منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 Dec 2014, 04:36 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي إعلامُ الكرامِ ببعضِ آدابِ السَّلامِ (2)

إعلامُ الكرامِ ببعضِ آدابِ السَّلامِ (2)
الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
و بعد، فهذا الجزء الثاني من موصوع : إعلامُ الكرامِ ببعضِ آدابِ السَّلامِ، أسأل الله تعالى أن ينفع به.
ما ينافي إفشاء السلام
22 _ تسليم الخاصة :
_ روى ابن خزيمة و الحاكم في المستدرك و أحمد في المسند و الطبراني في الكبير و البخاري في الأدب المفرد -واللفظ له-، عن طارق قال : كنا عند عبد الله جلوسا، فجاء آذنه فقال : قد قامت الصلاة، فقام وقمنا معه، فدخلنا المسجد، فرأى الناس ركوعا في مقدم المسجد، فكبر وركع، ومشينا وفعلنا مثل ما فعل، فمر رجل مسرع فقال : عليكم السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال : صدق الله، وبلغ رسوله، فلما صلينا رجع، فولج على أهله، وجلسنا في مكاننا ننتظره حتى يخرج، فقال بعضنا لبعض : أيكم يسأله؟ قال طارق بن شهاب : أنا أسأله، فسأله، فقال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "بين يدي الساعة : تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وفشو القلم، وظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد و في الصحيحة (2767).
_ روى البخاري و مسلم و أبو داود و ابن ماجة و النسائي و البخاري في الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال : "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
_ قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم (2/15) : "( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) أي : تسلم على كل من تعرف من لقيته، عرفته أم لم تعرفه، و لا تخص به من تعرفه، كما يفعله كثيرون من الناس، ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلم ابتداء على الكافر".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/81) : "قلت : و تخصيص السلام بمن يعرف، من أشراط الساعة، كما جاء في الحديث؛ رواه الطحاوي و غيره عن ابن مسعود –و لفظ الطحاوي- "إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة".
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد (2/470) : "(ومن لم تعرف) و في الصحيح (و على من لم تعرف) أي : لا تخص أحدا تكبرا و تصنعا، بل تعظيما لشعائر الإسلام و مراعاة لأخوة المسلم".
_ قال بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/123) : "( على من عرفت ومن لم تعرف) لا يكن سلامك سلام معرفة، بل يكن سلامك سلام مثوبة و إلفة؛ لأن المسلم يثاب على سلامه و يحصل بسلامه التأليف، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : "و الله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا ختى تحابوا، أفلا أخبركم بشيئ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". أما من لا يسلم إلا سلام معرفة فسوف يفوته خير كثير؛ لأنه ربما مر به العشرات لا يعرف منهم واحدا، أما من يسلم سلام مثوبة و إلفة فهو يسلم على من عرف و من لم يعرف".
23 _ تسليم الرجال على النساء و تسليم النساء على الرجال :
_ روى البخاري في صحيحه، عن سهل بن سعد، قال : "كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السلق، فتجعله في قدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة، فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا، فنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك".
_ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/550) : "و في هذا الحديث جواز السلام على النسوة الأجانب".
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و غيرهما، عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها : "يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام"، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى، تريد النبي صلى الله عليه وسلم.
_ قال ابن حجر في الفتح (11/42-43) : "و قال ابن بطال عن المهلب : سلام الرجال على النساء و النساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة".
_ و للبخاري في الأدب المفرد، عن أسماء ابنة يزيد الأنصارية، مرَّ بِي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا وقال : "إياكن وكفر المنعمين"، وكنت من أجرئهن على مسألته، فقلت : يا رسول الله، وما كفر المنعمين؟ قال : "لعل إحداكن تطول أيمتها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجا، ويرزقها منه ولدا، فتغضب الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيرا قط". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد و في الصحيحة (823).
_ روى أبو داود و ابن ماجة، عن أسماء بنت يزيد قالت : مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فسلم علينا. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة و في الصحيحة (823).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/87) : "(فسلم علينا) قال الحليمي : كان صلى الله عليه و سلم للعصمة مأمونا من الفتنة، فمن وثق من نفسه بالسلامة، فليسلم، و إلا فالصمت أسلم".
_ قال بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/133) : "و في الحديث : سلام النبي صلى الله عليه و سلم على النساء؛ و ذلك لأن المحذور منتف غاية الانتفاء، و إلا فالرجل الأجنبي الذي ليس محرما للمرأة لا يسلم عليها، لما في ذلك من الفتنة، و لا سيما الشاب مع الشابة، فإنه لا يسلم الرجل على المرأة، و لا المرأة على الرجل، لكن إذا كان الرجل معروفا بالصلاح، و مر على نساء مجتمعات في المسجد أو في درس أو ما أشبه ذلك فلا بأس أن يسلم؛ لأن المحذور منتف، و المسجد كلنا يدخل فيه و يخرج، و لكن أن يمر الإنسان على المرأة الشابة في الشارع، أو السوق و يسلم عليها فهذا فتنة، فلا يسلم على المرأة، كذلك لو دخل البيت و فيه نساء يزرن أهله فلا بأس أن يسلم؛ لأن المحذور منتف، و أما ما يخشى منه الفتنة فإن لدينا القاعدة الشرعية و هي : درء المفاسد أولى من جلب المصالح".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن الحسن البصري قال : كن النساء يسلمن على الرجال. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : حسن الإسناد.
