هداية الغافلين بالحقّ المبين
الحلقة الثانية والأخيرة
نسخة pdf
من هنا
... تابع
قال الضحوي: «وأمّا ما سودته وذكرته فما هو إلا نتاج سوء ظنك وتعديك فقد قلت: أني كنت سببا مباشرا في التشهير بشيخي أبي موسى وتلميع صورته». قلت: لاحظوا –وفقكم الله- عندما كالوا التهم قالوا: أين هو التعدي والتجني والظلم هي نصائح فقط! هذا مختصر أجوبتهم! وعندما عكست القضية وكانوا هم المعنيون قال: «سوء ظنّك وتعديك»! فلماذا لم تعتبر كلامي مجرد نصيحة وتذكير أو على الأقل سألتني لأجيبك وتفهم عني؟ هل حقا تعتبر تلميع شيخك والتشهير له تعديا؟ ما هذه الأحاسيس المرهفة؟ وماذا عساني أن أقول وقد اتهمتني بفساد المنهج ومشابهة فركوس وعدونة والكيد للسلفيين؟! ما أجمل الإنصاف يا رجل! هل تذكر يا عادل قولك وقول أصحابك في الرجال الفحول وكل من كان ينتصر لمرابط؟ في كلّ مرة تلصقون بهم تهمة الغلوّ في مرابط! أي الكلامين أحق بالتعظيم؟ التلميع والتشهير وهي كلمات لها جانب إيجابي فقد تلمّع من يستحق التلميع وتشهر لمن يستحق التشهير أما الغلوّ فليس له إلاّ جانب مظلم ويكفيه ظلمة أنه من أكبر أسباب الشرك بالله بل هو سبب هلاك الأمم.
قال الضحوي: «ولعلك نسيت أم تناسيت وجهلت أو تجاهلت قول النبي صلى الله عليه وسلم "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فأخونا الشيخ أبي موسى سلمه الله، قد جلس مع مشايخنا مشايخ الإصلاح حفظهم الله جميعا باستثناء الشيخ عثمان عيسي حفظه الله الذي لم يكن موجودا في مناسبتين أو ثلاث، ناهيك عن جلوس أبي موسى مع الشيخ الفاضل عبد الحكيم دهاس والذي أوصانا في وقتها ببث دروس أبي موسى وتسجيلها ونشرها، وهي نفس ما أوصانا به المشايخ في دار الفضيلة»: قلت: هنا إشكالية كبيرة يا عادل! أوردها عادل وعادل منفعل ما هكذا يا عادل تورد الجُمل! والله ما نسيت وما تناسيت بل جهلت يقينا فمن تكلم عن التوبة؟ ومن تطرق إلى الماضي؟ من تقصد؟ صاحبك عبد الرزاق؟ من أي منهج تاب؟ هل كان مع المفرقة؟! وضّح من فضلك وهو المطلب رقم «6»، لأن الجواب عن هذه القنبلة سيرفع اللبس وتحل به ألغاز: فإذا كان شيخك قد تاب من انتساب إلى طائفة فهذا جوابي عن قضية تلميك وتشهيرك!
وهنا سؤال ألجأتني إليه: وأنت يا عادل متى تتوب من مشاركاتك للمفرقة في بداية الفتنة؟! نعم هي الحقيقة التي ظهر أثرها اليوم وبانت فيك شوائب التفريق، وهذا ما لا يعرفه كثير من الناس! فقد كنت من أول الناشرين لظلم المفرقة وطعنهم في الأبرياء وكنت سبّاقا لنقل افتراءات لزهر ومن معه في حق الأبرياء! وأجزم بأنّك ستقر بهذا فمنشوراتك في بداية الفتنة لا تزال في حساباتك أقول هذا حتى لا تعارض وتقول يا مرابط أنت تبحث عن الأرشيف! أين هي توبتك يا عادل؟ فلم تبلغنا إلى الآن؟ فجأة دخلت صف السلفيين ولم تكتب حرفا واحدا تعلن فيه تراجعك عن فتنة التفريق مع أنك بقيت تنشر في وسائل التواصل الطعن في مشايخ الإصلاح وتنتصر لشيوخ التفريق ما يقارب الشهرين! ما الفرق بينك وبين الإخوة في بريكة ممن كتبوا تراجعا واضحا هل فارق الزمن معتبر عندك؟ هل المظالم تتساقط كلما تضاءلت مدتها؟! في تلك المدة: «نوفمبر- ديسمبر-جانفي 2017» غرست دعائم التفريق وانتشرت نار الفتنة وغلبت العقلاء، هي أهم وأخطر مرحلة مرت في هذه الفتنة ففي تلك المدة اشتعلت وسائل التواصل بالمطاعن والكذب وأسهم أصحاب الحسابات الكبيرة إسهاما كبيرا في توسيع رقعة الفتنة، بخلاف من بقي صامتا حتى مع تصديقه لشيوخ التفريق فهذا لا ينبغي أن يطالب بالتراجع لأن الأيام الأولى كانت أياما عصيبة تمكنت الشبه من قلوب الشباب، أما من كان يسارع في النشر والتأييد بل حتى التقرير فها أنت بتاريخ: «19 نوفمبر 2017» في نفس اليوم الذي انطلقت فيه فتنة جمعة قلتَ في حسابك على التويتر: «ما أكثر المتعالمين ومن يتصدر للدعوة دون تربية أو حسن أدب فيوقع بين المشايخ بقصد أو بغير قصد فاللهم سلم المسلمين من شر هؤلاء الصعافقة الأغمار الأشرار».
