جزاك الله خيرا أخي وبارك الله فيك
ونسأل الله أن ينجينا من هذا المنهج الخبيث المنحرف، هؤلاء الغلاة كما هو اسمهم الشرعي لم يعرفوا للعلماء قدرهم ولا لأهل الفضل فضلهم وبدل الدعاء لهم والترحم عليهم ومحبتهم، عادوهم وحرَّموا الدعاء لهم وبدعوهم، فكان الحيوان خيرا منهم كما قال الشيخ سليمان الرحيلي:
قال الشيـخ سليمـان الرحيلـي حفظه الله:
ومما أعجبني من كلام مشايخي وصية أوصاني بها أحد مشايخي، فقال : « يا سليمان ! لا ترضَ لنفسك أن تَكون أقل درجة من الحيوان »
⇦ قلـتُ : كيـف ؟
☜قـال : « إياك أن تتنقّص العلماء الربّانيين المشهودِ لهم بالسنة والتَّوحِيـد،
☜بل ليكن شأنك دائمًا أن تَذكر فضلهم و أن تستغفر لهم؛
فإنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال : « و إنّ العالم ليَستغفر له من فِي السماوات و من فِي الأرض حتى الحيتان فِي الماء »،
و في الحديـث الآخر: « إنّ الله و ملائكته و أهلَ السماوات و أهلَ الأرض حتى النملـة في جحرها وحتى الحوت ليُصلُّون على معلِّم الناس الخير » .
.
📘 ( "شرح الوصية الصغرى" صـ (101)
قال شيخ الإسلام كما في اختصار إبطال التحليل 76:
ولكن دين الإسلام إنما يتم بأمرين:
أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم وقدرهم، وترك كل ما يجر إلى ثلبهم.
والثاني: النصيحة لله سبحانه ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإبانة ما أنزل الله من البينات والهدى، ولا منافات إن شاء الله بين القسمين لمن شرح الله صدره، وإنما يضيق عن ذلك أحد رجلين، رجل جاهل بمقاديرهم، أو رجل جاهل بالشريعة وأصول الأحكام.
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة قتادة رحمه الله : وكان يرى القدر نسأل الله العفو ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده ولا يسأل عما يفعل، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
[سير أعلام النبلاء 5/271].
|