حققوا معنى الرجولة /الشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان -حفظه الله-

[أبو عائشة مراد بن معطي]

مفرغ : حققوا معنى الرجولة
طوبى للغرباء ..*
طوبى للغرباء في عالم يموج بالفحش ، في عالم يموج بالظلم ، في عالم يموج بالجور ، في عالم انهارت فيه المُثل والأخلاق ، في عالم صارت فيه الناس سواسية كأسنان الحمار
لا تكاد تجد رجلا يحقق معنى الرجولة إلا من رحم الله رب العالمين
تساوى الناس كأنما صُبوا في قالب واحد ، فلا يكادون يتمايزون بفضائل النفس ولا بميزات الروح ، ولا بذلك الرصيد المكنون في القلوب ، يُعلي الله رب العالمين شأن انسان على انسان ، وإنما تساووا حتى صاروا سواسية كأسنان الحمار ... لا تكاد تميز رجلا يفي ولا يغدر ، ويبذُل ولا يبخل ، ويُقدِم ولا يُحجِم ، ويَثبُت ولا يُحجِم.

لا تكاد تجد رجلا يحقق معاني الرجولة الإسلامية الحقة ، إلا من رحم الله رب العالمين
أهذا هو المجتمع المسلم الذي أراده الله رب العالمين ؟
لابد أن تخرج من مراد نفسك لمراد ربك جل وعلا ، لمراده الشرعي
أما مراده الكوني ... فإنه لابد واقع ، لأنه لا يُدفع ، فمشيئته نافذه ، وإرادته محيطة وكاملة ، والعالم كله إنما يقوده أهل الحق من أمة محمد ، فإذا فسد هؤلاء فمن يُصلح الناس ؟؟؟ والله رب العالمين جعل صلاح الناس بصلاحهم

يا معشر القراء يا ملح البلد *** من يصلح الملح إذا الملح فسد

إذا كان الملح يُصلح الطعام ... فإذا فسد ... فما الذي يُصلحه هو ؟؟ وكذلك المسلمون .. والقراء منهم .. حملة كتاب الله رب العالمين ... يُعرفون بليلهم إذا هجع الناس، وبوقارهم إذا تسفه الناس ... وبحلمهم إذا غضب الناس ، وببذلهم إذا أمسك الناس*
إذا لم يعط القرآن مردوده لحملته ... فلمن يعطي مردوده إذن ؟
وكذلك المسلمون .. إذا لم يكونوا الأمة التي أخرج الله رب العالمين للناس هادية ومرشدة ، وقائدة ورائدة .. فمن يقود الناس ؟

إن البشرية في هذا العصر يقودها شيطان رجيم ... يُمسك بخطامها ... يقودها إلى هاوية الجحيم ... يحيدها بها عن الصراط المستقيم .. ولا عصمة إلا في الوحي المعصوم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم من الكتاب والسنة ... فإذا لم يلتزم به حملته ، وإذا لم يحملوها على أكفهم مع أرواحهم بذلا لله رب العالمين ... فمن يقود الناس إلى الحق ؟؟ ومن يهديهم إلى الرشد ؟؟ ...



الشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان -حفظه الله-