قلت: نقلت هذا حتى لا تقول كنت أنشر فقط! لا يا أخي الحجة قائمة من أول يوم فالخلاف كان بين سلفيين والطعن كان في مشايخ مشهورين فحتى النقل تلام عليه فكيف وقد أشهرت خنجر الطعن قبل الجماهير! والله لا أدري كيف يجد راحة اليوم وكيف لا يفكر في الوقوف بين يدي الله من كان شريكا في مآسي الرجال! ففي الوقت الذي كنت تنشر فيه عبث لزهر بالأعراض كان الرجال يبكون في زوايا بيوتهم كما يبكي الأطفال! أفمن كان هذا حاله يحدثني اليوم عن الدعوة وعن عدونة وفوق هذا يحدثني عن مشايخ الإصلاح؟! هل تأكدت الآن بأنني أصبر وأتحمل ولا أذكر ما عندي إلا في حالات الاضطرار؟! الآن سيفهم القارئ المنصف سبب اعتراضهم على مرابط في قضية توبة المفرقة! وإني أحتسب أجر ما ذكرته عنك لأن في ذلك إعانة لك على التوبة! ولولا أنك خضت اليوم في نفس ما خضت فيه بالأمس ما كنت لأطرح هذه الحقيقة وكم من أناس كانوا مع المفرقة ولم يتراجعوا لكن شفع لهم أنهم استفادوا وتأدبوا وتعلموا وحتى هؤلاء أحب لهم الصراحة والتوبة والتحلل.
رجوعا إلى اعترافك الخطير: فأنا والله لم أكن أعلم بأنه أذنب فكيف تريد أن أعرف بأنه تاب؟ وغاية ما قام عندي أنه ابتعد عن ساحة الدعوة من سنين بعيدة وكنت أنت من نشر له وتوسطت له عند المشايخ ونشرت دروسه وأعلنت عنها ونشرت تزكيات المشايخ له! في وقت لم يكن أكثر السلفيين يعرفون من هو! هذه هي الحقيقة التي عظمت في قلبك ورفضت الرضوخ لها، مع أنه بإمكاني أن أجرد لك سردا تاريخيا وإحصائية دقيقة تؤكد حقيقة ما ادعيته.
فشيخك عبد الرزاق كان من جملة الشباب الذين وفقهم الله للدراسة عند الشيخ مقبل في يوم وفاة الشيخ رحمه الله كان قد مر على سنّ عبد الرزاق «28 سنة»، ويومها لم يكن –قولا واحدا- معدودا من شيوخ السلفية في الجزائر ولا حتى من الدعاة المشهورين بل كان شابا وطالب علم إلى أن جاءت فتنة فالح فأحرقت الأخضر واليابس ومن ذلك الوقت لم يظهر له أثر إلى أن جاءت سنة 2007 فرأيته سجل عندنا في التصفية وكتب منشورات أكثرها في برامج الكومبيوتر وكانت مدة مشاركاته ما يقارب الشهرين وبعهدها اختفى مرة أخرى! وحتى أنت يا عادل لم تنشر له إلا في سنة 2020 أو قريب منها، وإلاّ هات دليلا واحدا يثبت للناس بأنك كنت على صلة به أو أنك كنت على نفس طريقة اليوم في النشر لدروسه والإعلان لها والإكثار من قولك: شيخنا شيخنا! هات ما يثبت أن شيخك كان مهتما بالدعوة منشغلا بالعلم طيلة السنوات التي اختفى فيها؟ أقول هذا والله يعلم ما في نفسي ويعلم موقفي من الرجل فوالله ما تعرضت له يوما ولا ذكرته بسوء بل كنا قديما نذكره بخير وأنه من طلبة الشيخ مقبل، ولم يعرف بمشاركات دعوية.
ثانيا: أقول على فرض صحة ما نسبته للمشايخ من تزكيتهم لصاحبك: هل وصية المشايخ التي نقلتها واعتبرتها تزكية تؤهل شيخك لتوجيه الشباب في الجزائر أم هي توصية بالاستفادة منه في منطقتكم شأنه شأن كل طالب علم في مسجده وبلدته! والمشايخ يشكرون على حرصهم أما أنك تجعلها تزكية تعارض بها وقت الخصومات فهو برهان يصحح مقولتي السابقة حول تلميعك وتشهيرك لشيخك! ويذكرني حالك بحال الإمام الربيع مع جمع من الدعاة أوصى بهم الشيخ في مساجدهم وبلداتهم تشجيعا لهم، وبعضهم كتب لهم تزكيات بغرض الشفاعة فما كان منهم إلا استغلال تلك التزكيات وانطلقوا بها ومنها في توجيه الشباب في العالم بأسره وصار الواحد منهم يتكلم في كل النوازل والقضايا ويقول ويقال عنه: زكاه الشيخ ربيع! وكم اشتكى الشيخ من هؤلاء وكم؟! هذا في حق من كتبت في حقه تزكية أو سجلت فكيف بمن جلس مجلسا خاصا بين جدران دار الفضيلة وسأل المشايخ وأجابوه في سياق معين؟! ألا ترى فرقا بين هذا الصنيع وبين المجاهرة بالتزكية والنصرة والإشادة؟! فالأول يفعله جلّ المشايخ مع الكثير من طلبة العلم وأئمة المساجد أما الثاني فلا يحدث غالبا إلا في حق المؤهلين فعلا لتعليم وتوجيه الشباب والأمةّ، فهؤلاء لا يتأخر المشايخ في الجهر بتزكيتهم وامتداح جهودهم! افهم هذا رحمك الله.
