(مسألة) هل عيسى عليه الصلاة والسلام صحابي ؟

[يوسف عتي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تجريد أسماء الصحابة :
عيسى بن مريم عليه السلام نبي وصحابي فإنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسلّم عليه فهو آخر الصحابة موتا ( تجريد أسماء الصحابة ـ الذهبي 1/432)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة": (4/761)
عيسى المسيح ابن مريم الصديقة بنت عمران بن ماهان بن الفار، رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمته ألقاها إلى مريم، وذكره الذهبي في التجريد مستدركا على من قبله فقال: عيسى ابن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسلم عليه، فهو نبي وصحابي، وهو آخر من يموت من الصحابة. اهـ..
قال الشيخ العلّامة ابن العثيمين في شرحه للواسطية : فإن قلت: عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان وهو رسول، فما الجواب؟.
نقول: هو لا ينزل بشريعة جديد، وإنما يحكم بشريعة النبي .
فإذا قال قائل: من المتفق عليه أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعيسى يحكم بشريعة النبي ، فيكون من أتباعه، فكيف يصح قولنا: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر؟
فالجواب: أحد ثلاثة وجود:
أولها: أن عيسى عليه الصلاة والسلام رسول مستقل من أولي العزم ولا يخطر بالبال المقارنة بينه وبين الواحد من هذه الأمة، فكيف بالمفاضلة؟! وعلى هذا يسقط هذا الإيراد من أصله، لأنه من التنطع، وقد هلك المتنطعون، كما قال النبي .
الثاني: أن نقول: هو خير الأمة إلا عيسى.
الثالث: أن نقول: إن عيسى ليس من الأمة، ولا يصح أن نقول: إنه من أمته، وهو سابق عليه، لكنه من أتباعه إذا نزل، لأن شريعة النبي باقية إلى يوم القيامة.
فإن قال قائل: كيف يكون تابعاً، وهو يقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل إلا الإسلام مع أن الإسلام يقر أهل الكتاب الجزية؟!.
قلنا: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إقرار له، فتكون من شرعه ويكون نسخاً لما سبق من حكم الإسلام الأول. ) انتهى .
أفيدونا بما فتح الله عليكم.

[عبد الصمد بن أحمد السلمي]

لعل من إخواننا من لديه علم بها

بارك الله فيك

[عبد العزيز بوفلجة]

أخوي الكريمين: يوسف وعبد الصمد -حفظكما الله ورعاكما-, هذه المسألة تعتبر من فضول العلم, فلا يترتب عليها كبير علم؛ لأن عيسى عليه السلام نبي رسول, والرسالة أعلى منزلة من الصحبة بالاتفاق, بل إنه رسول من أولي العزم, وهم: محمد نبينا صلى الله عليه وسلم, ونوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام, وهم أشرف رسل الله مكانة ومنزلة.
والله أعلى وأعلم.