منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22 Jun 2010, 08:55 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي وصية الشيخ العلامة المقرئ عبيد الله الأفغاني - رحمه الله - لأول مرة على النت

بسم الله الرحمن الرحيم


وصية الشيخ العلامة المقرئ عبيد الله الأفغاني - عافاه الله -
لأول مرة على النت

و على منتديات التصفية والتربية (1)




شرف للمرء أن يتحدث عن أسياد الأمة وعلماء الملّة , كيف لا وهم من جعلهم الله منارات يهدتى بهم في ظلمات الفتن و معضلات المحن

ولكن يأسف العاقل على تفريطنا في جنابهم و ضعفنا في معرفة حياتهم فاللهم رحماك

فهذا واحد من أعلام الأمة في هذا العصر جعله الله من المنافحين عن كتابه العزيز و المعلمين لأحكامه و معانيه

هو العلامة الشيخ عبيد الله الأفغاني - حفظه الله و عافاه -

يرقد الآن على فراش المرض وقد اشتدّ به وهو في الثمانين من عمره فنسأل الله أن يخفف عنه و أن يشافيه

قد كتب وصية وهو في فراش مرضه قبل أن يشتد عليه المرض أحببت أن أنقلها لأهل السنة حتى يستفيدوا من عظيم فوائدها و ينهلوا من عجائب معينها






بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وحده , و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيراً
أما بعد .....

فامتثالا لأمر رسول الله -صلى الله عليه و سلم- القائل : ( ما حق امرئ مسلم تمر عليه ثلاث إلا ووصيته عنده ) فقد أمليت وصيتي هذه على ابني عبد الله يوم الخميس الموافق 18 / 06 / 1430 و قسمتها إلى جزأين، جزء منها لطلابي و محبيّ الذين أحسنوا الظنّ بي، و الجزء الآخر خاص بزوجتي وأبنائي،
وأبدأ بطلابي – وفقهم الله – فأقول:
1 – كم كانت سعادتنا و نحن نجتمع على مائدة القرآن ننهل من هذا المعين الإلهي الذي لا ( كلمة غير مفهومة )، نتدارس و نستنبط منه العبر فتذل ألسنتنا بتلاوته و تشنف آذاننا بسماعه , فما أجملها من لحظات قرآنية , والحمد لله الذي وفقني لهذه المسيرة التي أحتسبها عند الله ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )
والتدريس بطبيعته تدخله الشدّة أحيانا، لكنها غير مقصودة، فهي من طبيعة البشر
فمن أسأت له، أو ضايقته، أو أغضبته بكلمة أو نظرة فإنني أطلب منه الصفح الجميل لعل الله أن يصفح عنه، ووالله ما كان القصد إلا التعليم، فأرجوا أن تعذروني أيها الأحباب الكرام .
2 – هنا أناس كثيرون ساعدوني طيلة حياتي سواء قبل هجرتي إلى المملكة العربية السعودية أو بعدها، فكل من مد يد العون لي ماديا أو معنويا، أو سعى لدى المسؤولين في أمر يخصني، أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، ويرفع قدره و يضع وزره، ويعوضه الفردوس الأعلى من الجنة آمين.
3 – مسيرة حياتي كتبها الدكتور يحيى البكري الشهري و هو عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بأبها وقد أذنت له بذلك فجزاه الله خيرا على جهده الذي بذله.
4 – لا آذن لأحد أن يبالغ في وصفي و إطرائي، فما أنا إلا عبد فقير، اختار خدمة كتاب الله جل وعلا، و تعليم ما تعلمه للناس، وأسأل الله أن أكون أديت الأمانة كما يجب.
5 – لا أسمح لأحد أن يقدح في عقيدتي و ديني و منهجي الذي عرفه مني جميع من عاصرني و الذي بحمد لله ربيت عليه أبنائي فأنا على منهج السلف الصالح لا أنتمي لفرقة أو حزب أو طائفة، أقدر مشايخي و أدعو لهم بالرحمة و الغفران، وأسمع و أطيع لولي أمر المسلمين في المنشط و المكره، كما أمرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم، لا أتهم أحدا في دينه، ولا أعيب قراءة قارئ وإن اختلفت معه فهو بين الأجر والأجريين،
و علماء الحرمين الشريفين، علماء توحيد وصدق، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا قد أكرمني الله وتتلمذت على أيدي بعضهم في صامطة والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها فجزاهم الله خيرا فقد هدى الله على أيديهم الأمم،
وأئمة الحرمين الشريفين مشائخ أجلاء، حباهم الله الصوت الشجيّ واختارهم لإمامة المسلمين في هاتين البقعتين الطاهرتين فجزاهم الله خيرا ووفقهم لكل عمل صالح ولا أذكرهم إلا بكل خير وهذا دأبي منذ أن شرفني الله بالهجرة إلى هذه البلاد الطاهرة، فلا ألفين أحدا يلصق بي تهما فأنا خصمه أمام الله جل وعلا
6 – كل من أجزته أوصيه بتقوى الله في السر و العلن وأن يتعاهد القرآن قراءة وتدبرا وتعليما لغيره ليعم الخير العظيم.
7 – وأخيرا أرجو منكم أن لا تنسوني من صالح دعائكم جمعنا الله في الفردوس الأعلى إنه سميع مجيب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آليه وصحبه أجمعين