قال الضحوي: «والحمد لله فهذا ما كان وعرف على أخينا أبي موسى من تدريس إخوانه وبث دروسه وشروحاته وحتى الاعتكاف على التأليف وكتابة شروحاته جعل الله ذلك في ميزان حسناته»: قلت: رويدك يا رجل كفاك تضخيما وتفخيما وكأنك تتكلم عن الشيخ ابن العثيمين فهو من يقال في حقه وفي أمثالهم أنهم عرفوا بالتدريس والشروحات والتأليف والكتابة! مهلا مهلا فأقصى ما يقوم به الشيخ هو إفادتكم في بريكة ببعض الدروس أما التأليف والكتابة فأرجوا أن تدلني على إصداراته هذه! يا أخي بقولك هذا أنت تذكر القارئ بكلامي حول تلميعك وتشهيرك!
ثم إنّ الواقف على كلامك يشعر وكأنني نازعتك في أهلية شيخك في التدريس والتأليف، وكأنّني كتبت شيئا من قبل أو سجلت ما يشعر بجهل الرجل أو تحذير منه! والحقيقة أنّ موقفي واضح وثابت ولم أجهر به حتى لا أشغل السلفيين ورفعت الأمر للمشايخ الكبار قبل ثلاث سنوات وهذا هو ديدني فأغلب القضايا لم أتكلم فيها ورفعتها للمشايخ وإنما أتكلم فيما أراه واجبا عليّ وفيما يتأكد في نفسي ويتحقق أنني سأصلح فيه وفي كثير من القضايا أجتهد في استشارة الأئمة الكبار وأبقى أنتظر إذنهم وإلى هذه اللحظة امتنعت عن المشاركة في قضايا دعوية كثيرة ومنها قضية الوضوح فهل رأيتم مرابطا تحدث فيها؟ رفعت المعضلة للإمامين عبيد وربيع وإلى الآن أنتظر فصل الإمام ربيع فيها، لأن الكثير لا يفرق بين المسألة في بدايتها وغالبا ما تكون هذه المسائل مفهومة واضحة لكن بعد اتساعها وتضارب الأقوال فيها ووقوع الفتن بسببها لابد في هذه المرحلة أن يتدخل العالم الذي يحترمه الجميع حتى يقبل منه أما مرابط وغير مرابط فلا تزيد مشاركتهم إلا خلافا! فعندي قناعة لا يراودها شك بأن كلام الكبير في الأمة هو أنفع من كلامي وحتى طلبة العلم دائما ما أنتظر كلامهم بل أراسل الكثير منهم وأحثهم على الكتابة والبيان لأن يد الله مع الجماعة، يقول الإمام ربيع –حفظه الله- «دفع بغض عدنان 125»: «وعلى كل حال أترك المجال للعلماء ولأهل السنة ليقولو قولهم في هذا الرجل في هذه القضية وغيرها»، هذا في القضايا الشائكة أما القضايا التي أرى بأني قادر على الحسم فيها لاسيما قبل أن تشتعل فهذه لا أتأخر عادة في توجيه الشباب وحتى هذه القضايا أستشير فيها قبل ولوجها ودونكم الأمثلة فبفضل الله لا أذكر أنني أحدثت فتنة أو شرخا بين السلفيين طبعا لا أتحدث عن اعتراضات الخصوم والحسدة وأهل الجهل فهؤلاء استثناء لا يخلو منهم زمان ولا مكان فما من كاتب مهما بلغت مرتبته إلا ويجد من يعارضه من الموافق والمخالف وإنما أتحدث عن التصور العام لردة فعل السلفيين وهو فهمهم وتفهمهم وتفاعلهم مع ما أطرحه من منشورات وهذا أمر ظاهر للعيان بل هو سبب مباشر في هيجان الكثير لاسيما بعد انكشاف مآلات الأحداث وتصديقها لفحوى تنبيهاتي وتحذيراتي! أخي القارئ: ما أذكره الآن هو واقع أحكيه بمرارة وأذكره اضطرارا لا اختيارا وليس هو من تزكية نفس في شيء ولا من التفاخر المحرم! وحكم الثناء على النفس للحاجة معلوم في الشرع، وكم تطرق ربيع السنة إلى بيان جهوده بسبب تنكر واتهام الخصوم له، ونذكر جميعا كلامه لفالح: هل تستكثر على ربيع محبة الشباب له ورجوعهم إليه؟! هذا جزء من الحقيقة المتعلقة بدعوتي ومع ذلك تجد للأسف من يتعمد إخفاء هذه الصورة الحقيقية وإبدالها بصورة مزيفة مشوهة، والله المستعان.
