله أو أن يتأفف منها.
لا ريب أن الأوروبيين قد عرفوا ذلك و استغلوه في أعمالهم الاستعمارية, ذكر مصطفى كامل- بطل الوطنية المصرية- في كتابه "المسألة الشرقية" قصة غريبة في أذن القارئ العادي.
قال:" و من الأمور المشهورة في احتلال فرنسا للقيروان في تونس: أن رجلا فرنسيا دخل في الإسلام, و سمى نفسه سيد أحمد الهادي, و اجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل الى درجة عالية, و عيّن إماما لمسجد كبير في القيروان, فلما اقترب الجنود الفرنساويون من المدينة, استعد أهلها للدفاع عنها, و جاؤوا يسألونه أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد يعتقدون فيه، فدخل سيد أحمد الضريح ثم خرج مهولا لهم بما سينالهم من المصائب, و قال لهم: بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم؛ لأن وقوع البلاد صار محتما؛ فاتبع القوم البسطاء قوله, و لم يدافعوا عن مدينة القيروان اقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين في (26 اكتوبر سنة 1826), بليس ببعيد ان تكون الصوفية- التي على هذا الشكل- قد أثارت منذ أول عهدها مخاوف سياسية مزدوجة:
  1. أن تكون ستارا لحركات هدّامة.
  2. و أن تكون شركا للعامة بصرفهم عن أهدافهم القومية العليا.
من أجل ذلك يجب أن لا نستغرب إذا رأينا المستعمرين يغدقون على الصوفية الجاه و المال, فرب مفوض سام لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية من وجوه البلاد, و قد ضربوا له من أقصى منطقة انتدابه؛ لضيق الوقت أو لقلة المبالاة, ثم تراه يسعى إلى زيارة حلقة من حلقات الذكر يقضي هناك زيارة سياسية تستغرق الساعات.
أليس التصوف –الذي على هذا الشكل-يقتل عنصر المقاومة في الأمم, و تكثر التآليف الصوفية في أمم اروبة على نسبة اهتمامها بالاستعمار, و لذلك عندهم هدفان:
أولهما: تثقيف قومهم بأسلوب من أساليب الاستعمار.
ثانيهما: إغراء المثقفين من سكان الشرق بكتب الصوفية؛ لصرفهم عن عمود القومية, و عرين العزة, و ميادين الكفاح الوطني"

و قد لعبت الطريقة التيجانية دورا كبيرا في ترسيخ أقدام فرنسا في الجزائر و بعض القطار الإفريقية؛ ففي سنة (1870م) استطاعت إمرأة فرنسية تسمى "أوريلي بيكار" أن تخترق الزاوية التيجانية, و تتزوج من شيخها سيد أحمد, و لما هلك تزوجت أخاه سيد علي, فأصبحت هذه المرأة مقدسة عند التيجانيين, و أطلقوا عليها لقب "زوجة السيدين", و كانوا يتممون بالتراب الذي تطأه, و قد استطاعت إدارة الزاوية التيجانية كما تحب فرنسا, و كسبت للفرنسيين مزارع خصبة و مراعي كثيرة, و لذلك أنعمت عليها فرنسا بوسام الشرف؟
و ساعد التيجانيون الجيوش الفرنسية حتى أن الشيخ محمد الكبير صاحب السجادة التيجانية الكبرى و خليفة الشيخ أحمد التيجاني مؤسس الطريقة قال في خطاب أمام رئيس البعثة العسكرية الفرنسية في مدينة "عين ماضي" المركز الرئيسي للطريقة التيجانية بتاريخ (28 ذو الحجة 1350هـ):" إن الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا ماديا و معنويا و سياسيا, و لهذا, فاني أقول – لا على سبيل المن و الافتخار و لكن سبيل الاحتساب و الشرف و القيام بالواجب-: إن أجدادي قد أحسنوا صنعا في انضمامهم الى فرنسا قبل ان تصل بلادنا, و قبل أن تحتل جيوشها الكرام ديارنا"
و قد بنى الصوفية فعالهم القبيحة على فلسفة في الذل صريحة؛ فمن شعاراتهم الصوفية:"دع الخلق للخالق", و "ليس في الإمكان أبدع مما كان", و "لو لو اطلعتم على الغيب, لاخترتم الواقع".
فإن قيل:ألم ينتشر الإسلام في القارة الإفريقية على يد بعض الطرق الصوفية؟
فالجواب: بلى, لكن ماذا عند هذه الطرق حتى تنشره؟ إن هذه الطرق تحمل إسلاما محرفا مشوها لو نظرت اليه بدلائل الصدق من الكتاب و السنة لأنكرته و لم تعرف منه شيئا؛ فلذلك؛ فإن المستعمرين و الحكام الظالمين لا يخشون انتشار هذا الإسلام المزعوم بل يشجعونه و يدعمونه؛ لأنهم يعلمون أنه أفيون الشعوب, و لذلك لا تعجب إذا علمت أن الطرق الصوفية بقيت ظاهرة مسيطرة في بلاد المسلمين التي احتلها الشيوعيون.
بل الواجب على السائل أن يعكس سؤاله ليصيب الحقيقة: لماذا أذنت دوائر الاستعمار للصوفية بنشر هذا الإسلام؟ و في المقابل فإنها حاربت بكل عنف جميع مراكز الإصلاح التي قامت لدعوة الناس إلى الرجوع إلى دينهم الحق؟


