منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28 Apr 2018, 11:51 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي بعض التنبيهات والتعليقات اليسيرات على ما كتبه عبد الصمد بن أحمد –وفقه الله- "الحلقة الأولى".




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد اطلعت على مقال لأحد إخواننا الأفاضل عنونه بـ :" رَدُّ فَهمٍ منكوسٍ لأصحابِ " عقيدة التَّمكينِ " في قَضيّة الجهادِ مع وليّ الأمرِ"، وهكذا بقية مقالاته المتضمنة في ثناياها بعض الشطط المجانب للصواب.
فأحببت أن أذكر بعض التبيهات والتعليقات اليسيرات على ذلك ، حيث –عفا الله عنه- أنكر أشدّ النكير على أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض.
وهكذا أيضا في المقولة المشهورة : "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم".
و ينكر ويتنكّر للمقولة أيضا :" الإصلاح يبدأ من أسفل لا من أعلى ".
وأيضا :" من السياسة ترك السياسة".
فأقول وبالله التوفيق ، وبه نستعين :
قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :"الرد على العتيبي في كلامه على الدولة العثمانية":وبعضهم يعبر بقوله " العقيدة السلفية شرط للتمكين! "، وهذا باطل شرعا وقدرا، فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول. اهـ
وقال في مقال معنون بـ :" هل صحة العقيدة شرط للتمكين؟!كم قرأنا في كتب عبد المالك بن أحمد رمضاني وسليم الهلالي وعلي الحلبي وغيرهم من فلاسفة التمكين أن صحة العقيدة شرط للتمكين، وليس الموضع موضع نقل لأقوالهم؛ فقد سبق نقل الكثير منها في غير هذا التقرير.
وهذه في الحقيقة ردة فعل على منهج الإخوان البنائية التجميعي التكتيلي دون اعتبار لصحة العقيدة من عدمها!"
وقال في مقال عنونه بـــ:"رَدُّ فَهمٍ منكوسٍ لأصحابِ " عقيدة التَّمكينِ " في قَضيّة الجهادِ مع وليّ الأمرِ" : فقد اشتهر عند المميّعة من أتباع المنظّر عبد المالك رمضاني شُبْهَةٌ رخيصة ساقطة حول مشروعية الجهاد مع وليّ الأمر سببُها الرئيس : " عقيدة التمكين البدعية الإخوانية "، هاته الشبهة هي : أنّ الجهاد مع ولاة الأمور غير نافع الآن؛ لأنهم ورعيّتهم بعيدون عن الشرع!! وأنّ أيّ جهادٍ معهم نتيجتُهُ الحتميّة : الخسارة!! وهذا تَجدُهُ في كتاب " السبيل إلى العز والتمكين " للرمضاني.
والأصل العقدي لهذه الشبهة مأخوذ من قول الخوارج : ‹‹ أن الجهاد لا يكون إلا مع إمام عادل ››
يعترض آخر : لكنك نسيت ما ذكره الشيخ العلامة [ المميع ] عبد المالك رمضاني في رسالته " السبيل إلى العز والتمكين " من أن شيخ الإسلام ابن تيمية امتنع من الجهاد ضد التتار لكون المجاهدين كانوا يستغيثون بالقبور :
لوذوا بقبر أبي عمر...ينجيكم من الضرر
فهذه تُقَطّعُ دعواك تقطيعا...
والجواب عنها : هذه في أناس وقعوا في الشرك الأكبر، وليس في المعاصي والذنوب، وفرق بين المشرك والمسلم العاصي، مع أن شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في كتابه " الاستغاثة " أنّ مَنْ خرج معهم من الصالحين في تلك الغزوة مأجورٌ معذور، وهذا الكلام حَذَفَهُ إمامكم المميع عبد المالك رمضاني عمدًا لكيلا يُكتشف شيءٌ من تَلاعُبِهِ بالشرع.
ثمّ إنّ الحجّةَ في الآثار، وليس في فعل شيخ الإسلام ابن تيمية ولا غيره؛ فالرجال يُحتجُّ لهم، ولا يُحتجُّ بهم. اهـ
وقال أيضا :".. وقابلهم الرمضانية بموقف استبطائي ، فقالوا : نصلي ونزكي ونوحد الله ونقوم بسائر العبادات حتى تقوم الدولة الإسلامية".اهـ
وقال أيضا كما في مقاله المعنون بـــ"عبارات منتشرة في نظرية التمكين":" والمقصود بالعقيدة عند الإخواني إذا تكلم عنها هي : " عقيدة التمكين " الباطنية.
وكذلك هي عند عبد المالك رمضاني والحلبي والهلالي ومشهور وغيرهم".


