منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Aug 2019, 09:21 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا.









الهداية وأنواعها:

الهداية هدايتان: هداية الدّلالة والبيان والدّعوة والإرشاد. وهداية التّوفيق والإلهام والتّسديد والإرشاد.

فما الفرق بينهما؟

تعليق وجمع وترتيب: أم وحيد بهية صابرين
(هداني الله وسدّدني إلى طريق مستقيم)

ولأهميّة الموضوع الذي سوف أطرحه،بإذن الله، ويتعلّق بمسألة عقديّة مهمّة، قمتُ بجمع بعض المعلومات، أسعى بذلك، إن شاء الله، إلى إيصال الفوائد للقرّاء، وتعليمهم، أمور، قد يضطرب أناس في فهم معناها. لقلّة الفقه فيها. ما يضطرّنا إلى توجيههم إلى تفسيرات وشروح علماء السُّنَّة.

فمثلاً، اليوم مررتُ على تغريدة لشيخنا الفاضل محمد بن غالب العمري (أعزّه الله بالسُّنّة وثبّته عليها)، قال فيها:

"تأمل الآية في المنع من الهداية. قال تعالى ( وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
الهداية نعمة من الله عظيمة، سواء هداية الدلالة أو هداية التوفيق والتي بها النجاة والسعادة.
فاللّهم اهدنا لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي مَن تشاء إلى صراط مستقيم".




وبصوت الشيخ يشرح الفرق بين الهدايتين: هداية الدّلالة وهداية التّوفيق.

https://www.baynoona.net/ar/audio/3161



والقصد من إضافة الموضوع: هو تعريف النّاس بما ذكره الشيخ من أنواع الهداية. وهي النّقطة المهمّة التي ركّزتُ عليها في التّغريدة، والتي قد يجهل الكثير، الفرق فيها بين هداية الدّلالة و هداية التّوفيق.

فأحببتُ أن أحيل الشّرح والتّفسير، والتّفصيل في المسألة إلى علماء الميدان، علماء السُّنّة والعقيدة الصّحيحة.
فبحثتُ عن شرح يفصّل ويوضّح الفرق، فوجدتُ كلامًا نفيسًا لشيخنا الجليل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حول المسألة. فإليكموه:



ورد لفظ الهدى في القرآن الكريم كثيراً مثلاً في قوله تعالى ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)) والأسئلة: هل الإنسان مُخَيَّر أم مُسَيَّر؟ وهل للإنسان إرادة أن يكون طيباً أو خبيثاً أرجو بهذا توجيه؟ ما هي دلالة الهداية؟ ما هي دلالة الإرشاد؟ ما سبب نزول قوله تعالى ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))؟ ما حكم مَن كفر مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان هل يعاقب؟ هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعصية كمن يترك الصلاة ويقول هذا مكتوب علي يجري نظره بالنساء ويقول هذا مكتوب علي يشرب الخمر ويقول هذا مكتوب علي؟ هل تأثّر النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج على أصحابه رضي الله عنهم وهم يتنازعون في القدر ولماذا؟



الفرق بين هداية التوفيق وهداية البلاغ
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والأخيار لا يملكون شيئًا من هداية الناس، الهداية بيد الله لا يملكها نبي ولا مالك ولا عالم ولا عابد ولا غيرهم، فـالهداية بيد الله هو الذي يهدي مَن يشاء، يعني هداية التوفيق والرِضَا بالحق وقبوله، هذه بيد الله جل وعلا وهي المرادة بقوله: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص: 56] وهي المرادة بقوله سبحانه: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [البقرة: 272] يعني هداية التوفيق، هداية قذف النور في القلب، هداية الرضا بالحق، هذه بيد الله لا يملكها أحد.

أمّا هداية البلاغ والبيان فقد جعلها الله بيد الرُّسُل، هو يَهْدِي، والرُّسُل يهدون بالبلاغ والبيان، قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ..) [فصلت: 17] يعني بلّغناهم ودلّلناهم ولكن استمرّوا على كفرهم وضلالهم، وقال في حق نبيّه صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) [الشورى: 52] يعني هداية البلاغ والبيان، بيد الرسول وبيد أتباعه وبيد الرُّسُل جميعًا.
--------------------------------------------------------
شرح كتاب التوحيد (18 باب قول الله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