24 _ تسليم الواحد من الجماعة و رد الواحد من الأخرى يجزئ عن الجماعة :
_ روى أبو داود في سننه و البيهقي في الكبرى و الشعب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال أبو داود : رفعه الحسن بن علي، قال : "يجزئ عن الجماعة، إذا مروا، أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و في الصحيحة (1148) و في صحيح الكلم الطيب (200).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/92) : "(يجزئ) بضم أوله و كسر الزاي بعد الهمزة، أي : يكفي. (أن يسلم) أي : أحد المارين.
قال القاري : اعلم أن ابتداء السلام سنة مستحبة ليست بواجبة، و هي سنة على الكفاية، فإن كانوا جماعة كفى عنهم تسليم واحد، و لو سلموا كلهم كان أفضل. (و يجزئ عن الجلوس) بضم الجيم، جمع جالس، و المراد بهم المسلم عليهم بأي صفة كانوا، و إنما خص الجلوس لأنه الغالب على جمع مجتمعين. (أن يرد أحدهم) قال القاري : و هذا فرض كفاية بالاتفاق، و لو ردوا كلهم كان أفضل كما هو شأن فروض الكفاية كلها".
ما يشرع مع السلام
25 _ المصافحة عند اللقاء :
_ قال الزبيدي رحمه الله في تاج العروس من جواهر القاموس : "والمُصافحةُ : الأَخْذُ باليَدِ كالتَّصَافُح". والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ : إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه في صُفْحِ كَفِّه وصَفْحَا كَفَّيْهمَا : وَجْهَاهُمَا . ومنه حديث : "المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ" : "وهي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْه".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/93) : "قال النووي : المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي".
_ روى أبو داود و ابن ماجة و الترمذي و أحمد في المسند، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة و في صحيح سنن الترمذي و في الصحيحة (525 و 526) و في صحيح الترغيب و الترهيب (2718).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/93) : "في الحديث : سنية المصافحة عند اللقيّ، و أنه يستحب عند المصافحة حمد الله تعالى و الاستغفار، و هو قوله يغفر الله لنا و لكم".
_ روى البخاري في صحيحه و الترمذي في سننه، عن قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، قال : قلت لأنس : أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال : "نعم".
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (7/560) : "فيه مشروعية المصافحة".
_ روى الترمذي في سننه، عن أنس بن مالك، قال : قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : "لا" ، قال : أفيلتزمه ويقبله؟ قال : "لا"، قال : أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال : "نعم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي.
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن البراء بن عازب قال : من تمام التحية أن تصافح أخاك. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد موقوفا.
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (7/562) : "إذا لقي المسلمُ المسلمَ فسلم عليه، فمن تمام السلام أن يضع يده في يده فيصافحه، فإن المصافحة سنة مؤكدة".
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد (2/433) : "و اعلم أن المصافحة عند الملاقاة للناس و وروحها التسليم فعلى مضاف للتسليم القولي، و لا تجوز المصافحة إلا بعد السلام، و المقصود من ذلك سلامة الشر من الجانبين".
_ تنبيه مهم حول مصافحة النساء :
_ قال بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/133) : "و أما ما يخشى منه الفتنة فإن لدينا القاعدة الشرعية و هي : درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
و من هنا نعلم أن مصافحة المرأة لا تجوز، لا الكبيرة و لا الصغيرة، و لا من وراء حائل و لا مباشرة؛ لأن الفتنة قائمة، و أما المحرم فيجوز. و الله أعلم".
26 _ أول من جاء بالمصافحة :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن أنس بن مالك قال : لما جاء أهل اليمن، قال النبي صلى الله عليه و سلم : "قد أقبل أهل اليمن، و هم أرق قلوبا منكم. [قال أنس] : و هم أول من جاء بالمصافحة". انظر الصحيحة للألباني رحمه الله (527).
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد (2/433) : "( أول من جاء بالمصافحة) و لفظ الفتح (أول من حيانا) و في جامع ابن وهب من هذا الوجه (و كانوا أول من أظهر المصافحة) و صحح سنده هذا".
27 _ دهن اليد لأجل المصافحة :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن ثابت البُناني، أن أنسًا كان إذا أصبح ادهن يده بدهن طيب لمصافحة إخوانه. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد.
28 _ المعانقة عند القدوم من السفر :
_ روى الطبراني في الأوسط، عن أنس قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا تلاقوا تصافحوا، و إذا قدموا من سفر تعانقوا. حسنه الألباني رحمه الله في الصحيحة (2647) و في صحيح الترغيب و الترهيب (2719).
_ قال عبد السلام بن برجس رحمه في الإعلام (32) : "و يستثنى من ذلك : من قدم من سفر، فإن معانقته مستحبة عندئذ".