لماذا يشجع رجال الاستعمار الطرق الصوفية؟

إن انتشار هذه الطرق كفيل بقتل نشاط المسلمين، و شل حركتهم الوثابة، و إبعادهم عن نور الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من لدن رب العالمين.
قال الشيخ العلامة عبد الرحمان الوكيل –رحمه الله-: " و يزعمون أن الصوفية جاهدت حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة، و لقد علمت ما دين الصوفية؟ فما نشروا إلا أساطير حمقاء، و خرافات بلهاء، و بدعا بلقاء و شوهاء، ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر و تعبد الرمم ! ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر، و طوع هوى الغاصب المستعمر، فعدوّ الإسلام يوقن تماما : أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائما؛ لكي يقضوا بها على الإسلام و أهله, فعلها قديما, و يفعلها حديثا، و اقرأوا تاريخكم إن كنتم تمترون, أروني صوفيا واحدا قاتل في سبيل الله؟ أروني صوفيا واحدا جالد الاستعمار, أو كافحه أو دعا إلى ذلك؟
إن كل من نسب إليهم مكافحة الاستعمار – و هم قلة- لم يكافحوه إلا حين تخلى هو عنهم، فلم يطعمهم السحت في يديه, و لم يبح لهم جميع الفتات من تحت قدميه, و إلا حين قهرت فيهم عزّة الوطنية ذل الصوفية, فقاتلوا حمية لا لدين".
قال طنطاوي جوهري:" إن كثيرا من الصوفية تنعموا و عاشوا في رغد من العيش، و أغدق الناس عليهم المال من كل جانب, و حببت إليهم الثمرات, و هوت إليهم القلوب, لما ركز في النفوس من قربهم على الله, فلما رأوا الفرنجة أحاطوا بالمسلمين لم يسعهم إلا أن يسلموا لهم القيادة ليعيشوا في أمن و سلام, و هذا ما حصل في أيامنا, و ذكره الفرنسيون في جرائدهم قبل الهجوم على مراكش, و قرأنا نحن فيها, إذ صرحوا بأن المسلمين خاضعون لمشايخ الطرق, و أم الشرفاء القائمين في تلك البلاد و رجال الصوفية هم الذين يسلموننا البضاعة, فعلى رجال السياسة ان يغدقوا النعم على مشايخ الطرق, و على الشريف الذي يملك السلطة في البلاد, و قالوا هكذا بصريح العبارة: إن هؤلاء جميعا متمتعون بالعيش الهنيء و رغد المعيشة في ظل جهل المسلمين و غفلتهم, فمتى أكرمناهم و أنعمنا عليهم؛ فهم يكونون معنا و يشاركوننا في جر المغنم, و بصريح العبارة اشبه بالغربان و النسور و العقبان التي تأكل ما فضل من فرائس الآساد و النمور".

نقلا عن كتاب (الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة) لفضيلة الشيخ سليم الهلالي حفظه الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013