المصدر


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وكذلك أوحينا إليك.jpg‏
المشاهدات:	8606
الحجـــم:	84.1 كيلوبايت
الرقم:	7112   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	كلما اتقى العبد ربه.jpg‏
المشاهدات:	10082
الحجـــم:	69.8 كيلوبايت
الرقم:	7113   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	القرآن الكريم.jpg‏
المشاهدات:	5831
الحجـــم:	24.2 كيلوبايت
الرقم:	7115   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	تأمل في آية المنع من الهداية.jpg‏
المشاهدات:	11904
الحجـــم:	39.6 كيلوبايت
الرقم:	7116   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	هداية التّوفيق وهداية الدلالة والإرشاد.jpg‏
المشاهدات:	5679
الحجـــم:	55.3 كيلوبايت
الرقم:	7140  
الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 Aug 2019, 01:39 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم



للاستماع:

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ/بشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



قد عرفنا في المشاركة السّابقة الفرق بين هداية الدّلالة التي تعني تبليغ الرسول لدين الله ودعوة النّاس إليه، وتعريفهم به وبأحكامه، سعيًّا -بمشيئة الله- لتحقيق هداية التّوفيق التي هي من خصائص الربّ المعبود سبحانه وتعالى، والّتي تعني: تسديد العبد وتوجيهه إلى الطّريق المستقيم. وشرح الصّدور بالرغبة في اعتناق دين الله القويم، حيث قال الله تعالى:"أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ..."

وهاهنا أدلّة تثبت الفرق بين هداية الدّلالة وهداية التّوفيق، وهي أدلّة في آيات وأحاديث، يتبسّط فهم معناها، إذا تدبّرها العبد، وركّز في سياق الجملة التي جاءت للاحتجاج بها، في مواضع توضّح ما يذهب إليه الدّاعي إليها.
فمثلاً الآية التي يقول فيها الله سبحانه وتعالى: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، تبيّن أنّ هداية التّوفيق والتّسديد من الله سبحانه، وهو الهادي إلى طريق مستقيم.
أمّا الرّسل (عليهم الصّلاة والسّلام) وأتباعهم، يقول الله تعالى فيهم: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وهي آية يخاطب فيها الله سبحانه نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم، ويبيّن أنّ على الرُّسُل البلاغ المبين للحقّ والطّريق المستقيم، وهذا الذي يعني: هداية الدّلالة والبيان، ودعوة النّاس إلى الإسلام وأحكامه السّمحاء.

يقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:

[ وقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وإنّك يا محمد لَتَهْدِي إلى صراط مستقيم، عبادنا, بـالدعاء إلى الله, والبيان لهم.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال تبارك وتعالى: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) داع يدعوهم إلى الله عز وجل.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال: لكلّ قوم هاد.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم.
يقول جلّ ثناؤه: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ), وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.].انتهـ.

ويفسّر الآية بأبسط الكلمات الشيخ السعدي رحمه الله، في قوله:

[{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي: تبيّنه لهم وتوضّحه، وتنيره وترغّبهم فيه، وتنهاهم عن ضدّه، وترهّبهم منه، ثم فسّر الصّراط المستقيم فقال: {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.] انتهـ.

والآية الثانية التي يقول الله عزّوجلّ فيها: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)، يفسّرها الشيخ السعدي رحمه الله بقوله:
[ أي: تبليغكم البيّن الّذي لا يُبْقي لأحدٍ شَكًا ولا شُبْهَة، وقد فعل صلى الله عليه وسلم، بلّغ البلاغ المبين، وإنّما الذي يحاسبكم ويجازيكم هو الله تعالى، فالرّسول ليس له من الأمر شيء، وقد قام بوظيفته.] انتهـ.

وقد ذكر الله سبحانه قبل آية تبليغ الرّسول، تنبيهًا مهمًّا يوضّح سبب الهداية والتّوفيق إلى الطريق المستقيم، هو طاعة الرّسول، في قوله تعالى: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا). أي إن تقبلوا دعوته وتذعنوا إليه (تَهْتَدُوا).

قال الشيخ السعدي رحمه الله، مفسّرا للآية:

[{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} إلى الصراط المستقيم، قولا وعملا، فلا سبيل لكم إلى الهداية إلاّ بطاعته، وبدون ذلك، لا يمكن، بل هو محال.]انتهـ كلامه رحمه الله

والنّفوس قد جبلها الله سبحانه بقدرة تقبّل الحقّ. قال الله تعالى:"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)"

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسير الآية:

(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة : بيّن لها الخير والشرّ . وقال في رواية عطية: علّمها الطاعة والمعصية ، وروى الكلبي عن أبي صالح عنه: عرّفها ما تأتي من الخير وما تتّقي [ من الشرّ ].

