منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 08 Jan 2018, 08:02 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي العلاج فيمن وجد من نفسه حب التصدر / الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاج فيمن وجد من نفسه حب التصدر
و يليـــه
كيف يُعَان الذي يتَّبِعُ الهوى ويُحِبُ الرياسة
مِن قِبَلِ غيرِهِ على التوبة

للشيخ: عبد الله البخاري حفظه الله

الصوتيات بالمرفقات بإذن الله .
السؤال 01 :
هذا يسأل ما هو العلاج فيمن وجد من نفسه حب التصدر؟

الجواب:
من ابتلي بمثل هذا الداء العظيم والوبيل -نسأل الله السلامة والعافية-، يحتاج منه إلى مجاهدة عظيمة، من أوائل ما يستعين به المرء لعلاج هذا الداء الخسيس والدسيسة الخبيثة؛ الضراعة إلى الله، والالتجاء إليه، والانطراح بين يديه، وسؤال الله تعالى أن يعافيه من هذا البلاء، ومن هذه الأدواء، ويكثر الإلحاح على الله بذلك، ويتحين أوقات الإجابة، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} فهو جل وعلا قريب من عباده، يجيب دعوة الداعين، فألظ بالدعاء، وأكثر منه، أقول هذا الداء يرفعه الله جل وعلا إذا ما أكثرت من دعاءه واللجوء إليه جل وعز.

الأمر الثاني: التفكر والتدبر، على ماذا تفخر؟ تفكر في نفسك على ماذا تفخر؟ وتبحث عن الزعامة! على ماذا! على دنيا تصيبها! فهذه الدنيا التي تسارع إليها لا تمد يدك إليها إلا وتجد من أهل الدنيا من سبقك بأميال، وإذا جمعت منها دينارا، فقد جمع منها غيرك ألف دينار، ومن جمع منها ألف دينار، فقد جمع غيره مئات آلاف الدنانير، فلا تجد راغبا في الدنيا إلا وتجد غيره وآلاف سبقوه إليها وزاحموه عليها، فتفكر أن هذا التصدر وهذا الداء؛ إنما ينقص من قدرك وقيمتك، وقربك من الله، وقد يكون سببا في إحباط عملك، نسأل الله السلامة والعافية.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل: "رب طاعة أدخلت صاحبها النار، ورب معصية أدخلت صاحبها الجنة"، ثم بين ذلك رحمه الله أن رب طاعة أدخلت صاحبها النار، أن المرء يرى من نفسه أنه قد أتى بحق الله، وأنه قائم بطاعة الله، وأنه قد أطاعه، وأنه وأنه، يتفاخر، ويتكبر، ويستعلي، ويرى على الله منة، نعوذ بالله من ذلك، فلا يزال به الشيطان حتى يبعده عن القربات والطاعات، بل لعله عن الفرائض والواجبات، يتعاظم بما أتى به من طاعة فتكون سببا والعياذ بالله في نكوله وانتكاصه ويجر على وجهه في النار.

ورُبَّ معصيةٍ قام بها عبدٌ أو أتى بها عبدٌ فلا يزالُ يتوب من الله منها، ويراها نُصْبَ عينيه وكُلَّما تفكرها زاد من الله قُرباً، وإليه إنابةً، وإليه -جل وعلا- توبةً، ويُكثِرُ من الطاعات، ويُكثِرُ من الحسنات ويُسارِعُ في الخيرات فلا تزالُ بِهِ وقد تاب منها لكنه لازال يتذكرها فيزداد طاعةً بعد أخرى حتى تكون سبباً في دخوله جناتِ عدن، فلماذا هذا التصدر وحب الزعامة واللَهَثِ وراء أوساخِ الدنيا؟!

فهذا الأمر يحتاج إلى جهادٍ عظيم -بارك الله فيكم-.

