منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Jan 2015, 09:09 PM
أبو عبد الكريم نبيل بن عدان أبو عبد الكريم نبيل بن عدان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 4
افتراضي من صفات علماء السنة

من صفات علماء السنة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } أما بعـــد: فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد :
الحمد لله الذي :" اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة، وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل، وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، فضلهم عظيم، وخطرهم جزيل، الحيتان في البحر لهم تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة، هم أفضل من العُبّاد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، يذكرون الغافل، ويعلمون الجاهل، لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون " اهـ (" أخلاق العلماء " للآجري ص15- 16) فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ومع هذا كله فقد خفي على كثير من الناس وصفهم، فعدوا كل متشدق في الكلام عالما، وهذه الرزية شكى منها الإمام العلم ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – في كتابه الفذ (" فضل علم السلف على علم الخلف " ص22 وما بعدها فارجع إليه غير مأمور)، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذا الواقع المرير، فعن عبد الله بن عمرو ابن العاصي – رضي الله عنهما – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، و لكن يقبض العلم بقض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا و أضلوا "- متفق عليه- فدل هذا الحديث على رفع درجة العلماء وعلو مكانتهم، وأن ذهابهم مهلكة للأمة، وفيه " الحث على حفظ العلم، و التحذير من ترئيس الجهلة " اهـ (" فتح الباري "1/195 ) قال الطرطوشي – رحمه الله – في (" الحوادث والبدع "ص77):" فتدبّر هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم، و إنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم، فيؤتى الناس من قبله، وقد صرّف عمر هذا المعنى تصريفا فقال:"ما خان أمين قط، ولكنه أؤتمن غير أمين فخان " ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط، و لكنه استفتي من ليس بعالم فضلّ وأضلّ " انتهى كلامه رحمه الله . فإذا تقرر ذلك فإن للعلماء صفات تميزوا بها، وأخلاقا عرفوا بها عن باقي الخلق، فمن ذلكم:
1- أنهم يردون المتشابه إلى المحكم، قال الله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ))- آل عمران- "الآية7" قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – في (" تيسير الكريم المنان " ج1ص208) :" فلعلمهم أن المحكمات في غاية الصراحة والبيان، يردون إليها المشتبه الذي تحصل فيه الحيرة لناقص العلم وناقص المعرفة، فيردون المتشابه إلى المحكم فيعود كله محكما ويقولون: ((آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ ))؛ للأمور النافعة والعلوم الصائبة ((إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )) أي: أهل العقول الرزينة، ففي هذا دليل على أن هذا من علامة أولي الألباب، وأن إتباع المتشابه من أوصاف أهل الآراء السقيمة والعقول الواهية والقصود السيئة."اهـ
2 - ومن صفات أهل العلم أنهم أهل الاستنباط والفهم، قال الله عز وجل : ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )) – النساء – "الآية83"
3- ومن صفات أهل العلم أنهم يعقلون الأمثال التي يضربها الله في كتابه الكريم، قال الله تعالى: ((وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )) – العنكبوت – " الآية 43 " قال ابن القيم - رحمه الله -:"وقد أخبر سبحانه عن أمثاله التي يضربها لعباده، يدلهم على صحة ما أخبر به، أن أهل العلم هم المنتفعون بها المختصون بعلمها. وفي القرآن بضعة و أربعون مثلا، وكان بعض السلف إذا مر بمثل لا يفهمه بكى، ويقول: لست من العالمين اهـ (' بدائع التفسير '2/301)
4 - ومن صفات أهل العلم أنهم واقفون مع الحجة والاستدلال، وأنهم يرون أن الحق والهداية في إتباع ما أنزل من الله تعالى فلا يتبعون الرأي ولا يتخذونه أصلا لهم، قال الله عز وجل:(( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )) –سبأ- "الآية6" قال ابن القيم –رحمه الله- في ('إعلام الموقعين'2/10) في معرض بيان صفات العلماء:" واقفين مع الحجة والاستدلال يسيرون مع الحق أين سارت ركائبه، ويستقلون مع الصواب حيث استقلت مضاربه، وإذا بدا لهم الدليل بأُخذته طاروا إليه زرافات ووحدانا، وإذا دعاهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى أمر، انتدبوا إليه ولا يسألونه على ما قال برهانا، ونصوصه أجل في صدورهم وأعظم في نفوسهم من أن يقدموا عليها قول أحد من الناس أو يعارضوها بعقل أو قياس. اهـ
5- ومن صفات أهل العلم أن علمهم في صدورهم آيات بينات فهم على بصيرة من دينهم، قال الله تعالى : ((بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ )) –العنكبوت-"الآية49"
6- ومن صفات أهل العلم الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة، قال الله عز وجل:((وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ )) –القصص-"الآية80" قال ابن مفلح –رحمه الله- في ('الآداب الشرعية'2/46):'قال المروذي : قيل لأبي عبد الله :قيل لابن المبارك كيف تعرف العالم الصادق؟ قال: الذي يزهد في الدنيا ويقبل على الآخرة."اهـ و قال- رحمه الله-:' قال الثوري :العالم طبيب هذه الأمة والمال داء، فإذا كان الطبيب يجر الداء إلى نفسه كيف يعالج غيره ؟'اهـ ('الآداب الشرعية'2/48