قلت : نعم ، وألف نعم على أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض لعباده المؤمنين ،فلا يكون عزّهم ولا مجدهم ورفعتهم واستخلافهم في الأرض ، وما ينتج من جراء ذلك من الآثار العظيمة من انتشار الأمن ، وزوال الخوف ، وحلول العدل ، وزوال الظلم والجور، وسلامة المجتمع من الهلاك ، ونزول البلاء ، وحلّ الخيرات ونزول البركات ونحو ذلك.
وقد دلّ على ذلك كتاب الله ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه فهم الأصحاب رضي الله عنهم أجمعين ، ومن سلفهم من أئمة الإسلام ، وفحول العلماء.
قال الله تعالى: { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [سورة الحج* 40- 41] .
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [سورة محمد آية: 7] .
وقال تعالى : {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } [سورة النور آية: 55]
وكما قال الفاروق رضي الله عنه : :"إنا كنا أذلَّ قوم،فأعزنا الله بالإسلام،فمهما نطلبُ العزةَ بغير ما أعزَّنا الله به أذَلَّنا الله".[1]
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : والله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه بدينه علما وعملا، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل وحال، قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.[2]
قال محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله : إن أسلافنا قاموا بما شرط عليهم القرآن في قوله: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}. فتحقق معهم وعد الله في القرآن: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا}.[3]
وقال ابن باز رحمه الله : هو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} ، ويقول سبحانه: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} ، لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.
هذا هو السبب، وهذا هو الشرط في نصر الله لنا، كما قال عز وجل: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} ، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.[4]
قال ابن عثيمين رحمه الله : التمكين في الأرض لا يكون إلا بعد تحقيق عبادة الله وحده كما قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [النور: 55].[5]
وسئلت علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه :
السؤال: كيف تكون العزة للمؤمنين وهم الآن ضعفاء في العالم الذي فسد جوانبه وأوسطه، والنصارى واليهود هم الذين يسيطرون في العالم كيف يشاؤون، كيف تكون العزة للمؤمنين؟
فكان جوابهم ما يلي :
لا تحصل العزة للمؤمنين والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض إلا بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بالإسلام والإيمان ظاهرا وباطنا، وقد جاء في القرآن والسنة وعن السلف الصالح من الآثار ما فيه عظة وادكار، قال الله تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) النساء/138، 139 وقال سبحانه: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج/40، 41، وقال جل وعلا: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) النور/55، وقال جل جلاله: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد/7، إلى غيرها [6]من الآيات الكريمات التي بينت ووضحت: أن تمكين المؤمنين وعزهم في هذه الحياة مشروط بقيامهم بما أوجب الله عليهم، من توحيده وتعظيمه وإجلاله، والعمل بكتابه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومحبة أولياء الله المؤمنين، وبغض أعدائه من المنافقين والكافرين، ومجاهدتهم؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وغير ذلك من لوازم الإيمان. اهـ
قال الألباني رحمه الله : كلنا يعلم -إن شاء الله - أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ..إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم. توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً - هذا أمر معروف بدهياً - لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.اهـ
ولنختم بكلام ماتع لشيخنا ربيع بن هادي حفظه الله حيث قال : فالخروج من الضياع والهوان ليس بالتغني بأمجاد الأسلاف، وإنما هو بالإقتداء بهم في الإيمان الصادق والعمل الصالح الذي نالوا به العز والتمكين الذي وعدهم الله به في قوله:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
هذا هو طريق العزة والكرامة وهذه هي أسبابها.
أيها المسلمون علماء وحكاما ومحكومين، هذه هي طريق الخروج من مواطن الضعف والذل والخوف فإن فرطتم فيها فلن تنالوا عزاً ولا تمكيناً، ولن تخرجوا من مواطن الذل والخوف بل لن تزدادوا على مر الأيام و السنين إلا ضعفاً وذلاً وخوفاً ورهقاً)).[7]

قال هداه الله : وبعضهم يعبر بقوله " العقيدة السلفية شرط للتمكين! "، وهذا باطل شرعا وقدرا، فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول. ا
أقول : أترك التعليق على كلامك هذا للقارئ العاقل ، وذلك في أن صحة العقيدة السلفية ليس شرطا في التمكين ، بل وصل بك الحال إلى أن جازفت وقلت : بأن هذا من الباطل شرعا وقدرا ، والله المستعان وعليه التكلان.