عبيد الله بن عطاء محمد




خاص بموقع التّصفية والتّربية

ما يستفاد من هذه الوصية :

1 - مشروعية كتابة هذه الوصية التي تعتبر في عصرنا الحاضر من السنن المهجورة إذا لم نقل بوجوبها كما جاء في أحكام الجنائز للإمام الألباني

2 - الحرص على نصح الأزواج و الأولاد و تخصيص النصيب الوافر لهم من الوصية وهذا كما قال الشيخ - عافاه الله - :
( و الجزء الآخر خاص بزوجتي وأبنائي )

3 - العناية بطلبة العلم و إكرامهم و هذا اتباعا للهدي النبوي قال الشيخ - عافاه الله - :
( وأبدأ بطلابي – وفقهم الله – فأقول: )

4 - التحلل من الخلق قبل يوم القيامة و لو كان القصد حسنا قال الشيخ - عافاه الله - : ( فمن أسأت له، أو ضايقته، أو أغضبته بكلمة أو نظرة فإنني أطلب منه الصفح الجميل لعل الله أن يصفح عنه، ووالله ما كان القصد إلا التعليم، فأرجوا أن تعذروني أيها الأحباب الكرام .)

5 - التواضع الجم و الخوف من لقاء الله في قلوب علماء الأمة و هذا يتبين من الفائدة السابقة و الله المستعان

6 - الحرص على إحياء السنة المهجورة في هذه الأزمان ألا وهي شكر الناس على ما يبذلونه من خير و معونة قال الشيخ - عافاه الله - : ( فكل من مد يد العون لي ماديا أو معنويا، أو سعى لدى المسؤولين في أمر يخصني، أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، ويرفع قدره و يضع وزره، ويعوضه الفردوس الأعلى من الجنة آمين. )

7 - نبذ الكبر و محبة الإطراء و الإستعلاء على عباد الله و الرضا بمدائح القوم قال الشيخ - عافاه الله - : ( لا آذن لأحد أن يبالغ في وصفي و إطرائي، فما أنا إلا عبد فقير، )

8 - رفعة العلماء و علو مكانتهم و هذا بكراهيتهم للإطراء و المبالغة في المدح

9 - عدم إهمال كلام الناس و السعي لصيانة العرض و بيان الحق الذي يعتقده الرجل قال الشيخ - عافاه الله - : ( لا أسمح لأحد أن يقدح في عقيدتي و ديني و منهجي الذي عرفه مني جميع من عاصرني )

10 - تعليم الأهل و العشيرة عقيدة أهل السنة و الحرص على ذلك قال الشيخ - عافاه الله - : ( و الذي بحمد لله ربيت عليه أبنائي )

11 - نشر محاسن العلماء و ذكر عظيم فضلهم على الأمة و الدعاء لهم بالخير قال الشيخ - عافاه الله - : ( علماء الحرمين الشريفين، علماء توحيد وصدق، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا قد أكرمني الله وتتلمذت على أيدي بعضهم في صامطة والرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها فجزاهم الله خيرا فقد هدى الله على أيديهم الأمم، )

12 - خطورة و شناعة نسبة الأقوال الباطلة إلى العلماء و الخوف من خصومتهم يوم القيامةقال الشيخ - عافاه الله - : ( فلا ألفين أحدا يلصق بي تهما فأنا خصمه أمام الله جل وعلا )

13 - بيان أن الثمرة من الإجازة هو الخوف من الله و تقواه و العمل بما أجيز فيه الطالب و ليس التكثر بهذه الإجازات قال الشيخ - عافاه الله - : ( كل من أجزته أوصيه بتقوى الله في السر و العلن وأن يتعاهد القرآن قراءة وتدبرا وتعليما لغيره ليعم الخير العظيم )


فهذه خلاصة ما يستفاد من هذه الوصية العظيمة التي خرجت من شيخ جليل و عالم نبيل نحسبه كذلك و الله حسيبه

و كل من رأى الشيخ و عرفه عن قرب يعرف مكانته و فضله فلا حرمنا الله من أمثال هؤلاء

و رجائي من طلبة الشيخ و الكثير منهم من أهل الجزائر أن يكتبوا عن فضائل الشيخ و مواقفه العجيبة


فنسأل الله أن يجزايه خير الجزاء وأن يكرمه بالنعيم الأبدي
والحمد لله رب العالمين.


..................................
(1) في حدود علمي

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 29 Jun 2010 الساعة 11:26 AM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013