7- ومن صفات أهل العلم الخشوع والخضوع لأمر الله تعالى، قال سبحانه وتعالى :(( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) )) -الإسراء- وقال عز وجل : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ))-فاطر-"الآية28" وقال سبحانه وتعالى:(( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))-الحج"الآية54"
8- ومن صفات أهل العلم، قيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية وصبرهم على الأذى فيه، قال سبحانه وتعالى:(( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) –التوبة –'الآية122' وقال عز وجل:(( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)) –السجدة-'الآية24'
9- ومن صفات أهل العلم، عنايتهم بحفظ الجماعة وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، وعنايتهم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمرهم، وتأليف القلوب عليهم، والدعاء لهم، ونصحهم في السر وبالتي هي أحسن، وعطف قلوب الرعاة على الرعية، والرعية على الرعاة، حتى تستقيم الأمور ويتحقق المقصود، قال الحسن البصري – رحمه الله -:'والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا، ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه، ووالله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا قوله تعالى:(( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )) –الأعراف-'الأية137' [الشريعة للآجوري1/158]
10- ومن صفات أهل العلم، محبة جميع الصحابة –رضي الله عنهم- وتعظيمهم، وتوقيرهم، والاحتجاج بإجماعهم، و الأخذ بآثارهم، قال الله تعالى:(( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) -الحشر-'الآية10' قال القرطبي- رحمه الله- :'هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة، لأنه جعل لمن بعدهم حظا في الفيء ما أقاموا على محبتهم والاستغفار لهم، وأن من سبهم أو واحدا منهم أو اعتقد فيه شرا أنه لا حق له في الفيء، روي ذلك عن مالك وغيره .'اهـ ('الجامع لأحكام القرآن'20/373)
11- ومن صفات أهل العلم، التأني في الفتوى وإحالة المستفتي على غيره من أهل العلم، بل يودون لو أن غيره من أهل العلم كفاه ذلك، مع توقفهم فيما لا يعلمون أو ما غاب عنهم من الأحكام لعلمهم بعظم القول في دين الله بلا علم، روى الخطيب البغدادي – رحمه الله – في (الفقيه والمتفقه2/349 ) بسنده إلى البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال:'لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر ما منهم من أحد إلا وهم يحب أن يكفيه صاحبه الفتوى' اهـ 12 - ومن صفات أهل العلم، تقرير توحيد رب العالمين، والاهتمام به، و العناية بمسائله وترغيب الناس في ذلك، والتحذير من الشرك ووسائله وذرائعه .
13- ومن صفات أهل العلم، تبليغ العلم ونشره والصبر على ذلك والاستمرار فيه، مع انشغالهم بالعلم والعمل، ومشاورتهم أهل العلم ومدارستهم في المسائل التي تحتاج إلى ذلك، فقد كان عمر –رضي الله عنه- يجمع للمسألة أهل بدر.
14- و من صفات أهل العلم، أنهم أهل الثبات عند فتن الشبهات أو فتن الشهوات، قال الله تعالى:(( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )) –القصص-'الآيات79-82'
15- و من صفات أهل العلم، أنهم أرحم الخلق بالخلق، قال ابن القيم – رحمه الله -:' ولما كان نصيب كل عبد من الرحمة على قدر نصيبه من الهدى، كان أكمل المؤمنين إيمانا أعظمَهم رحمة، كما قال تعالى في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)) –الفتح –'الآية29'. وكان الصديق - رضي الله عنه – من أرحم الأمة، وقد روي عن النبي، أنه قال:" أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ", رواه الترمذي. وكان أعلمَ الصحابة باتفاق الصحابة، كما قال أبوسعيد الخدري - رضي الله عنه - : وكان أبو بكر – رضي الله عنه – أعلمنا به ._ يعني النبي صلى الله عليه وسلم _ . فجمع الله له بين سَعة العلم والرحمة. وهكذا الرجل، كلما اتسع علمه اتسعت رحمته.اهـ (إغاثة اللهفان2/899) فهذا غيض من فيض، فإن المطلوب شرعا هو إنزال كل شيء في منزلته، وهذا عين العدل والحكمة، فهضم حقوق الناس ظلم، ورفعهم فوق ما يستحقون ظلم أيضا، فينبغي إدراك من هم العلماء، فليس كل من ظهر في قناة من القنوات، أو كتب مقالا، أو طبع رسالة، أو اشتهر بالخطابة كان عالما، فكم أنتج هذا الخلط من المفاسد، و لو لم يكن منها إلا تقمص وظائف العلماء خاصة في الإفتاء في النوازل، و شيوع الباطل وإلباسه لبوس الحق، لكفى ذلك العاقل في السعي إلى معرفة من هم العلماء المعتبرين الذين أمر الله عز وجل بسؤالهم في قوله:(( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) –النحل'الآية43' لينجو ويسلم. و لعل من باب النصيحة للأمة و إرادة الخير لها بعد كل هذا البيان، ذكر بعض أسماء العلماء المعتبرين في بلادنا الحبيبة فمن ذلكم: الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس، والشيخ عبد الغني عويسات، والشيخ لزهر سنيقرة، والشيخ عز الدين رمضاني، والشيخ الدكتور عبد الخالق ماضي، وغيرهم من إخوانهم حفظهم الله وسددهم ووفقهم وسلمهم، آمين. ((إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ))-هود-'الآية88
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

وكتبه : أبو عبد الكريم محمد نبيل – سلمه الله من كل سوء -
مدينة بلعباس – حرسها الله – 6ربيع الثاني 1436الموافق ل26/01/2015

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04 Feb 2015, 05:43 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم أخي الفاضل نبيل ، أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013