((فلقد وقفت على رسالة عملها رجل من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان وهو حي بعد فيما بلغني، وسماها "بشرح مقالة الإمام الأوحد أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل" وذكر فيها مذهب الأشعري المخالف لأحمد، أعطى منها نسخاً إلى جماعة يطوفون بها في البلاد، ويقولون هذا إمام من أئمة أصحاب أحمد رحمة الله عليه، قد شرح مقالته ليكتبها العوام، ويظنوا صدق الناقل فيقعوا في الضلالة، فأُخرج هذا الرجل من بغداد بهذا السبب، وعاد إلى أصبهان)).
_أهل البدع يتظاهرون بما لا يعتقدونه مكراً وكيداً ليخدعوا من يحسن بهم الظنّ.
قال -رحمه الله- (ص:122) عند حديثه عن الأشاعرة: ((وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقة ففي إثباتهم أن الله سبحانه استوى على العرش، ومن عقدهم: أن الله سبحانه لا يجوز أن يوصف بأنه في سماء، ولا في أرض، ولا على عرش، ولا فوق)).
_من مكائد أهل البدع استخدام أسلوب الموافقة لأهل السنة، ومدحهم، وتكذيب ما ينسب إليهم حتى يوقعوهم في شباكهم.
قال -رحمه الله- (ص:200-201):
((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين، وهذا شبيه بالزندقة، وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه، فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة)).
من أساليب أهل البدع لصرف الناس عن الحق نسبت أهله إلى سبّ العلماء، وإشاعة الأكاذيب ضدهم.
قال -رحمه الله- (ص:202): ((ومنها: ما ارتكبه أهل الوقت منهم، خصوصاً من كان منهم من
المغاربة، وهو أن كل من يخالفهم نسبوه إلى سب العلماء لينفروا قلوب العوام عنه، وقرفوه بأقاويل
لا يقول بها ولا يعتقدها بهتاً منهم وكذباً، لأن البهتان والكذب لا قبح لهما في العقل وإنما علم
قبحهما بالسمع، والقائلون بخلاف قولهم؛ ضلاّل عندهم، ولا حرمة لهم)).
===================
نقلتها من الفوائد التي جمعها الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري من رسالة الامام السجزي رحمه الله تعالى
وقد قمت بفهرسة هذه الفوائد وجعلتها على صيغة المكتبة الشاملة
جزاك الله خيرا اخي الكريم ويسعدني اني اول من يرد على هذا الموضوع وحقيقة مكائد اهل البدع متجددة في كل زمان ومكان اسال الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن