من العبارات الموهمة :
قول بعضهم: "الشيخ يؤثر عليه الشباب الذين حوله!"
احذروا يا إخواني هذه الكلمة .. فإنها من كلام أهل البدع والجهل، وكنت قد سمعتها تقال في حق الشيخ ابن باز رحمه الله، وسمعتها تقال في حق الألباني رحمه الله، وسمعتها تقال في حق مشايخ آخرين، وهي كلمة باطلة، من وجوه منها :
الأول : أن هذه الكلمة طعن في الشيخ أنه غير ضابط يقبل التلقين من تلامذته. والأصل أنه ثقة ضابط، فهذا خلاف الأصل، فإما أن يقام عليها دليل، وإلا حقها الرد وعدم القبول.
الثاني : أن هذه الكلمة قد نهى الله عن قولها للنبي صلى الله عليه وسلم والعلماء ورثة الأنبياء. (( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (التوبة:61).
قال الطبري في تفسيره (ج: 10 ص: 168) عند هذه الآية: "يقول تعالى ذكره : ومن هؤلاء المنافقين جماعة يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيبونه ويقولون هو أذن سامعة يسمع من كل أحد ما يقول فيقبله ويصدقه.
وهو من قولهم: رجل أذنة مثل (فعلة) إذا كان يسرع الاستماع والقبول، كما يقال: هو يقن ويقن إذا كان ذا يقين بكل ما حُدِّث. وأصله من أذن له يأذن إذا استمع له، ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن".
ومنه قول عدي بن زيد:
أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن "اهـ
فهذه الكلمة يقولها أهل النفاق طعنا في الرسول صلى الله عليه وسلم واليوم يقولها أهل البدع والجهال طعناً في العلماء وإسقاطا لكلامهم، ودفعاً لعلمهم، فشابهوا بفعلهم هذا فعل أهل النفاق، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الثالث : أن هذه الكلمة يتسور بها أصحابها لرد كلام أهل العلم في الأشخاص أوفي الأمور، وهذا من أسوأ وأبطل ما يكون إذ كلام العالم لا يرد إلا بدليل شرعي، فهل هذا من الأدلة الشرعية؟
الرابع : أن هذه الكلمة فيها محاذير كثيرة منها ترسيخ انعدام الثقة بالشيخ في كلامه وأحكامه، وإذا ضاعت الثقة بالشيخ ضاعت الثقة بعلومه.
الخامس : ومن محاذير هذه الكلمة أنها تسقط مهابة الشيخ وإجلاله من نفوس الطلاب.