وقال سعيد بن جبير: ألزمها فجورها وتقواها . قال ابن زيد : جعل فيها ذلك، يعني بتوفيقه إيّاها للتقوى ، وخذلانه إيّاها للفجور . واختار الزجاج هذا ، وحمل الإلهام على التّوفيق والخذلان، وهذا يبيّن أنّ الله - عزّ وجل - خلق في المؤمن التّقوى وفي الكافر الفجور.] انتهـ كلامه رحمه الله

وهذه الآيات كلّها توضّح الفرق بين هداية الدّلالة والتّبليغ والبيان، التي يقوم بها الرّسل عليهم السّلام وأتباعهم، وبين هداية التّوفيق والهام الرُّشد وشرح الصّدور للإيمان والإسلام، والتي هي من الله سبحانه، وهو أعلم بالمهتدين. وبمَن يستحقّ أن يكون من أهل الصّراط المستقيم. وهو خالقهم ويعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون.

وقد دلّنا الله سبحانه على سُبُل الهداية وأسبابها، وأهمّها: أن يدعو العبد ربّه ويسأله الهداية والسّداد.
والدّعاء: الصّلة القويّة التي تربط العبد بربّه، يلجأ إليه، في كلّ ما أهمّه. وما يهمّه أكثر من أن يطلب منه أن يلهمه رشده، وأن يعينه على معرفة الحقّ والمنهج القويم الذي به يسلك طريق الجنّة ورضا الله الربّ الرّحيم.



وقد أوصى نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم عليًّا من العشرة الصّحابة (رضوان الله عليهم أجمعين) المبشّرين بالجنّة، أن يسأل الله الهداية والتّسديد.

روى الإمام مسلم في كتابه الصحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قُل: اللَّهُمَّ اهْدِنِي وسَدِّدْنِي. واذْكُرْ بالهِدَايَةِ هِدَايَةَ الطَّرِيقِ، وبِالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ)).

وفي رواية قال: ((قُل: اللَّهُمَّ إِنّـِي أسألك الهُدَى والسَّدَاد)).

ولزيادة الفائدة حول فقه الحديث، يمكن الاطّلاع عليه هنا:



شرح دعاء: اللَّهُمَّ اهْدِنِي وسَدِّدْنِي

و في آخر (بحثي) هذا، والحمدلله ربّ العالمين، وليس هو الكلام الأخير، إن شاء الله، في نقل درر العلماء حول: مسألة الهداية، والفرق بين هداية الدّلالة وهداية التّوفيق. أنقل لكم كلام جميل لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حول: الهداية.



قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:

" ...وهكذا طلب الهداية، تطلب من ربّك الهداية، فأنت في حاجة إلى الهداية ولو كنت أتقى الناس ولو كنت أعلم الناس، أنت في حاجة إلى الهداية حتى تموت.
ولهذا علّمنا سبحانه في الفاتحة أن نقول في كل ركعة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الفريضة غير النافلة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
وكان النبي وهو أعلم الناس وأكمل الناس هداية عليه الصلاة والسلام ومع هذا يقول في استفتاحه في الصلاة :
(اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّماوَاتِ وَالأرْض، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة، أَنْتَ تَحْكُمْ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِكَ، إنّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم)
يطلب من ربّه الهداية وهو سيّد ولد آدم قد هداه الله وأعطاه كل خير، ومع هذا يطلب من ربّه الهداية.

فإنّنا كلّنا في حاجة إلى الهداية، العالم والمتعلّم والعامّة والخاصّة والرجال والنّساء. كلّنا في حاجة إلى الهداية " اهـ.

[مجموع الفتاوى والمقالات:7/158]


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	حاجة العبد إلى ربّه للثّبات.jpg‏
المشاهدات:	8210
الحجـــم:	108.1 كيلوبايت
الرقم:	7118   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	اللهم اهدني وسددني.jpg‏
المشاهدات:	4727
الحجـــم:	374.9 كيلوبايت
الرقم:	7120   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	إن هذا القرآن يهدي.jpg‏
المشاهدات:	6258
الحجـــم:	40.3 كيلوبايت
الرقم:	7119  
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 Aug 2019, 11:42 AM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





لَيْسَ كلّ مَنْ دُلَّ على الصّراط، اهْتَدَى".