خلاصة موقفي من شيخك: أنكرت ما أقدمتَ عليه حين روجتَ له وكأنه من مشايخ الجزائر ومن الدعاة الثابتين وأنت تعلم علم اليقين بأن الرجل كان بعيدا كل البعد عن ساحة العلم والدعوة وكل من كان قريبا منه أو عارفا بمساره الدعوي لا يخالفني في هذا وإن كتمها في نفسه! فهذا رأيي الذي لا يجوز لك ولا لغيرك مهما علت مرتبته أن ينازعني فيه إلاّ بحجة واضحة وبرهان جليّ، لأن هذا الرأي مبني على دراية بواقع الرجل، وإذا ثبت عن شيخ من المشايخ أنه زكاه ووجه إليه السلفيين فهو من يتحمّل المسؤولية وله كامل الحق في تقويم الناس، لكن افهم بأنني كذلك يشرع في حقي تقويم كلام الشيخ والإدلاء برأيي! أقول هذا تنزلا وإلا أين رأيتني من قبل تكلمت عن شيخك أو بحت بشيء مما أعرفه؟! وأين وجدت المشايخ عارضوني في هذا وأين هي أقوالهم حتى ننظر فيها ونفهم بأن المشايخ امتدحوا شيخك بالصورة التي تروج لها؟!
يا رجل أنت تتكلم وكأنني البادئ وأنت تعلم جيدا بأن شيخك هو المعتدي الذي لا يفوت أي فرصة ليشوش على منشوراتي ومواقفي بداية من قضية البشاري! ولعلك نسيتها، منذ ذلك اليوم وأنا أتحمل أذيته وفي كل مرة يقحم وتقحمون اسم الإمام مقبل: شيخنا شيخنا حتى توهموا الناس بأنّ المعترض هو تلميذ الإمام مقبل وسائر على طريقته وإلاّ كيف أجاز لنفسه الاحتجاج بكتاب الشيخ مقبل إسكات الكلب العاوي في قضية متعلقة بدعوة الناس اليوم وحسن مخاطبتهم والبعد عن تنفيرهم؟! وكأنه يقول: هذه طريقة الشيخ مقبل وقد جئتك بها إلى الجزائر! ولست أدري هل عبد الرزاق عندما يخاطب العوام مثلا في بريكة ويذكر لهم القرضاوي هل يقول لهم: الكلب العاوي؟! وإن يسّر الله سأكتب عن طريقة الشيخ وأعرج على قضية الكتاب لأنّ عبد الرزاق لم يسق شيئا من تاريخ الكتاب وما أحاط به من ظروف وما وقع بعده من آثار!
وفي هذه المناسبة أخاطب عبد الرزاق: حدد موضعك من الآن هل أنت مقلد للشيخ الوادعي رحمه الله أم أنك طالب متجرد متبع للدليل كما كان يحب الشيخ لتلاميذه! فوالله ما عرف السلفيون رجلا مقت التقليد منذ عهد الشوكاني مثل الشيخ رحمه الله! نعم هذه هي الحقيقة التي كتمتها زمنا طويلا وها أنا اليوم أبوح بشيء منها عندما تكلمت عن وظيفة عادل في تلميع الرجل والتشهير له، فلولا أنني لاحظت آثار البعد عن العلم والساحة في منشورات عبد الرزاق وتصرفاته ما كنت لأهتم بما ينشره عنه عادل.
قال الضحوي: «فهل لك الجرأة التامة النابعة من الرجولة الحقيقية الكاملة وتقول أنّ مشايخنا أيضا هم من كانوا سببا في التشهير به وتلميع صورته، أم أنك ستجعل جوابك مؤرشفا عن المشايخ لحين الوقت المناسب»: قلت: ما دخل الرجولة في قضيتنا؟! هل تريد أن تستفزني لأرد على المشايخ؟ هل تريد أن تدفعني لأقول في المشايخ ما قلته فيك؟! ألم تلاحظ بأنك كنت عونا لي في منشورك هذا فأثبت بنفسك ما قلتُه عنك وما قيل عنك! فأنت تحرش بيني وبين المشايخ في وضح النهار وهذا دأبك للأسف وهذا الذي تصبوا إليه!
