منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Jun 2016, 12:40 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي المعتبر من الأقوال في إضافة الشهر إلى رمضان

المعتبر من الأقوال في إضافة الشهر إلى رمضان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فهذه المسألة من المسائل التي تعتبر من مُلح العلم وإن كان لها ارتباط بالعقيدة؛ وذلك لما روي وهو لا يصح (أن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل).
وفي بحثنا هذا يكون الجواب على هذا السؤال هل يجوز إطلاق لفظ رمضان بدون إضافته للشهر؟
ولأهل العلم في هذه المسألة أربعة أقوال:
الأول: المنع، وهذا قول أصحاب الإمام مالك رحمه الله.
وقال قائل: لا تضف شهراً للفظ الشهر ... إلا الذي أوله الراء فادر
الثاني: إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة، وإلا فيكره، وهذا قول القاضي أبو يعلى والباقلاني وأكثر أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله.
الثالث: الجواز، وهذا قول الإمام البخاري رحمه الله والإمام النسائي رحمه الله والمحققون من أهل العلم.
الرابع: الاستحباب، وممن قال به ابن قدامة وابن مفلح رحمها الله وغيرهما.
هذا أربعة أقوال، أما ما حكاه النووي رحمه الله كما في ((شرح مسلم)): ((وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب)) فسيتبين أن فيه قصور، وقصور من تبعه عليه.
أدلة القول الأول: ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان)).
أخرجه البيهقي في ((الكبرى)) وابن أبي حاتم في ((التفسير)) وابن عدي في ((الكامل في ضعفاء الرجال)) والديلمي في ((مسند الفردوس)) كلهم من طريق أبى معشر عن سعيد المقبري به.
قال السيوطي رحمه الله في ((الدر المنثور)): ((أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عدي والبيهقي في سننه والديلمي عن أبي هريرة مرفوعاً وموقوفاً.
وقد وقع سقط وتصحيف في ((تفسير القرآن العظيم)) وابن أبي حاتم جاء ((عن محمد بن كعب القرظي، وسعيد بن أبي هريرة)) اهـ.
وهذا الحديث ضعيف جدًا ضعفه جماعة من أهل العلم.
قال البيهقي رحمه الله في ((الكبرى)): ((وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن عن أبي معشر وأبو معشر هو نجيح السندي ضعفه يحيى بن معين وكان يحيى القطان لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه والله أعلم وقد قيل عن أبي معشر عن محمد بن كعب من قوله وهو أشبه)) اهـ.
وقال النووي رحمه الله في ((المجموع)): ((واحتجوا بحديث رواه البيهقي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا تقولوا رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان)) وهذا حديث ضعيف ضعفه البيهقي وغيره والضعف فيه بين فإن من رواته نجيح السندي وهو ضعيف سيء الحفظ)) اهـ.
وقال الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((قلت: أبو معشر هو نَجِيح بن عبد الرحمن المدني إمام في المغازي، السير، ولكن فيه ضعف، وقد رواه ابنه محمد عنه فجعله مرفوعا، عن أبي هريرة، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي - وهو جدير بالإنكار- فإنه متروك، وقد وهم في رفع هذا الحديث، وقد انتصر البخاري، رحمه الله، في كتابه لهذا فقال: "باب يقال رمضان" وساق أحاديث في ذلك منها: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" ونحو ذلك)) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((أخرجه بن عدي في الكامل وضعفه بأبي معشر)) اهـ.
وقد حكم عليه بالوضع كل من ابن الجوزي في ((الموضوعات)) والسيوطي في ((اللآليء)) والشوكاني في ((الفوائد المجموعة)).
وقال الجورقاني في ((الأباطيل والمناكير)): ((هذا حديث باطل)).
وقال الفتني في ((تذكرة الموضوعات)): ((هو ضعيف لا موضوع وله شاهد قول مجاهد)).
وقال الإمام الألباني في ((الضعيفة)): ((باطل)).
وقد صحح وقفه أبو حاتم الرازي رحمه الله كما رواه عنه ابنه ابن أبي حاتم رحمه الله في ((علل الحديث)) قال: ((وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ؛ رواهُ مُحمّدُ بنُ أبِي معشرٍ، عن أبِيهِ، عن سعِيدٍ المقبُرِيِّ، عن أبِي هُريرة، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: لا تقُولُوا: رمضان، فإِنّ رمضان اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى، ولكِن قُولُوا: شهرُ رمضان.
