وقع النبال على رأس ذاتِ النعال (قصيدة)

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

قال تعالى :

{وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ} (41) الشورى

قال الحماسيُّ الأوّل :

( مَهْلاً بَني عَمِّنا مَـــــــــــهلاً مَوَالِينـــا ... لاَ تَنْبُشُوا بَـــــــــيننَا مَا كانَ مَدْفُونَا )
( لا تَطْمَعُوا أنْ تُهينُونَا ونُكْرِمُكُمْ ... وَأنْ نَكُفَّ الأذَى عَنْكم وتُؤْذُوَنا )
( مَهْلاً بَني عَمِّنَا عَنْ نَحْتِ أثْلتِنا ... سِيرُوا رُوَيْداً كما كُنْتُمْ تَسِيرُونَا )
( اللهُ يَعْــــــــــــــلَمُ أنَّا لاَ نُـــــــــــــــحبُّكُمُ ... وَلاَ نَـــــــــــــــلُومُكُمُ أنْ لاَ تُحِــــــــــــبُّونَا )
( كُــــــــــلٌّ لَهُ نِيَّةٌ فِي بُغْضِ صَاحِبِه ... بِنِعْـــــــــــــمةِ اللهِ نَقْــــــــــــليكُمْ وَتَقْلُونَا )

وَقْعُ النِّبَالِ عَلَى رَأْسِ ذَاتِ النِّعَالِ!

جرّد نعالك فالسيوفُ كريمةٌ

واقذف بها شأن الفتاة لتعتدي

وَلْوِلْ و صوِّتْ كي تشغبّ ربّما

يخشى الكريم لئيمة بالمرصدِ

لستَ الذي قدّ حَلَّ شِْعرًا إنَّما

قد حُلَّ شَعْر فتاتكم كي تفتدي

يا ويح أمك يا غريرُ فأمسِكنْ

عن ذَا الفجور وفعلك المتعربدِ

أواه يا رعديدُ يا مجنون عُدْ

فالكهف أنسب للحقير المُزْبدِ

أتُراك تنسى صورة "بتُوَيْتِرٍ"

عند التي قد تشتكيك لواحدِ

أتُراك أُنْسِيتَ الذي قد قلته

يا أُلعبان الْخِزْي لست مفنِّدي!

و لقد شَكَوْكَ لشيخكم لكنّه

مثل الأصمّ و أبكم متبلِّدِ

أو لم أكن قبل الخلاف أديبكم!

ما بال حكمك مائلا لم يلبِدِ؟!

أم قد نسيت بأنني شيخٌ لكم!

شيخَ الطريقة ، قلتها بتجرُّدِ ؟!

أم كنت تكذبُ كي تنال مكانةً

أيّ الأنام صَفِيق وجه أسوَدِ؟!

تجزي الشريف جزاء سِنْمارَ الذي

قد شاد بنيانًا كمثلِ زبرجدِ

إن الفراسة يا سفيه إذا أتتْ

من صادق الإيمان لم يترَدَّدِ

أمّا التي قد لاكهَا بالزور من

أكدى فتلك خساسةُ المتمرِّدِ

طبع الضباع و مكر ثعلبَ مثله

صبر الحمار بذلةِ المتعبِّدِ

حقد الجمال ، وخبث ذئب منتنٍ

هذي مَناعِتُ ألكدٍ بل أغيَدِ

و الوجه أطْول كالكلاب ليحتوي

طول اللِّسان اللاهثِ المتورّدِ

ها قد هجوتك فافرحنَّ و جمِّعنْ

أشباهك الأنذال في ذَا المعبدِ

و أقمْ مراسيمَ التقرُّبِ ربّما

تحظى بمدح خالصٍ من حلْقِدِ

أهجوك لا أهجوك وحدك إنما

أَرْمي بهجْوِك كل خبٍّ أبعدِ

كتبها : أبو عبدالرحمن امحمد العكرمي
صبيحة يوم الثلاثاء 17 ذي الحجة 1439 هجري


--------
رابط القصيدة بصَوْتِي على اليوتوب
https://youtu.be/oZpsgXzBiSg

قناة التصفية والتربية الرسمية على اليوتوب
https://www.youtube.com/channel/UC-EZyi1Ykse8DkR8uGTiRZA

.........