منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 18 Jan 2015, 09:56 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ المقتِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ المقتِ لله تعالى، إثباتًا يليقُ به، مستدلين بالكتابِ و السنة.
1 _ الكتاب : قال اللهُ تعالى {كبرَ مَقْتًا عندَ اللهِ أنْ تقولُوا ما لاتفعلونَ} [الصف 3]، و قال {إنَّ الذينَ كفرُوا يُنادَوْن لمقتُ اللهِ أكبرُ منْ مقتكم أنفسكُم} [غافر 10].
2 _ السنة : روى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمارٍ المجاشعي، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذات يوم في خطبته : "ألا إنَّ ربي أمرني أن أعلمَكم ما جهلتِم، مما علمني يومِي هذا، ... وإنَّ الله نظرَ إلى أهل الأرضِ، فمقَتَهم عرَبَهم وعَجَمهم، إلا بقايَا منْ أهلِ الكتابِ" الحديث.
معنى المقتِ و أنه متفاوتٌ
المقتُ : هو أشدُّ البغضِ، و هو متفاوتٌ لقوله تعالى {كبرَ مقتًا} [الصف 3].

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 19 Jan 2015, 11:44 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ المجيءِ و الإتيانِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة مجيءَ الله و إتيانَه يومَ القيامة للفصلِ بين العبادِ على الوجهِ الذي يليق به، و أدلتُهُم في ذلك الكتابُ و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : قال الله تعالى {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ يأتيهُم اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ} [البقرة 201]، و قال {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ تأتيهم الملائكةُ أو يأتيَ ربُّكَ} [الأنعام 157]، و قال تعالى {و جاءَ ربّكَ و الملكُ صفًّا صفًّا} [الفجر 21].
2 _ من السنة : روى البخاري عن أبي هريرة أن الناسَ قالوا : يا رسولَ الله هلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : "هل تمارونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونه سحابٌ" قالوا : لا يا رسولَ الله، ... وتبقى هذه الأمة فيها منافقُوها، فيأتِيهم اللهُ فيقول : أنا ربُّكم، فيقولون هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عرفنَاه، فيأتيَهم اللهُ فيقول : أنا ربُّكم، فيقولون : أنتَ ربُّنا" الحديث.
و روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري : أن أناسًا في زمنِ النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسولَ اللهِِ هلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ ... فكذلكَ مثل الأولِ حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبدُ الله من برٍّ، أو فاجر، أتاهُم ربُّ العالمينَ في أدنى صورة من التي رأوه فيها" الحديث.
3 _ الإجماع : أجمعَ أهلُ السنةِ على إثباتِ المجيءِ لله تعالى، و هو مجيءٌ حقيقيٌ يليقُ به جلَّ و علا.
مجيءُ اللهِ و إتيانُه مطلقٌ وَ مقيدٌ
المجيءُ و الإتيان المضافُ إلى اللهِ نوعانِ :
1 _ مطلقٌ : و هو مجيئُه و إتيانُه هوَ سبحانه، كما قالَ تعالى {هلْ ينظرونَ إلَّا أنْ يأتيَهم اللهُ} [البقرة 201]، و قوله {و جاءَ ربّكَ} [الفجر 21].
2 _ مقيدٌ : كمجيءِ رحمتِه، أو أمره،كقولِه تعالى {حتَّى يأْتيَ اللهُ بأمرِه} [البقرة 109]، و قوله {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52]، روى البخاري –واللفظ له- و مسلم عن حذيفة بن اليمان قال : كان الناسُ يسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الخيرِ، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني، فقلتُ يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءَنا اللهُ بهذا الخيرِ" الحديث.
معنَى قولِه تعَالى {يأتيهُم اللهُ في ظللٍ منَ الغمامِ}
معناه : يأتيَهم مع الظللِ؛ لأنَّ "في" للمصاحبةِ، وليستْ للظرفيةِ قطعًا؛ لأنها لوْ كانتْ للظرفيةِ، لكانت الظُّلَلُ محيطةً بالله، و معلومٌ أن الله لا يحيطُ به شيءٌ من مخلوقاتِه.
مسألةٌ : كيفَ يجيءُ اللهُ تعالى؟
إنَّ الله أخبرنا عن مجيئهِ و لم يخبرنَا عن كيفيةِ مجيئهِ، و كيفيةُ مجيئهِ لا تعلمُ إلا بِـ : مشاهدتِها، أو مشاهدةِ نظيرها، أو خبرِ الصادق عنها، و هذه لا توجدُ في صفاتِ الله تعالى، و كذلك إذا جهلت كيفيةُ الذاتِ جهلتْ كيفيةُ الصفات.
