منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Jan 2017, 11:36 AM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي [ لَطِيفَةٌ عَقَديَِّةٌ ] مِمَّا يُقَالُ وَلَا حَقِيقَةَ تَحْتَهُ (كَسْبُ الأَشْعَرِيِّ وأَحْوَالُ أَبِي هَاشِمٍ وَطَفْرَةُ النَّظَّامِ ) .

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أما بعد ُ :

فإنه لا يخفى على كثير من متتبّعي كتب المقالات و الفرق ذكر ما كان عليه المحايدون لمنهاج النبوة في مسائل الإعتقاد -و خصوصا تلك المتعلّقة بأسماء الله و صفاته و قدره- من حيرة و تخبّط في البداية ،و حسرة و ندامة في النهاية ،بعد أن لم يروا لما قعّدوه كبير فائدة ، و لما أصّلوه نتيجة بالنّفع عائدة ، و كانت هذه الثلاثة : الكسب و الأحوال و الطّفرة من جملة تلك التخبطات التي كانت من أصحابها عجيبة ، وعلى فهوم الناس غريبة مُريبة، حتى ربّما لم يجدوا لها ضابطا يضبطها ، ولا زماما يربطها -إن صحّ التعبير- ،"... وأنشدوا في ذلك:
ممـا يقـال ولا حقـيقة تحـته * ... * معـقولة تدنـو إلى الأفـهامِ
الكسبُ عند الأشعريِّ والحالُ عنـ * .. * ـد البَهشـميِّ وطـفرة النّظّامِ
.[البيتان من نقل شيخ الاسلام ، انظر :"الصفدية" (1/151) و"منهاج السنة" (1/459)]

تراجم أصحاب المقالات الثّلاثة :

الأشعري :
أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل:
ـ المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة .
ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها .
ـ المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم ، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدّر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: "اليوم مات ناصر السنة".["لموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة"(1/83)] وكان رجوعه مجملا كما قال اهل العلم .

البهشميّ :
قال الذهبي -رحمه الله- في "السير" (15/63 ) ،(18/59) : "أبو هاشم عبد السلام بن الأستاذ أبي علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي المعتزلي من كبار الأذكياء أخذ عن والده" ، فكانا "من رؤوس المعتزلة ومن الجهلة بآثار النبوة برعوا في الفلسفة والكلام وما شموا رائحة الإسلام ولو تغرغر أبو سعيد بحلاوة الإسلام لانتفع بالحديث فنسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا وتوحيدنا" .

النظّام :
قال الذهبي رحمه الله- في "السير" (10/542،541) : "شيخ المعتزلة صاحب التصانيف أبو إسحاق إبراهيم بن سيار مولى آل الحارث بن عباد الضبعي البصري.
المتكلم تكلم في القدر وانفرد بمسائل وهو شيخ الجاحظ وكان يقول إن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر ولو كان قادرا لكنا لا نأمن وقع ذلك وإن الناس يقدرون على الظلم وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم وأنه ليس يقدر على أصلح مما خلق .
قلت -أي الذهبي- : القران والعقل الصحيح يكذبان هؤلاء ويزجرانهم عن القول بلا علم ولم يكن النظام ممن نفعه العلم والفهم وقد كفره جماعة وقال بعضهم كان النظام على دين البراهمة المنكرين للنبوة والبعث ويخفي ذلك وله نظم رائق وترسل فائق وتصانيف جمة منها كتاب الطفرة وكتاب الجواهر والأعراض وكتاب حركات أهل الجنة وكتاب الوعيد وكتاب النبوة وأشياء كثيرة لا توجد .
ورد أنه سقط من غرفة وهو سكران فمات في خلافة المعتصم أو الواثق سنة بضع وعشرين ومئتين" .

المقالات الثلاثة و ما يراد بها :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "وصار الناس يقولون عجائب الكلام طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري ولهم في ذلك من الكلام ما يطول وصفه" .[درء التعارض (3/ 444)ت:سالم]
لكن لما كان كثير منّا يسمعها من شرّاح متون الإعتقاد ولا يفهمها ،جمعت شرحها على سبيل الإختصار تعريفا بها ،وتقريبا لمقصدها ، لإدراك ما كان عليه القوم من إضاعة الأوقات ، و التفنن في ابتداع المقالات ،البعيدة عن أهمّ المهمّات ، وما ذاك إلا نتيجة للبعد عن كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم وفهم السّلف الأثبات .

