منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Oct 2007, 11:07 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي سبحان الله , ما أشبه اليوم بالبارحة ! عبر و توجيهات للمنحرفين من قصص سلفنا الصالحين



الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده , و على آله و صحبه ؛ و بعد :

فبعد أن نَشَرت في إحدى المنتديات , مقالا حول لقاء بين اليهود وطريقة صوفية , حيث جاء فيه ترحيب اليهود بمثل هذه اللقاءت التي تُعرف بالصوفية ؛ و نشرت المقال هناك تحت عناون " ما رأيكم : هذه الطائفة , تخدم الإسلام أم اليهود ؟ " فضحا لهم .

و المقال من هنـــا في منتديات التصفية و التربية السلفية

و كالعادة بعد نشر الحق , فإن الناس بين قابل و ذام ؛ غير أن الذام يتعرض على ناشر الحق بالسوء و الكذب و البهتان

فكان أحدهم رماني بالكذب على هؤلاء , و أن هذا غير صحيح ؛ فأتيته بالخبر من الموقع الرسمي لتك الطريقة الخبيثة ؛ فسكت

ثم دخل أحد من ينفح بالخارجية , يعترض علي , ليس دفاعا عن الصوفية و لكن بغضا للحق و أهله ؛ فقال لي :

"فلماذا تأمروننا ان نطيع بوتفليقة وهو صوفي قادري

اين عقولكم

لما تنسون ماتكتبون وتقولون القول ثم تقولون ضده غدا

المرجئة يرقعون دين الملوك ويفسدون دينهم
"


أي الرئيس الجزائري ؛ فأجبته بما يلي :

"لأن السلف كانوا كذلك يفعلون ؛ و إليك قصة الإمام أحمد - رحمه الله- الذي عُذِبَ, ليقول بقول المعتزلة و لم يخرج عليهم , و حين طُلب منه ذلك رفض :


قال ابن كثير - رحمه الله - في البداية و النهاية (و تعليقاتي بالأزرق) :


" ملخص الفتنة والمحنة من كلام أئمة السنة أثابهم الله الجنة

قد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله -عز وجل-‏.‏ ( و هذا ما يفعله الآن الصوفية - قبحهم الله - بالتلبيس على الحكام لتحريضهم ضد أهل السنة )

قال البيهقي‏:‏ ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم ؛ فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له ؛ واتفق خروجه إلى طرسوس لغزو الروم فكتب إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن ؛ واتفق له ذلك آخر عمره قبل موته بشهور من سنة ثماني عشرة ومائتين‏.‏

فلما وصل الكتاب - كما ذكرنا - استدعى جماعة من أئمة الحديث فدعاهم إلى ذلك فامتنعوا ؛ فتهددهم بالضرب وقطع الأرزاق ؛ فأجاب أكثرهم مكرهين ؛ واستمر على الامتناع من ذلك الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح الجنديسابوري ؛ فحملا على بعير وسيرا إلى الخليفة عن أمره بذلك (هل القول بخلق القرآن هو حكم الله ؟ لا شك لا ! و هو دعاهم إليهم , بل فرضه عليهم , و هو يعتقد ذلك و يوالي و يعادي فيه ؛ و لكن مع اعتقاده هذه العقيدة الكفرية و إلزامه إياهم بها , و تهديدهم من أجل مخالفتها ؛ فإنهم لا زالوا يطيعونه و لا يكفرونه و لا يخرجون عليه ؛ فالهو أكبر ! صدق رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : (( تركتم عيها بيضاء نقية , لا يزيغ عنها إلا هالك )) ؛ وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد ؛ فلما كانا ببلاد الرحبة جاءهما رجل من الأعراب من عبادهم يقال له‏:‏ "جابر بن عامر" فسلم على الإمام أحمد وقال له‏:‏ " يا هذا ‏!‏ إنك وافد الناس فلا تكن شؤماً عليهم ؛ وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه فيجيبوا، فتحمل أوزارهم يوم القيامة ؛ وإن كنت تحب الله , فاصبر على ما أنت فيه ؛ فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل ؛ وإنك إن لم تقتل تمت، وإن عشت عشت حميداً‏".‏