قال أبِي: هذا خطأٌ، إِنّما هُو قولُ أبِي هُريرة)) اهـ.
ورد هذا الإمام الألباني رحمه الله كما في ((الضعيفة)): ((لأن أسماء الله توقيفية، وهؤلاء الأئمة أجل من أن يقولوا ذلك؛ ولهذا فإني أشك في ثبوت مثله عن أحد من السلف، فقول ابن أبي حاتم عن أبيه في كتابه " العلل " (1/ 250):
" هذا خطأ، إنما هو قول أبي هريرة"! ففيه شيء لا أدري ما هو؟
ثم رأيت ما كشف لي عن العلة، وهي أن مدار الموقوف على أبي هريرة على أبي معشر أيضاً، فقال ابن أبي حاتم في " تفسير سورة البقرة " (1/ 118/ 1):
حدثنا أبي: ثنا محمد بن بكار بن الريان: ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب وسعيد عن أبي هريرة: قالا لا تقولوا... الحديث، هكذا ذكره موقوفاً. وكذلك ذكره ابن كثير في" التفسير " (1/ 216) من رواية ابن أبي حاتم. وهذا مما يؤكد نكارته وعدم حفظ أبي معشر إياه، فتارة يرويه عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً، وتارة موقوفاً عليه، وأخرى يجعله من قول محمد بن كعب.
والمقصود؛ أن رواية ابن أبي حاتم هذه قد كشفت لي ما كان خافياً، وهو أن قول أبي حاتم المتقدم:
" إنما هو من قول أبي هريرة " تساهل منه غير معروف عنه، ما دام أن راويه هو أبو معشر نفسه، وهو مما اتفقوا على ضعفه، وقد عقب عليه ابن كثير بقوله:
" هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمام المغازي والسير، ولكن فيه ضعف، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي، وهو جدير بالإنكار؛ فإنه متروك، وقد وهم في رفع الحديث (!)، وقد انتصر البخاري رحمه الله في كتابه لهذا، فقال: " باب يقال: رمضان " وساق أحاديث في ذلك منها: من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ونحو ذلك)) اهـ.
وجاء أيضا موقوف عن محمد بن كعب قال: (لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل ولكن قولوا شهر رمضان) أخرجه بإسناد ضعيف جدًا ابن أبى حاتم رحمه الله في ((التفسير)) والبيهقي في ((الكبرى)) من طريق أبي معشر وقد مر معنا بيان حاله.
قال الإمام الألباني رحمه الله كما في ((الضعيفة)): ((وهذا مما يؤكد نكارته وعدم حفظ أبي معشر إياه، فتارة يرويه عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً، وتارة موقوفاً عليه، وأخرى يجعله من قول محمد بن كعب)) اهـ.
قال ابن أبى حاتم رحمه الله في ((التفسير)): ((وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ نَحْوُ ذَلِكَ.، وَرَخَّصَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ)) اهـ.
وقال الخطابي رحمه الله في ((شأن الدعاء)): ((وَهَاهُنَا حَرْفٌ يُروَى عَنْ مُجَاهِدٍ، أنَا مُرتَابٌ بصحته أبَدَاً- وَهُوَ مَا يُروَى عَنْهُ مِنْ قَوْلهِ: (لَا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ جَاءَ رَمَضَانُ، وذَهَبَ رَمَضَانُ فَلَعَلَّهُ اسْم مِنْ أسْمَاءِ الله).
ثم ساق سنده فقال: حَدثنا ابْنُ السَّماكِ، قَالَ: حَدثَنَا يَحْيىَ بْنُ أبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدثَنَا عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ حُمَيْدٍ الأعْرَج عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ذلكَ)) اهـ.
وأخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ الداراني أنا أبي أحمد أنا أبي عمرو نا أبو موسى.
ح قال وأنا تمام بن محمد الحافظ أنا أبي نا أبو الفضل العباس بن محمد بن عبد الله بن ربيعة السلمي نا أبو موسى عمران بن موسى الطرسوسي نا أبو محمد سنيد بن داود نا وكيع عن طلحة بن عمرو عن مجاهد قال: (لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان لعله اسم من أسماء الله عز وجل).