هكذا قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، في كلام مبسّط، جوابًا عن سؤالٍ طُرِحَ عليه:
ما هو الجمع بين قوله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"، وقوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

حيث ميّز الشيخ رحمه الله بين هداية الدّلالة والبيان، في قوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، وبين هداية التّوفيق والإرشاد، في قوله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" والذي يليه قوله تعالى:"وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ". إذ أنّ كلام الله هذا، يؤكّد أنّ هداية التّسديد والتوفيق إلى الطريق المستقيم، هداية بيده سبحانه، لاقدرة للبشر عليها، وإن كان أفضلهم مكانةً عند الله، وهو نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم.

ويلخّص الشيخ العثيمين الجواب عن ذلك السؤال بقوله:

[..فهنا يقول:"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"، وفي الآية التي ذكرها المؤلف يقول: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
قال أهل العلم: [ والجمعُ بينهما أنّ الآية التي فيها إثباتُ الهداية، يُرَادُ بها هداية الدّلالة، يعني أنّك تدلّ الخلق، و"لَيْسَ كلّ مَنْ دُلَّ على الصّراط، اهْتَدَى".
وأمّا الهداية التي نفاها الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"، فهي هداية التّوفيق. لاأحد يستطيع أن يوفّق أحدًا للحقّ ولو كان أباه أوابنه، أو أخاه، أو عمّه أو خاله، أو أمّه أو جدّته. أبدًا. "مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ". ولكن علينا أن ندعو عباد الله إلى دين الله، وأن نرغّبهم فيه، وأن نبيّنه لهم، ثمّ إِنِ اهْتَدَوْا، فَلَنَا ولهم، وإن لم يهتدوا، فَلَنَا وعليهم.] انتهـ كلامه رحمه الله.(تفريغ الصوتية)

للاستماع:

ماهو الجمع بين قول الله: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" وقوله: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"





قال الله تعالى: ﴿وَ إنْ تُطيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾، قد اقتطفتُ مقطعًا نفيسًا من:

(محــاضــرة ألقاها فضيلة الشيخ العلاّمة ربيع بن هادي عمير المدخلي - وفقه الله لكل خير وأطال عمره على طاعته -
دفاعاً عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- وأصحابِه الكرام -رضوان الله عليهم-) هذا الكلام منقول)

والمقطع الذي اقتطفته هو في بداية المحاضرة، يقول فيه الشيخ ربيع حفظه الله:

[ وعنوان هذا اللِّقاء ما سمعتموه من الأخ المُقَدِّم ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ الضمير يعود إلى الرَّسول الكريم عليه الصَّلاَة والسَّلاَم، فطاعة الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام فيها الهداية الكاملة، لأنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام جاء بالهدى والنُّور، وأرسله الله تبارك وتعالى ليُظهِرَه على الدِّين كلِّه ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]؛ فجاء بالهُدى وجاء بدين الحق، فكيف لا يهتدي مَن يطيعه ويتّبعه عليه الصَّلاة وَالسَّلام! والله يشهد لهذا الرَّسول بأنَّه يهدي إلى صراط مستقيم ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52]؟! وكان في خُطَبِه عليه الصَّلاة وَالسَّلام يقول: «أَمَّا بَعد؛ فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كَلاَمُ الله، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »( 1) .



واللهُ وَصَفَ كتابَه الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم بأنَّه هُدًى للمتقين كما في أول سورة البقرة وفي غيرها،و في سورة لقمان بأنَّه هدى للمحسنين، وفي غيرها أنه هدى للمؤمنين، وقال عز وجل في سورة البقرة: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة:185]. فهو أفضل الرُّسل وأكمَلُهُم، وبه خُتِمَت الرِّسَالات وعنده أَكْمَلُ هِدَاية، كتاب الله وما أوحاه إليه من السُنَّة المُطَهَّرة التي هي تفصيلٌ وبيانٌ وشرحٌ لهذا القرآن العظيم .