_ و قال أيضا (32) : "فدل الأثر أن الصحابة إذا لاقى بعضهم بعضا اكتفوا بالمصافحة ما لم يكن أحدهم قد قدم من سفر ففي هذه الحالة يعانقونه و يقبلونه".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن ابن عقيل، أن جابر بن عبد الله حدثه، أنه بلغه حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فابتعت بعيرا فشددت إليه رحلي شهرا، حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فبعثت إليه أن جابرا بالباب، فرجع الرسول فقال : جابر بن عبد الله؟ فقلت : نعم، فخرج فاعتنقني، قلت : حديث بلغني لم أسمعه، خشيت أن أموت أو تموت، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "يحشر الله العباد -أو الناس- عراة غرلا بهما"، قلت : ما بهما؟ قال : "ليس معهم شيء، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد -أحسبه قال : كما يسمعه من قرب- : أنا الملك، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة"، قلت : وكيف؟ وإنما نأتي الله عراة بهما؟ قال : "بالحسنات والسيئات". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد، و انظر الصحيحة (160 و 2647).
_ المعانقة عند كل لقاء :
_ قال العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله في الإعلام ببعض آداب السلام (31) : "يعتقد بعض العامة أن من كمال التحية، مصاحبة المعانقة لها، فكلما سلم على شخص عانقه، و ربما غضب إذا لم يعامل بذلك. و قد جاء النهي الصريح عن هذا العمل".
_ روى الترمذي في سننه أحمد في المسند، عن أنس بن مالك، قال : قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : "لا" ، قال : أفيلتزمه ويقبله؟ قال : "لا"، قال : أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال : "نعم" [عند أحمد : نعم إن شاء]. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي.
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (7/560) : "قوله : (الرجل منا) أي : من المسلمين، (يلقى أخاه) أي : في الدين، (أو صديقه) أي : حبيبه، و هو أخص مما قبله، (أينحني له) من الاحناء : و خو إمالة الرأس و الظهر، (قال : لا) فإنه في معنى الركوع، و هو كالسجود من عبادة الله سبحانه و تعالى، (قال : أفيلتزمه) أي : يعتنقه، و يضمه إلى نفسه، (و يقبله) من التقبيل، (قال : لا) استدل بهذا الحديث من كره المعانقة و التقبيل، و سيأتي الكلام في هاتين المسألتين في الباب الذي يليه، (قال : فيأخذ بيده فيصافحه) عطف تفسير، أو الثاني أخص و أتم. قاله القاري.
قلت : بل الثاني المتعين؛ فإن بين الأخذ باليد و المصافحة عموما و خصوصا مطلقا".
_ قال بن برجس رحمه الله في الإعلام ببعض آداب السلام (32) : "فدل الحديث على أن الصديق إذا لاقى صديقه اكتفى بالمصافحة –مع السلام-".
_ مسألة مهمة :
_ سئل العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله (شرح سنن الترمذي/ كتاب الاستئذان) :
مثلا الآن في المناسبات كأيام العيد يتعانقون؟
الجواب : و الله الذي يبدو أن هذه مثل تشبه المجيء من السفر الذي كانوا يتعانقون فيه، يعني كونهم في الفرح و السرور يحصل معاقنة و ما إلى ذلك، فلا بأس بذلك، مثل لو كان إنسان عنده زواج و فرح بزواجه و كونه يهنأ و يعانق هذا كله فيه سرور، مثل الفرح به –المسافر- كذلك الفرح بالزواج و الفرح بالعيد.
السائل : هل ترون يلحق به التعزية؟
الشيخ : و كذلك التعزية، و كذلك التعزية لأنها تقابل الفرح يعني إدخال السرور على الإنسان بمآنسته و بتعزيته".
29 _ السلام على طهارة :
_ روى البخاري و مسلم و أبو داود، فقال أبو الجهيم الأنصاري : "أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد عليه السلام".
_ و رواه ابن ماجة عن أبي هريرة بنحوه، صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة.
_ قال السبكي رحمه الله في المنهل العذب المورود في شرح سنن الإمام أبي داود (3/170) : "دل الحديث على مشروعية السلام، و على استحباب الطهارة و لو بالتيمم لمن يرد السلام و ميله ساير الأذكار".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (1/39) : "و فيه دلالة على أنه ينبغي لمن سلم عليه في تلك الحال أن يدع الرد حتى يتوضأ أو يتيمم ثم يرد، و هذا إذا لم يخش فوت المسلِّم، و أما إذا خشي فوته فالحديث لا يدل على المنع؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم تمكن من الرد بعد أن توضأ أو تيمم على اختلاف الر وايتين، فيمكن أن يكون تركه لذلك طلبا للأشرف و هو الرد حال طهارة".
30 _ قول الرجل مرحبا :
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و غيرهما، عن أبي جمرة، قال : كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال : أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين، ثم قال : إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من القوم؟ -أو من الوفد؟- "قالوا : ربيعة. قال : "مرحبا بالقوم، أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى"، فقالوا : يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل، نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة : فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم : بالإيمان بالله وحده، قال : "أتدرون ما الإيمان بالله وحده" قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس" ونهاهم عن أربع : عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت"، وربما قال : "المقير" وقال : "احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم".