وأخرج قوام السنة الأصبهاني في ((إعراب القرآن)) قال: حدثنا أبو الحسن الحوفي عن أبي بكر بن الأدفوني حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس قال قُرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال حدثني عبيد الله بن موسى حدثنا عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: لا تقل رمضان، ولكن قل كما قال الله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ) فإنك لا تدري ما رمضان؟ قال يحيى بن سليمان وحدثنا يعلى بن عبيد حدثنا طلحة بن عمرو عن مجاهد وعطاء أنهما كانا يكرهان أنّ يقولا (رمضان) ويقولان: (نقول كما قال الله تعالى. (شَهْرُ رَمَضَانَ) لعل رمضان اسم من أسماء الله تعالى).
وقال السيوطي في ((الدر المنثور)): ((وأخرج وكيع وابن جرير عن مجاهد قال: لا تقل رمضان، فإنك لا تدري ما رمضان، لعله اسم من أسماء الله عز وجل ولكن قل شهر رمضان كما قال الله عز وجل)) اهـ.
وقال البيهقي رحمه الله في ((الكبرى)): ((وروي ذلك عن مجاهد والحسن البصري والطريق إليهما ضعيف وقد احتج محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح في جواز ذلك بالحديث)) اهـ.
وقال قوام السنة الأصبهاني في ((الحجة في بيان المحجة)): ((وأما ما روي عن مجاهد: لا تقولوا جاء رمضان، وذهب رمضان لأنه لعله اسم من أسماء الله تعالى، فهذا مما لا وجه له ولا يعرف في أسماء الله)) اهـ.
وقال ابن بطال في ((شرح صحيح البخارى)): ((قال ابن النحاس: كان عطاء ومجاهد يكرهان أن يقال: رمضان، قالا: وإنما نقول ما قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ) [البقرة: 185]، لأنا لا ندرى لعل رمضان اسم من أسماء الله. قال: وهذا قول ضعيف، لأنا وجدنا النبي، عليه السلام، قال: (رمضان)، بغير شهر، فقال: (من صام رمضان)، ولا تقدموا رمضان، والأحاديث كثيرة فى ذلك)) اهـ.
وقال النووي رحمه الله في ((المجموع)): ((ويقال رمضان وشهر رمضان هذا هو الصحيح الذي ذهب إليه البخاري والمحققون قالوا ولا كراهة في قول رمضان وقال أصحاب مالك يكره أن يقال رمضان بل لا يقال إلا شهر رمضان سواء أن كان هناك قرينة أم لا وزعموا أن رمضان اسم من أسماء الله تعالي قال البيهقى وروى ذلك عن مجاهد والحسن والطريق إليهما ضعيف ورواه عن محمد بن كعب.
واحتجوا بحديث رواه البيهقي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا تقولوا رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان)) وهذا حديث ضعيف ضعفه البيهقي وغيره والضعف فيه بين فان من رواته نجيح السندي وهو ضعيف سيء الحفظ)) اهـ.
وقال السيوطي رحمه الله في ((تنوير الحوالك)): ((وقيل هو اسم من أسماء الله رواه عبد الرزاق عن أبي هريرة بإسناد ضعيف وعن هلال بن يسار التابعي مثله وأنكره جماعة)) اهـ.
وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)) بعدما ساق كلام البيهقي في أثر مجاهد: ((وأقول: كل ذلك منكر جداً ؛ لأن أسماء الله توقيفية، وهؤلاء الأئمة أجل من أن يقولوا ذلك ؛ ولهذا فإني أشك في ثبوت مثله عن أحد من السلف)) اهـ.
وجاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم صمت رمضان، وقمت رمضان، ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل العظام، ولكن قولوا: شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه)) اهـ.
أخرجه تمام في ((الفوائد)) من طريق ناشب بن عمرو أبو عمرو الشيباني، ثنا مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم به وإسناده ضعيف جدًا فيه ناشب بن عمرو قال الذهبي رحمه الله في ((ميزان الاعتدال)): ((ناشب بن عمرو عن مقاتل بن حيان.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال البخاري: ناشب بن عمرو الشيباني منكر الحديث))، وفيه أبو الفضل جعفر بن محمد بن رشيد الكوفي ويذكر جعفر بن محمد بن جعفر لم أجد من ترجم له، وأخرجه وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) كما في ((مختصر تاريخ دمشق)).
وأودعه السيوطي في ((اللآليء)) وقال الإمام الألباني رحمه الله كما في ((الضعيفة)): ((أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (39/ 2).
