منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Feb 2020, 06:01 PM
التصفية والتربية السلفية التصفية والتربية السلفية غير متواجد حالياً
إدارة منتدى التصفية و التربية السلفية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 444
افتراضي بيان رجال باتنة: بيان التأسيس لإبطال المنهج الخسيس منهج التفريق والتهميش والتقديس



بيان التأسيس لإبطال المنهج الخسيس
منهج التفريق والتهميش والتقديس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فإنّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أمّا بعد:
فنحمد الله أن هدانا للاستقامة على المنهج السلفي منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصحابة والتابعين وتابعيهم من العلماء الربانيين الأمناء الصادقين في كل عصر ومصر إلى يوم الناس هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة»، وقال عليه الصلاة والسلام: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»، وقال عليه الصلاة والسلام: «العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
والاستقامة على المنهج السلفي تعني لزوم الأصليين اللذين عليهما قوام الدين والملة التوحيد والسنة، لأنّ الدينَ أصلان وقاعدته أمران ألاّ يعبد إلا الله وألاّ يعبد الله إلا بما شرع لا بالأهواء والبدع، وقاعدته أمران هما الولاء والبراء، فعقد الولاء والمحبة والنصرة لا يكون إلا على التوحيد والسنة والبراء والبغض والعداء لا يكون إلا على مخالفتهما، قال الله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}،وقال تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} وقال تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}.


وإنّنا بحمد الله إخوة سلفيون من ولاية باتنة -حرسها الله-
نعلن سلفيتنا وولاءنا لله ورسوله وللمؤمنين
نعلنها صريحة صافية نقية من شائبة الشرك والبدعة