منها بيانه( 2)



لقوله عز وجل: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال: 41] ، قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]

فصلواتُ الله وسلامُه عليه، لقد أكرمه الله وأنزله أعظَمَ منزلة لمخلوق مِنْ خَلْقِه -صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُه عَلَيْه- . فعلينا أن نتّبعه، وعلينا أن نُطيعه لنَهتَدِيَ -إن شاء الله- الهداية الكاملة التي نسألها ربَّنَا عزّوجل في كلِّ ركعة من ركعاتِنَا الفريضة والنافلة ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]، ونسأله عزّوجلّ أن يهدينا الصِّرَاط المستقيم في عقائدنا وفي عباداتنا وفي سائر شؤون حياتنا.
وأعظم وسيلة إلى هذه الهداية هي طاعة الرَّسول الكريم ـ عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم ـ واتِّبَاعه، فمَن يريد الهداية والاهتداء بهذا النُّور، فعليه أَنْ يُوَطِّنَ نَفْسَهُ على الالتزام الكامل بطاعة هذا الرَّسُول الكَرِيم -عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم- وتَرَسُّمِ خُطَاه، واحتِرام أقوالِه وأفعالِه وتقريراتِه وأخبارِه الصادقة. فيُؤمن بهذه الأخبار، ويطيعُ هذه الأَوامر، ويجتنب النَّواهي، ويؤمن بالوعد والوعيد وبالجنَّة والنَّار، تصديقًا لهذا الرَّسول وطاعةً واتِّباعًا له -عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم- .

وهذه الآية التي اختير منها العنوان تبدأ بقول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: 54] صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُهُ عَلَيْه، ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾. طاعة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم طاعة لله عزّوجلّ، كما قال في آية أخرى: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً﴾ [النساء: 80]، ومَن يَعْصِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله عزّوجلّ، كما جاء في أحاديث()



فعلينا بطاعة الرَّسول الكريم -عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم- وذلك أخذٌ منَّا بـأعظم أسباب الهداية، ويدخل في هذه الطَّاعة التزام العقائد التي جاء بها في رسالتِه، تضمَّنَها القرآن وتضمَّنَتها السُنَّة، وتصديق الأخبار كلِّها ما يتعلَّق بالماضي والحاضر وما يأتي في المستقبل. ما يتعلَّق بالماضي من قَصَصِ الأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم من آدم -عليه الصلاة والسلام- مُرُورًا بنوح وغيره من الأنبياء هود وصالح وإبراهيم وإسحاق و موسى وغيرهم-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- ،كلُّها فيها عظات، وفيها عِبَر وفيها تربية، بل وفيها عقائد، إذ عَرَضَ الله علينا عقائدَهم ودعواتِهم عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم.
وأخباره التي تُحَدِّثُنَا عن المستقبل سواء في القرآن أو في السُنَّة نؤمن بها، وأوامرُه: نطيعُه فيها في السَرَّاء وفي الضَرَّاء وفي المنشط وفي المكره. وليس واللهِ لنا أيُّ خيار في أن نأخذ أو نترك. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾[الأحزاب : 36] فلسنا مختارين، علينا أن نطيع هذا الرَّسُولَ الكريم عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَم .

طاعته فَرْضٌ حَتمٌ من الله تبارك وتعالى الّذي خلقنا لعبادته، وأكرمنا عزّوجلّ بإرسال الرُّسل، وإنزال الكتب. ومن أكمل هذه الكتب الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو أَكملُ الرُّسُل. فليس لنا أيّ عذر في التَخَلُّف عن طاعته، وليس واللهِ أمامنا أيُّ خِيَار واختيار غير طاعته اختيار للشَّقاء، واختيار للضَّلاَل، واختيار للمصير إلى النَّار.

وإيثار طاعته، والاستسلام لأوامره ونواهيه، والانقياد لتوجيهاته هي طريق الهداية إلى كلِّ خير وتخليصنا من كلِّ شر.] انتهـ المقصود من النقل.


