منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 31 Oct 2007, 06:03 PM
أم تيمية أم تيمية غير متواجد حالياً
وفقها الله
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: المغرب
المشاركات: 54
افتراضي ما هكذا تكون الدعوة لتعليم الفتاة

نشرت صحيفة اليمامة بعددها الصادر رقم – 236- وتاريخ 28-2-380 هـ كلمة حول تعليم البنات تحت عنوان – لا تئدوا بناتنا في المهد – باسم الكاتب – محمد الفاتح – فقرأت هذه الكلمة ووجدتها صريحة كما قال كاتبها لكن في الباطل وتشويه الحقائق ووجدتها هادفة ولكن لا إلى الأخذ بما ينفع الفرد والجماعة في العاجل والآجل والتمسك بالأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام بل كانت هادفة إلى نبذ تعاليم الإسلام والتنكر لمبادئه السمحة والتفسخ من الأحكام التي فرضها الله على المرأة صيانة لها وللرجل من التهور الخلقي وجعلها الله قيوداً عن الرذيلة .

هذه حقيقة ذلك المقال وإن حاول الكاتب تغطيتها تلبيساً ، وتضليلاً ولكنها محاولة فاشلة فقد أسفر عن ذلك تناقضه الظاهر ومع هذا لم يبالغ في تشويه الحقائق ويسلك لذلك سبلاً حائدة عن القصد وقد بلغت به القحة أن شنها حرباً خاسرة على علماء البلاد الذين هم روح الأمة وقادة الإصلاح فيها والذين إنما تسعد الأمة بالسير على آثارهم والإصغاء إلى توجيهاتهم، أما ترك احترامهم وعدم الالتفات إلى دعوتهم فمصدر شقائها وسبل هلاكها فحط الكاتب من كرامتهم وسخر واستعار لهم ألقاب المفسدين في الأرض فسماهم مزورين ورجعيين واعتبر إنكارهم لتعليم المرأة التعليم الحديث الذي تضيع معه الفضيلة وتخرج به المرأة عما خلقت له فتتجاوز ما حده الله لها وتروم ما لا تستحق مما خص الله به الرجال اعتبر هذا النوع من التعليم وأداً للفتاة وطمساً لروحها ولوناً جديداً من ألوان الاستعمار وهذه طريقة دعاة الباطل ينفرون من الحق وأهله بما يلبسونهم إياهم من الألفاظ المنكرة البغيضة.

وأنكر الكاتب على دعاة الإصلاح دعوتهم إلى ما عرف من دين الإسلام بالضرورة وجبلت عليه الفطر المستقيمة من الفرق العظيم بين الرجل والمرأة في الواجبات والحقوق لأن الله لم يسو بينهما شرعا حكمة منه وعدلاً فقد جعل الله المرأة على النصف من الرجل في خمسة أحكام – الإرث – والديه، والعقيقة، والشهادة، وثواب العتق – وهناك أحكام كثيرة أخرى فضل الله فيها الرجال على النساء .

والكاتب يدعى خلاف الواقع وما جاء به الإسلام فيرى في زعمه أن المرأة مثل الرجل تماماً لها ما له وعليها ما عليه وأنها تضاهيه في العقل وأنواع القوى ألم تكن أكمل منه ويكفي في بطلان هذه الدعوى تكذيب القواقع لها، وأيد الكاتب دعواه بما هو أوهى من الهباء وهو نبوغ بعض النساء وتفوقهن على كثير من الرجال في عصر صدر الإسلام وبعده ثم ذهب يمثل لأولئك بخديجة وعائشة والخنساء من المؤمنات في العصر الأول وبأخت نهرو وأمينة السعيد وهدى شعراوي وغيرهن من نساء هذا العصر والأخيرات – وهن الأخيرات لفظاً ومعنى – هن مقصوده لأنه أشاد بذكرهن .. في إطرائهن وادعى أنهن أعلى شأناً وأرفع قدراً من بعض المصلحين الدينيين وإلا فما الرابط بين خديجة وعائشة أما المؤمنين وغيرهما من النساء المؤمنات بالله المحافظات على أوامره وبين نساء بعيدات عن الإسلام وتعاليمه وإن وجد الانتساب إليه عند البعض وما أبعد هذه الطريقة في التدليل والتمثيل على السداد وهذه كالتسوية في التمثيل لعظماء الرجال بين من هو من أفضل أولياء الله المقربين وبين من هو من أرذل أعداء الله المبعدين دون اعتبار للإيمان الذي هو مناط العزة والعظمة الحقيقية كأبي بكر الصديق من أئمة المؤمنين وكنهرو من عظماء الكافرين ما لم يرجع إلى الهدى .