و من الأدب مع اللهِ أن نقول : يجيءُ بوجهٍ يليقُ بجلالِه و عظمته،و لا نعلمُ عن كيفيتِه شيئًا.
مخالفُوا أهلِ السنةِ و الردُّ عليهِم
خالفَ المحرفةُ و المعطلةُ أهلَ السنةِ في صفةِ المجيءِ و الإتيانِ، فقالوا :
أ _ إنَّ اللهَ لا يأتي؛ لأننا إذا أثبتنَا إتيانَه أثبتنَا أنه جسمٌ، و الأجسامُ متماثلةٌ.
لكن يردُّ عليهم بأن َّ :
1 _ هذا قياسٌ في مقابل النصِّ، فهو باطلٌ.
2 _ لا مانعَ من مجيءِ اللهِ بنفسِه على الكيفيةِ التي يريدها.
3 _ إثباتُ مجيءِ الله تعالى، لا يستلزم التمثيلَ؛ لأن الإتيانَ يختلفُ حتّى في المخلوقِ.
ب _ أنَّ المعنى : مجيءُ و إتيانُ أمرِ الله تعالى؛ لأن الله قال {أتَى أمرُ اللهِ} [النحل 1]، وقال تعالى {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52].
و يردُّ عليهم بأنَّ :
1 _ هذا الدليلَ عليهِم لا لهمْ؛ لأنَّ اللهَ لمَّا أرادَ مجيءَ الأمرِ عبَّرَ به، و لما أرادَ مجيئَه هوَلم يعبِّر بالأمرِ.
2 _ الأياتِ الأخرَى ليس فيها إجمالٌ، حتى نقول : إنها بُينتْ بهذه الآيةِ، بل هي واضحةٌ.
3 _ أما قوله {فعسَى اللهُ أنْ يأْتيَ بالفتحِ أوْ أمرٍ منْ عندِه} [المائدة 52]؛ فإنَّ المرادَ إتيانُ الفتحِ و الأمرِ، لكن أضافَ الإتيانَ به إلى نفسِه؛ لأنه من عندِه، و هذا معروفٌ في اللغةِ العربيةِ.
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 25 Jan 2015, 03:52 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ الوجهِ
يثبتُ أهلُ السنةِ أنَّ للهِ تعالى وجهًا حقيقيًا يليقُ بجلالهِ و عظمتِه، موصوفًا بالجلالِ و الإكرمِ، و أدلتهم في ذلكَ الكتابُ، و السنةُ، و الإجماعُ.
1 _ الكتاب : قال الله تعالى {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن 27]، و قال {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص 88].
2 _ السنة : روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال : "إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". و له عنه أيضا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "جنتان من فضة آنيتهما، وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما، وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن".
3 _ الإجماع : فقد اتفقَ أهلُ السنةِ على إثباتِ صفةِ الوجهِ للهِ تعالى إثباتًا يليقُ بهِ.
الوجهُ منَ الصفاتِ الذاتيةِ الخبريةِ
وجهُ اللهِ منْ صفاتِه الذاتية الخبريةِ، التي هي بالنسبةِ لنا أبعاضٌ وَ أجزاء، و لا نقولُ إنه منَ الصفاتِ المعنويةِ لأننا نوافقُ منْ تأوله تحريفًا، و لا نقولُ أنه بعضٌ أو جزء من اللهِ لأن في ذلك توهم نقصٍ له تعالى.
معنى قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}
قال الله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص 88]، في ذلك معنيان :
1 _ كلُّ شيءِ فان و زائلٌ، إلا وجهُ اللهِ تعالى؛ فإنهُ باقٍ. و هذا أقوهمَا.
2 _ كلُّ شيئٍ فان و زائلٌ، إلا الأعمال التي أريدَ بها وجهُاللهِ، لدلالةِ السياقِ حيثُ قال {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص 88] أي : لا تشركْ باللهِ؛ لأن عملَكَ و إشراكَك ضائعٌ، إلا ما أخلصتَه للهِ؛ فإنهُ يبقَى.