قال أحمد‏:‏ "وكان كلامه مما قوَّى عزمي على ما أنا فيه من الامتناع من ذلك الذي يدعونني إليه"‏.‏

فلما اقتربا من جيش الخليفة ونزلوا دونه بمرحلة , جاء خادم وهو يمسح دموعه بطرف ثوبه ويقول‏:‏ " يعزُّ عليَّ - أبا عبد الله - أن المأمون قد سل سيفاً لم يسله قبل ذلك، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف "‏.‏

قال‏:‏ فجثى الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال‏:‏" سيدي غرَّ حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن لم يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته‏".
( ولم يقل له : اذهب و جهز جماعة لقتال هذا الحاكم , و اصعدوا إلى الجبال ؛ و اقتلوا كل من أطاعه ؛ و خربوا الأرض و من عليها! ؛ بل فعل ما كان يقدر عليه دون أن تقع فتنة ألا و هو اللجوء إلى خالقه و دعائه , فاستجاب له !).

قال‏:‏ فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل‏.‏

قال أحمد‏:‏ ففرحنا ؛ ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة، وقد انضم إليه أحمد بن أبي دؤاد، وأن الأمر شديد ؛ فردونا إلى بغداد في سفينة مع بعض الأسارى، ونالني منهم أذىً كثير‏.‏

وكان في رجليه القيود، ومات صاحبه محمد بن نوح في الطريق وصلى عليه أحمد ؛ فلما رجع أحمد إلى بغداد دخلها في رمضان، فأودع في السجن نحواً من ثمانية وعشرين شهراً ؛ وقيل‏:‏ نيفاً وثلاثين شهراً ؛ ثم أخرج إلى الضرب بين يدي المعتصم‏.‏
وقد كان أحمد وهو في السجن هو الذي يصلي في أهل السجن والقيود في رجليه
‏. ( و لا يزال صابرا لا يخرج و لا يحرض على الخروج في السر و لا في السجن ضد السلطان مثل ما يفعله سفهاء الأحلام اليوم , فتنبه !)



ذكر ضربه رضي الله عنه بين يدي المعتصم

لما أحضره المعتصم من السجن زاد في قيوده، قال أحمد‏:‏" فلم أستطع أن أمشي بها , فربطتها في التكة وحملتها بيدي ؛ ثم جاؤوني بدابة فحملت عليها فكدت أن أسقط على وجهي من ثقل القيود، وليس معي أحد يمسكني، فسلم الله حتى جئنا دار المعتصم (اللهم ارزقنا صبرا كصبره !) ، فأدخلت في بيت وأغلق عليَّ وليس عندي سراج ؛ فأردت الوضوء فمددت يدي فإذا إناء فيه ماء فتوضأت منه ؛ ثم قمت ولا أعرف القبلة ؛ فلما أصبحت إذ أنا على القبلة و لله الحمد‏.‏ ( الخوارج يكفرونه مباشرة و يصفونه بعدو الله و الطاغوت و الصليبي ! اللهم فقهنا في دينك ) .

ثم دعيت فأدخلت على المعتصم ؛ فلما نظر إلي وعنده ابن أبي دؤاد قال‏:‏ "أليس قد زعمتم أنه حدث السن وهذا شيخ مكهل ‏؟‏ "

فلما دنوت منه وسلمت قال لي‏:‏" ادنه" ؛ فلم يزل يدنيني حتى قربت منه ؛ ثم قال‏:‏" اجلس ‏!" ‏ فجلست وقد أثقلني الحديد ؛ فمكثت ساعة ثم قلت‏:"‏ يا أمير المؤمنين , إلى ما دعا إليه ابن عمك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ‏؟‏ "

قال‏:‏" إلى شهادة أن لا إله إلا الله‏".‏
قلت‏:‏" فإني أشهد أن لا إله إلا الله‏".‏ (مع انحرافه و التلبيسات التي عليه , فإنه كان يعرف أول ما دعى إليه رسول الله – صلى الله عليه و سلم - , و لم يقل له " دعا إلى الحاكمية ! " )

قال‏:"‏ ثم ذكرت له حديث ابن عباس في وفد عبد القيس ثم قلت‏:‏" فهذا الذي دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -‏".