_ روى البخاري و مسلم، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره، قالت : فسلمت عليه، فقال : "من هذه"، فقلت : أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال : "مرحبا بأم هانئ"، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت : يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ" قالت أم هانئ : وذاك ضحى.
_ و رواه البخاري في الأدب المفرد عنها بلفظ : ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل، فسلمت عليه ، فقال : "من هذه؟" فقلت : أم هانئ، قال : "مرحبا بأم هانئ". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد.
_ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (10/690) : "قال الأصمعي : معنى قوله (مرحبا) لقيت رُحبا و سعة و قال الفراء : نصب على المصدر، و فيه معنى الداء بالرحب و السعة، و قيل هو مفعول به أي : لقيت سعة لا ضيقا".
_ و قال أيضا رحمه الله (1/173-174) : "(مرحبا) هو منصوب بفعل مضمر أي صادفت رُحبا بضم الراء أي : سعة، و الرحب بالفتح الشيء الواسع، و قد يزيدون معها أهلا، أي : وجدت أهلا فاتأنس، و أفاد العسكري أن أول من قال مرحبا سيف بن ذي يزن، و فيه دليل على استحباب تأنيس القادم، و قد تكرر ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم ففي حديث أم هانئ : "مرحبا بأم هانئ"، و في قصة عكرمة بن أبي جهل : "مرحبا بالراكب المهاجر" و في قصة فاطمة : "مرحبا بابنتي" و كلها صحيحة. و أخرج النسائي من حديث عاصم بن بشير تاحترثي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لما دخل فسلم عليه : "مرحبا و عليك السلام".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (1/262) : "(مرجبا بالقوم) منصوب على المصدر، استعملته العرب و أكثرت منه، تريد به البر و حسن اللقاء، و معناه : صادفت رحبا و سعة".
_ قال الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد (2/482) : "(مرحبا) الرحب المكان الواسع، و أما قولهم أهلا المراد أنك نزلت منزلة الرجل في أهله في الإكرام و الراحة عندهم".
منهيات في السلام
31 _ لا يقال السلام عليك ابتداءً :
_ روى أبو داود و الترمذي –و اللفظ له-، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل، من قومه قال : طلبت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أقدر عليه فجلست، فإذا نفر هو فيهم ولا أعرفه وهو يصلح بينهم، فلما فرغ قام معه بعضهم، فقالوا : يا رسول الله. فلما رأيت ذلك قلت : عليك السلام يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله، قال : "إن عليك السلام تحية الميت، إن عليك السلام تحية الميت" ثلاثا، ثم أقبل علي فقال : "إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ثم رد علي النبي صلى الله عليه وسلم قال : "وعليك ورحمة، الله وعليك ورحمة الله، وعليك ورحمة الله". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في الصحيحة (1403).
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/91) : "(لا تقل السلام عليك ...إلخ) فيه كراهية أن يقول في الابتداء : عليك السلام، و السنة للمبتدئ أن يقول : السلام عليكم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/132) : "و أما عليك السلام، فإن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عنها، و قال : "إن هذه تحية الموتى" يعني أنهم كانوا في الجاهلية يسلمون على أمواتهم مثل قول الشاعر : عليك سلام يا قيس بن عامر.
فهم إذا خاطبوا الأموات –و لو كانوا غائبين- لكنهم يستحضرونهم كأنهم بين أيديهم، يسلمون عليهم بهذا : عليك سلام الله، فلهذا نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك، لأنه تحية الموتى، و مشابهة لأهل الجاهلية في جاهليتهم، فبدلا من أن تقول : عليك السلام. قل : السلام عليك. هذا هو السلام –و الله أعلم-".
_ قال العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله في الإعلام ببعض آداب السلام (90) : " و في الحديث دلالة صريحة على النهي عن ابتداء السلام بهذه الصيغة، من وجوه :
الأول : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يردّ عليه السلام فورا.
الثاني : أنه صلى الله عليه و سلم أنكر عليه هذه الصيغة.
الثالث : أنه أرشده إلى الصيغة الشرعية للسلام، فدل أن تلك الصيغة ليست شرعية".
32 _ لا يشار باليد في السلام :
_ روى الترمذي في سننه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى؛ فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و في صحيح الترغيب و الترهيب (2723).
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (7/514) : "(ليس منا) أي من أهل طريقتنا، و مراعٍ متابعتنا، (من تشبه بغيرنا) أي : من غير أهل ملتنا، (لا تشبهوا) بحذف إحدى التائين، (باليهود و لا النصارى) زيد لا لزيادة التأكيد؛ (فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف) بفتحٍ فضمٍ، جمع كف، و المعنى : لا تشبهوا بهم جميعا في جميع أفعالهم، خصوصا في هاتين الخصلتين، و لعلهم كانوا يكتفون بالسلام أو رده بالإشارتين من غير نطق بلفظ السلام، الذي هو سنة آدم و ذريته من الأنبياء و الأولياء".