و يمكنُ حملُ الآيةِ على المعنييْنِ، إذ لا تعارضَ بينهما؛ فيقالُ : كلُّ شيءٍ يفنى إلا وجه اللهِ، و كلُّ عملٍ ضائعٌ إلا ما أريدَ به وجه اللهٍ. و على كِلا المعنيينِ ففي الآيةِ دليلٌ على ثبوتِ وجهِ اللهِ.
المراد بالوجه من قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}
إذا قلنا المرادُ بالوجهِ الذات، دونَ إثباتِ صفةِ الوجهِ، فهذا تحريف، و هوَ قولُ أهلِ التحريفِ. و إذا قلنا أن المرادَ الصفةَ دون الذاتِ، فيصير المعنى : أنّ اللهَ فان إلا وجهُه.
فالصوابُ أنْ نقولَ المرادُ : إلا ذاتُه المتصفةُ بالوجهِ، و عبرَ في الآيةِ بالوجهِ عنِ الذاتِ؛ لأن لهُ وجهًا.
قولُ المحرفةِ في صفةِ الوجهِ و الردُّ عليهِم
فسرَ أهلُ التحريفِ الوجهَ بالثوابِ، أي : كلُّ شيءٍ يفنَى إلا ثوابُ اللهِ.
الردُّ عليهِم بأنَّ :
1 _ هذَا التفسيرَ مخالفٌ لظاهرِ اللفظِ، فإنَ ظاهرهُ أنَّ هذا وجهٌ خاصٌّ.
2 _ هذَا التفسيرَ مخالفٌ لإجماعِ السلفِ، فلم يقلْ أحدٌ منهم أنَّ المرادَ هو الثوابُ.
3 _ الثوابَ لا يمكنُ وصفُه بهذهِ الصفاتِ العظيمةِ، فلا يمكنُ أن نقولَ : جزاءُ المتقينَ ذو جلالٍ و إكرام.
4 _ قال النبي صلى الله عليه و سلم : "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، فهل الثوابُ له هذا النورَ الذي يحرقُ ما انتهَى إليه بصرُ اللهِ؟!.
5 _ تفسيرَهم للوجهِ بالثوابِ، يجعلهُ منْ بابِ الممكنِ الذي يجوزُ وجودُه و عدمُه، فإنَّ الثوابَ شيءٌ مخلوقٌ قابل للعدمِ و الوجودِ، و هو حادثٌ بعدَ أن لم يكنْ، و قابلٌ للعدمِ، و لو لا وعدُ الله ببقائهِ لكانَ من حيثُ العقل جائز أن يرتفعَ.
معنى قولهِ تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
قال الله تعالى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة 115]، اختلفَ المفسرونَ في تفسيرٍ هذه الآيةِ :
1 _ منهم منْ قالَ : المرادُ الجهةُ؛ لقوله تعالى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة 148]، فالمرادُ : فثمَّ جهةُ اللهِ التي يقبلُ اللهُ صلاتَكم إليها.
2 _ و منهم منْ قالَ : المرادُ وجهُ اللهِ الحقيقي، أي : إلى أيِّ جهةٍ تتوجهونَ فثمَّ وجهُ اللهِ؛ لأن اللهَ محيطٌ بكلِّ شيءٍ؛ و لأن الله المصلي إذا قامَ للصلاةِ فإن اللهَ يكونُ قبلَ وجهِه، حتى و إن كانت القبلةُ خلفهُ. و هذا هوَ الصحيحُ.
و المعنى الأولُ لا يخالفُه، فإنه إذا توجَّه المصلي إلى اللهِ في صلاتِه، فهيَ جهةُ اللهِ التي يقبلُ اللهُ صلاتهُ إليها، فثمَّ وجهُ اللهِ حقًّا.
اللهُ مُكْرِمٌ و مُكْرَمٌ
الله تعالى مكرِمٌ لعبادِه المطيعِينَ لهُ بالثوابِ، و هوَ مكرَمٌ من عبادهِ الذين يعبدونَهُ و يتذللونَ له، و هو غنيٌّ عنهم سبحانَه و تعالى.
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 01 Feb 2015, 03:50 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ اليدينِ
يثبتُ أهلُ السنةِ صفةَ اليدين للهِ تعالى إثباتا يليقُ به جل و علا، بدليلِ الكتابِ و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : قال اللهُ تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، و قال {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة 64].
