منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Nov 2017, 11:41 PM
أبو الفوزان محمد أمين الجزائري أبو الفوزان محمد أمين الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 17
افتراضي قصة فيها تتويب للنساء و موعظة للرجال

أخرج ابن الجوزي بسنده عن صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ :

"كَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ بِمَكَّةَ ، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ ، فَنَظَرَتْ يَوْماً إِلَى وَجْهِهَا فِي الْمَرْأَةِ ، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا : أَتَرَى أَحَداً يَرَى هَذَا الْوَجْهَ ؛ لاَ يُفْتَنُ بِهِ ؟

قَالَ : نَعَمْ . قَالَتْ : مَنْ ؟

قَالَ : عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ !

قَالَتْ : فَأْذَنْ لِي فِيهِ ؛ فَلأَفْتِنَّنَهُ ! قَالَ : قَدْ أَذِنْتُ لَكِ !

قَالَ : فَأَتَتْهُ كَالْمُسْتَفْتِيَةِ ، فَخَلا مَعَهَا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . قَالَ : فَأَسْفَرَتْ عَنْ – وَجْهٍ - مِثْلِ فَلْقَةِ الْقَمَرِ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أَمَةَ اللَّهِ – اِسْتَتري - !

قَالَتْ : إِنِّي قَدْ فُتِنْتُ بِكَ فَانْظُرْ فِي أَمْرِي ؟

قَالَ : إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنْ أَنْتِ صَدَقْتِينِي ؛ نَظَرْتُ فِي أَمْرِكِ ؟

قَالَتْ : لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلا صَدَقْتُكَ .

قَالَ : أَخْبِرِينِي : لَوْ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ أَتَاكِ لِيَقْبِضَ رُوحَكِ ؛ أَكَانَ يَسُرُّكِ أَنِّي قَضَيْتُ لَكِ هَذِهِ الْحَاجَةَ ؟ قَالَتِ : اللَّهُمَّ ؛ لاَ . قَالَ : صَدَقْتِ . قَالَ : فَلَوْ أُدْخِلْتِ فِي قَبْرِكِ وَأُجْلِسْتِ لِلْمُسَاءَلَةِ ؛ أَكَانَ يَسُرُكِ أَنِّي قَضَيْتُ لَكِ هَذِهِ الْحَاجَةَ ؟ قَالَتِ : اللَّهُمَّ ؛ لاَ .

قَالَ : صَدَقْتِ . قَالَ : فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ أُعْطُوا كُتُبَهُمْ وَلا تَدْرِينَ تَأْخُذِينَ كِتَابَكِ بِيَمِينِكِ أَمْ بِشِمَالِكِ ؛ أَكَانَ يَسُرُّكِ أَنِّي قَضَيْتُ لَكِ هَذِهِ الْحَاجَةَ قَالَتِ : اللَّهُمَّ ؛ لاَ .

قَالَ : صَدَقْتِ . قَالَ : فَلَوْ جِيءَ بِالْمَوَازِينِ وَجِيءَ بِكِ لَا تَدْرِينَ تَخِفِّينَ أَمْ تَثْقُلِينَ ؛ أَكَانَ يَسُرُّكِ أَنِّي قَضَيْتُ لَكِ هَذِهِ الْحَاجَةَ ؟ قَالَتِ : اللَّهُمَّ ؛ لاَ . قَالَ : صَدَقْتِ .

قَالَ : فَلَوْ وَقَفْتِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لِلْمُسَاءَلَةِ ؛ أَكَانَ يَسُرُّكِ أَنِّي قَضَيْتُ لَكِ هَذِهِ الْحَاجَةَ ؟ قَالَتِ : اللَّهُمَّ ؛ لَا . قَالَ : صَدَقْتِ

قَالَ : اتَّقِي اللَّهَ يَا أَمَةَ اللَّهِ ! فَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكِ ، وَأَحْسَنَ إِلَيْكِ .