وفي المقال أكثر مما أشرنا إليه ولم أكن مبالغاً في ما ذكرت ونظرة إليه من ذي بصيرة منصف تكفي في الوقوف على الحقيقة وبالجملة فكل المقال بعيد من الصواب إلا ما كان لترويج البضاعة التي لا نقاق لها في سوق الحقيقة الثابتة.

وليس للكاتب أي عذر في هذا التهور المقيت لا الجهل بالإسلام وشرائعه القويمة التقليد لأعدائه ومن قلدهم من المسلمين ومن المؤسف جداً أن تكون صحفنا التي رسالتها الدعوة للخير والتحذير من الشر في الدين والدنيا منبراً يرتقيه بعض هؤلاء الدعاء الذين عمرهم التقليد الأعمى ومثل هذا الكاتب يجب أن يؤخذ على يده ويبصر بالحق إن كان جاهلاً ويلزم به إن كان متجاهلاً ويلجم بلجام من حديد عن التفوه بمثل هذا الزور فضلاً عن يفسح له المجال لنشر الأفكار المتسممة وليعلم كل أحد أن علماء تلك البلاد وعلى رأسهم سماحة المفتى الأكبر وجميع أهل الغيرة على الدين لم يزالوا يعارضون في تعليم البنات التعليم الذي يأخذ مجرى تعليمهن في البلاد العربية المجاورة الذي هو أثر من آثار الاستعمار فيها وحاشاهم إن يعارضوا في تعليم الأبناء والبنات العلوم النافعة في الدين والدنيا ما لم يفض إلى شرور ومفاسد تربو على المنافع والفوائد نعم كانوا يعارضون في ذلك التعليم المنظم وإن كان ظاهره الخير والسلامة أو أول الأمر خشية التطورات السريعة التي تقتضيها كثرة الشر وأهله وكثرة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه في هذا العصر .



نعم كانوا ولا يزالون ينكرون هذه الطريقة الحديثة لتعليم البنات ولا يأمنون عاقبتها لأنها لم تنجح في البلاد المجاورة كيف وكثير في بلادنا ممن قل نصيبه من العلم النافع يريدون السير على آثارهم والجري وراءهم دون نظر إلى النافع والضار .. وهذا الإنكار وهذه المعارضة من هؤلاء المصلحين من باب سد الذرائع المفضية للشرور الذي ثبت اعتباره والأمر به في الإسلام .

أما إشراف سماحة المفتي الأكبر ومن معه من علمائنا الأفاضل على ما قرر تأسيسه من مدارس البنات في هذه المملكة فلم يكن إلا خوفاً مما يمكن أن يحدث لو ترك الأمر بلا أشرف ولا مراقبة .

وإذا لا مبرر لهذه الاتهامات والكلمات الساخرة التي توجهها صحيفة تحمل اسم جزء كبير من وطننا إلى أهل ذلك الجزء بحجة معارضتهم في تلك المدارس مع أن واجب تلك الصحيفة أن تكون لساناً صادقاً للتعبير عن الأخيار والمصلحين في تلك البلاد التي تنتسب إليها لا عن حثالة هم ما بين جاهل مقلد ومتعلم متمرد وإلا لم يعد أنسابها إلى ذلك الجزء من وطننا عليه بفائدة بل كان من غير معنى .

وختاماً أسأل الله أن ينصر الحق وحزبه ويكبت الباطل وأهله وأن يهدي ضال المسلمين ويثبت مستقيمهم أنه سميع الدعاء وصلى الله عليه وسلم محمد عبده ورسوله

من موقع فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا تكلم الفقهاء قديما عن نظائر الحالة العراقية بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 16 Feb 2008 07:38 PM
احذر أخي السلفي أن تكون من هؤلاء أو أن تتشبه بهم !! بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 03 Jan 2008 09:43 PM
قد تكون المرأة سبباً في معاكستها الفوزان بشير ابو عبد الرحمن مــــنـــتــدى الأســـــــــــرة والصحــــــــة 2 30 Dec 2007 10:34 AM
نداء إلى النساء ، قبل أن تكون فتنة دهماء أم يوسف قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات 0 27 Dec 2007 06:12 PM
هذه قصة الفتاة المغربية .. ( نزهة كويز ) .. مع الشيخ الهلالي ! أم تيمية قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات 3 02 Nov 2007 06:32 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013