ثانيا: هل تضع صنيعك وصنيع المشايخ في قضية عبد الرزاق في كفة واحدة حتى تطالبني بأن أقول في المشايخ ما قلته فيك؟! هل المشايخ تربطهم علاقات وتعاملات مثل ما تربطك بالرجل؟ هل المشايخ صدروا عبد الرزاق على أنه شيخ مفيد وداعية قديم وصححوا أقواله في منشوراته وتعليقاته في وسائل التواصل؟! هل المشايخ كانوا في كل وقت ينشرون في حساباتهم أخبار لقاءاتهم مع عبد الرزاق؟! هل المشايخ أم عادل من أشغل نفسه الآن بالدفاع عن عبد الرزاق؟! المشايخ يا رجل هم بعيدون كل البعد عن طريقتك فغاية ما في الأمر أنهم شجعوا الرجل –أقصد بعضا منهم- وهم يشكرون على هذا وهذا دأبهم –وفقهم الله- وحتى لو فرضنا أنهم جانبوا الصواب فليس من الأدب والعقل أن أتعامل معهم بمثل ما أتعامل معك! ولا دخل للشجاعة والرجولة في هذه القضية وأنت أعلم من غيرك بأنني بفضل الله تربيت على الرجولة بها أعيش وبها أتعامل وبها أواجه، وقد وقفتَ بنفسك في ساعات الفتنة الأولى كيف وقفت في وجه شيوخ التفريق ويومها كانوا من مشايخ الجزائر من غير أن ننسى محمد بن هادي وما أدراك ما ابن هادي يومها! هل نسيت؟ هل تظن يا مسكين بأن اعترافك لخصمك بالرجولة والشجاعة ينقص من قدرك؟! هل قررتم ألاّ تتركوا شيئا من محاسن مرابط حتى رجولته؟! ألا تستحون؟! والله وبالله ليس بيني وبين المشايخ إلا الحب والوفاء والتقدير أما الخوف فلا أعرفه لا معهم ولا مع غيرهم، ولو فرضنا مثلا أنهم كتبوا بيانا –وفقهم الله- في تزكية عبد الرزاق وكنت مخالفا لهم والله ما تأخرت عن التواصل معهم وإظهار ما عندي من الحجج وحتى لو كان الرد على بيانهم في العلن بالحجج وبالأدب فلا أظن سلفيا سيرفض هذا العمل الذي هو من صميم الدعوة السلفية! وحاشاهم أن يقدموا على مثل هذا العمل، أقول هذا لأقرب لك درسا من دروس السلفية أرجو أن تستوعبه وألا تعود لمثل هذه السخافة.
يا عادل: من أعظم خصائص أهل السنة ومن أجلّ مميزاتهم تلك العلاقة السلفية الأثرية بين شيوخهم وتلامذتهم وهي علاقة لا تشبه أبدا ما هو حاصل بين شيوخ الطوائف وتلامذتهم، فعلاقة السلفي مبنية على ركني الاحترام والاتباع! فهذا أبو يوسف وصاحبه ابن الحسن وقد عرفا بصاحبي أبي حنيفة ضربا أعظم الأمثلة في باب التجرد حتى خالفا شيخهما في كثير من المسائل بل كما قال ابن عابدين في «حاشيته 1/166»: «حصل المخالفة من الصاحبين في نحو ثلث المذهب»! افهم هذا يا رجل فقد أسأتم هذه السنوات الأخيرة إساءة بالغة في استعمال فكرة الرجوع للمشايخ واحترامهم ولم يبق لكم إلا بعض الخطوات لتلجوا ميدان المتعصبة والمقلدة من أتباع المذاهب فانتبهوا إلى ما ترمي إليه تصرفاتكم هذه ومقاصدكم الحسنة لا تشفع لكم في هذا الباب الخطير، يقول ابن تيمية رحمه الله «المجموع 10/40»: «كثير من أتباع أئمة العلم ومشايخ الدين فحالهم وهواهم يضاهي حال من يوجب اتباع متبوعه لكنه لا يقول ذلك بلسانه».
وأختم لك بجزء من تاريخ لا أحب عادة أن أتكلم عنه لكن دفعتني إلى البوح بشيء من سالف أيّامي: قبل أكثر من عشرين سنة نزلت علينا نازلة عظيمة في الجزائر بعدما انتشرت تزكية العلامة عبيد الجابري رحمه الله للمفتون عيد عدونة فاستغلها أخبث استغلال ووثق به الشباب ويومها اتصلت مباشرة بالعلامة عبيد رحمه الله وكلمته في الهاتف وأنا شاب صغير ففاتحته في الموضوع فأوقفني الشيخ قائلا: «كيف تريد مني أن أسمع منك عن الرجل وأنا لا أعرفك» فأجبت الشيخ: «لك كامل الحق ألا تأخذ بكلامي لكن اسمع مني ثم تحقق بنفسك يا شيخنا»، فقال: «تفضل يا ولدي»، فتكلمت بما أعرفه عن عدونة وبعدما أنهيت الكلام شكرني الشيخ وقال: «جزاك الله خيرا»! فيا عادل هل فهمت الآن بأنك تخاطب رجلا متّبعا ولا تخاطب طفلا متعصّبا؟!