2 _ السنة : روى البخاريُ عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "يد الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحاءُ الليلَ و النهار، و قال : أرأيتم ما أنفقَ منذُ خلق السمواتِ والأرض، فإنه لم يَغِضْ ما في يده، وقال : عرشُه على الماء، وبيده الأخرى الميزان، يخفض ويرفع".
3 _ الإجماع : أجمعَ السلفُ على إثباتِ صفة اليدين للهِ تعالى إثباتا يليق به.
أمرُ الله إبليسَ بالسجودِ لآدم باعتبارِ أن اللهَ خلقَه بيديه
قال اللهُ تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، أمرَ الله تعالى إبليسَ و الملائكةَ بالسجودِ لآدم باعتبار وصفِه الذي لم يشاركْهُ فيه أحدٌ، و هو خلقُ اللهِ إياه بيديه، لا باعتبار شخصِه؛ لأنه عبرَ عنه بِـ "ما"، و إذا عُبر بهذه عما يَعْقِل، فإنه يرادُ معنى الصفة لا معنى العين و الشخص.
عقابُ اللهِ لليهودِ بعدَ قولهم { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}
لما وصفَ اليهودُ اللهَ تعالى بهذا الوصفِ، عاقبهم الله بسببِ ما قالوا بأمرين :
1 _ بتحويلِ الوصفِ الذي عابوا به اللهَ إليهم، حيثُ قال { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}.
2 _ بإلزامِهم بمقتضى قولِهم، بإبعادِهم عن رحمةِ الله، حتى لا يجدُوا جُودَ الله و فضَله، حيثُ قال {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}.
فائدةٌ لطيفة
قالَ الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة 64]، قالت اليهودُ {يَدُ} بالإفراد؛ لأن اليدَ الواحدةَ أقلُّ عطاءً من اليدين، فجاءَ الردُّ و الجواب بقوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي : بالتثنيةِ و البسطِ، فيدا اللهِ مبسوطتانِ واسعتَا العطاءِ.
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 22 Feb 2015, 03:03 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

الجمعُ بينَ ورودِ صفةِ اليدِ على سبيلِ الإفرادِ و التثنيةِ و الجمعِ
وردتْ صفةُ اليدِ في النصوصِ الشرعيةِ مفردةً و مثناة و جمعًا.
1 _ الإفرادُ : كقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلمَ فيما رواه البخاري عن أبي هريرة : "يدُ اللهِ ملأى لا يغيضُها نفقةٌ، سحاءُ الليلَ و النهار".
2 _ التثنيةُ : كقوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة 64] و قال الله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، و قالَ صلى الله عليه و سلم فيما رواه مسلمٌ عن ابن عمرٍو : "و كلتا يديْه يمين".
3 _ الجمعُ : كقول الله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس 71].
أما الإفرادُ : فنقول فيه : أنَّ المفردَ لا يمنعُ التعددَ إذا ثبتَ التعددُ؛ لأن المفردَ المضافَ يفيدُ العمومَ.
و قد قال الله تعالى {وَ إْنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم 34] {نِعْمَتَ} مفردٌ مضاف فيفيد العمومَ، فيشملُ نعمًا كثيرةً.
أما المثنى : فنقول أنَّ الله تعالى ليسَ له إلا يدانِ اثنتان.
فقد قال الله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، و المقامُ هنا مقامُ تشريف، و لو كان اللهُ خلقه بأكثرَ من ذلك لذكرَه؛ لأنه كلما ازدادتْ الصفةُ التي خلقه بها كلما ازدادَ تعظيمًا.
و قال تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة 64]، فالمقامُ هنَا مقامٌ يقتضي كثرةَ النعمِ، و كلما كانت وسيلةُ العطاءِ أكثر كَثُرَ العطاءُ، فلو كان له أكثرَ من يدين لذكر ذلك.
و قد ثبت في السنةِ قولُه صلى الله عليه و سلم : "يطوِي اللهُ السمواتِ بيمينِه و الأرضَ بيدِه الأخرى" رواه الشيخان عن أبي هريرة، و قال : "و كلتَا يديْه يمين" رواه مسلم عن ابن عمرو. فهذا يدلُّ على أنهما يدَان اثنتان.
و قد ثبتَ الإجماعُ عند السلفِ أن للهِ تعالى يدان اثنتان فقط بدونِ زيادةٍ.
أما الجمع : كمَا في قوله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس 71]، فنقولُ الجمع منْ أحدِ وجهين :
1 _ أن أقلَّ الجمعِ اثنان، كما في قوله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم 4]، فالقلوبُ جمعٌ و هما امرأتان، فقوله {أَيْدِينَا} لا تدلُّ على أكثرَ من اثنينِ، و حينئذ تطابقُ التثنيةَ {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.