أولا: نحمد الله أن هدانا للتوحيد فلسنا عبيدا لأحد إلاّ لله عزوجل فلا نخضع ولا نذل ولا نسلم ولا نستسلم طائعين مذعنين طاعة مطلقة إلاّ لله قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}، فالطاعة المطلقة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم كذلك لأنها في الحقيقة هي طاعة لله قال الله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} أما ولاة الأمر وهم العلماء والأمراء فطاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله لذلك قال المولى عزوجل {وأولي الأمر منكم} ولم يقل أطيعوا أولي الأمر منكم لأنّ طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا طاعة لمن لم يطع الله»، لذلك قال بعدها {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.
وحيث إنه وقع اختلاف وفتنة أورثا فُرقة عظيمة بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وهاتان الطائفتان تنتسبان لمنهج واحد منهج السلف الصالح وذلك أن إحدى الطائفتين تزعم أن أختها ركبت منهج الاحتواء والتمييع ويعنون بذلك مشايخ الاصلاح بسبب مجالستهم لعبدالمالك رمضاني -أصلحه الله- وهذا الأخير طعن في الشيخ ربيع والشيخ عبيد في هذا المجلس على مرأى ومسمع كل الحاضرين ولا أحد رد رعونته وسفهه انتصارا للشيخين -حفظهما الله- بل بقوا جالسين معه جلوس المداهنين المجاملين الراضين بالمنكر كما يزعم فركوس ولزهر وجمعة، ثم تتابعت التّهم تترَى على هؤلاء المشايخ والدعاة وطلبة العلم من هذا الثلاثي البهّات المفرق المهمّش للعلماء، ومن أتباعهم الذين حزّبوهم لحرب مشايخ ودعاة السنة والطعن فيهم دون بينة ولا برهان صحيح، بل بالدعاوى العارية عن الدليل وهم مرتكزون في ذلك كله على طلسم التعظيم والغلو والتقديس للدكتور فركوس وقد أورث هذا الظلم والافتراء أعظم شرّ وبلاء.
وقد أوجب هذا الوضع الخطير على السلفي الصادق مراجعة علماء الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح رحمهم الله، لأنّ في التمسّك بغرزهم النجاة من الضلال والانحراف قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}، فالردّ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، رد إلى الكتاب والسنة والرد إلى أولي الأمر وهم -علماء الكتاب والسنة- فرجعنا إليهم لأنّ في مراجعتهم الخير والبركة قال صلى الله عليه وسلم: «البركة مع أكابركم» والبركة هي حصول الخير الكثير مع دوامه وثبوته لهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه «لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم الأكابر فإذا كان علماؤهم الأصاغر وشرارهم هلكوا»، وقال عليه الصلاة والسلام: «إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر»، والأصاغر كما قال عبد الله بن المبارك هم أهل البدع أما الصغير الذي يأخذ العلم عن الكبير ليس بصغير.
وهنا يجب أن نقف وقفة نرد بها على شبهة أوردت في هذه الفتنة وهي قول لزهر سائلا مفتيه محمد بن هادي المدخلي عن شبهة كما وصفها وهي: (نحن مع الكبار)!
قلنا: رجعنا إلى الأكابر كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ورجعنا إلى أصحاب التخصص منهم والأهلية لأنّ الله أمرنا بذلك قال الله تعالى: {فاسأل به خبيرا} وقال تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها}.
من خلال هاتين الآيتين وغيرهما وانطلاقا مما أصله العلماء الفحول وجب علينا التحاكم عند الاختلاف إلى أصحاب الاختصاص، فالتنازع في علوم اللغة يوجب علينا مراجعة أهل العلم باللغة، والتنازع في الحديث يوجب علينا مراجعة أهل الحديث وقس على ذلك، وبما أنّ التنازع هذه الأيام وقع في مسائل الرجال -وهي مسائل ليست مسائل هيّنة يخوض فيها من لا يحسنها لما يترتب عليها من الولاء والبراء والحب والعداء- كان لزاما علينا الرجوع إلى علماء الجرح والتعديل وعلى رأسهم حامل لواء الجرح والتعديل الإمام ربيع بن هادي متعه الله بالصحة والعافية وعافاه مما رماه به لزهر من الخرف وفساد العقل كما رماه جمعة بأنه صار يُلقّن، وطعن الدكتور فركوس في سلامة نيته وقصده، والرجوع كذلك إلى صنوه العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله- فهما بحق الأكابر في هذه المحنة سنًّا وعلما وتضلعا وتمكنا وخبرة بأحوال الرجال وهنا أيضا تنبيه مهم لابد منه لأننا نوزعنا في كلمة الأكابر فحملها من لا علم عنده وحدثاء العهد بالاستقامة على كبراء الجزائر لأنهم لا يفرقون بين كبراء وأكابر فالكبراء جمع كلمة كبير وأكابر كلمة مفردها أكبر وهو الذي يفوق الكبير سنا وعلما وخبرة وفي كل ما يكبره فيه
وكلام العلاّمتين ربيع وعبيد في هذه الفتنة جمع فأوعى وشخص الداء ووصف الدواء بأوجز كلام فشفى وأغنى فلم يبق والله إلا اتباع الهدى أو اتباع الباطل والهوى وهاك البيان:
نصح الشيخ ربيع في بداية فتنة المفرقة بترك باطلهم وترك الحزبية المقيتة، فكابروا وعاندوا، فصبر الشيخ عليهم وحتى لا يقال عنه أنه منحاز لطرف طالب بحكمة كبيرة جميع الأطراف بالرجوع عن أخطائهم والاجتماع على الحق، فاستجاب المحبّون الصادقون للعلماء فأعلنوا رجوعهم عن بعض المسائل وبيّنوا الحق في كثير من التّهم التي نسبت إليهم كذبا وزورا، كل ذلك في كتابات مقروءة وصوتيات مسموعة، وسعوا -حفظهم الله- جادين في الصلح وظهر ذلك في بيانات مكتوبة مقروءة وخطابات مسموعة، بيد أنّ الطرف الثاني لم يرفع بكلام العلماء رأسا وأبوا إلّا الشقاق والفرقة وادخال الشباب السلفي في أعظم بلاء ومحنة، وثمتَ قال الشيخ ربيع -حفظه الله- عنهم: «أخس من الحدادية»، وقال عن هذه الفتنة: «إنها فتنة الكذابين»، وقال أيضا: «انصروا المظلوم على الظالم»، ووافقه على ذلك الشيخ عبيد وقال: «يا أبنائي توكلوا على الله وردوا عليهم ولا تجبنوا»، وحذّر من رؤوس الفرقة لاسيما لزهر سنيقرة.
نقولها بكل جلاء ووضوح متبعين في ذلك إخواننا السابقين المجاهدين لهؤلاء المهمشة: نحن مع العلماء الربانيين علماء الجرح والتعديل المتخصصين وإن رغمت أنوف المصعفقة المهمشة المفرقة ونحن مع من يتبع هؤلاء العلماء نعني بذلك مشايخ الإصلاح الشيخ عبد الغني عوسات والشيخ عز الدين رمضاني والشيخ عبد الخالق ماضي والشيخ رضا بوشامة والشيخ توفيق عمروني والشيخ عمر الحاج مسعود والشيخ عبد الحكيم دهاس والشيخ عثمان عيسي، ومع الإخوة الأفاضل خالد حمودة وأبو معاذ محمد مرابط ومصطفى قالية وعباس ولد عمر وبوقليل وأبو حاتم البليدي وغيرهم، وغيرهم كثير ومع كل من ظلم في فتنة المصعفقة من السلفيين داخل هذا البلد وخارجه.
ولمز العلماء وطلاب العلم ونبزهم بكلمة الصعافقة فيها ما فيها من الكذب والظلم لأن كل هؤلاء ممن ذكرنا وممن لم نذكرهم قال عنهم الشيخ ربيع حفظه الله: «أمثال هؤلاء الدكاترة الذين رموا بالصعافقة الشيخ ابن باز كان ينصبهم على القضاء وفي مناصب عليا في الدولة» هؤلاء الأفاضل وقفوا وقفة الصادقين نحسبهم والله حسيبهم ضد هذه الفتنة العمياء وكانوا هم الموفقين للصواب ولسنا بهذا ندعي العصمة لمتبع الشيخ ربيع والشيخ عبيد أو الشيوخ الآنف ذكرهم لا والله بل لأن الحق حليفهم والدليل عمدتهم والعبرة عندنا وعندكم إن كنتم صادقين بالدلائل لا بعظم القائل.
فإن سألتَ أخي كيف عرفنا صدقهم وكونهم أولى بالحق من غيرهم نقول لك:
المتتبع لهذه الفتنة من بدايتها يدرك ذلك بأدنى تأمل فراجع معنا حفظك الله أصل نشوء هذه الفتنة:
أليس هو دعوى الغيرة على الشيخين ربيع بن هادي والشيخ عبيد الجابري فها هو الشيخ ربيع والشيخ عبيد يُهانان ويُصدّ عنهما وعن سماع كلامهما واتباع توجيههما بخفيّ المكر، أليس لزهر هو القائل عن الشيخ ربيع: «يديرولوا لافاج وماشي جايب خبر» ويزعم لزهر أنه تاب منها، أليس هو القائل عن الشيخ ربيع: «ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وما تراجع عنها»، ونسب للشيخ ربيع كلاما لم يقله أصلا عن ابن هادي بأنه حاد الله ورسوله بل الذي قاله الشيخ ربيع هو أن من يجامل ابن هادي أو يقف معه فإنه حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل لزهر قال: «على الشيخ ربيع أن يتوب لأن كلمة حاد الله ورسوله تعني تكفيره لمحمد بن هادي وهي كبيرة من كبائر الذنوب».
هل كل محادة لله ورسوله تعد كفرا؟! أم أن المحادة كالمعصية تماما منها ما هو شرك وكفر ومنها ما هو بدعة ومنها ما هو كبيرة أو صغيرة كما قررت أنت قبل وقوعك في الفتنة وقرره فركوس وابن هادي فمن فيك ندينك، ونزيدك بيانا وإيضاحا أخي السلفي أليس جمعة هو القائل عن الشيخ ربيع: «صار يُلقّن» أي يردِّد كل ما يقال له أليس التلقين من الجرح عند المحدثين الأولين؟! ألم يقل جمعة عن الشيخ ربيع: «لما كان على الأصل» يعني أنّ الشيخ ربيعا تغير عن الأصل الذي كان عليه وقد قالها لزهر كذلك في مكالمته مع الأخ بوتخيل الشيخ ربيع تغير ماشي كيما بكري وقالها الدكتور فركوس كذلك: «جابولوا زوج ميعرفهمش قاع راح زكاهم»، والأشنع من هذا طعن فركوس في كمال عقل الشيخ ربيع راح يطعن في قصده ونيته قائلا في معنى كلامه: «تحذير الشيخ ربيع نابع عن نزاع نفوس»، وطعن الدكتور المبطّن كذلك في الشيخ عبيد بقوله: «لسنا عبيدا لعبيد» هل الشيخ عبيد طلبك منك أن تتبعه أو تقلّده دون الرجوع إلى الدليل؟! وقولك عن الشيخ عبيد: «له أخطاء في العقيدة» أليس هذا تنفير للشباب السلفي وخاصة العوام منهم عن علمائهم ألا يعد هذا انحرافا خطيرا عن منهج السلف؟! ناهيك عن الطعون في الشيخ عبد الله البخاري ذلكم العالم الفحل الذي صيروه كبير الصعافقة، أما عمّن دون هؤلاء العلماء سنا ورتبة فحدّث مع حرج من السباب والشتائم والتهم الباطلة والدعاوى الفارغة العارية من الدليل والبرهان فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثانيا: والأصل الثاني لنشوء هذه الفتنة دعوى الغيرة على المنهج السلفي بدعوى أن مشايخ الإصلاح ركبوا منهج الاحتواء والتمييع بمخالطتهم لأهل البدع والأهواء كالرمضاني والحلبي وابن حنفية العابدين.
نقول إزاء هذا الأمر لو صدق الدكتور فركوس ولزهر وجمعة في هذه الدعوى ما جاز لنا أن نحكم على مشايخ الإصلاح بأنهم مميعة واحتوائيون ومن ثم نرتب على ذلك حكما آخر وهو وجوب مفارقتهم وهجرهم وترك مجالسهم لماذا يا ترى؟!