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وإن تطيعوه تهتدوا.jpg‏
المشاهدات:	5039
الحجـــم:	25.1 كيلوبايت
الرقم:	7125   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	انك لاتهدي من احببت.jpg‏
المشاهدات:	13082
الحجـــم:	16.7 كيلوبايت
الرقم:	7126   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا الحاشية0.jpg‏
المشاهدات:	3746
الحجـــم:	9.7 كيلوبايت
الرقم:	7127   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا الحاشية1.jpg‏
المشاهدات:	3835
الحجـــم:	68.1 كيلوبايت
الرقم:	7128   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا الحاشية2.jpg‏
المشاهدات:	4028
الحجـــم:	17.9 كيلوبايت
الرقم:	7129  
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 Aug 2019, 12:08 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا العنوان.jpg‏
المشاهدات:	4103
الحجـــم:	39.9 كيلوبايت
الرقم:	7130   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا1.jpg‏
المشاهدات:	3726
الحجـــم:	65.7 كيلوبايت
الرقم:	7131   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا2.jpg‏
المشاهدات:	3750
الحجـــم:	82.5 كيلوبايت
الرقم:	7132   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا3.jpg‏
المشاهدات:	3744
الحجـــم:	77.1 كيلوبايت
الرقم:	7133   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا4.jpg‏
المشاهدات:	3693
الحجـــم:	63.4 كيلوبايت
الرقم:	7134   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا5.jpg‏
المشاهدات:	3750
الحجـــم:	81.4 كيلوبايت
الرقم:	7135   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وان تطيعوه تهتدوا6.jpg‏
المشاهدات:	3562
الحجـــم:	9.3 كيلوبايت
الرقم:	7136  
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Aug 2019, 01:36 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





تفسير قوله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"/ للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله





سبب نزول قوله تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)


https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/5177

تفسيرقوله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"

لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

https://www.yacoline.com/video/177987/


تفسير قوله تعالى إنّك لا تهدي مَن أحببت - العلامة صالح الفوزان حفظه الله


لاإله إلاّ أنتَ -يا ربّ- آمنتُ أنّه لايهدي -لأحسن الأخلاق والأعمال- إلاّ أنتَ.



الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	صلاح النّاس باتّباع السُّنّة.jpg‏
المشاهدات:	3657
الحجـــم:	133.4 كيلوبايت
الرقم:	7141   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	هداية التوفيق.jpg‏
المشاهدات:	4533
الحجـــم:	120.8 كيلوبايت
الرقم:	7142  
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 Aug 2019, 12:55 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





من هنا تستمع إلى الشيخ د. خالد بن ضحوي حفظه الله يشرح: الفرق بين هداية الإرشاد وهداية التّوفيق

*****
هداية الدّلالة وهداية التّوفيق/ نستمع هنا إلى الشيخ محمد بن غالب العمري حفظه الله

https://www.baynoona.net/ar/audio/3161

ولعلّكم إخواني، أخواتي في الله، لاحظتم في استماعكم إلى المقاطع الصوتيّة، اشتراك كلّ من الشيخ محمد بن غالب العمري والشيخ خالد بن ضحوي الظّفيري حفظهما الله، في ذكر هداية الدّلالة والبيان، على أنّها هي هداية الإرشاد، بينما عند الاستماع للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، في أوائل المشاركات في الموضوع، أنّه يذكر لفظ "الإرشاد" في معنى هداية التّوفيق، حيث يجمع في التّعبير عن هداية الله لعبده بين التّوفيق والإرشاد.




http://alandals.net/Node.php?fid=346&id=15646

فما الفرق بين وصف الشيخين محمد بن غالب العمري وخالد الظفيري لهداية الدّلالة على أنّها هداية الإرشاد، وبين وصف الشيخ العثيمين لهداية التّوفيق على أنّها هداية الإرشاد؟.

في الحقيقة أنّه ليس هناك اختلاف في الوصف والمعنى اللّغوي.

فالإرشاد سواء قُصِدَ به: الدّلالة والبيان والتّوجيه، والذي يتمكّن منه العباد، رُسُلاً كانوا، أو دعاة إلى الله، أو قُصِدَ بِه توجيه الله لعباده وتسديدهم، وإلهامهم الرُّشد.

فالمعنى اللّغوي لايختلف في لفظ:"الإرشاد" بين الهدايتين، هداية الدّلالة والإرشاد، وهداية التّوفيق والإرشاد.

بينما من النّاحية الشّرعيّة والإيمانيّة، هناك فرق في معنى الإرشاد الذي يقوم به العباد، رُسُلاً كانوا أو أتباعهم الّذين يدعون النّاس إلى الله. وبين الإرشاد الذي يلهم به الله عباده بالتّسديد والتّوفيق إلى الطّريق المستقيم.

والقواميس اللّغويّة تقول:

في المعجم: الغني:

أَرْشَدَ :- يُلْقِي دُرُوسَ الإِرْشَادِ :-: الوَعْظِ ، التَّوْجِيهِ ، الهِدَايَةِ .

