قال الشيخ محمد خليل هرّاس -رحمه الله- في شرحه على الواسطية، عند شرحه لقول المؤلف: "يُحَاسِبُ اللهُ الخَلائِقَ، وَيَخْلُو بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ؛ كَمَا وُصِفَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.وَأَمَّا الْكُفَّارُ؛ فَلا يُحَاسَبُونَ مُحَاسَبَةَ مَنْ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ؛ فَإِنَّهُ لاَ حَسَنَاتَ لَهُمْ، وَلَكِنْ تُعَدُّ أَعْمَالُهُمْ، فَتُحْصَى، فَيُوقَفُونَ عَلَيْهَا وَيُقَرَّرُونَ بِهَا".
قال الشارح -رحمه الله-:
قولـه: "ويحاسب الله الخلائقَ…" إلخ؛ المراد بتلك المحاسبة تذكيرهم وإنباؤهم بما قدَّموه من خير وشرٍّ أحصَاه الله ونسوه؛ قال تعالى: {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وفي الحديث الصحيح: "مَن نوقِشَ الحساب عُذِّب".
فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! أوليس الله يقول: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟
فقال: "إنَّما ذلك العرض، ولكن مَن نوقش الحساب يهلك".