هنا مربط الفرس ومكمن الداء وموطن الخلل عند هؤلاء! فهل يحكم على الرجل بأنه مميع واحتوائي بمجرد الجلوس مع أهل الأهواء؟ لا –والله- بل لا يعدو الجلوس أن يكون قرينة محتملة للتمييع والاحتواء كما هي في الوقت نفسه محتملة لضده أي أن مشايخ الإصلاح دعاة هداية وإصلاح بحق، يريدون لغيرهم أن يكونوا مثلهم سلفيين وذلك بدعوتهم لغيرهم ونصيحتهم لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وكل ذلك لا يتأتى إلا بالجلوس والمكالمة والمناقشة والأخذ والرد بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.
إذن فالجلوس لأهل الأهواء إذا كان جلوس مداهنة ومجاملة ومؤانسة فهي مجانسة يعني الجالس والمجلوس إليه من جنس واحد أي أن قلبيهما في الهوى سواء يعني التقت الأجساد بالصحبة لما التقت القلوب بالمودة والألفة كما أخبرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وقال عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وقال عليه الصلاة والسلام: (المرء مع من أحب) وقال عبد الله ابن مسعود: (اعرف المرء بخدنه).
وإن كان الجلوس للمناصحة فهي من أعظم أبواب الجهاد روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَل».
ولنا عدة وقفات مع شيوخ التفريق إزاء طعونهم الفاجرة في مشايخ الإصلاح وحكمهم عليهم بمثل هذه الأحكام العشوائية الظالمة والتي تنبئ عن خبيئة سوء وحقد دفين جاء وقت بروزه وظهوره كي يميز الله الخبيث من الطيب ويُصفّى الصف السلفي من الدخلاء قال الله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} الآية.
والحكم دون تثبت أو تروٍّ وكمال ورع على أناس يُعدون في هذا البلد من خيار السلفيين نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا يعد من أعظم الظلم الذي يجب أن يرد قال عليه الصلاة والسلام: «من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة» فالتمييع تهمة خطيرة ليس بالأمر الهين أن يرمى بها الشخص إلا بعد مراحل عدة منها التثبت من صحة الدعوى وثبوتها عن الشخص ثم بعد ذلك تأتي المناصحة برفق ولين وكمال اشفاق مع البيان الصادق للمنصوح مع صبر وحلم وتحين للفرص السانحة لقبول النصيحة وغيرها من الآداب التي ندبنا إليها شرعنا الحنيف، أما هذه القفزة الكبيرة غير المرضية عند صغار السلفيين وعوامهم فضلا عن علمائهم الفحول وأكابرهم بين عشية وضحاها، ودون سابق إنذار أو بيان نفاجأ أن مشايخ الإصلاح مميعون فهذا من الجهل بمنهج السلف، وفي هذا المقام يحسن ذكر كلام قاله الشيخ خالد حمودة مفاده: أن طريقة الشيخ ربيع في التحذير من المخالفين ليس على النمط الذي سار عليه هؤلاء المفرقة الحدادية فلا تجده حفظه الله يفاجئ السلفيين بالتحذير من المخالف ولو كان من أشر الناس وأضرهم على المنهج السلفي بل ينصح و يرد الخطأ على المخطئ وينصحه سرا فيما بينه وبينه نصيحة الأب المشفق على ولده الذي يراه على شفا هلكة فيصبر عليه ويحلم المدد الطويلة عليه فإن وجده مصرّا على باطله أخرج حفظه الله ردوده والتي لا تحتوي إلا على البيان للأخطاء بتوثيقها من مصادرها أولا ثم ردها بالعلم والحجة والبرهان دون تهويل ولا سب ولا شتم ولا تعيير كي يعلم ويتعلم الشباب فينتبهوا لحقيقة المخالف وخطورة ما هو عليه من المخالفة وهذا كله توطئة وتهيئة للقلوب لقبول التحذير منه اتباعا للدليل لا بمجرد التقليد فيهلك بعد ذلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
ثم لنفرض جدلا أننا معكم معشر المفرقة ونريد أن نوافقكم فيما تصبون إليه من رمي الأبرياء بالكذب ومحض الافتراء فتوحيدنا وسلفيتنا تأبى علينا ذلك لأن السلفي الصادق يعلم مدى خطورة التطاول في الأعراض قال عليه الصلاة والسلام: «أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم»، فكيف والعرض الذي يدنس ويهان عرض علماء هذا البلد وفحوله؟! فنقول لكم ما قاله لنا ربنا عز وجل: {لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} ونقول لكم قال الله تعالى: {وظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} وقال تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ولو كنتم شيوخ صدق ونصح لبينتم لأتباعكم معنى التمييع ومدى صدق هذا الوصف على من رميتموهم به لأن الحكم على الأعيان لابد فيه من توفر شروط وانتفاء موانع، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ولمّا جُوبِه المفرقة بوجوب ذكر الدلائل على صحة ما قالوه في حق هؤلاء الشيوخ لجؤوا وهرعوا مسرعين إلى سلاح التقديس والتعظيم للشيخ فركوس وجعله فوق الجميع بل وفوق كل دليل كي لا يفتضح أمرهم، ويُزجر بذلك ويُنتهر من يسأل فركوسا عن الدليل وينشغل السلفيون بهذا الغلو ويصرفوا عن صلب الموضوع وبيت القصيد، ومن دلائل التقديس قولهم: «هل يُظنّ بالشيخ فركوس أنه يتكلّم هكذا» آلشيخ فركوس معصوم؟! وقول مريدهم لمن سأله عن أدلة فركوس في رميه لمشايخ الإصلاح بالتمييع: «لَا تَأْتِ عِنْدِي، بَلْ أَنْصَحُكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى الشَّيْخِ –يَقْصِدُ الشَّيْخَ فَرْكُوس- مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثِ مَرَّاتٍ وَانْظُرْ إِلَى وَجْهِهِ لَعَلَّ اللهَ يُبَصِّرُكَ بِالحَق»، فنقول لهذا المريد: أيقول مثل هذا الكلام رجل سلفي يحترم دينه وعقله أم أنكم تبغونها صوفية ألبست لباس السلفية كذبا وزورا؟!