_ و قال أيضا رحمه الله (7/515) : "و النهي عن السلام بالإشارة مخصوص بمن قدر على اللفظ حسا و شرعا، و إلا فهي مشروعة لمن كان في شغل يمنعه من التلفظ بجواب السلام، كالمصلي، و البعيد، و الأخرس، و كذا السلام على الأصم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/132) : "ذكر المؤلف حديث أسماء بمرور النبي صلى الله عليه و سلم على نساء المسجد، فألوى بيده إليهن بالتسليم و قال رحمه الله : إن هذا محمول على أنه جمع بين التسليم باليد –بالإشارة- و كذلك باللسان؛ لأن التسليم باليد فقط منهي عنه، نهى عنه النبي صلى الله عليه و سلم، و أما الجمع بينهما فلا بأس، خصوصا إذا كان الإنسان بعيدا يحتاج إلى أن ينظر لليد التي يشير بها المسلّم، أو كان أصم لا يسمع و ما شابه ذلك، فإنه يجمع بين السلام و بين الإشارة".
_ سئل العلامة بن باز رحمه الله كما في كتابه فتاوى اسلامية (4 /406) : ما حكم السلام بالإشارة باليد؟
الجواب : لا يجوز السلام بالإشارة، وإنما السنة السلام بالكلام بدءاً ورداً.
أما السلام بالإشارة فلا يجوز لأنه تشبه ببعض الكفرة في ذلك ولأنه خلاف ما شرعه الله، لكن لو أشار بيده إلى المسلم عليه ليفهمه السلام لبعده مع تكلمه بالسلام فلا حرج في ذلك لأنه قد ورد ما يدل عليه، وهكذا لو كان المسلم عليه مشغولاً بالصلاة فإنه يرد بالإشارة كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
33 _ لا ينحني الرجل للآخر عند السلام :
_ روى الترمذي –و اللفظ له- و ابن ماجة، عن أنس بن مالك، قال : قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال : "لا"، قال : أفيلتزمه ويقبله؟ قال : "لا"، قال : أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال : "نعم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و قال رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة : حسن دون فقرة المعانقة، و انظر الصحيحة (160) و المشكاة (4679).
_ قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (7/560) : "(أينحني له) من الاحناء : و خو إمالة الرأس و الظهر، (قال : لا) فإنه في معنى الركوع، و هو كالسجود من عبادة الله سبحانه و تعالى".
_ قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/377) : "وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال : لا، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل".
34 _ السلام على المشغول بقضاء الحاجة:
_ روى مسلم و ابن حبان و الحاكم و أبو داود و ابن ماجة و الترمذي، عن مهاجر بن قنفذ، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر، فقال : "إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر، أو قال : على طهارة". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن حبان و صحيح سنن أبي داود و صحيح سنن ابن ماجة و صحيح سنن الترمذي و في الصحيحة (834).
_ قال نووي رحمه الله في الأذكار (ص 458) : "و أما الأحوال التي يكره فيها أو يخف أو يباح، فهي مستثناة من ذلك، فيحتاج إلى بيانها :
فمن ذلك إذا كان المسلَّم عليه مشتغلا بالبول أو الجماع أو نحوهما، فيكره أن يُسلَّم عليه، و لو سلم لا يستحق جوابا".
_ و قال أيضا (ص460) : "فأما المشتغل بالبول و نحوه، فيكره له رد السلام".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (1/39) : "(فلم يرد عليه) الجواب. وفي هذا دلالة على أن المسلِّم في هذا الحال لا يستحق جوابا".
من لا يسلم عليه
35 _ ترك السلام على من اقترف ذنبا :
_ روى البخاري في صحيحه، عن كعب بن مالك : يحدث حين تخلف عن تبوك، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.
36 _ ترك السلام على الفسقة و أهل المعاصي :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن الحسن البصري قال : ليس بينك و بين الفاسق حرمة. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأب المفرد : صحيح الإسناد.
_ روى البخاري في صحيحه، عبد الله بن عمرو قال : لا تسلموا على شربة الخمر.
_ و روى أيضا في الأدب المفرد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم فيهم رجل متخلق بخلوق، فنظر إليهم وسلم عليهم، وأعرض عن الرجل، فقال الرجل : أعرضت عني؟ قال : "بين عينيه جمرة". قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : حسن.
_ قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية : "الخلوق : طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب، و تغلب عليه الحمرة و الصفرة، و قد ورد تارة بإباحته و تارة بالنهي عنه، و النهي أكثر و أثبت، و إانما نهى عنه؛ لأنه من طيب النساء، و كن أكثر استعمالا له منهم، و الظاهر أن أحاديث النهي ناسخة".
_ و له أيضا في الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فلما رأى الرجل كراهيته ذهب فألقى الخاتم، وأخذ خاتما من حديد فلبسه، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "هذا شر، هذا حلية أهل النا "، فرجع فطرحه، ولبس خاتما من ورق، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم. حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد و آداب الزفاف (217).
_ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/49) : "و قد ذهب الجمهور إلى أنه لا يسلم على الفاسق و لا المبتدع. قال النووي : فإن اضطر إلى السلام بأن خاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن لم يسلم سلم، و كذا قال ابن العربي، و زاد : و ينوي أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فكأنه قال الله رقيب عليكم. و قال المهلب : ترك السلام على أهل المعاصي سنة ماضية، و به قال كثير من أهل العلم في أهل البدع".
التسليم على غير أهل الإسلام
37 _ ابتداء السلام و رده على أهل الكتاب :
_ روى مسلم و ابن حبان و أبو داود و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق، فاضطروه إلى أضيقه".
_ روى أبو داود في سننه، عن سهيل بن أبي صالح، قال : خرجت مع أبي إلى الشام، فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم، فقال : أبي لا تبدءوهم بالسلام، فإن أبا هريرة، حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "لا تبدءوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و صحيح الترغيب و الترهيب (2725).
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/140) : "أما السلام على الكفار، فإنه لا يحل لنا أن نبدأهم بالسلام، يعني لا يجوز للإنسان إذا مر بالكافر أو دخل عليه أن يقول : السلام عليك؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ و ذلك لأن تسليمنا عليهم فيه نوع من الذل لهم، و نوع من الإكرام لهم، لأن التحية و السلام إكرام، و الكافر ليس أهلا للإكرام، بل الكافر حقه منا أن نغيظه، و أن نذله، و أن نهينه؛ لأن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه {محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا} [الفتح 29] قال : {أشداء على الكفار} يعني أقوياء عليهم، أعزة عليهم. {تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كمثل زرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [الفتح 29] هذا الشاهد".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/164) : "و قال بعض أصحابنا : يكره ابتداؤهم و لا يحرم، و هذا ضعيف أيضا، لأن النهي للتحريم، فالصواب تحريم ابتدائهم".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/88) : "(لا تبدأوهم بالسلام) لأن الابتداء به إعزاز للمسلَّم عليه، و لا يجوز إعزازهم".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/166) : "(فإذا لقيتم أحدهم في طريق، فاضطروه إلى أضيقه) قال أصحابنا : لا يترك للذمي صدر الطريق، بل يظطر إلى أضيقه إذا كان المسلمون يطرقون، فإن خلت الطريق عن الزحمة فلا حرج، قالوا : و ليكن التضييق بحيث لا يقع في وَهْدَةٍ، و لا يصدمه جدار و نحوه، و الله أعلم".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/88) : "(فاضطروهم إلى أضيق الطريق) أي : ألجؤهم إلى أضيقه بحيث لو كان في الطريق جدار يلتصق بالجدار، و إلا فيأمره ليعدل عن وسط الطريق إلى أحد طرفيه. قاله القاري".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/142) : "(و إذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق) يعني : لا نوسع لهمالطريق، لو كان جماعة مسلمون، و جماعة كفار تلاقوا في الطريق لا يفسح المسلمون لهم المجال، و لو تفرقوا في الطريق؛ لأنك إذا فسحت الطريق لهم يعد إكراما".
_ روى ابن ماجة في سننه و أحمد في المسند، عن أبي عبد الرحمن الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجة و في صحيح الجامع (2464)، و صححه الوادعي في صحيح الجامع (3562).
_ روى البخاري و مسلم –و اللفظ له- و ابن خزيمة و ابن حبان و ابن ماجة و الترمذي و ابن أبي شيبة و النسائي وأحمد و البخاري في الأدب المفرد و غيرهم، عن عائشة، قالت : استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم، فقالت عائشة : بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله" قالت : ألم تسمع ما قالوا؟ قال : " قد قلت وعليكم".
_ قال نووي رحمه الله في شرح مسلم (14/165) : "(يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله) هذا من عظيم خلقه صلى الله عليه و سلم و كمال حلمه. فيه : حث على الرفق و الصبر و الحلم و ملاطفة الناس ما لم تدعُ حاجة إلى المخاشنة".
_ روى البخاري و مسلم و ابن حبان و أبو داود و مالك في الموطأ و النسائي و البخاري في الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم : السام عليك، فقل : وعليك".
_ قال شرف الحق آبادي رحمه الله في عون المعبود (14/89) : "(فإنما يقول السام عليكم) أي : بالألف، و معناه : الموت العاجل".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/142) : "إذا قالوا "السلام" صراحة، فنقول : و عليكم السلام؛ لأن أقوم الناس بالعدل هم المسلمون و الحمد لله فإذا قالوا : السلام عليكم. نقول : و عليكم السلام. و إن قالوا : أهلا و سهلا، تقول : أهلا و سهلا. و إن قالوا : مرحبا فقل : مرحبا. فنعطيهم مثل ما يعطونا".
_روى البخاري –واللفظ له- و مسلم و ابن حبان و أبو داود و الترمذي و النسائي و البخاري في الأدب المفرد، أنس بن مالك، يقول : مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وعليك" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتدرون ما يقول؟ قال : السام عليك" قالوا : يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال : "لا، إذا سلم عليكم أهل الكتاب، فقولوا : وعليكم".