كذلك من الأمور المهمة في هذا النظر في سيرِ وتراجم أئمة السُّنَّة وعلماء الحق، كيف كانوا متواضعين لله؟ كيف كانوا قائمين بأمر الله؟ كيف كانوا يبتعدون كل البعد ويهربون كل الهرب من الظهور وحب الزعامة والرئاسة وأن يُشارَ إلى أحدِهِم بالبنان يتقون ذلك ويحاربونه أشد الحرب، تأمل في تراجم العلماء واقرأ في سيرِهِم واعرف مقامكَ من هذا، وثِق تماماً لا يحرص على الزعامة إلا جاهل، لا يحرص على الزعامة والتصدر إلا واللهِ إنَّهُ جاهِلاً بالله، غارِقٌ في الجهلِ ولو ادعى أنَّهُ عالِمٌ ويعرِفُ العلم، فهذا ما قاده العلم للعمل المُنجي -نسأل الله السلامة والعافية-.

السؤال 02:
يعني الذي يتَّبِعُ الهوى ويُحِبُ الرياسة كيف يُعَان مِن قِبَلِ غيرِهِ على التوبة، وكيف يتحصن طالِب العِلم مِنْ ذَلِك؟

الجواب:
قد أجبنا على هذا ومن ابتُلِيَ بِمثلِ هذا فيعينُهُ أخاه بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، (المُؤمِنُ مِرآةُ أَخيه) كما قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بما أخرجه أبو يعلى في المُسند وغيره وهو حديثٌ حسن، (مِرآةُ أخيه) كُن مِرآةً حقيقية لا فضَّاحَة! هذه بلية أُخرى والبلايا كثيرة -بارك الله فيكم-.

مِثلَ هذه الأدواء والدسائِس سُبحَانَ الله! كُتُبُ الآدابِ التي ألَّفَهَا أئِمة السُّنَّة كالبُخاري وغيره وغيره... أين نحن مِنها؟! فيها ذِكرُ كثير مِن الآدابِ النبوية التي نرى أنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ أو كثيرٌ مِنَّا قد ترك جُملَةً مِن هذا الهدي النبوي الشريف، فوقعنا في هذه العظائِم والبلايا، وجاءتنا المشاكل زُرَافات وإحدانا، أخٌ يعرِفُ مِنْ أخيه أنَّهُ كانَ على معصيةٍ أو كان على اِنحِرافٍ سابق أو كان على ضلالٍ سابق أو كان ما كان في سابِقِ أمرِه بعد أن تاب وأناب واستقام تَجِدُ أنَّ البعض يُعيِّرُ أخاه بسابِقِ أمرِه! ما هذا الخُلُقُ الخسيس؟ أن تُعيِّرُ أخاك بما كان عليه سابِقاً وقد تاب وحَسُنت توبَتُه وصدق في توبَتِه مالَكَ ولِهَذا؟ وقد لا يُظهِرُه ابتِدءاً يكونُ صحيباً له وصديقاً له فما أن تحصل بينهما وحشة نعرِفُ هذا كان قديماً كان قد يفعل وكان قد فعل، أيش هذا؟! هذه خساسة ودناءة وقذارة، واللهِ ما تصدُرُ إلا مِنْ إنسانٍ قَذِر النفس، تُعيِّره بِسابِقَتِه؟ أو ما علِمتَ أنَّ الإسلامَ يَجُبُّ مَا قبله؟ أو ما علِمت أنَّ التوبَة تَجُبُّ مَا قبلها؟ أو ما علمت أن الله تعالى يقول: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70] فأنت تعيره بها على ماذا؟ ولو قلبنا كما قلنا الدفاتر لوجدنا طوام عندك وبلايا وخزايا يستحي منها الحر.

هذا بلاء – بارك الله فيكم – أما هذا موجود؟! موجود ويكتبونه وينشرونه كان وكان قديمًا وفعل وفعل أعوذ بالله أعوذ بالله -نسأل الله السلامة والعافية-.

طهِّر يا بني نفسك من هذا الدرن وهذا الخبث طهر جاهد نفسك، لا تجعل حظ النفس هو المقدم، اجعل الحق هو المقدم ولو على نفسك، لا حول ولا قوة إلا بالله من هذه البلايا.

الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله
© موقع ميراث الأنبياء 2017 جميع الحقوق محفوظة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 08 Jan 2018 الساعة 08:18 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013