ولا مانع من بيان خطورة الغلو في الرجال لأن من مقاصد هذا البيان العظيمة إحياء السنن ونشرها بين عموم إخواننا السلفيين وخاصة حديثي عهد بالاستقامة منهم: قال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله».
واعلم أخانا الموحد أنّ أول سبب للشرك على هذه الأرض هو الغلو في الصالحين، راجع هذا الباب من كتاب التوحيد بشروحه لعلك تفهم وتعقل واترك التهميش الذي أزال عقلك فصرتَ تفكر بعقول مسيّريك وشيوخك!
وهنا نقول: ما هو التهميش؟ ومن الآمر به؟ ومن المأمور بلزومه والعمل به؟
الجواب: إنّ التهميش يُعد من أعظم الأسباب التي صدّت الأتباع عن معرفة الحق منذ قديم الزمان، قال الله تعالى: {وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}، وقال الله تعالى عن قوم نوح: {جعلوا أصابعهم في أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا}.
وحقيقته كما قال الشيخ عبيد: ليس له عهد عند السلف وأخشى أن يكون من مصطلحات الرافضة حُرّف إلى التهميش! قلنا: فالمقصود من هذا المصطلح قد عرفنا معناه من خلال ما عايشناه مع المفرّقة الذين بغوا علينا! إنّه الهجر والتحذير وترك المكالمة والمحاورة والمناقشة والأخذ والرد وترك إلقاء السلام وترك رده، كما أنه يعني ترك المناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الدعوة للتي هي أحسن للّتي هي أقوم، وترك كل هذه الأمور التي ندب الشرع للزومها والعمل بها، فلزوم التهميش يعد مصادمة صريحة لكل الآيات الآمرة بالدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن كما في قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، وقال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: «الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيح»، كررها عليه الصلاة والسلام ثلاثا كي يعلمنا أن المتدين حقا من يلزم النصيحة بشروطها وآدابها، فلا إله إلا الله كم غيّرت هذه الفتنة من فطر وكم أضلت وألغت من عقول فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أمّا الآمر بالتهميش: فهو الدكتور فركوس وقد تكفّل وزيراه لزهر وجمعة بنشره وتثبيته في قلوب الأتباع! لكن السؤال المحيّر هو: من المأمور به! لأن المأمور بلزومه فعلا هم عوام السلفيين! وليس الدكتور ولزهر وجمعة لأنّ هذا غير مقبول، فالعالم في الحقيقة لا يهمش بل يدعو وينصح ويبيّن ويأمر وينهى ويجادل بالتي هي أحسن للتي هي أقوم حتى يرجع المخطئ عن خطئه ويتوب المذنب ويؤوب أو تقوم بردوده وبياناته الحجة على المبطل فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة! قال الله تعالى فيما ذكره عن نَصحة أهل السبت: {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون}.
والمتأمل في هذا التهميش المبتدَع الذي جعل كالجُنّة والتّرس لحماية الرؤوس أنفسهم من مغبة الافتضاح بين جمهور السلفيين، يجد التهميش يتضمّن معنى خطيرا مفسدا للقلوب إنّه الاحتقار للغير فكونك تهمش مسلما فأنت في حقيقة الأمر تستخف بعقله وكمال إدراكه، ونقول هنا تذكيرا لأنفسنا ولإخواننا بهذا الحديث العظيم قال عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر! فقال رجل: إنَّ الرَّجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟ قال: إنَّ اللَه جميل يحبُّ الجمال، الكبر: بطر الحقِّ وغمط النَّاس»، وحديث عِياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد»، رواه مسلم، وقال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}.
ومن الأمور التي لا نرتضيها منهجا لنا معاشر السلفيين طريقة حكم المفرقة على الأشخاص وقد سبق وأن تكلمنا وألمحنا إلى بعض تخبطاتهم في هذا الباب ونود هنا أن نركز على أمر جد خطير لبّس به شيوخ التفريق على أتباعهم، نقصد: إذا طولب الواحد منهم بالبينة لإثبات صحة دعواه أجاب: قال الشيخ فركوس إنّهم مميعة أو يتأكلون بالدعوة أو قل ما شئت فيمن شئت! فإذا قلت له: هذه دعوى أعطني بيّنة على صدق دعواك قال لك: ألم تسمع الدليل؟ الله أكبر! لقد نزّل هؤلاء كلام عالمهم منزلة الدليل ومنزلة كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام، وهنا تكمن الخطورة إذ القوم صاروا لا يفرقون بين الدعوى والبينة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى أناس دماء أقوام وأموالهم فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر»، ففرّق النبي صلى الله عليه وسلم بين الدعوى والبينة فالدعوى شيء والبينة شيء آخر، ودليل آخر يزيل هذا اللبس الذي أدخله المفرقة على أتباعهم قوله تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، قال ابن حزم رحمه الله في «الإحكام في أصول الأحكام»: «علامة صدق الرجل البرهان».