قال الضحوي: «ثم تتّهمني بأني خدعت الشباب وكذبت عليهم، سبحان الله والله كأنّني أرد على أسلوب عدونة، كيف خدعت الشباب؟ ومن هم هؤلاء الشباب المخدوعين؟»: قلت: لا تتشبّع بما ليس فيك يا مسكين ولا تتعاظم أمام القارئ لتصور له بأنك تفهم طريقة عدونة وتدرك شيئا من تاريخ الدعوة وأن مواقفك كانت دائما مشرفة! لا تحدثني عن عدونة الآن بل هات حديثك عنه قديما في وقت فالح؟! أتحداك أن تجيبني كيف كان موقفك يومها؟ ألم تربطك به علاقات وزيارات وإلى وقت قريب قبل فتنة التفريق؟ من غير أن أنسى قضية عبد الحميد العربي! أنا أسأل فقط ووعد مني بأنني سأصدقك!
وهنا لطفية من لطائفك: إذا كان عدونة بهذه الخطورة فما الذي منعك من بيان حاله وتحذير الشباب من أساليبه وما الذي أسكتك عنه كل هذه السنين! هل من دليل مكتوب أو مسموع يثبت بأنك تناولت قضيته من قبل! أثبت صلابتك للناس وأظهر صدقك في نصرة الدين وبين للسلفيين بأن وقفتك لمرابط سبقتها مواقف أخرى كثيرة لرؤوس البدعة.
قال الضحوي: «وأين كذبي على هؤلاء الشباب ومتى كذبت عليهم؟ وكيف كذبت عليهم؟ هذا من جهة»: قلت: في هذه الفقرة راودني شك قريب من اليقين بأنك تتعمد التظاهر بعدم الفهم! لأن كلامي واضح بأن المتسبب في التشهير بالداعية والساعي في نشر دروسه ثم إظهار تتلمذه على الشيخ مقبل وهو يعلم بأن المعني غاب عن الساحة العلمية الدعوية حقبة من الزمن وكان منشغلا بحياته -ولن تجرني للدخول في تفاصيلها- فمن فعل هذا الفعل هو واقع لا محالة في الكذب والخديعة وبصنيعه هذا قد غرر بالشباب سواء تقصد أم لم يتقصد! ولن أتحداك في حقيقة تتلمذ عبد الرزاق على الشيخ مقبل وكم جلس عنده وما الكتب التي درسها عنده وما هي الفروق الجوهرية بين تتلمذه وتتلمذ كبار طلبة الشيخ كالوصابي رحمه الله! قلت لن أتحداك في هذا وإنّما أتحداك فقط بأن تثبت لي بأن شيخك عبد الرزاق كان على خلاف ما ادّعيته أنا، وكان مرتبطا بالعلم والدعوة منشغلا بالتحصيل والتعليم منذ عودته من اليمن! هات أظهر خطئي بالحجة واترك التهويل، وما قلته عن عبد الرزاق لا يعتبر تجريحا ولا تحقيرا له، بل يقول هذا كل عاقل عن كل طالب علم أو شيخ ضعف في أبواب العلم والدعوة، وكم عرفت من دعاة نالوا الشهادات ثم شُغلوا وصاروا من عامة الناس حتى لا أقول من فسقتهم، فهل بمجرد أن يرجع الواحد منهم ويقوى إيمانه نعامله من منطلق ما عرفناه عنه فنربط به الشباب ونأخذ عنه من أول وهلة لأنه كان قديما دكتورا وشيخا وتلميذا للشيخ مقبل؟!
ثم دعني أتحدث عن تلامذة الشيخ مقبل: وهو المطلب رقم «8» أرجو أن تجيبني عنه: هل يحق لشباب سلفي أن يفتح الآن كتب طبقات تلامذة الشيخ مقبل ويسجل كل الأسماء الواردة فيه، وبعدها يجتهد في الأخذ من دروسهم وكتاباتهم؟!
بالمختصر: بعد موت الإمام مقبل وقعت فتن عظيمة أكثرها انتشارا:
1- فتنة المغراوي، 2- فتنة العيد شريفي، 3- فتنة المأربي، 4- فتنة فالح، 5-فتنة العربي، 6- فتنة-الحلبي، 7- فتنة عبد المالك، 8- فتنة الحجوري، 9-فتنة بن حنفية، 10-وآخرها فتنة ابن هادي! تخيل معي كل هذه الفتن لم يظهر فيها أثر لعبد الرزاق بما في ذلك فتنة التفريق وقد كانت بداية نشرك له في حدود 2020 فيما أذكره، فكيف تريد مني أن أطمئنّ لعودته؟! ألم تقرأ من قبل آثار السلف في هذا الباب؟! قال ابن سيرين «مقدمة مسلم:52»: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سمّوا لنا رجالكم»، ثم لماذا تفسر هذا التحفظ بأنه طعن وتجريح وتحذير وعداء؟! وهل نسيت بأن عموم السلفيين كانوا لا يعرفون عنه شيئا وأفضلهم كان يعرف اسمه فقط بعدما اشتهر في قوائم تلامذة الشيخ مقبل، لا أقول هذا احتقارا له بل ردا على تضخيمك وتهويلك! ثم أليس من حقي أن أهتم أكثر بقضيّته وقد دخل البيت من نافذته وصار بلمح البصر يتدخل في قضايا دعوية دقيقة لا داعي لتوسيع الكلام عنها الآن؟!