ولكنه واه جداً)) اهـ.
وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله ما معنى رمضان فقال رسول الله: ((يا حميراء لا تقولي رمضان فإنه اسم من أسماء الله ولكن قولي شهر رمضان يعني رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها)).
قالت عائشة: فقلنا شوال يا رسول الله.
فقال: ((شالت لهم ذنوبهم فذهبت )).
أخرجه ابن أبي الصقر في ((مشيخته)) ومن طريقه ابن النجار في ((ذيل تاريخ بغداد)) وقد أورده السيوطي في ((اللآلي المصنوعة)) وقال صاحب ((الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء)): إسناده مظلم، والحديث موضوع.
قال العيني رحمه الله في ((شرح أبي داود)): ((وقد قيل: إن رمضان اسم من أسماء اللّه تعالى، ولهذا كرهوا أن يقال: رمضان في غير ذكر الشهور، وهذا قول أصحاب مالك أيضًا، والأصح أنه يجوز، وأن كونه اسماً من أسماء اللّه غير صحيح، لأن أسماء اللّه توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح، والأثر الذي جاء فيه ضعيف)) اهـ.
أدلة القول الثاني:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تقولوا جاء رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا شهر رمضان)).
هذا الحديث يذكره من يستدل على جواز إطلاق لفظة رمضان إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر، وإلا فيكره.
وهذا الحديث لم أجد له زمام ولا خطام، فلهذا يقال لهم: أثبت العرش ثم انقش.
وقال الصنعاني رحمه الله في ((سبل السلام)): ((وحديث أبي هريرة عند أحمد وغيره مرفوعا ((لا تقولوا جاء رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا جاء شهر رمضان)) حديث ضعيف لا يقاوم ما ثبت في الصحيح)) اهـ.
وبحث عنه في المسند ولم أهتدي إليه، وأغلب الظن أنه وهم منه.
وقد ذكره الفخر الرازي في ((تفسيره)) وغيره بصيغة التمريض.
قال ابن قدامة رحمه الله في ((المغني)): ((وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تقولوا جاء رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله تعالى)).
فيتعين حمل هذا على انه لا يقال ذلك غير مقترن بما يدل على إرادة الشهر، لئلا يخالف الأحاديث الصحيحة.
والمستحب مع ذلك أن تقول: شهر رمضان كما قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن})) اهـ.
وقال الماوردى رحمه الله في ((الحاوى الكبير)): ((فصل: قال أصحابنا: يكره أن يقال: جاء رمضان وذهب رمضان: لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تقولوا جاء رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا شهر رمضان)) فإن لم يذكر الشهر ولكن ذكر معه ما يدل على أنه أراد به الشهر جاز كقوله: صمت رمضان فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)) اهـ.
أدلة القول الثالث:
القول بالجواز على إطلاقه أدلته كثيرة حتى قال النووي رحمه الله في ((الأذكار)): ((ولو تفرغت لجمع ذلك رجوت أن يبلغ أحاديثه مئين)) اهـ.
فأذكر جملة منها ما جاء في الصحيحين أو احدهما:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) متفق عليه.
وأخرج الشيخان عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ: ((مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي)) أخرج البخاري.
وأخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)).
وأخرج مسلم عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)).
وقد بوب البخاري في ((صحيحه)) (بَاب هَلْ يُقَالُ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَالَ لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ).
وساق بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ)).
وبوب النسائي في ((السنن)): (الرُّخْصَةُ فِي أَنْ يُقَالَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ رَمَضَانُ).
ثم ساق بسنده عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً)) والحديث صححه الإمام الألباني رحمه الله.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وقد ترجم النسائي لذلك أيضا فقال: باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان)) اهـ.
أما ما قاله ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((النسائي لعلمه وحذقه فقال في السنن: باب جواز أن يقال دخل رمضان أو صمت رمضان)) فهذا من أوهامه.
قال ابن أبى حاتم رحمه الله في ((تفسيره)): ((ورخص فيه ابن عباس، وزيد بن ثابت)) اهـ.
قال ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((اعتل بعضهم في ذلك برواية منحولة إلى ابن عباس رمضان اسم من أسماء الله قالوا ولذلك أضيف إليه الشهر)) اهـ.
وهذه الرواية المنحولة إلى ابن عباس رضي الله عنهما لم أجدها وأخشى أن تكون مما وهم فيه أيضًا، فكتاب ((بدائع الفوائد)) قد كتبه من حفظه رحمه الله.