ومن المخالفات كذلك التي أفرزتها هاته الفتنة ما جنته أيدي المفرقين على «العدل» وهو من أعظم ما دعا إليه نبي الإسلام نبينا عليه الصلاة والسلام! قال الشيخ العثيمين رحمه الله: «العدل هو الجمع بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين»، فقد فرق المفرقة بين المتماثلين وجمعوا بين المختلفين في الكثير من أحكامهم بل صار صفة بارزة فيهم أن الرجل منهم إذا وقع في خطأ أو زلة سكتوا وتستروا عليه وقالوا عنه إنه رجاع إلى الحق وتواب فمالكم وله كما هو الحال مع لزهر كثير الأخطاء والخطايا وكما هو الحال كذلك مع ابن عطايا الذي كان بالأمس القريب مجروحا عند فركوس حيث قال عنه إنّه كذاب فبمجرد أن أيدهم على مشروع الدمار الشامل صار من المرضيين بل من الرؤوس الذين يرجع إليهم، وأوضح مثال نجعله دليلا على صدق ما قلناه فيهم قولهم عن مشايخ الإصلاح إنهم مميعة واحتوائيون لماذا؟! لأنهم يجالسون أهل الأهواء، ونحن نقول لهم: الشيخ فركوس جالس عدة فلاحي وهو منحرف خبيث مع ما في تلك المجالسة من إظهار كبير ود وتحاب ولين جانب وترفق، وكذلك ثناء الدكتور فركوس على حاج عيسى وعلى موقعه على النت مع ما في الموقع وصاحبه من بلاء وشر وفتنة، فهو المنافح المدافع عن سيد قطب والحاقد على العلامة شامة السلفيين ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فمن المميّع حقيقةً وصدقًا؟! أمشايخ الإصلاح أم الدكتور؟! أمشايخ الإصلاح أم جمعة الذي عُرف عند العلماء بتحقيق كتب أهل البدع؟! من المميع المُهوّن من شأن البدعة والمبتدعة أمشايخ الإصلاح أم لزهر الذي عُرف عند عموم السلفيين ببيعه لكتب المنحرفين؟! فجمعة يحقق ولزهر يبيع وينشر والشيخ فركوس يؤيد وينصر إمّا بكلمات مسموعة أو بسكوت يدل على الإقرار والساكت عن الباطل وأهله يعد مثلهم والساكت عن الحق شيطان أخرس! وهذا من أعظم ما انتقده عليه العلامة ربيع، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا عملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها، - وقال مرّة: «أنكرها» - كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها»، أخبرونا من المميع؟! المدافع عن أمثال هؤلاء المفسدين والملتمس لهم المعاذير أم الشيوخ الفحول الذين ردوا وبينوا ولم تأخذهم في الله لومة لائم؟! من أجل هذا كلّه نتبرّأ ونبرئ المنهج السلفي من هذه الانحرافات، إنّها –والله- أخسّ من الحداديّة كما صرح بذلك العلامة ربيع حفظه الله، فهي كلمة قد يستغربها الكثيرون ولكن نقول لهم الحق مرّ والحق أحق أن يتبع، وكما قال شيخ الإسلام ابن القيم في مدارج السالكين: «شيخ الإسلام -يعني الهروي- حبيبنا ولكن الحق أحب إلينا منه».
نعم تستطيع أخي القارئ أن تسألنا عن صحة هذه الأحكام التي حكم بها الشيخ ربيع على هؤلاء وكانوا من قبل من أعزّ الناس وأقربهم إليه ولكنّه صِدق الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا المنهج العظيم الذي قامت عليه السماوات والأرض.
وسيكون جوابنا: بأن نعرفك أخي القارئ أوّلا بالحدادية مع ذكر أبرز صفاتهم فالحكم على الشيء فرع عن تصوره: فالحدادية هم أتباع محمود الحداد الذي اخترع منهجا محدثا في الحكم على الرجال ألا وهو التبديع بمجرد الوقوع في البدعة والأخطاء مع العلم أنّ البدع والمخالفات التي يحكم من خلالها هؤلاء الحدادية على المتلبّسين بها في الجملة ثابتة وصحيحة النسبة إليهم، فبدّع هذا الرجل علماء أجلاء خدموا السنة خدمة عظيمة كأمثال الحافظ ابن حجر والنووي والشوكاني وغيرهم، بل وأفتى بحرق كتبهم وقد رد عليه جل العلماء الذين عاصروه كالشيخ الألباني وابن العثيمين وابن باز وأمان الجامي وأحمد النجمي وزيد المدخلي وربيع رحمهم الله وغيرهم كثير، فنقول هنا ما قاله الشيخ الالباني مقررا للأصل السلفي في الحكم على الرجال ليس كل من وقع في بدعة فهو مبتدع وليس كل من وقع في كفر فهو كافر وليس كل من وقع في فسق فهو فاسق حتى تجتمع الشروط وتنتفي الموانع التي مردها عند التحقيق إلى أمرين: وهما العلم والقصد، وليس هذا محل تفصيل الشروط والموانع ولكن يراجع في ذلك باب الأسماء والأحكام من العقيدة الواسطية بشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أمّا الأخسّ من الحدادية فإنهم يحكمون على الرجال بأحكام همجية هوجاء مبنية على محض الكذب والبهتان والافتراء أو: أخبرني فلان وفلان دون أدنى تثبت ولا بيان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع»، وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»، وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار، وهو ما يخرج من أجسادهم من قيح وصديد، وقال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}، وقد فعل هذه الفعلة الشنيعة محمد بن هادي في بيت من بيوت الله على ملأ من الناس فرمى رجلا بالزنا، الحق به الأذية دون بينة شهود ولا برهان وقد حكم المولى عز وجل على القاذف في كتابه بثلاثة أحكام وهي: ثمانون جلدة في ظهره ورد شهادته وفسقه قال الله تعالى:{والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}، ودليل آخر عل على حداديّتهم الخسيسة ما قاله فركوس في حق العلامة عبيد الجابري حفظه الله: «عنده أخطاء في العقيدة»، وكأنّا به يريد إفحام السائل وإسكاته كي لا يحتج بكلامه! فهل الشيخ عبيد يا دكتور ساقط العدالة بهذه الأخطاء فلا يقبل كلامه البتة؟! أمبتدع هو؟! بيّن يا علامة الجزائر هذه الأخطاء كي يحذرها الناس وبينها لهذا العالم الرباني كي يرجع عنها أم أن منهج النصيحة صار مغيبا عندكم أم أنه التأسيس لمنهج الحدادية الخسيس؟!