قال‏:"‏ ثم تكلم ابن أبي دؤاد بكلام لم أفهمه ؛ وذلك أني لم أتفقه كلامه، ثم قال المعتصم‏:"‏ لولا أنك كنت في يد من قبلي لم أتعرض إليك‏ ".‏

ثم قال‏:"‏ يا عبد الرحمن ‏!‏ ألم آمرك أن ترفع المحنة ‏؟‏ "
قال أحمد‏:"‏ فقلت‏:‏ الله أكبر، هذا فرج المسلمين‏ ".‏

ثم قال ناظره‏:‏" يا عبد الرحمن، كلمه‏".‏
فقال لي عبد الرحمن‏:‏" ما تقول في القرآن‏؟" ؛‏ فلم أجبه‏.‏
فقال المعتصم‏:"‏ أجبه‏".‏
فقلت‏:"‏ ما تقول في العلم‏؟‏" ؛ فسكت‏.‏
فقلت‏:‏" القرآن من علم الله، ومن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر بالله‏".‏ فسكت‏.‏ ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ؛ فالذي يبني معقتده على غير الكتاب و السنة , أنى له أن يقابلهما بغيرهما ! )
فقالوا فيما بينهم‏:"‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ كفَّرك وكفَّرنا‏".‏ فلم يلتفت إلى ذلك‏. (هذا عين ما يفعله الصوفية اليوم من الافتراءات على أهل السنة و رميهم بأنهم يكفرون المسلمين , و أنهم هم الإرهابيون ؛ لأننا ننبذ شركياتهم و خرافاتهم, فقبحهم الله ! ).

فقال عبد الرحمن‏:"‏ كان الله ولا قرآن"‏.‏
فقلت‏:‏" كان الله ولا علم‏؟‏ " ؛ فسكت‏.‏
فجعلوا يتكلمون من ههنا وههنا، فقلت‏:"‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسوله حتى أقول به‏".‏

فقال ابن أبي دؤاد‏:‏" وأنت لا تقول إلا بهذا وهذا ‏؟‏" (فإن أهل الأهواء لم يكتفوا بكتاب ربهم و سنة نبيهم - صلى الله عليه و سلم -حتى زادوا عليهما ما ليس فيهما و لا منهما ؛ و كأنهم لم يرضوا بهما ؛ فنعوذ بالله من ذلك )
فقلت‏:"‏ وهل يقوم الإسلام إلا بهما"‏.‏ ( الله اكبر , أُسْدُ السنة في كل زمان قائمين لله بالحجة !)
وجرت مناظرات طويلة، واحتجوا عليه بقوله‏:‏ ‏((‏ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‏ ))‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 2‏]‏‏.‏

وبقوله‏:‏ ‏((‏ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ‏))‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 16‏]‏‏.‏
وأجاب بما حاصله أنه عام مخصوص بقوله‏:‏ ‏(( ‏تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا‏ ))‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏ 25‏]‏‏.‏

فقال ابن أبي دؤاد‏:‏ "هو والله يا أمير المؤمنين ضالٌ مضلٌ مبتدعٌ، وهنا قضاتك والفقهاء فسلهم‏".‏

فقال لهم‏:"‏ ما تقولون ‏؟‏ "

فأجابوا بمثل ما قال ابن أبي دؤاد ؛ ثم أحضروه في اليوم الثاني وناظروه أيضاً، ثم في اليوم الثالث، وفي ذلك كله يعلو صوته عليهم، وتغلب حجته حججهم‏.‏

قال‏:‏ فإذا سكتوا فتح الكلام عليهم ابن أبي دؤاد، وكان من أجهلهم بالعلم والكلام (يذكرني بشمس الدين "السبيطار "الكاتب الدجال الأفاك حيث جعلوه كالكلب ينبح لهم على السلفيين !) ، وقد تنوعت بهم المسائل في المجادلة ولا علم لهم بالنقل، فجعلوا ينكرون الآثار ويردون الاحتجاج بها ( سبحان الله ! كما فعل الدجال الأفاك مع كتب السلف في الاعتقاد , حيث قل عن سنن البربهاري مملوء بالأحاديث الموضوعة , و طعن في الدارمي ؛ عجيب ! تشابهت أعمالهم)، وسمعت منهم مقالات لم أكن أظن أن أحداً يقولها ؛ وقد تكلم معي ابن غوث بكلام طويل ذكر فيه الجسم وغيره بما لا فائدة فيه ؛ فقلت‏:‏" لا أدري ما تقول، إلا أني أعلم أن الله أحد صمد، وليس كمثله شيء، فسكت عني‏".‏

وقد أوردت لهم حديث الرؤية في الدار الآخرة ؛ فحاولوا أن يضعفوا إسناده ويلفقوا عن بعض المحدثين كلاماً يتسلقون به إلى الطعن فيه، وهيهات، وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ‏؟‏ ( عين ما يفعلونه الآن للطعن في كتب السلف و ووصف أحاديثها بالموضوعة ! )
وفي غبون ذلك كله يتلطف به الخليفة ويقول‏:‏" يا أحمد ‏!‏ أجبني إلى هذا حتى أجعلك من خاصتي وممن يطأ بساطي‏".‏

فأقول‏:‏" يا أمير المؤمنين ‏!‏ يأتوني بآية من كتاب الله أو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى أجيبهم إليها "‏.‏

واحتج أحمد عليهم حين أنكروا الآثار بقوله تعالى‏:‏ ‏(( ‏يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً‏ ))‏ ‏[‏مريم‏:‏ 42‏]‏‏.‏
وبقوله‏:‏ ‏(( ‏وكلم الله موسى تكليماً‏ ))‏ ‏[‏النساء‏:‏ 164‏]‏‏.‏
وبقوله‏:‏ ‏(( ‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي‏ ))‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏

وبقوله‏:‏ ‏(( ‏إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ ))‏ ‏[‏النحل‏:‏ 40‏]‏‏ ؛ونحو ذلك من الآيات‏.

فلما لم يقم لهم معه حجة عدلوا إلى استعمال جاه الخليفة ؛ فقالوا‏:‏" يا أمير المؤمنين ‏!‏ هذا كافر ضال مضل‏".‏

وقال له إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد‏:"‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ويغلب خليفتين‏".‏

فعند ذلك حمي واشتد غضبه، وكان ألينهم عريكة، وهو يظن أنهم على شيء‏.‏
قال أحمد‏:‏ فعند ذلك قال لي‏:"‏ لعنك الله، طمعت فيك أن تجيبني فلم تجبني‏".‏
ثم قال‏:‏" خذوه واخلعوه واسحبوه‏".‏

قال أحمد‏:‏" فأُخذت وسُحبت وخُلعت وجيء بالعقابين والسياط وأنا أنظر، وكان معي شعرات من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- مصرورة في ثوبي ؛ فجردوني منه وصرت بين العقابين‏.‏
فقلت‏:"‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ الله الله، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏‏( ‏لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث ‏)‏‏)‏‏.‏ وتلوت الحديث‏.‏
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم‏ )‏‏)‏‏:‏ فبم تستحل دمي، ولم آت شيئاً من هذا‏؟‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ اذكر وقوفك بين الله كوقوفي بين يديك، فكأنه أمسك‏.‏

ثم لم يزالوا يقولون له‏:"‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ إنه ضال مضل كافر"‏.‏

فأمر بي فقمت بين العقابين , وجيء بكرسي فأقمت عليه ؛ وأمرني بعضهم أن آخذ بيدي بأي الخشبتين فلم أفهم ؛ فتخلعت يداي وجيء بالضرابين ومعهم السياط فجعل أحدهم يضربني سوطين ويقول له - يعني المعتصم -‏:‏ "شد قطع الله يديك‏".‏