وفي المعجم: الرائد:

أرشده : هداه ، دلّه « أرشده إلى الأمر أو عليه أو له »

وفي المعجم:اللغة العربية المعاصر، فرّق بين إرشاد الدّلالة والبيان وإرشاد التّوفيق والالهام بقوله:

أرشد فلانًا إلى الشَّيء / أرشد فلانًا على الشَّيء / أرشد فلانًا لـلشَّيء : هداه ودلّه إليه :- أرشد سائحًا.

أرشده الله، - أرشده إلى الصواب، - أرشده على الحق، - أرشده للخير، - .


ويقول المعجم: لسان العرب، وأظنّه (والله أعلم) حسب المتخصّصين في اللغة، أنّه أغنى وأجود معجم في تفسير الكلمات وإيضاح معانيها.

يقول المعجم في أوّل شرح لمعنى: رشد
"في أَسماء الله تعالى الرشيدُ : هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلّهم عليها، فَعِيل بمعنى مُفْعل، وقيل : هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد"انتهـ الكلام المطلوب.

قلتُ: يوضّح معنى الرشيد، وهو ينسب الاسم إلى الله، أي أنّه من أسماء الله، وقد ذكره الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير أسماء الله الحسنى، وذكره العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في شرح الأسماء الحسنى في كتاب معارج القبول.

والذي أثار انتباهي في تفسير المعجم: لسان العرب، قوله: "هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد".انتهـ.

وهذا المعنى الذي يميّز بين هداية الإرشاد التي يقوم بها الرُّسُل والأنبياء في دلالتهم للنّاس على الطريق المستقيم، حيث أنّ توجيههم للنّاس إلى الطّريق الحقّ، يحتاج إلى تسديد مسدّد وهو الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال الله تعالى:"ما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين".
فـإرشاد الرسل للنّاس وتوجيههم، يكون بالبلاغ والبيان. أمّا الهداية بشرح صدورهم للإسلام والإيمان، فهو من تسديد الله سبحانه لعباده، وهو أعلم بالمهتدين.

وإرشاد النّاس من الرسل وأتباعهم، هو من قَبِيل البيان والدّلالة، وليس عليهم هداهم وإلهامهم الرشد. بينما إرشاد الله لعباده أن يهديهم للإيمان والتقوى والصّلاح.



قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) [الأنبياء/51]،

قال الإمام ابن كثير رحمه الله مفسّرا الآية:

وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)

يخبر تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام، أنّه آتاه رشده من قبل، أي: من صغره ألهمه الحق والحجة على قومه، كما قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) [ الأنعام : 83 ] ،......
والمقصود هاهنا : أن الله تعالى أخبر أنه قد آتى إبراهيم رشده، من قبل، أي : من قبل ذلك، وقوله : (وكنّا به عالمين) أي : وكان أهلا لذلك .] انتهـ المقصود من كلامه.

ويفسّر الآية الإمام الطبري رحمه الله بما يلي:

[يقول تعالى ذكره (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) موسى وهارون، ووفَقناه للحقّ، وأنقذناه من بين قومه وأهل بيته من عبادة الأوثان، كما فعلنا ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى إبراهيم، فأنقذناه من قومه وعشيرته من عبادة الأوثان، وهديناه إلى سبيل الرشاد توفيقا منّا له.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى " ح " وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) قال: هديناه صغيرا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) قال: هداه صغيرا.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) قال: هداه صغيرا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) يقول: آتينا هداه.
وقوله (وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) يقول: وكنا عالمين به أنّه ذو يقين وإيمان بالله وتوحيد له، لا يشرك به شيئا]انتهـ كلامه.




والآية الثانية التي تدلّ على أنّ إلهام الرشد وفعل الإرشاد الذي يقوم به العباد من رُسل وصالحين هو لايخرج عن كونه، يتمّ كماله، بتسديد الله لعباده المُرْشِدِين ومَن وجّهوا إليهم الإرشاد. قال الله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف/66]

قال الشيخ السعدي رحمه الله مفسّرا الآية:

[ أي: هل أتّبعك على أن تعلّمني ممّا علّمك الله، ما به أسترشد وأهتدي، وأعرف به الحق في تلك القضايا؟
وكان الخضر، قد أعطاه الله من الإلهام والكرامة، ما به يحصل له الاطّلاع على بواطن كثير من الأشياء التي خفيت، حتى على موسى عليه السلام] انتهـ كلام كلام الشيخ رحمه الله.