2 _ و لكنَّ جمهورَ أهل اللغة على أن أقلَّ الجمعِ ثلاثة.
و المرادُ بـ {أَيْدِينَا} التعظيمُ، أي : تعظيمُ هذه اليدِ.
و المرادُ باليد نفسُ الذاتِ التي لها يدٌ و لا تدلُّ على الكثرةِ و التعدد، قال الله تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم 41]، أي : بما كسبُوا، فالكسبُ قد يكون باليدِ و اللسانِ و غيرها.
فهناك فرقٌ بينَ قوله تعالى {مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} [يس 71] و قوله {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، فالله تعالى لفتَ الأنظارَ للأنعامِ و بَيَّنَ خلقَه لها، و ليسَ المراد أنهُ خلقها بيديْه، و إلا فلا فرقَ بين آدمَ و الأنعام من هذه الحيثية التي ميزهُ بها.
رد مع اقتباس
  #51  
قديم 22 Feb 2015, 03:18 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معنى قولِ الله تعالى { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}

في قول الله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات 47]، الأيد : بمعنَى القوةِ؛ فهي مصدرُ : آدَ يئيدُ، بمعنى قَوِيَ.
و ليسَ المرادُ بالأيدِ الصفةَ، و لهذا ما أضافها اللهُ إلى نفسِه.
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 22 Feb 2015, 03:30 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معنى قول الله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}
لعلماء السنة في قول الله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم 42] قولان :
1 _ المراد به الشدة، و هذا بالنظر إلى الآية وحدها.
2 _ المراد به ساق الله تعالى، و هذا بالنظر إلى حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : "فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول : أنا ربكم، فيقولون : أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون : الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" رواه البخاري.
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 22 Feb 2015, 03:43 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

لا يلزمُ منْ إثباتِ اليدِ للهِ المماثلةُ
لا يلزمُ من إثباتِ اليدِ لله تعالى تمثيلَه بالمخلوقِ، لأن إثباتَ اليدِ جاء في القرآنِ و السنةِ و الإجماع، و نفيُ المماثلة بينَ الخالقِ و المخلوق في هذا يدلُّ عليه الشرعُ و العقلُ و الحس.
1 _ دلالةُ الشرعِ : قالَ اللهُ تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى 11].
2 _ دلالةُ العقلِ : فلا يمكنُ المماثلةُ بين الخالقِ و المخلوقِ في صفاته؛ لأن هذا يعدُّ عيبًا في الخالقِ.
3 _ دلالةُ الحسِّ : إذا كان التباينُ و التفاوتُ ظاهرًا بينَ أيدي المخلوقين، فبينَ الخالقِ و المخلوقِ من بابِ أولى هذا التباينُ و التفاوتُ؛ فلا مماثلةَ.
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 22 Feb 2015, 04:01 PM
أبو أويس بدر عسلمي أبو أويس بدر عسلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الجزائر اسطاوالي
المشاركات: 56
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل ، على ما تقدمه من فوائد .
واصل وصلك الله من فضله العظيم .
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 23 Feb 2015, 11:02 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

قولُ المطلةِ في صفةِ اليدِ و الردُّ عليهِم

خالفَ أهلُ التعطيلِ منَ الجهميةِ و المعتزلةِ أهلَ السنةِ و الجماعة، في صفة اليدِ، فقالوا المرادُ باليدِ :
1 _ القوةُ، و الدليلُ ما رواه مسلمٌ عن النواسِ بن سمعان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "أوحَى اللهُ إلى عيسَى : إني قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يدانِ لأحدٍ بقتالِهم" الحديث، و المعنى : لا قوةَ لأحدٍ بقتالِهم.
2 _ النعمةُ، و الدليلُ قولُ رسولِ قريش -و هو عروةُ بنُ مسعودٍ- إلى النبي صلى الله عليه و سلم زمنَ الحديبيةِ لأبي بكرٍ : "أما والذي نفسي بيدِه، لولا يدٌ كانتْ لك َعندي لم أجْزِكَ بها لأجبتُكَ" رواه البخاري عن المسور بن مخرمة، ومروان. و يعني : نعمة.