ويجيء الآخر فيضربني سوطين، ثم الآخر كذلك فضربني أسواطاً فأغمي عليَّ وذهب عقلي مراراً, فإذا سكن الضرب يعود عليَّ عقلي؛ وقام المعتصم إلي يدعوني إلى قولهم فلم أجبه، وجعلوا يقولون‏:‏" ويحك ‏!‏ الخليفة على رأسك" ، فلم أقبل وأعادوا الضرب , ثم عاد إلي فلم أجبه، فأعادوا الضرب ثم جاء إلي الثالثة، فدعاني فلم أعقل ما قال من شدة الضرب ؛ ثم أعادوا الضرب فذهب عقلي فلم أحس بالضرب , وأرعبه ذلك من أمري وأمر بي فأطلقت ولم أشعر إلا وأنا في حجرة من بيت، وقد أطلقت الأقياد من رجلي , وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من رمضان من سنة إحدى وعشرين ومائتين ؛ ثم أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله، وكان جملة ما ضرب نيفاً وثلاثين سوطاً، وقيل‏:‏ ثمانين سوطاً، لكن كان ضرباً مبرحاً شديداً جداً‏.
( يا له من عذاب غليظ من أجل دين الله ؛ رحمه الله رحمة واسعة و جعله من المقربين ؛ و الآن نرى سفهاء الأحلام يحرضون ضد الحكام للخروج عليهم , لِمَ ؟ من أجل دريهمات و خفض مستواهم المعيشي ؛ ألا تَعسِ َعُبّاد الدينار ! )

وقد كان الإمام أحمد رجلاً رقيقاً أسمر اللون، كثير التواضع، رحمه الله‏.‏

ولما حمل من دار الخلافة إلى دار إسحاق بن إبراهيم -وهو صائم- أتوه بسويق ليفطر من الضعف فامتنع من ذلك وأتم صومه، وحين حضرت صلاة الظهر صلى معهم ( و لم يكفر هؤلاء لأنهم يطيعون ذلك الحاكم , كما يفعله سفهاء الأحلام اليوم , ألا قبح الله كلاب النار! ) فقال له ابن سماعة القاضي‏:‏" وصليت في دمك ‏!‏ "

فقال له أحمد‏:"‏ قد صلى عمر وجرحه يثعب دماً" ، فسكت‏.‏

ويروى أنه لما أقيم ليُضرَب , انقطعت تكة سراويله فخشي أن يسقط سراويله فتكشف عورته , فحرك شفتيه فدعا لله فعاد سراويله كما كان‏.‏

ويروى أنه قال‏:"‏ يا غياث المستغيثين، يا إله العالمين، إن كنت تعلم أني قائم لك بحق فلا تهتك لي عورة‏".‏

ولما رجع إلى منزله جاءه الجرايحي فقطع لحماً ميتاً من جسده وجعل يداويه والنائب في كل وقت يسأل عنه، وذلك أن المعتصم ندم على ما كان منه إلى أحمد ندماً كثيراً، وجعل يسأل النائب عنه والنائب يستعلم خبره، فلما عوفي فرح المعتصم والمسلمون بذلك ( سبحان الله و الله أكبر ! ما أسرع الفرج من الله بعد الصبر على الحاكم الظالم , قال حسن البصري - رحمه الله - : " و الله ! لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَل سلطانهم صبروا , ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ؛ و ذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ّ ؛ وو الله ّ ما جاؤوا بيوم خير قط !.ثم تلا: ((وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )) [ الأعراف 137] " (1)) ولما شفاه الله بالعافية بقي مدة وإبهاماه يؤذيهما البرد ( أما سفهاء الأحلام فيُشَهِرون بذلك في الشاشات و الجرائد و في المساجد و الطرقات و و و)، وجعل كل من آذاه في حل إلا أهل البدعة ( هذا موقف سلفنا من أهل البدع , لأنهم يريدون تخريب الإسلام باسم الإسلام ! )، وكان يتلو في ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏((‏ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا‏ ))‏ ‏[‏النور‏:‏ 22‏]‏ الآية‏.‏