وختاما نقول

في الجعبة الشيء الكثير لكن اللبيب بالإشارة يفهم وتلخيصا لكل ما سبق فإننا نؤمن بالسلفية التي مبناها على العلم والعدل والصدق والإخلاص والنصحية والتواضع والرفق واللين والرحمة والشدة مع من يستحقونها من أهل الأهواء والبدع! ونتبرّأ إلى الله من منهج المميّعة والحلبيين والرمضانيين وكل من يحتوي هؤلاء! والذين يصدق عليهم وصف الاحتواء بحق هم المفرقة! ونبرأ إلى الله من منهج الأخسّ من الحدادية والمفرقة هم كذلك أصحاب هذا المنهج! ومن عجائبهم أنّهم جمعوا بين المتناقضات! يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: «صاحب الهوى لابد أن يتناقض».
ثم البراء لابد أن يقارنه ولاء، فلا ولاء إلا ببراء، فإننا نتولّى الله ورسوله والمؤمنين الصادقين والذين نعدّ منهم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ عبيد الجابري والشيخ عبد الله البخاري وجميع مشايخ الإصلاح وغيرهم من مشايخ وطلبة وكلّ من صدع بالحق وثبت عليه، وكلّ من والى هؤلاء على التوحيد والسنة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسبحانك اللهم وبحمده نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

كتبه في:
06 رجب 1441 ه‍
الموافق لـ 28 فيفري 2020

1-مزعاش عبد الغني.
2-أبو عبد الله بلال مقران.
3-فاتح عقون.
4-هوامل عبد الكريم
«ماستر شريعة».
5-معاشي عبد الحليم.
6- بن أحمد إبراهيم الخليل.
7-أبو أويس نور الدين درويش.
8- كوربان براهيم.
9-بيطام عبد المالك.
10-ساري ميهوبي.
11-عبد العلي ميهوبي.
12-سعدان بلعباس «ماستر شريعة».
13-عبد الباسط بن عتر.
15-طارق ميهوبي «مرحلة دكتوراة».
16-إبراهيم عقون.
17-سفيان بوروبة.
18- هشام برو.
19-عيسى محبوبي.
20-عمر بوعبد الله.
21-ياسين عبابسة.
22-حسان بو عبد الله.
23-يزيد بن خليفة.
24-جمال بن عنتر.
25-عبد الوهاب بوطبة.
26-عبد الباسط بوطبة.
27-عبد الباقي بن يخلف.
28-نور الدين بلمسوس.
29-عبد الرازق شياد.
30- سليمان قنفاف.
31- أحمد بن سراي. «ماستر شريعة»

__________________
عنوان البريد الإلكتروني
tasfia@tasfiatarbia.org


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 28 Feb 2020 الساعة 11:53 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Feb 2020, 07:58 PM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي

جزاكم الله خيرا أيها الأبطال على هذا البيان النافع
ولقد أتيتم على أصول المفرقة القبيحة فقصمتوها قصما ونقضتموها نقضا فلله دركم وعلى الله أجركم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Feb 2020, 07:58 PM
محفوظ قبايلي الداموسي محفوظ قبايلي الداموسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 79
افتراضي

الله أكبر
جزاكم الله خيرا إخواننا، فقد سررت بالمقال قبل قراءته.. فعلى بركة الله نبدأ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Feb 2020, 08:10 PM
أبو أنس فاتح خليل أبو أنس فاتح خليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 72
افتراضي

جزاكم الله خيرا إخواننا الكرام على هذا البيان والاجتماع على الكتاب والسنة ودفاعكم عن المظلوم ووقوفكم في وجه الظالم رحمة به وشفقة عليه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Feb 2020, 08:15 PM
عمر رحلي عمر رحلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 111
افتراضي

جزاكم الله خيرا يارجال باتنة على المقالة الطيبة،وأعحبتني كلمة في مقالكم وهي أن العبودية والذل لله وهذا الذي افتقدناه في هذه الفتنة إلا من رحم ربك ،إذا أصبح من يشار إليه بالبنان يخاف من الأراذل وأبواق الفتنة أو يخاف من ذلك العبد الضعيف الذي قال فيه ربيع السنة ضعيف في المنهج،فالحمد لله على النجاة.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Feb 2020, 08:38 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي

لله دركم أيها الرجال الفحول، جزاكم الله خير ما يجزي الصالحين، لقد أثلجتم صدورنا بهذه السلفية الأصيلة وآنستم غربة لمسناها، وبلغة سلفية أخاذة اشتقناها، جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أيها الشجعان لله دركم وعليه أجركم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 Feb 2020, 08:49 PM
زهير بن صالح معلم زهير بن صالح معلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2019
المشاركات: 113
افتراضي

جزى الله خيرا فحول ورجال باتنة الذين صدعوا بالحق ، وبينوا موقفهم بكل صراحة مما جرى ويجري في الساحة الدعوية ، معلنين الولاء للحق وأهله من العلماء الربانيين كالشيخ ربيع وعبيد والمشايخ السلفيين كالشيخ عبد الغني وإخوانه وطلبة العلم النجباء الطيبين كالشيخ خالد ومرابط، وبرائهم من المميعة والحدادية والمفرقة مبينين انحراف الطائفة الأخيرة بالأدلة والبراهين الواضحة التي تدينهم مما نطقوا به بألسنتهم وسجلت عليهم بأصواتهم أو كتبت بأقلامهم.
كتبوا ذلك ووقعوا عليه بأسمائهم الصريحة خلافا لطريقة الأخس من الحدادية الذين جندوا أبواقا لهم من الجهلة والمنحرفين والمتهورين وضعاف العقول يكتبون بأسماء مستعارة ويحاربون السلفية وعلماءها من وراء جدر .
فجزى الله خيرا إخواننا الباتنيين الأشاوس وبارك في بيانهم وموقفهم المشرف الذي يبقى شامة في جبين التاريخ يشهد على نصرتهم للحق والسلفية وذبهم عن علمائها ومشايخها وطلبتها والمنتسبين إليها بالحق والعدل.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 Feb 2020, 09:07 PM
علاء الدين محديد الداموسي علاء الدين محديد الداموسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2019
المشاركات: 88
افتراضي

الله أكبر ..لله دركم أيها الرجال الأفاضل أسأل الله أن يجزيكم عنا كل خير على هذالبيان الذي هو في الحقيقة نبراس لمن أراد الحق من غير تعصب ولا تقديس ..فنسأل الله أن يجعله لكم ذخرا ليوم لقياه و أن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نلقاه.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 Feb 2020, 09:12 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

لله دركم وعلى الله أجركم أيها الرجال بحق
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 Feb 2020, 09:32 PM
حسن عبد الكريم التمنراستي حسن عبد الكريم التمنراستي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 36
افتراضي

جزاكم الله خيرا يا ابطال باتنة على هذا البيان الكافي والشافي في كشف اباطيل المفرقة ...
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 Feb 2020, 09:34 PM
أبو أميمة لياس عفافسة أبو أميمة لياس عفافسة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 57
افتراضي

جزاكم الله كل خير يارجال على هذا البيان القيم ،أسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم و أن ينفع به كل مخدوع ملبس عليه بمنهج التفريق الوحش الذي فرق بين الأحباب
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 Feb 2020, 09:36 PM
جمال بوعون جمال بوعون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 103
افتراضي

جزى الله خيراً إخواننا من باتنة على هذا البيان الصادع بالحق.
ولقد فرحتُ لما وجدتُ فيها أسماء أعرفها لإخوان لي هم من جيراننا وأحبابنا من منطقة القصبات (العڨنة)
أعرفهم بتواضعهم ومحبتهم للسنة والحق ومحبتهم وتقديرهم لأهل العلم وللمشايخ.
فجزاكم الله خيراً على موقفكم المشرف جدّا، ولقد وقفتم موقفا عجز و جبُن عنه الكثير من الناس مع معرفتهم للحق.
(السلام فلّاون يا إيريازن نلعڨنث، ربي آكنوي يحفظ و آكنوي جازى فثبدّيوث ڨلا ثبدميت إيذ نلحق).
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 Feb 2020, 09:38 PM
أبو مسدد بوسته محمد أبو مسدد بوسته محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 110
افتراضي

جزاكم الله خيرا يا أسود ونفع الله بما كتبتم
نسأل الله أن ينفعَ بهذه الكتابة الواضحة الجلية التي لا غمغمة فيها ولا سفسطة
و أنا والحمد لله وحده على ما أنتم عليه .
نسأل الله لنا ولكم الثبات إلى يوم نلقاه.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 Feb 2020, 09:43 PM
أبو حزم محمد الزناتي أبو حزم محمد الزناتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2020
المشاركات: 7
افتراضي

بيان رصع بالحجة وغمس في أعماق بحر السنة ثم أخرج صدفة حشيت بدرر البراهين التي تفلج الخصوم وتقطع لجاجهم وتخرسهم فلا ينبشون ببنت شفة أن شاء الله بعدها ٠اسال الله أن تتوالى البيانات كالشهب من كل وجهة وتنزل كالصواعق بساحة المعتدين
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 28 Feb 2020, 09:48 PM
يونس بوحمادو يونس بوحمادو غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 121
افتراضي

ماشاء الله وبارك.
بيان مرصع بالحجة، والبينة، وقد جاء قويا صادعا بالموقف السلفي الصحيح؛ الذي يتبناه كل أثري متبع، كما لا تخفى فيه تلك اللغة الرجولية التي لا تستغرب من أهل تلك المنطقة.
نسأل الله تعالى التوفيق للحق والثبات عليه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013