الردُّ على هذه الشبهِ
الردُّ على هذه الأقوالِ من وجوهٍ خمسةٍ :
1 _ أنَّ هذا التفسيرَ خلافٌ لظاهرِ اللفظِ، فمردودٌ لفقدانِه الدليلََ.
2 _ أنَّ هذا التفسيرَ مخالفٌ لإجماعِِ السلفِ.
3 _ أنه يلزمُ من هذا القولِ أن النعمةَ نعمتان فقط منْ قوله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، و نعمُ الله كثيرةٌ لا تحصى.
و يلزمُ من أن للهِ تعالى قوتَان، و القوةُ قوةٌ واحدةٌ.
4 _ أنه لو كان المرادُ باليدِ القوةُ، لما كان لآدمَ فضلٌ على إبليسَ، و لا على الحيواناتِ، لأنهم كلهم خلقوا بالقوةِ.
و لما صحَّ الاحتجاجُ على إبليسَ؛ فإنه مخلوقٌ بالقوةِ أيضا.
5 _ أن اليدَ تنوعتْ وجوهُ ذكرِها في النصوصِ فيمنعُ أن يُراد بها النعمة أو القوة، فقد ذكر فيها الأصابعَ و القبضَ و البسطَ و الكف و اليمينَ، و القوةُ و النعمةُ لا توصفان بهذا الوصفِ.
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 01 Mar 2015, 06:09 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ العينينِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ العينين للهِ تعالى إثباتا يليق به، دليلهم الكتاب و السنة و الإجماع.
1 _ منْ أدلةِ الكتابِ : قال الله تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 48].
و قال {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} [طه 39].
و قال {وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14)}[القمر].
2 _ منْ أدلةِ السنةِ : روى الشيخانِ عن عبدِ الله بن عمرَ عن النبي صلى الله عليه و سلم في وصفِ الدجالِ : "إنه أعورُ، وإن اللهَ ليسَ بأعور".
و في لفظ عندهما "الدجالُ أعورُ العينِ اليمنى، كأنَّ عينه عنبةٌ طافيةٌ".
3 _ الإجماعُ : فقد أجمعَ أهلُ السنة على إثباتِ عينينِ لله تعالى.
عينُ اللهِ منَ الصفاتِ الذاتيةِ الخبريةِ
العينُ من الصفاتِ الذاتية الخبريةِ؛ لأن اللهَ تعالى لم يزلْ و لا يزالُ متصفًا بها، و هي بالنسبةِ لنا أبعاضٌ و أجزاء.
معنى قول الله تعالى {وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور 47]
معنى الصبرِ :
لغةً : الحبسُ و المنعُ.
شرعًا : حبسُ النفسِ لأحكامِ اللهِ تعالى.
أقسامُ أحكامِ الله : هي على قسمينِ :
1 _ شرعيةٌ : و هي أوامرُه و نواهيه، فيصبر على طاعتِه بفعل الأوامرِ، و يصبرُ عن معصيتِه بتركِ النواهي.
2 _ كونيةٌ : و هي أقدارُ الله، فيصبرُ على قدرِه و قضائه.
و عليه فأقسامُ الصبرِ ثلاثةٌ :
1 _ صبرٌ على طاعةِ الله.
2 _ صبرٌ عن معصيةِ الله.
3 _ صبرٌ على أقدارِ الله.
معنى قولِه {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 47]
أي : أنَّ أعيننا معكَ، نحفظكَ و نرعاكَ و نعتني بك، فأنت محروسٌ غاية الحرصِ، و محفوظٌ غاية الحفظِ.
و قالَ بعضُ السلفِ : معناه : بمرأَى منَّا، و هذا تفسيرٌ باللازمِ، مع إثباتِ الأصلِ و هي العين. و هذا خلافٌ لقولِ المعطلةِ : بمرأى منا؛ لأنهم ينفونَ بذلك العينَ.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 02 Mar 2015 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 02 Mar 2015, 11:41 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

وجهُ دلالةِ حديثِ "إنه أعورُ، وإن اللهَ ليسَ بأعور" على العينينِ
وجهُ الدلالةِ : أنه لو كانتْ للهِ تعالى أكثرُ من عينين، لكانت هذه الكثرةُ كمالًا، كذلك لو كان له أكثرُ من اثنين، لكان البيانُ به أوضحَ من البيانِ بالعورِ.
و لما لم يذكر الثلاثَ علمَ أنه ليس له أكثر من عينينِ، و أن له اثنتينِ فقطْ.