قال -هداه الله- : "فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول".
قلت : لعله خانه التقديم والتأخير في الألفاظ ، وإلا هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية أعزّها الله بالسنة والتوحيد قامت على الدعوة السلفية المباركة ، ولا زالت كذلك ولله الحمد والمنّة ، والواقع اكبر شاهد على ذلك من قيامها بالتّوحيد ، ومحاربتها للشرك بكلّ أنواعه ،واشكاله وتطبيقها للحدود الشرعية ، وإقامتها لأركان الإسلام الخمسة حقّ قيام ، ونحو ذلك من أحكام الدين.

قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :" عبارات منتشرة في نظرية التمكين"، هذه عبارات منتشرة بسبب نظرية التمكين...
وربما تسربت لبعض الأفاضل الكرام من غير اطلاع على حقيقتها والمراد منها...
*[ الإصلاح يبدأ من أسفل لا من أعلى ]
والدليل الشرعي يبطل هذه العبارة أصلا؛ ففي الحديث : " النصيحة لله ورسوله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم ".
فبدأ - صلى الله عليه وسلم - بالأعلى قبل الأسفل.
وقال بعض السلف : لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها في السلطان؛ لأن صلاحهم صلاح للعامة.
ومقصود هذه العبارة هو أيضا : إنشاء قاعدة للمجتمع المسلم؛ *لأن الحكام كفار يجب التخطيط للقضاء عليهم! اهـ


قلت : هذه العبارة كسابقتها من العبارات الصحيحة التي تسرّعت -عفا الله عنك- في إبطالها، وسببه عدم فهمك لها-والله أعلم- ، وإلا معناها صحيح لا غبار عليه ، وهو الذي مضى عليه نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوتنا ونبراسنا في ذلك ، فقد كانت دعوته صلى الله عليه وسلم في أولّ الأمر في قرابته وأهل بيته ، ثم في أصحابه وأهل بلده ، ثم لما حصل له ماحصل من المضايقات من التهديد والأذية له ولأصحابه ، وتعسّر لهم أن يقسموا شرائع الإسلام أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فإذا بدأنا بإصلاح أنفسنا ، ثم بأهل بيتنا وأسرتنا وهكذا قرابتنا ، وأهل حيّنا ومنطتنا ، محافظتنا ، وهكذا بمشيئة الله يعمّ الخير ، وينتشر الأمن في جميع البلد .
قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم:6].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]، قال: «يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا»[8]
قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [سورة الرعد آية: 11]، وقال تعالى : {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم} [سورة الأنفال آية: 53]، وقال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [سورة الشورى آية: 30]
ونحوذلك من النصوص الشرعية في ذلك.
قال العلامة الألباني رحمه الله : فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام - كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً - كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة - غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟ الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام،
وقال شيخنا محمد بازمول حفظه الله ـ الإصلاح يبدأ من الفرد لا من المجتمع ولا من الحاكم ولا من غيره إنما كل إنسان يبدأ بنفسه فيصلحها و أدناه فأدناه
والله سبحانه يقول (ِإنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد 11
فالبدء بالنفس ثم الاقرب فا لاقرب ، قال تعالى (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء214
عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ((تصدقوا!)) فقال رجل: يا رسول الله عندى دينار قال: عندى آخر قال : (( تصدق به على نفسك)) قال عندى آخر قال (( تصدق به على زوجتك)) قال عندى آخر قال (( تصدق به على ولدك)) قال : عندى آخر قال تصدق بع على خادمك)) قال: عندى آخر قال ((انت أبصر))
فإذا كان هذا فى باب الصدقة فما بالك فى امر الاصلاح؟!
فطريق الاصلاح يبدأ بالفرد، وصلاح الفرد صلاح الاسرة، وصلاح الاسرة صلاح الحيّ، وصلاح الحيّ صلاح البلد
وصلاح البلد صلاح الدولة، وصلاح الدولة صلاح الامة، وصلاح الامة صلاح الارض جميعاً
فالبدء بالنفس هو الاساس:
فأبدأ بنفسك فإنها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت حكيم.اهـ
وإذا استوعبت ،وفهمت وعقلت ،وتدبّرت كلام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله فهمت ماهي الرسالة التي أودّ أن أوصلها إليك-وفقك الله لكلّ خير- حيث قال رحمه الله :وتأمل حكمته تعالى فى أن جعل ملوك العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم،بل كأن أعمالهم ظهرت فى صور ولاتهم وملوكهم،فإن استقاموا استقامت ملوكهم،وإن عدلوا عدلت عليهم،وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم،وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك،وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بهامنعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم ،وإن أخذوا ممّن يستضعفونه ما لا يستحقونه فى معاملتهم أخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
وليس فى الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،ولما كان الصدر الأول خيارالقرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك،فلما شابوا شابت لهم الولاة،فحكمة الله تأبى أن يولى علينا فى مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز؛ فضلا عن مثل أبى بكروعمر،بل ولاتنا على قدرنا،وولاة من قبلنا على قدرهم».

قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :" عبارات منتشرة في نظرية التمكين"، هذه عبارات منتشرة بسبب نظرية التمكين...
وربما تسربت لبعض الأفاضل الكرام من غير اطلاع على حقيقتها والمراد منها.
ظ، - [ أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم ].
وهذه عبارة في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بل لو تنبه قائلها لأدرك أنها عبارة تحتوي الزندقة؛ فهي من جنس عبارات الباطنية كالقرامطة والحشاشين.
هذه العبارة مضمونها نفي وجود الحاكم المسلم في عصرنا، وأن جميع الحكام كفار؛ ففكرة الدولة الإسلامية معتقد قلبي لا وجود له في الخارج؛ لذلك يجب أن نعتقدها باطنا حتى تصير واقعا مشاهدا.اهـ


أولا :
أبو قتادة الفلسطيني الخارجي المارق اتّهم العلامة الألباني – رحمه الله- في مقولته : أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم. أن فيها الإرجاء
وأنت قابلته من جهة وكفّة أخرى وذكرت أنها تحتوي على الزندقة ، وهي من جنس أقوال الكفرة الفجرة من القرامطة الإسماعيلية الباطنية ، ومن كان على نمطهم ، ومضى على دربهم ، وغير ذلك مما نظّرته -عفا الله عنك-.
وحقيقة الأمر لم تصب الحقّ لا أنت ولا ذلكم الخارجي الفاجر ، لأن تلكم المقولة صحيحة لا غبار عليها من ناحية النصوص الشرعية ، حيث أن الدعوة إلى الله أصلها وأساسها ومنطلفها من العلم الشرعي ، ثم العمل بما علمته* ، ثم الدعوة إلى ماعلمته وعملت به وذلك على قدر استطاعتك ولا يكلّف الله نفسا إلا وسعها ، وهكذا في مسألة إنكار المنكر ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».[9]
فالذي أراده الله وأمرنا به هو الائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه ، وأن نحكّم ونطبّق شرع الله في أنفسها ومن كان تحتنا ممن استرعانا الله تعالى من الرعية من الأزواج والذرية، وكذا بالنسبة للحكام مع رعيتهم ، والعبد مع سيّده ، ونحو ذلك ممّن استرعاه الله من الرعية وحمّله من المسؤولية.

تنبيه مهم :
لا يفهم من كلامي أني لا أرى عدم وجوب الجهاد مع الحاكم الظالم الفاجر ، فحاشا وكلّا ولا لعلّ أني اقول بذلك واعتقده، وهذه المسألة مما تميّز بها أهل السنة والائتلاف ، وبين أهل البدع والاختلاف ، وإنما كلامي منصب في حيثيات أخرى ، وقد سبق بيانها وإيضاحها في أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
13 / 08 /1439
مكة المكرمة

الحواشي :
[1] ـ أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/61، 62)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(1/47)،وصححه الألباني قي "صحيح الترغيب والترهيب"( 2893).
[2] ـ "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (2/ 181-183)
[3] ـ " آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي "(1/325).
[4] ـ* (1/247)
[5] ـ " مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"(20/331).
[6] ـ" فتاوى اللجنة الدائمة"* (26/ 46-49)
[7] ـ "دعوة جادة إلى العالم الإسلامي لتطبيق ما صرح به الرئيس المصري حسني مبارك في المؤتمر الإسلامي"
[8] ـ أخرجه البخاري (2753)، ومسلم (204)
[9] ـ أخرجه مسلم (49)

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 01 May 2018 الساعة 07:28 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, تنبيهات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013