قال الضحوي: «ومن جهة أخرى فقد مر على مجلس أبي موسى مع المشايخ أكثر من ثلاث سنوات، فأين كنت من كل هذا، أم هو منهج الأرشفة العدوني»: قلت: ما هذه الفوضى؟ ما هذا العبث؟! فما شأني وشأن مجلسكم مع المشايخ؟! أرجوك ارحم القارئ ووضح أكثر! هل طعنت اليوم في شيخك وأظهرت موقفا من مجالسته للمشايخ حتى تحاسبني عن التأخر؟! ثم ما سبب إصرارك على قضية الأرشفة؟! حسبي الله ونعم الوكيل! والله يا عادل إنك تكذب وتتحرى الكذب لأنك تعرفني وتعرف صبري وتشهد في نفسك بأنني يوم أن بلغني كلامك فيّ راسلتك بصوتية هادئة وطالبتك ببيان الأدلة وبقيت أنتظر كل هذه المدة ولم تجبني ثم بعدها بسنة راسلتكم برسالة صوتية أظهرت فيها غضبي وحذرتكم من مواصلة التشويش على منشوراتي ومواقفي وأبديت انزعاجي الكبير من استغلالكم لاسم مشايخ الإصلاح وحتى هذه الصوتية لم تجبني فيها، وبعد كل هذا لم أذكركم لا من قريب ولا من بعيد إلى أن جاءت قضية «مستراح منه» وأخواتها، فانبرى شيخك للاعتراض وبقيتُ ساكتا عنه حتى تفاقم الأمر وولج مستنقع التهم والطعن وصار يكتب في العام ويتهمني بأشياء خطيرة، كل هذا تتغاضى عنه يا عادل وتلبس على السلفيين وتوهمهم بأن القضية بدأت بتهجم مرابط عليكم؟! ألا تتقي الله؟!
أمّا الأرشيف: يقول العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله- في «إزهاق أباطيل ص:119»: «ويدافع عن الأحزاب السياسية ومناهجهم الفاسدة ولديّ إثباتات على ذلك»! ويقول –حفظه الله- في «انقضاض الشهب ص:73»: «وسوف أظهر ما عندي من رسائلك ليعلم العقلاء مدى ما تتمتّع به من الصدق»، وفي «صفحة:98» طالب الإمام ربيع المغراوي في بداية فتنة عرعور بـ: «إعادة النظر في كل ما قاله عدنان في سيد قطب في كتبه ومواقف وأشرطته مع معرفة تواريخ هذه الأقوال»، وفي فتنة عبد الرحمن عبد الخالق كتب الإمام ربيع ردّه المعروف بـ«جماعة واحدة لا جماعات» تكلمّ في مقدمته: «صفحة:12» عن الأسباب التي جعلته يتفطن لأخطاء الرجل ومنها ما لاحظه على مجلة الفرقان وبسبب ذلك قال: «دفعني إلى قراءة كتابه الشورى فرأيت فيه أخطاء.. فجمعت هذه الأخطاء»، فهل لك من الشجاعة يا عادل حتى تخطئ ربيع السنة وتعتبر فعله من أرشفة الأخطاء والتفتيش في الماضي؟! أم أنك ستتواضع وتقر بظلمك؟ لأن ما تتكلم عنه هو تخصص واهتمام بقضايا الدعوة وأخبار المدعوّين، فمثلا عندما كان الخلاف مشتعلا بينكم وبين جماعة أخرى في بريكة وفي بسكرة ويومها لم يكن لي أي دخل في القضية وإنما رفعها إليّ من كان يأمل أن أسهم في معالجتها فدرستها وكنت مهتما بتصوير تعليقاتكم ومنشوراتكم وجمعها لأطلع عليها المشايخ الكبار كما هي عادتي ويكون هذا عونا لي ولهم على معالجة القضية والمشايخ يعرفون هذا، وهكذا أفعل في كل قضية لاسيما مع من أتوجس منه خيفة! فهل تعد هذا منكرا أم شيئا يحمد عليه الرجل ودليلا على ضبطه واحترامه لأدب العزو ونسبة الأقوال؟! هل ذنبي أنني رجل كبير ليس بيني وبين الخمسين إلا سنوات قليلة قضيت منها ما يقارب العشرين سنة في الساحة الدعوية لا سيما في النت؟! هل تتعجب من ضبطي لتاريخ الدعوة وأقوال الناس ومصادرها؟! هل تلومني على ذاكرتي عندما يمر عليّ موقف فلان من الناس فأضبطه وأعرف مداخله ومخارجه وعند الحاجة أستحضر مواطن كلامه وما قال وأين قال فأرجع إليه في حينه ومن مصدره وليس من أرشيفي؟! هل تراني أرشفت لفركوس عندما ناقشته في ثمان حلقات كاملة؟! والله وبالله لم يحدث هذا بل كنت في كل حلقة وعند الشروع في كتابتها أتناول القضية وأرجع لأقوال الدكتور المنتشرة في موقعه وأستشهد بمواقفه المتواترة عنه! وحتى مع التكفيريين اليوم أتقصد في ردودي إخراج ما نشرته أيديهم ولا أحب أبدا أن أفضحهم فيما سترهم الله فيه! هذا في حق المخالف فكيف وحديثك عن السلفيين؟!