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/163) : "اتفق العلماء على الرد على أهل الكتاب إذا سلموا، لكن لا ياقل لهم : و عليكم السلام، بل يقال لهم : عليكم فقط، أو : و عليكم، و قد جاءت الأحاديث التي ذكرها مسلم : عليكم، و عليكم، بإثبات الواو و حذفها، و أكثر الروايات بحذفها، و على هذا في معناه وجهان، أحدهما : أنه على ظاهره، فقالوا : عليكم الموت، فقال : و عليكم أيضا، أي : نحن و أنتم فيه سواء، و كلنا نموت. و الثاني : أن الواو هنا للاستئناف لا للعطف و التشريك، و تقديره : و عليكم ما تستحقونه من الذم، و أما من حذف الواو فتقديره : بل عليكم السام".
38 _ من سلم على نصراني و لم يعرفه :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن عبد الرحمن [قال الألباني : هو ابن محمد بن زيد بن جدعان] قال : مر ابن عمر بنصراني فسلم عليه، فرد عليه، فأخبر أنه نصراني، فلما علم رجع إليه فقال : رد علي سلامي. حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد، و في الإرواء (1274).
_ قال نووي في الأذكار (ص463) : "قال أبو سعيد المتولي : و لو سلم على رجل ظنه مسلما، فبان كافرا، يستحب له أن يسترد سلامه، فيقول له : رد عليّ سلامي! و الغرض من ذلك أن يوحشه و يظهر له أنه ليس بينهما إلفة".
ممن يشرع التسليم عليهم
39 _ التسليم على الصبيان :
_ روى مسلم في صحيحه و أبو عوانة في المستخرج و ابن أبي شيبة في مصنفه و أحمد في المسند، عن أنس، قال : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت : ما حبسك؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته؟ قلت : إنها سر، قالت : لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت.
_ روى أبو داود –واللفظ له- و ابن ماجة، عن أنس : انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا غلام في الغلمان فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني، برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود و في صحيح سنن ابن ماجة.
_روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على غلمان فسلم عليهم.
_ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و الدرامي و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد غيرهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : "أنه مر على صبيان فسلم عليهم" وقال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله".
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عن عنبسة قال : رأيت ابن عمر يسلم على الصبيان في الكتّاب. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صجيج الأسناد.
_ قال نووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) : "و في رواية : (مر بصبيان فسلم عليهم) الغلمان : هم الصبيان، بكسر الصاد على المشهور و بضمها، ففيه استحباب السلام على الصبيان المميزين، و الندب إلى التواضع، و بذل السلام للناس كلهم، و بيان تواضعه صلى الله عليه و سلم و كمال شفقته على العالمين. و اتفق العالماء على استحباب السلام على الصبيان".
_ قال الحافظ بن حجر في الفتح (11/40-41) : "قال ابن بطال : في السلام على الصبيان تدريب لهم على آداب الشريعة. و فيه طرح الأكابر رداء الكبر و سلوك التواضع و لين الجانب".
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/138) : "و للسلام على الصبيان أكثر من فائدة :
1 _ اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم : و قد قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر} [الأحزاب 21].
2 _ حتى لا يذم الإنسان بنفسه : و يشمخ بأنفه، و يعلو برأسه، و يتواضعُ و يسلم على الصبيان و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : "ما زاد عبدا بعفو إلا عزا، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه".
3 _ تعويد الصبيان لمحاسن الأخلاق : لأن الصبيان إذا رأو الرجل يمر بهم و يسلم عليهم تعودوا ذلك و اعتادوا هذه السنة المباركة الطيبة.
4 _ أن هذا يجلب المودة للصبي : يعني أن الصبيان إذا رأو الرجل يسلم عليه و يفرح لذلك، و ربما لا ينساها ابدا؛ لأن الصبي لا ينسى ما مر به. فهذه من فوائد السلام على الصبيان.
_ مسألة : قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/167) :"لو سلم على رجال و صبيان منهم، هل يسقط فرض الرد على الرجال؟ ففيه وجهان لأصحابنا، أصحهما : يسقط".
_ مسألة : قال بن حجر في الفتح (11/41) : "لو ابتدأ الصبي بالسلام وجب على البالغ الرد على الصحيح".
40 _ التسليم على اليقظان و النائم إذا كانا في مكان واحد :
_ روى مسلم و الترمذي و البخاري في الأدب المفرد –و اللفظ له-، عن المقداد بن الأسود قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل، فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويسمع اليقظان. صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/18) : "هذا فيه آداب السلام على الأيقاظ في موضع فيه نيام أو من في معناهم، و أنه يكون سلاما متوسطا بين الرفع و المخافتة بحيث يسمع الأيقاظ، و لا يهوش على غيرهم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/132) : "فإذا دخلت بيتا فيه أيقاظ و نيام فأعط الأيقاظ حقهم في السلام عليهم، و امنع الأذى عن النيان بحيث يكون السلام خفيا يسمعه اليقظان و لا يسمعه النائم".
