الموحدة (قصيدة بمناسبة الطبعة الثانية لدورة وهران الموحدة )

[مراد قرازة]

بسم الله الرحمن الرحيم
.
الموحدة

(قصيدة بمناسبة الطبعة الثانية لدورة وهران الموحدة )

***

بحمد الله ابدأ كلّ قول *** وباب النّظم ما طلب الثّناء
وأدعو اللهّ بالتوفيق دوما *** فخير العون يجلبه الدّعاء
كذاك الذكر يرفع للقوافي *** وشرّ النّظم ان ورد الغناء
وذا قلمي على المختار صلّى *** فغاب العيّ وانقطع العناء
أقول وقد دريت اليوم أنّي *** ظلوم يوم ينكشف الغطاء
ولكني بستر الله أحيا *** ألوذ به متى عظم البلاء
وما شبّبت يومي غير أنّي *** ذكرت فحان من غزلي انتهاء
هجرت الغانيات وكنّ عندي *** كنبض القلب لو سمع النّداء
وقد وفّيت عهدا بعد عهد *** وما لعهود جارية وفاء
وما كنت الفويسق غير أنّي *** أبو قلب يزلزله الهواء
ولم أرغب سوى المعروف لكن *** طغى قلمي وجار بي الحداء
وفي استغفار ربي كلّ خير *** وفيه البرء حقّا والدّواء
ويوم يئست فجرا طال عنّي *** وغاب الفأل وانقطع الرّجاء
أتى المرسول بالبشرى توالى *** فثاب الرّشد واتّصل العزاء
أوهران البهيّة منك فأل *** يعزّيني وقد غلب الشّقاء
سقاك الله غيثا ليس يفنى *** على سحب بها مسك وماء
بفصل القحط وانبجست عيونا *** شعاب الأرض فانقشع البلاء
كذاك الدّهر يوما دون يوم *** فما لحوادث الدّنيا بقاء
الا فليفرح الإخوان حينا *** بفضل الله تنزله السّماء
وغيض الحاسدين اليوم حلّ *** وصوت العاذلين كما العواء
أيا أهل البهيّة حقّ منكم *** لربّ العرش شكر واتّقاء
على النّعماء ما وصلت اليكم *** فلا نصب عراكم أو شقاء
وكلّ النّاس تطلب ماطلبتم *** فما ظفرت ولا قبل الدّعاء
ومن نعماء ربي لو دريتم *** نعيم العلم يغمره الصّفاء
وفيكم قد أقرّ بغير مين *** معينا لا تكدّره الدّلاء
كلام من كتاب الله يجري *** على الأفواه ما طلب الشّفاء
ونصّ للرّسول كخير قول *** تنزّله الى الارض السّماء
على فهم لسالفنا وقول *** لنابغة له لين الرّماء
وبيت من فصيح بات يروى *** بديع ليس يشبهه الرّغاء
ولوح كيف يبلغه الحيارى *** وقرطاس به طلب العلاء
وأقلام جرت فيكم بخير *** وحبر في اداوته الدّواء
ليجز الله قوما قد أتوكم *** فيعظم من كرامته الجزاء
بما حملوا اليكم من نعيم *** وقد وفّوا وشيمتنا الوفاء
وبعد الله شكركم لزام *** لنجم ليس يحجبه غطاء
حكيم القوم فيكم نبع فهم *** وعلم مثل فقه أو ذكاء
وصبر ثمّ حلم ثمّ صدق *** وواليها متى غفل الرّعاء
أيا شيخي جزاك الله عنّا *** من الخيرات ما بلغ الجزاء
ووفّقكم وأرضاكم بيوم *** به فطرت من الهول السّماء
وقد بتّم على ثغر فكنتم *** عدولا للخطوب كما نشاء
ودعوتكم تخطّت كلّ حيّ *** وبلّغها متى بلغ الهواء
وإيّاكم أيا قومي أنادي *** وأسمعكم إذا وصل النداء
لقد جمعت قلوبكم فأدّوا *** فإنّ القلب يشبهه الإناء
متى استوفى فأفضى حمل خير *** وعاه فقد تداركه الرّضاء
ومن يكتم لجبن النّفس ذلاّ *** او استحيا فألجمه الحياء
تكبّر او تواضع دون حقّ ***ولم يُطلب لآفته الشّفاء
فذا بالعلم يخزى كلّ يوم *** وما يغني عن الميت الدّواء
عباد الله أنتم رسل خير *** وفيكم قد تعلّقنا الرّجاء
فكونوا كفء ما يجرى اليكم *** من المعروف إن طلب الوفاء
فكنز العلم دون المال يزكوا *** لمن زكّى ويكثره السّخاء
وينقص ما بخلتم أو تركتم *** به عملا وإن عظم الوعاء
جزى الله امرأً أصغى فأوعى *** وبلّغ حيث أمكنه الدّعاء
أسائلكم أيا أبناء نهجي *** ويا سندي متى ظهر البلاء
إذا ترك النّصيحة من شبهتم ***فمن للدّين إن غلب الرّعاء
فكونوا في الأنام دعاة صدق *** ولا تهنو وإن كبر العناء
وسيحوا في البلاد لنشر فضل *** فإنّ النّاس مثلكم سواء
تالّم حيثما ألم عراكم *** وتسلوا إن تعاهدها العزاء
ولكنّا من الرحمن نرجوا *** متى قنطوا فيسعدنا الجزاء
وإنّ الله ناصر ما نصرتم *** وفي الألواح قد سبق القضاء
سيدخل دين ربّي كلّ بيت *** ويسري حيثما وسع الفضاء

القصيدة بصوت الأخ : أبي عبد الرحمن العكرمي

تحميل
.