قَالَ : فَرَجَعَتْ إِلَى زَوْجِهَا ، فَقَالَ : مَا صَنَعْتِ ؟

قَالَتْ : أَنْتَ بَطَّالٌ ، وَنَحْنُ بَطَّالُونَ .

فَأَقْبَلَتْ عَلَى الصَّلاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْعِبَادَةِ .

قَالَ : فَكَانَ زَوْجُهَا يَقُولُ : مَالِي وَلِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ؟!

أَفْسَدَ عَلَيَّ امْرَأَتِي ؛ كَانَتْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عَرُوسا ، فَصَيَّرَهَا رَاهِبَةً" .

"المنتظم في تاريخ الأمم والملوك" (6 / 197-198) ، و "ذم الهوى" (ص 265) .


والقصة أخرجها أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ في كتابه "الثقات" وهو العجلى المذكور في سند ابن الجوزي أعلاه (ت 261هـ) الراوي لها - عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ "الإمام أحمد" - في كتابه "تاريخ الثقات" (ص 332) في ترجمة -(1082)- عبيد بن عمير بن قتادة بن سعيد ، أبو عاصم المكي ، تابعي ، ثقة ، وكان قاضي أهل مكة في زمانه ، وهو من كبار التابعين ، كان ابن عمر يجلس إليه ، ويقول : لله در أبي قتادة , ماذا يأتي به ؟


وذكر القصة أيضاً العلامة ابن القيم في "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" (ص 340) .

⬅️قلتُ : نقلتُ القصة ليس لأنها مجرد قصة نتأنس ونتسلى بها ؛ ولكن لما فيها من فوائد وعظة :

📌الأولى :*بيان مقدرة وقوة النساء في فتنة الرجال .

📌الثاني :*أن مفتاح الفتنة والشر في مسائل الإغواء الجنسي يبدأ من النساء ، إذْ أنّ المرأة إن لم تفتح الباب ؛ لم يكن أحدٌ من الرجال يدخل عليها البيت.

📌الثالثة :*أنّ الأصل في الرجال الافتتان بالنساء والأحاديث في ذلك كثيرة إلا من ...

📌الرابعة :*تقوى الله ومخافته هي التي تمنع الرجل من الانجراف نحو الافتتان بالنساء .

📌الخامسة :*قد أخطأت تلك المرأة في آخر قصتها ؛ فاجتنبت التزين والتجمل لزوجها بحجة الالتفات إلى العبادة ، وهذا ليس بجيد ولا صحيح .

📌السادسة :*أن الرجل يريد زوجته دائماً تكون متجملة جذابة كالعروس حتى وإن تقدمت بها السِّن أو كثر أولادها ، فالرجل لا يعترف بالكبر .


🍂التوصية :

أوصي النساء بأن لا يتركن التزين لأزواجهن ، فالتّعبد والتنسُّك لا يمنع من تجمُّلِ المرأة لزوجها ؛ كي تَقرّ عينه بها ، وتمنعه من النظر إلى غيرها من النساء السافرات الحسناوات .

بل إشباع زوجها غريزياً مقدم على نوافل العبادات مطلقاً بل يأتي بعد الفرائض وهو من الواجبات . فتأملي أيتها الزوجة العابدة المتنسكة !

فديننا الحنيف ليس دين رهبانية فحسب ، بل هو

دين عبادة وسلوك ومعاملة ،

و

خير ما تعامل المرأة زوجها به ؛ إشباع نظره ، وسمعه ومعاشرته ، فلا ينظر منها إلاّ إلى كل جميل*وحُسْن وبَهَاء*، ولا يسمع منها إلا كل كلمة لطفٍ ودلال ، ولا يشُمُّ منها إلا كل رائحة زكية مرضية .

🖋كتبه /

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .

السبت 24 / 11 / 1437هـ

http://abufraihanjamal.blogspot.com/...-post.html?m=1

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, رقائق, عبيدبن عمير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013