إلزامُ المعطلةِ السلفَ الأخذَ بالظاهرِ في قوله {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 47]
قالت المعطلةُ _ظانينَ أنهم ألقموا أهلَ السنةِ حجرًا_ : عليكم أن تأخُذُوا بالظاهرِ منْ قولِه تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، و أنتم الذين تنكرونَ التأويلَ، فإنْ أخذتم بالظاهرِ كفرتم، و إن أولْتُم تناقضتُم.
و الظاهرُ عندَهُم : أن النبي محمدًا صلى اللهُ عليهِ و سلمَ بعين اللهِ، أي : وسطَ عينهِ؛ لأن الباء للظرفيةِ.
لكن يرد عليهم : بأننَا نأخذُ بالظاهرِ، و هو منهجنَا و هو الحقُّ.
لكن هل الظاهرُ الذي أرادهُ المعطلةُ صحيحٌ؟! الجوابُ : لا، و لم يُردْه العربُ أبدًا في كلامِهم. بل لو اعتقدُوا أن َّهذا الظاهرَ من القرآنِ لكفرُوا.
و المرادُ الصحيحُ : أن الباءَ للمصاحبةِ، أي : عيني تصحبُكَ و تنظرُ إليكَ، فإنك محوطٌ بعنايتنا و حفظنَا.
و لا يمكنُ أن تكونَ الباءُ للظرفيةِ؛ لأن النبيَ صلى الله عليه و سلمَ خوطِبَ بهذا و هوَ على الأرضِ.
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 15 Mar 2015, 01:05 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

فائدةٌ في قولِه تعالى {وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}
ذكرَ اللهُ تعالى هنا الوصفَ –ألواحٍ و دسرٍ- دونَ الموصوفِ –السفينة-، فعبرَ عن السفينةِ بأنها ذاتُ ألواحٍ و دسرٍ، لوجوهٍ :
1 _ مراعاةً للآياتِ و فواصلِها.
2 _ تعليمًا للناسِ كيفيةَ صنعِ السفنِ، و بيانِ أنها من ألواحٍ و مساميرٍ؛ لذلك قال {وَ لَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر15].
3 _ إشارةً إلى قوتِها؛ لذلك ذكرَ الألواحَ و الدسر منكرةً؛ لأن التنكيرَ يفيدُ التعظيمَ.
و نظيرُ هذا قولُ اللهِ تعالى {أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ 11]، و لم يقلِ دروعًا، من أجلِ العنايةِ بفائدةِ الدروعِ و هي أن تكونَ سابغةً تامةً.
معنَى قولِ اللهِ تعالى {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}
ذكر في المفسرون معناها قولينِ :
1 _ يعني أنني أحبكَ.
2 _ أي : ألقيتُ عليكَ محبة من الناسِ، فمن رآه أحبَّه.
و الحقيقةُ أن المعنيينِ متلازمان؛ لأن اللهَ إذا أحب عبدًا ألقى في قلوبِ العبادِ محبتَه، روى مسلم عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن اللهَ إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال : إني أحب فلانًا فأحبه، قال : فيحبه جبريلُ، ثم ينادي في السماءِ فيقول : إن اللهَ يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهلُُ السماءِ، قال ثم يوضعُ له القبولُ في الأرضِ"، لذلك قال ابن عباسٍ : أحبه اللهُ، و حببَه إلى خلقِه.
معنى قوله تعالى { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي}
الصنعُ : هو جعلُ الشيءِ على صفةٍ معينةٍ، كصنعِ الأخشابِ أبوابًا.
و صنعُ الآدمي، هو تربيتُه التربيةَ البدنيةَ بالغذاءِ، و التربيةَ العقلية بالآدابِ و الأخلاقِ و غيرها. و موسى عليه السلامُ حصلَ له ذلكَ من اللهِ تعالى.
الجمعُ بين ورودِ صفةِ العينينِ بالإفرادِ و التثنيةِ و الجمعِِ
أما الإفراد كقوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} [طه 39]، فإن المفرد المضاف يعم، فيشمل كل ما ثبت لله تعالى من عين، فلا ينافي التثنية.
أما الجمع كقوله تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور 48]، فالجمع من إحد الوجهين :
1 _ أن أقل الجمع اثنين، فلا تعارض.
2 _ أن أقل الجمع ثلاثة، و لكن المراد بالجمع هنا التعظيم.