ومن هذا الكلام نجد أنّ المُرْشِد، يحتاج إلى إرشاد الله له، وتوفيق في مهمّة الإرشاد.

وعلى هذا فهداية الدّلالة والإرشاد من الرُّسُل وأتباعهم، تحتاج إلى هداية التّوفيق والتّسديد من الله لإنجاح مهمّة هؤلاء الدّعاة إلى الله. حتّى يتمكّنوا من إقناع النّاس بالرّسالة التي يبلّعونهم إيّاها.



وأجمل ما أختم به هذا الجزء من بحثي المتواضع، (أسأل الله فيه السّداد)، ما جاء به الشيخ السعدي من تفسير للآية:

قال الله تعالى وهو يحكي عن نبيّه شعيب عليه السّلام:

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88))

يقول الشيخ السعدي مفسّرا لهذه الآية الهظيمة، الدّالة على تربية رفيعة، وأخلاق سامية، ألهم بها الله سبحانه، رسله، في منهج دعوتهم لأقوامهم:

{قَالَ ْ} لهم شعيب: {يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ْ} أي: يقين وطمأنينة، في صحة ما جئت به، {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ْ} أي: أعطاني الله من أصناف المال ما أعطاني.
{وَ ْ} أنا لا {أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ْ} فلست أريد أن أنهاكم عن البخس، في المكيال، والميزان، وأفعله أنا، وحتى تتطرق إليَّ التهمة في ذلك. بل ما أنهاكم عن أمر إلا وأنا أول مبتدر لتركه.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ْ} أي: ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم، وتستقيم منافعكم، وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي، شيء بحسب استطاعتي.
ولمّا كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ْ} أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشرّ إلاّ بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوّتي.
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ْ} أي: اعتمدت في أموري، ووثقت في كفايته، {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ْ} في أداء ما أمرني به من أنواع العبادات، وفي [هذا] التّقرّب إليه بسائر أفعال الخيرات.
وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربّه، والإنابة إليه، كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ْ} وقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ْ} ]انتهـ.كلامه رحمه الله.

اللّهمّ اهدنا وسدّدنا.


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	وما توفيقي إلاّ بالله.jpg‏
المشاهدات:	4681
الحجـــم:	31.9 كيلوبايت
الرقم:	7151   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	هل اتبعك على ان تعلمني.jpg‏
المشاهدات:	3465
الحجـــم:	5.9 كيلوبايت
الرقم:	7145   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	ولقد آتينا ابراهيم رشده.jpg‏
المشاهدات:	3471
الحجـــم:	8.1 كيلوبايت
الرقم:	7146   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	إن أريد إلاّ الاصلاح.jpg‏
المشاهدات:	3778
الحجـــم:	31.9 كيلوبايت
الرقم:	7150  
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 Jun 2023, 08:07 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيّامكم بكل علم وتقوى وإيمان، وتقبّل الله منّا جميعا صالح الأعمال

فاللهمّ وفّقنا للهدى والفقه في دينك على الوجه الذي يلرضيك عنّا.

دخلت اليوم لمراجعة موضوع الهداية، فعند قراءتي للمقدمة، انتبهتُ لخطأ وقعت فيه، يتعلق بإعراب كلمة: "أمور" في الجملة:"إلى إيصال الفوائد للقرّاء وتعليمهم أمور" والصحيح أن كلمة "أمور" مفعول به منصوب، وبالتالي أقول: " وتعليمهم أمورًا"



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم وحيد مشاهدة المشاركة










الهداية وأنواعها:

الهداية هدايتان: هداية الدّلالة والبيان والدّعوة والإرشاد. وهداية التّوفيق والإلهام والتّسديد والإرشاد.

فما الفرق بينهما؟

تعليق وجمع وترتيب: أم وحيد بهية صابرين
(هداني الله وسدّدني إلى طريق مستقيم)

ولأهميّة الموضوع الذي سوف أطرحه،بإذن الله، ويتعلّق بمسألة عقديّة مهمّة، قمتُ بجمع بعض المعلومات، أسعى بذلك، إن شاء الله، إلى إيصال الفوائد للقرّاء، وتعليمهم، أمور، قد يضطرب أناس في فهم معناها. لقلّة الفقه فيها. ما يضطرّنا إلى توجيههم إلى تفسيرات وشروح علماء السُّنَّة.





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013