قال النووي رحمه الله في ((شرح مسلم)): ((فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه البخاري والمحققون أنه يجوز أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب قالت طائفة لا يقال رمضان على انفراده بحال وإنما يقال شهر رمضان هذا قول أصحاب مالك وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة وإلا فيكره قالوا فيقال صمنا رمضان قمنا رمضان ورمضان أفضل الأشهر ويندب طلب ليلة القدر في أواخر رمضان وأشباه ذلك ولا كراهة في هذا كله وإنما يكره أن يقال جاء رمضان ودخل وحضر رمضان وأحب رمضان ونحو ذلك والمذهب الثالث مذهب البخاري والمحققين أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة وهذا المذهب هو الصواب والمذهبان الأولان فاسدان لأن الكراهة إنما تثبت بنهى الشرع ولم يثبت فيه نهى وقولهم انه اسم من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ولم يصح في شيء وان كان قد جاء فيه أثر ضعيف وأسماء الله تعالى توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((المجموع)): ((ويقال رمضان وشهر رمضان هذا هو الصحيح الذي ذهب إليه البخاري والمحققون قالوا ولا كراهة في قول رمضان وقال أصحاب مالك يكره أن يقال رمضان بل لا يقال إلا شهر رمضان سواء أن كان هناك قرينة أم لا وزعموا أن رمضان اسم من أسماء الله تعالي قال البيهقى وروى ذلك عن مجاهد والحسن والطريق إليهما ضعيف ورواه عن محمد بن كعب.
واحتجوا بحديث رواه البيهقي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا تقولوا رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان)) وهذا حديث ضعيف ضعفه البيهقي وغيره والضعف فيه بين فان من رواته نجيح السندي وهو ضعيف سيء الحفظ وقال أكثر أصحابنا أو كثير منهم وابن الباقلانى إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة وإلا فيكره قالوا فيقال صمنا رمضان وقمنا رمضان ورمضان أفضل الأشهر وتطلب ليلة القدر في أواخر رمضان وأشباه ذلك ولا كراهة في هذا كله قالوا وإنما يكره أن يقال جاء رمضان ودخل رمضان وحضر رمضان وأحب رمضان والصواب انه لا كراهة في قول رمضان مطلقا والمذهبان الآخران فاسدان لان الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهى وقولهم انه من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ولم يصح فيه شيء وأسماء الله تعالي توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح ولو ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة وقد ثبتت أحاديث كثيرة في الصحيحين في تسميته رمضان من غير شهر في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (منها) حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)) رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ وفى رواية لهما ((إذا دخل رمضان)) وفى رواية لمسلم ((إذا كان رمضان)) وأشباه هذا في الصحيحين غير منحصرة والله تعالي اعلم)) اهـ.
وقال القرطبي رحمه الله في ((تفسيره)): ((وَيَحْتَجُّ بِمَا رُوِيَ: رَمَضَانُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ فَإِنَّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَعْشَرٍ نُجَيْحٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَالصَّحِيحُ جَوَازُ إِطْلَاقِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ وَغَيْرِهَا)) اهـ.
وقال الباجي رحمه الله في ((المنتقى شرح الموطأ)): ((قَوْلُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ ذَكَرَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ لَا يُقَالُ جَاءَ رَمَضَانُ وَلَا دَخَلَ رَمَضَانُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُولُوا جَاءَ رَمَضَانُ وَقُولُوا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَيْتُ الْقَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيَّ قَالَ يُقَالُ صُمْتُ رَمَضَانَ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى مَعْرُوفٌ فَإِذَا وُصِفَ بِالْمَجِيءِ لَا يُقَالُ جَاءَ رَمَضَانُ حَتَّى يُقَالَ جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ لِلْإِشْكَالِ فِيهِ قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ وَالصَّوَابُ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ فَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مَا طَرِيقٍ صَحِيحٍ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ)) اهـ.
وقال العيني رحمه الله في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)): ((وفيه من الفوائد جواز قول جاء رمضان وذهب رمضان خلافا لمن منع من مثل ذلك لزعمه بأن رمضان اسم من أسماء الله تعالى)) اهـ.
وقال الصنعاني رحمه الله في ((سبل السلام)): ((فيه دليل على إطلاق هذا اللفظ على شهر رمضان)) اهـ.
