إشراقة فلَق:
من المبشرات الدَّاعية إلى مزيد الغبطة والسرور أن يقف الواقف على بعض النماذج المشرقة والمواقف المشرفة لبعض إخواننا من طلاب العلم ودعاة الخير، وترى في حاله ودعوته من التجرد للحق ما يدل على صدقه وينبؤ عن صفاء قلبه، وقد رأيتُ قريبا من بعض إخواننا الكبار ـ حفظهم الله وبارك فيهم ـ ما يدلُّ على شيء كثير من هذا، وذلك لما دُعيت للمحاضرة في الدورة العلمية المقامة بمدينة عين كرشة بولاية أم البواقي، فرأيت هناك من إخواننا من بدأ الشيب يدِبُّ في لحيته وهو معروف عند أهل بلدته بالعلم والطلب والملازمة، فلا يجد حرجا ولا غضاضة من أن يقدِّم بعضَ إخوانه ممَّن يرى رأي العين أنَّه أصغر منه بسنوات عديدة، فترى أحدهم يقدِّمُه للحاضرين ويجلس إلى جنبه إلى أن تتنهي المحاضرة، والثَّاني يرافقه في ممشاه ومعشاه، والثَّالث يقتطع من وقته وجهده ما يريه وغيرَه من الناس حفاوته بأخيه وإكرامه له، ورابع يختبؤ في الحاضرين زاعمًا الاستفادة، فلله الحمد على ما أبقى في هذه الأمة من بذور الخير.
كتبت هذا شكرا لمن رأيت منهم تلك المواقف المذكرة بهديِ الأوَّلين، وتذكرةً لنفسي وإخواني لعلَّنا نقتدي بأهل الصِّدق والصَّفاء من إخواننا.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 22 Jun 2014 الساعة 03:04 PM
|