ويقول‏:‏ ماذا ينفعك أن يعذب أخوك المسلم بسببك‏؟‏ ( و ماذا ينفع كلابَ النار قتلُ المسلمين و ذبحهم و إذلالهم أمام العدو ؟!! ) وقد قال تعالى‏:‏ (‏(‏‏ فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ‏‏)‏) ‏[‏الشورى‏:‏ 40‏]‏‏.‏

وينادي المنادي يوم القيامة‏:‏ ‏(‏‏( ‏ليقم من أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا‏ )‏‏)‏، وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة، قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم‏-:‏ ‏(‏‏( ‏ثلاث أقسم عليهن‏:‏ ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، ومن تواضع لله رفعه الله‏ )‏‏)‏‏.‏

وكان الذين ثبتوا على الفتنة فلم يجيبوا بالكلية أربعة‏:‏ أحمد بن حنبل -وهو رئيسهم-، ومحمد بن نوح بن ميمون الجنديسابوري ومات في الطريق، ونعيم بن حماد الخزاعي، وقد مات في السجن، وأبو يعقوب البويطي، وقد مات في سجن الواثق على القول بخلق القرآن، وكان مثقلاً بالحديد، وأحمد بن نصر الخزاعي وقد ذكرنا كيفية مقتله‏.

( الذين ثبتوا يذكروني بمشايخنا الكرام كابن باز و ابن العثيمين و الألباني و أمان جامي و مقبل الوادعي - رحمهم الله - والفوزان , و آل الشيخ و الربيع و الجابري و النجمي و زيد و غيرهم - حفظهم الله - الذين صمدوا أمام بدعة الحزبية و شبه التكفيريين , و لم يتأثروا بهم طرفة عين ؛ و أذكر أيضا الشيخ عبد المالك رمضاني - حفظه الله - الذي هددوه بالقتل حين صمد أمامهم , و نجى الله به كثير من الشباب في الجزائر , أيام الفتنة ؛ فاللهم ارحم من مات منهم و احفظ من بقي منهم , و ثبتهم و إيانا على الحق إلى يوم نلقاك , آمين يا رب آمين )


و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين


و الحمد لله رب العالمين


----------------------------------

(1) الشريعة للآجري (1 / 73 ) برقم (63 )

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Oct 2007, 08:16 AM
أم أنس أم أنس غير متواجد حالياً
وفقها الله
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 125
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Oct 2007, 05:54 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين ؛ و فيكم بارك الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Oct 2007, 07:15 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

جزاك الله خيراً
وبارك الله لك ونفع بك
ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Oct 2007, 08:13 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين ؛ و فيك بارك الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Oct 2007, 10:49 PM
ابوعبدالله الجزائري ابوعبدالله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 287
افتراضي

ما شاء الله زادك الله توفيقا وبارك فيك وعليك .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 Oct 2007, 11:47 PM
عبدالكريم الجزائري عبدالكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 79
افتراضي

بارك الله فيك أبا نعيم .رحم الله إمام السنة أحمد بن حنبل .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 Oct 2007, 01:25 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين ؛ و فيكما بارك الله أيها الأحبة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, عبروتوجيهات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توجيهات حول تربية البنات أم يوسف قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات 0 24 Dec 2007 04:16 PM
حـصـريــا! كـلـمـة الشيخ عبد الغنيّ عوسات "اليوم" في بيت العلاّمة ربيع المدخليّ حفظهما الله أبو أنس عبد الهادي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 8 16 Oct 2007 09:42 PM
" اغتنام ما تبقى من رمضان " خطبة اليوم للشيخ لزهر سنيقرة - حفظه الله - أبو نعيم إحسان الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 6 08 Oct 2007 03:57 PM
ماحكم وضع كلمة ماشاء الله تعالى -سبحان الله تعالى -لا إله إلا الله_ على كزاز السيارة أبو الوليد جمال الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 02 Oct 2007 10:29 PM
معنى حديث:"سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته" للفقيه العثيمين رحمه الله أبو أنس عبد الهادي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 02 Oct 2007 02:32 AM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013