وقال الزرقاني رحمه الله في ((شرح الموطأ)): ((وتعبير الإمام برمضان إيماء إلى جواز ذكره بدون شهر قال الباجي: ... ونقل قوله السابق)) اهـ.
وقال العلامة عبيد الله المباركفوري رحمه الله في ((مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): ((قوله: (إذا دخل رمضان) أي في شهر رمضان، وهو مأخوذ من الرمضاء، يقال: رمض النهار كفرح اشتد حره وقدمه احترقت من الرمضاء للأرض الشديد الحرارة وسمي شهر رمضان به، إما لارتماض الصائمين فيه من حر الجوع والعطش، أو لارتماض الذنوب فيه، أو لرمض الحر وشدة وقوعه فيه حال التسمية، لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها. فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر أي شدته، أو من رمض الطائر إذا جوفه من شدة العطش وقيل: سمي بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها، وهو لا ينصرف للعلمية والألف والنون وفيه دليل لما ذهب إليه الجمهور من أنه يجوز أن يقال رمضان بدون إضافة لفظ الشهر إليه، ومنعه أصحاب مالك لحديث لا تقولوا رمضان. فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان، أخرجه ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة مرفوعاً، وضعفه بأبي معشر نجيح المدني: وذهب كثير من الشافعية إلى أنه إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة، وإلا فيكره فلا يقال: جاء رمضان. ويجوز أن يقال صمت رمضان، وإلى هذا الفرق مال ابن قدامة في المغنى. وقد رد النووي هذين القولين في شرح مسلم، وفي المجموع بأن الصواب ما ذهب إليه المحققون أن لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبلا قرينة لعدم ثبوت نهي فيه، وصوابه الباجي أيضاً وبوب البخاري في صحيحه هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟، ومن رأى كله واسعاً واحتج للجواز بعده أحاديث، وترجم النسائي لذلك أيضاً فقال باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان))
أدلة القول الرابع:
قَولَ الله سبحانه وتعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } [البقرة: 185 ].
قال ابن قدامة رحمه الله في ((المغني)): ((والمستحب مع ذلك أن تقول: شهر رمضان كما قال تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن })) اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((وبعضهم يقول: إن هذا استحباب واقتداء بلفظ القرآن)) اهـ.
وقال ابن مفلح رحمه الله في ((الفروع)): ((وَالْمُسْتَحَبُّ قَوْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { شَهْرُ رَمَضَانَ } وَلَا يُكْرَهُ قَوْلُ رَمَضَانَ، بِإِسْقَاطِ الشَّهْرِ)) اهـ.
وقال الحجاوي رحمه الله في ((الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل)): ((والمستحب قول شهر رمضان ولا يكره رمضان بإسقاط شهر)) اهـ.
الترجيح:
وخلاصة القول في هذه المسألة جوز ذكر رمضان بدون إضافته للشهر، لما جاء في السنة في كثير من الأحاديث إطلاق لفظ رمضان، وهو ما ذهب إليه جمع من أهل العلم والتحقيق.
قال النووي رحمه الله في ((الأذكار)): ((والصواب - والله أعلم - ما ذهب إليه الإمام أبو عبد الله البخاري في ((صحيحه)) وغير واحد من العلماء المحققين أنه لا كراهة مطلقا كيفما قال، لأن الكراهة لا تثبت إلا بالشرع، ولم يثبت في كراهته شيء، بل ثبت في الأحاديث جواز ذلك، والأحاديث فيه من الصحيحين وغيرهما أكثر من أن تحصر.
ولو تفرغت لجمع ذلك رجوت أن يبلغ أحاديثه مئين، لكن الغرض يحصل بحديث واحد)) اهـ.
وكذلك القول بالاستحباب يحتاج إلى دليل يدل بخصوصه على الاستحباب، أما مجرد أنه ذكر في القرآن فلا ينهض لهذا.
وكذلك مما تلخص لنا أن رمضان ليس اسمًا من أسماء الله عز وجل، وكل ما جاء في هذا الباب من الأحاديث والآثار لم يصح منها شيء على التحقيق من كلام أهل هذا الفن.
وأن المسألة فيها أربع مذاهب وليست ثلاثة كما ذهب لهذا بعض أهل العلم.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 5 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 10 يوليو سنة 2016 م

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رمضان, فوائد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013