أوّلا : الكسب (للأشعري) :
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- : "و المعتزلة استطالوا على الأشعرية ونحوهم من المثبتين للصفات والقدر بما وافقوهم عليه من نفي الأفعال القائمة بالله تعالى فنقضوا بذلك أصلهم الذي استدلوا به عليهم في أن كلام الله غير مخلوق وأن الكلام وغيره من الأمور إذا خلق بمحل عاد حكمه على ذلك المحل واستطالوا عليهم بذلك في مسألة القدر واضطروهم إلى أن جعلوا نفس ما يفعله العبد من القبيح فعلا لله رب العالمين دون العبد ثم أثبتوا كسبا لا حقيقة له فأنه لا يعقل من حيث تعلق القدرة بالمقدور فرق بين الكسب والفعل ولهذا صار الناس يسخرون بمن قال هذا ويقولون ثلاثة أشياء لا حقيقة لها طفرة النظام وأحوال أبى هاشم وكسب الأشعري" .[مجموع الفتاوى (8/ 128)] ، ونقلتُ : قال الشيخ محمد الجامي -رحمه الله- : "نقدر أن نقول: إنها جبرية متطورة أو متسترة.".[الرسالة السادسة ضمن مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة (ص274)]


ثانيا : الحال (لأبي هاشم) :
قال الآمدي : "الحال عبارة عن صفة إثباتية لموجود غير متصفة بالوجود ولا بالعدم".["غاية المرام"(ص29)]
ونقلتُ : قال الشيخ محمد الجامي -رحمه الله- : "..أما أحوال أبي هاشم: المراد بها الصفات المعنوية التي انفرد بإثباتها أبو هاشم دون سائر المعتزلة من نفيه لصفات المعاني، أي أنه ينفي العلم والقدرة والإرادة إلى آخر الصفات ثم يثبت كونه عالما وقادراً ومريداً، وهذه ( الكوكنة) هي الأحوال".[الرسالة السادسة ضمن مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة (ص274)] و هكذا مصطلحات القوم لا ينضبط في تعريفها شيء ، فهي مطيّة لهم لإمرار ما شاؤوا من الباطل.

و انظر في بيان بطلانها مثلا : "الردّ على المنطقيين" لشيخ الإسلام (1/109) و "الدّرء"(4/283) و "منهاج السنة" له أيصا (2/125) .

ثالثا : الطّفرة (لإبراهيم النّظام) :
قال أبو المظفّر الإسفراييني : "...وَفِي حَال كهوليته كَانَ يصحب ملحدة الفلاسفة وَكَانَ قد اخذ مِنْهُم قَوْلهم بِأَن أَجزَاء الْجُزْء لَا تتناهى وَلَا يزَال يُمكن أَن يفصل من الخردلة الْوَاحِدَة شَيْئا بعد شَيْء مَالا يَنْتَهِي إِلَى جُزْء وَاحِد لَا جُزْء لَهُ وَلَزِمَه على هَذَا قدم الْعَالم وَهَذَا ركُوب مِنْهُ مَالا يقبله عقل أصلا ... وَكلمَة أَبُو الْهُذيْل فِي هَذِه الْمَسْأَلَة فَقَالَ : لَو كَانَ كل جُزْء من الْجِسْم لَا نِهَايَة لَهُ لكَانَتْ النملة إِذا دبت على البقلة لَا تَنْتَهِي إِلَى طرفها فَقَالَ إِنَّهَا تطفر بَعْضًا وتقطع بَعْضًا وَهَذَا مِنْهُ كَلَام لَا يقبله عقول الْعُقَلَاء لِأَن مَا لَا يتناهى كَيفَ يُمكن قطعه بالطفرة فَصَارَ قَوْله هَذَا مثلا سائرا يضْرب لكل من تكلم بِكَلَام لَا تَحْقِيق لَهُ وَلَا يَتَقَرَّر فِي الْعقل مَعْنَاهُ".["التبصير في الدين"(ص71)ت:ك.الحوت]
ونقلتُ : قال الشيخ محمد الجامي -رحمه الله- : "..وأما طفرة النظام: فهي (انزلاقة) انفرد بها النظام المعتزلي دون سائر المعتزلة وهي القول بأن الله خلق هذه الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن، من نبات وحيوان وجبال وبحار، ولم يتقدم خلق آدم على ذريته غير أن الله ( أكمن) بعضها في بعض، فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهور هذه الموجودات في أماكنها دون حدوثها ووجودها".[الرسالة السادسة ضمن مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة (ص274)]

انظر في بيان بطلانها مثلا : "منهاج السنة" (2/210)


و صلى الله عليه وآله وسلم على نبيّنا مُحَمَّدٍ و على آله و صحبه أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين .


أخوكم .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أيوب صهيب زين ; 29 Apr 2017 الساعة 06:31 PM سبب آخر: زيادة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013