يا عادل تفسير ما تقومون به اليوم: هو ضرب مقصود لأهم ركيزة عرفتُ بها في مقالاتي وهي ضبط الأحداث وإلزام المردود عليه بأقواله وغالب هذا دافعه أمران: الحسد والخوف من الانتقاد! فمن كان صادقا في حاضره فلن ينزعج من الأرشيف مهما كان ماضيه سيئا! فاحفظ هذا.
قال الضحوي: «وأما قولك: حتى لا أشغل عن مهمتي؟! فلا أزيد على رمتني بدائها وانسلّت فلا أعرف أحدا يشغل الإخوة وطلاب العلم بصدامات ومشاحنات مثلك أصلحك الله، فقد أكثرت من الجعجعة لم يُر لك طحينا»: قلت: لن أطيل في هذا التعليق لكني أنبه القارئ فقط على هذا الطعن ليضمه إلى قاموس التهم ألا وهو: إشغال الإخوة وطلاب العلم بصدامات ومشاحنات! وهو طعن آخر لا يقل قبحا عن مطاعنه السابقة! فهل يا ترى من يشغل الطلاب بالصدامات يصلح للدعوة وهل هو سلفي أصلا؟! حسبي الله ونعم الوكيل، فهل رأيتم الآن أيها العقلاء نوع المسائل المنتقدة على مرابط؟! هذه واحدة منها فعلى مرابط أن يقبل من ناصحه فيها ويعترف بأنه يشغل السلفيين بالمشاحنات وإلا فهو مكابر لا يقبل النقد ويرفض النصيحة! وعند الله اللقاء {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُون}، وإنّ عزائي في مثل هذه المواقف هو ما استحضره من اتهامات مشابهة لم يسلم منها حتى الإمام ربيع فكم اتهم بإشغال السلفيين وكم رمي بالتأصيل الباطل ودونك خطاب عدنان عرعور الذي كتبه للشيخ ربيع بتاريخ «24 المحرم 1420» وقال فيه مخاطبا الشيخ: «لماذا تترك النصيرية والصوفية والقبورية والروافض وتقدم لهم ما عندك من الخير إن كنت مخلصا وتريح السلفيين من فتنتك وتمويهاتك وأصولك الأمور التي لا تورث إلاّ الشرور والفرقة والقيل والقال»، نقل خطابه الإمام ربيع في «الانقضاض ص:108»، انتبه أيها القارئ فما مر عليك هو خطاب عرعور لربيع السنة وليس خطاب عادل لمرابط!
الخاتمة أطالب هذا المعتدي بالتوبة والرجوع عن ظلمه وتعديه وأقول له: لن يسعفك أحد من الناس ولن أقبل شفاعة أحد، ولن أسامحك إلا بعد كتابة تراجع واضح جلي، وحتى بعد التراجع لن أسكت عن باطلكم لو بقيتم مصرين عليه! فمشكلتكم ليست معي فقط بل مع كل طالب أو شيخ أو حتى سلفي عامي يظهر شيئا من الإنكار في هذه الأبواب التي لا تخدمكم لاسيما التحذير من الجرأة في الكلام والكتابة في وسائل التواصل، وإرشاد الشباب وكلّما اتسعت دعوة الرجل وأحبه الناس كلما اجتهدتم أكثر في أذيته اللهم إلاّ رجلا يرضخ لكم ويمنحكم التزكيات ويسكت عن باطلكم ويشارككم في ظلمكم فهذا الصنف هو مغنمكم وكنزكم ومصدر قوتكم، ثم اعلم يا عادل ويا عبد الرزاق بأن مطاعنكم التي لم تقيموا عليها الأدلة ستبقى تدينكم حتى تخرجوا منها فمهما سكت عنكم الناس ومهما جهلت الجماهير أصول أهل السنة في هذا الباب فهو دين في رقابكم لأن كل سلفي منصف يدرك بأن التهم التي ذكرت في منشوراتكم مهما طال أمدها هي في عرف العقلاء مصدر إدانة ستبقى تلاحقكم! يقول العلامة ربيع –حفظه الله- في «نصيحة أخوية ص:2»:
«فإذا لم تأت بالأدلة وأسباب هذا ا الجرح رأى الناس أنك قد ظلمتهم وتعديت عليهم وطعنت في دينهم بغير وجه حق، فصرت متهما عند الناس تحتاج إلى استبراء دينك وعرضك»، هذا في حق من يتكلم بلا دليل بغضّ النّظر عن قصده أمّا المتعمّد ففي منهج أئمة الجرح والتعديل يعتبر ساقط العدالة! يقول العلامة المعلمي رحمه الله في «التنكيل 1/56»:
«لو حُمل على التعمّد سقطت عدالة الجارح»، أسأل الله أن يعجل بتوبتكم وأن يفتح قلوبكم وأن يهديكم سواء السبيل، أسأل الله أن توفقوا لذلك قبل مفارقة الدنيا،
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو معاذ محمد مرابط
صبيحة الجمعة: 26 صفر 1446 هـ
الموافق لـ 30 /08 /2024 بالجزائر العاصمة