قول المعطلة في صفة العينين و الرد عليهم
فسرَ المعطلةُ العينَ بالرؤيةِ دونَ العينِ، لأن العينَ جزءٌ من الجسمِ، و الله منزهٌ عن التجزئةِ و الجسمِ، و المرادُ تأكيدُ الرؤيةِ.
لكن يردُّ عليهم من وجوهٍ :
1 _ أن هذا مخالفٌ لظاهرِ النصِّ.
2 _ أن هذا مخالفٌ لإجماعِ السلفِ.
3 _ أنه يفتقرُ إلى الدليلِ.
4 _ إذا قلنَا بأن المراد بالعينِ الرؤيةِ، و الله أثبتَ لنفسه عينًا، فلازمُه أنه يرى بتلكَ العينِ.
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 29 Mar 2015, 02:00 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ السمعِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ السمعِ لله جل و علا إثباتًا يليق به، مستدلين بالكتابِ و السنة و اتفاق السلف.
1 _ أدلةُ الكتاب :
قال الله تعالى {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة 1].
و قال تعالى {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران 181].
و قال تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف 80].
و قال تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
2 أدلة السنة :
روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال : كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ، هللنا وكبرنا ارتفعتْ أصواتُنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أيها الناس اربِعُوا على أنفسِكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنه معكم إنه سميعٌ قريبٌ، تبارك اسمه وتعالى جده".
و روى ابن حبان في صحيحه و الحاكم و أبو داود و ابن ماجه و الترمذي عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قال حين يصبحُ : بسم اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماءِ وهو السميع العليم، ثلاثَ مرات، لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى يمسِي، وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى يصبحَ" صححه الإلباني رحمه الله في صحيح الجامع (6426).
و روى الشيخان عن أبي هريرة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول : سمعَ اللهُ لمن حمدَه، حين يرفعُ صلبَه من الركعةِ".
3 _ الإجماع : أجمعت الأمةُ على إثباتِ صفةِ السمعِ لله تعالى، و لم يخالفْ في ذلكَ إلا المعتزلةُ.
سمعُ الله قسمانِ
سمعُ الله ينقسمُ إلى قسمين :
1 _ سمعُ استجابةٍ : أي : أن اللهَ تعالى يجيبَ الدعاءَ.
قال الله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم 39].
و قال تعالى {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران 38].
و روى الشيخان عن أبي هريرة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركعُ، ثم يقول : سمعَ اللهُ لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة".
2 _ سمعُ إدراكٍ : ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ _ تارة يكون للتهديد : قال تعالى {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران 181].
و قال تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف 80].
ب _ تارة يكون للتأكيد : قال الله تعالى {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
ج _ تارة يكون لبيان الإحاطة : قال الله تعالى {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة 1].
السمعُ من الصفاتِ الذاتيةِ باعتبارٍ و من الصفاتِ الفعليةِ باعتبارٍ آخرَ
سمعُ الإدراكِ : من الصفاتِ الذاتيةِ؛ لأن اللهَ لم يزلْ و لا يزالُ متصفًا به.
أما سمعُ الاستجابةِ : فهو من الصفاتِ الفعليةِ؛ لأنه مقرونٌ بسببٍ، و كل صفةٍ مقرونةٍ بسببٍ فهي صفةٌ فعليةٌ، فإنَّ اللهَ إن شاءَ استجابَ و إن شاءَ لم يستجبْ.
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 29 Mar 2015, 02:25 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معنى قولِ الله تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم}
السرُّ : ما يُكتمُ (القاموس المحيط). و هو على نوعينِ :
1 _ ما يُسره الإنسانُ إلى صاحبِه، أي : يكلمُه بكلامٍ ر يسمعُه غيرُه.
2 _ ما يخفيه الإنسانُ في نفسِه قال الله تعالى {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} [يوسف 77].
النجوَى : ما يناجِي به صاحبَهُ و يخاطبُه، و هو أعلى من السرِّ.
معنى قولِ اللهِ تعالى { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ}
معناهُ أني : أسمعُ ما تقولانِه و ما يقالُ لكما، و أراكُما و مَن أرسلتما إليه، و أرى ما تفعلان و يفعلُ بكما؛ لأن الإساءةَ إليهما إما أن تكونَ بالقولِ أو بالفعلِ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, العثيمين, العقيدةالواسطية, توحيد, عقيدة, فوائدعقدية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013