41 _ التسليم على الأمراء :
_ روى البخاري في الأدب المفرد، عبيد الله بن عبد الله قال : قدم معاوية حاجا حجته الأولى وهو خليفة، فدخل عليه عثمان بن حنيف الأنصاري فقال : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، فأنكرها أهل الشام وقالوا : من هذا المنافق الذي يقصر بتحية أمير المؤمنين؟ فبرك عثمان على ركبته ثم قال : يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء أنكروا علي أمرا أنت أعلم به منهم، فوالله لقد حييت بها أبا بكر وعمر وعثمان، فما أنكره منهم أحد، فقال معاوية لمن تكلم من أهل الشام : على رسلكم، فإنه قد كان بعض ما يقول، ولكن أهل الشام قد حدثت هذه الفتن ، قالوا : لا تقصر عندنا تحية خليفتنا، فإني إخالكم يا أهل المدينة تقولون لعامل الصدقة : أيها الأمير. صحح الألباني رحمه الله إسناده في صحيح الأدب المفرد.
_ و له أيضا، عن ابن شهاب، أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء -وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها- قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم. قال الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح الإسناد.
42 _ التسليم على مجلس فيه المؤمنون و المشركون :
_ روى البخاري و مسلم و غيرهما، عن عروة بن الزبير، قال : أخبرني أسامة بن زيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة ، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال : لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة : اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال : "أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أبي- قال كذا وكذا" قال : اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
_ و روى الترمذي في سننه و البخاري في الأدب المفرد عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم :"مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي، و في صحيح الأدب المفرد.
_ قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (14/164) : "و يجوز الابتداء بالسلام على جمع فيهم مسلمون و كفار أو مسلم و كافر، و يقصد المسلمين للحديث السابق أنه سلم على مجلس فيه أخلاط من المسلمين و المشركين".
_ و قال رحمه الله فيه أيضا (12/170) : "و فيه : جواز الابتداء بالسلام على قوم فيهم مسلمون و كفار، و هذا مجمع عليه".
_ و قال النووي رحمه الله في الأذكار (ص 464) : "و إذا مر واحد على جماعة مسلمون أو مسلم و كفار، فالسنة أن يسلم عليهم و يقصد المسلمين أو المسلم".
_ قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصاحين (3/143) : "تسلم و تنوي على المسلمين؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم مر بمجلس فيه أخلاط من المشركين و اليهود، و فيهم المسلمون فسلم عليهم".
تسليم غير الآدميين
43 _ تسليم الملائكة على الآدمي :
_ روى أبو داود في سننه، عن عمران بن حصين، قال : "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا، فما أفلحن، ولا أنجحن. قال أبو داود : "وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه". صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود، و صححه الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (3547).
44 _ رد جبريل السلام على حارثة بن النعمان :
_ روى أحمد في المسند، عن حارثة بن النعمان، قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد، فسلمت عليه، ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : "هل رأيت الذي كان معي؟ " قلت : نعم . قال : "فإنه جبريل وقد رد عليك السلام". قال الوادعي رحمه الله في صحيح الجامع (3548) : هذا حديث صحيح.
45 _ الجنيُّ يقرئُ النبي صلى الله عليه و سلم السلام :
_ روى الحاكم في المستدرك و أحمد في المسند، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول : ارجعا حتى أدركهما فردهما، ثم قال : إن هذين شيطانان، فاقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، لو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه. قال : فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حدثه "فنهى عند ذلك عن الخلوة". صححه الوادعي في الجامع الصحيح (3549).
بعض أخطاء الناس في إلقاء السلام و رده
يكثر خطأ الناس في إلقاء السلام و رده، و من أسباب ذلك الكلام الأعجمي السائر على ألسن الناس، و خطأهم إما أن يكون :
1 _ بإنقاص الحروف من اللفظ : و من أمثلة ذلك :
_ السلامُ ليكم.
_ السَّم عليكم.
_ السَّامَ يِيكم.
2 _ إبدال الحروف و الإنقاص منها : و من أمثلة ذلك :
_ السلامْ تالله.
3 _ زيادة الحروف : مثاله :
_ سالام عليكم.
4 _ الرد بغير السلام : مثاله :
_ أن تسلم على رجل فيرد : آخير.
هذا ما يسر الله عز و جل جمعه بمنه و كرمه، و فقنا الله تعالى للعلم النافع و العمل الصالح إنه جواد كريم.
و صلى الله و سلم علي نبينا محمد الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
كتبه : يوسف صفصاف
26 صفر 1436

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Dec 2014, 08:31 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف على هذا الطرح الجميل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 Dec 2014, 09:35 AM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي

بارك الله فيك أخي يوسف ونفع بك جمع موفق

خاصة التنبيه على (السلام تالله) -إبتسامة-
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 Dec 2014, 03:21 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك فيكما أخواي الفاضلين أبا معاذ و أبا أمامة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 Dec 2014, 02:30 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف وبارك سعيك ووفقك لمزيد من الاجتهاد في العلم النافع والعمل الصالح
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 Dec 2014, 07:12 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أحسن الله إليك أخي مراد.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 Dec 2014, 09:03 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

هدية إلى أخي أبا أمامة
أزيدك على : السلامْ تَالله / السلامْ تُالله.
بارك الله فيكم جميعا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, السلام, تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013