منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 11 Feb 2018, 11:02 PM
أبو عاصم ياسين زروقي أبو عاصم ياسين زروقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 45
افتراضي من الأدعية النبوية : الإستعاذة من منكرات الأهواء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيينا محمد الأمين وبعد :
عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: «اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَدْوَاءِ» .
تخريج الحديث :
قال ابن أبي عاصم في السنة : ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ ... الحديث
ورواه ابن أبي شيبة شيخ المصنف في مصنفه (6/77) فقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ به بزيادة لفظ " الأعمال "
ورواه الترمذي في سننه (رقم 3591) فقال : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ به ولفظه : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ... » قال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ» وَعَمُّ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ هُوَ: قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
ورواه البزار في مسنده (9/155) فقال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، نَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ قُطْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الْأَهْوَاءِ والْأَسْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ .
قال البزار : وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إِلَّا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادٍ، وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مِسْعَرٍ إِلَّا أَبُو أُسَامَةَ وَهُوَ غَرِيبٌ .
ورواه أبونعيم في الحلية من طريق أبي أسامة ثم قال : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ , تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ ,( 7/237) انتهى .
وقد تابع أبا أسامة محمد ابن بشر عند ابن أبي شيبة وأحمد بن بشير عند الترمذي والله أعلم .
درجة الحديث :
قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ؛ وقال الترمذي : «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»
وقال الألباني في ظلال الجنة : إسناده صحيح وقد رواه اصحاب السنن وغيرهم وهو مخرج في "المشكاة" 2471. انتهى
ولم يروه من أصحاب السنن إلا الترمذي والله أعلم .
معنى الحديث :
قوله ( اللهم جنبني) : التَّجْنِيبُ الْمُبَاعِدَةُ أَيْ بَاعِدْنِي.
قوله (منكرات ) : جمع منكر ضد الحسن، والحسن هو المرغوب فيه؛ إما من جهة العقل، وإما من جهة الشرع
قوله (الْأَخْلَاقُ ) : جَمْعُ خُلق أَوْصَافُ الْإِنْسَانِ الَّتِي يُعَامِلُ بِهَا غَيْرَهُ، وَهِيَ مَحْمُودَةٌ وَمَذْمُومَةٌ؛ فَالْمَحْمُودَةُ كالْعَفْوُ، وَالْحِلْمُ، وَالْجُودُ وَالصَّبْرُ وَتَحَمُّلُ الْأَذَى وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ وَقَضَاءُ الْحَوَائِجِ وَالتَّوَدُّدُ وَلِينُ الْجَانِبِ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَالْمَذْمُومَةُ ضِدُّ ذَلِكَ وَهِيَ مُنْكَرَاتُ الْأَخْلَاقِ الَّتِي سَأَلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَبَّهُ أَنْ يُجَنَّبَهُ إيَّاهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَفِي قَوْلِهِ «اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْت خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي» أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. «وَفِي دُعَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الِافْتِتَاحِ: وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلا أنت ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت» رواه مسلم من حديث علي ـ رضي الله عنه. ؛ وفي الصحيحين : أنه صلى الله عليه وسلم كا ن يقول : "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات" . انظر سبل السلام ج2/ ص673
- بتصرف -
قوله (والْأَعْمَالِ ) : وهو مَا يُنْكَرُ شَرْعًا أَوْ عَادَةً . انتهى من البدر التمام ج10/ ص312 والمنكر منها شرعا مثل كبائر الذنوب، والإصرار على صغائرها ؛ والمنكر منها عادة وعرفا ما يدخل في خوارم المروءة والله أعلم .
قوله (والْأَهْوَاءِ) : جَمْعُ هَوًى، وَالْهَوَى هُوَ مَا تَشْتَهِيه النَّفْسُ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى مَقْصِدِ يُحْمَدُ عَلَيْهِ شَرْعًا. وقد سمي بالهوى المشتهى محمودًا كان أو مذمومًا ثم غلب على غير المحمود فقيل فلان اتبع هواه إذا أريد ذمه، وفي التنزيل {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى} و منه ((فلان من أهل الأهواء)) لمن زاغ عن الشرع من أهل القبلة كالجبرية والقدرية والخوارج والروافض ومن سار سيرتهم. انتهى مرعاة المفاتيح ج8/ص 231
قال الطيبي: الإضافة في القرينتين الأوليين من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف وفي الثالثة بيانية لأن الأهواء كلها منكرة انتهى.
قال القاري: والأظهر أن الإضافات كلها من باب واحد، ويحمل الهوى على المعنى اللغوي كما في قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} أو يحمل على ما تختاره النفس من العقائد ومنه قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} فالمراد بالأهواء مطلقًا الاعتقادات وبالمنكرات الأهواء الفاسدة الغير مأخوذة من الكتاب والسنة،
وقيل منكرات الأهواء هي الزيغ والانهماك في الشهوات جمع هوى أي هوى النفس وهو ميلها إلى المستلذات والمستحسنات عندها واستعاذ منه لأنه يشغل عن الطاعة ويؤدي إلى الأشر والبطر. انتهى من مرعاة المفاتيح بتصرف يسير.
و يظهرلي والله أعلم أن كلام الطيبي أقوى لأن القرءان والسنة ورد فيهما ذم الأهواء مطلقا .
قوله (وَالْأَدْوَاءِ) : جَمْعُ دَاءٍ وَهِيَ الْأَسْقَامُ الْمُنَفِّرَةُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْهَا كَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، «وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ مِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ» . رواه أبوداود والنسائي .
وأراد بـ (سيئ الأسقام): الأمراض الفاحشة؛ مثل الاستسقاء والسَّل والمرض الطويل.
قال الطيبي : لم يستعذ بالله من سائر الأسقام؛ لأن منها ما إذا تحامل الإنسان فيه علي نفسه بالصبر خفت مئونته وعظمت مثوبته، كالحمى والصداع والرمد، وإنما استعاذ من السقم المزمن، فينتهي بصاحبه إلي حالة يفر منها الحميم ويقل دونها المؤانس والمداوى، مع ما يورث من الشين، فمنها الجنون الذي يزيل العقل فلا يأمن صاحبه القتل، ومنها البرص والجذام، وهما العلتان المزمنتان مع ما فيهما من القذارة والبشاعة، وتغيير الصورة، وقد اتفقوا علي أنهما معديان إلي الغير. انتهى ج6/ ص1918
قال الشيخ ابن عثيمين : ومن فوائد الحديث: جواز سؤال المرء ألا يصيبه الله تعالى بمرض منكر، وهذا نوع من الدفع، فإذا نزل المرض وسألت الله أن يشفيك فهذا نوع من الرفع، والإنسان مأمور بدفع الأذى عن نفسه ورفعه عن نفسه. انتهى فتح ذي الجلال ج6/ص 391.

والعلم عند الله وصلى الله وسلم على نبيينا محمد .

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, الاستعاذةمن الأهواء, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013