منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 Nov 2014, 10:40 AM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي لماذا نعبد الله سبحانه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا نعبد الله سبحانه ؟


من الأسئلة التي يجب علينا أن نعرف جوابها ونعلم الرد الصحيح عليها هي: لماذا نعبد الله سبحانه، وبماذا علينا أن نعبده جَلَّ جلاله؟
ومعرفة الجواب على هذين السؤالين من أهم المهمات، وأعظم الواجبات، ولذلك رأيت أن تكون هذه المقالة في الجواب على السؤال الأول منهما، ثم تليها أخرى في الجواب على السؤال الثاني إن شاء الله تعالى.

- السؤال الأول: لماذا نعبد الله سبحانه وتعالى:
اعلموا رحمكم الله أننا إنما نعبد الله جل وعلا ونذعن له ونخضع لجلاله وعظمته سبحانه؛ لأمور نجملها في هذه المقالة فأقول مستعينا بالله:
1- نعبده سبحانه وتعالى لأنه خلقنا لعبادته، وأوجدنا لطاعته:
قال الله تعالى:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)" سورة الذاريات.
2- نعبده سبحانه وتعالى طاعة له واستجابة لأمره؛ حيث أمرنا سبحانه وتعالى بعبادته:
فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)" سورة البقرة.
3- نعبده سبحانه وتعالى طاعة لرسله واستجابة لأمرهم؛ حيث دعوا بأكملهم لعبادته، وأمروا جميعا الناس بطاعته:
قال الله تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)" سورة النحل. وَقَالَ تَعَالَى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)" سورة الأنبياء.
هذا فيما يتعلق بعموم دعوتهم، وأما فيما يتعلق بدعوة كل واحد منهم:
- فقال الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام:" وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ" سورة المائدة من الآية 72.
- وقال الله تعالى في شأن نوح عليه السلام:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" سورة الأعراف من الآية 59.
- وقال الله تعالى في شأن هود عليه السلام:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)" سورة الأعراف.
- وقال الله تعالى في شأن صالح عليه السلام:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " سورة الأعراف من الآية 73.
- وقال الله تعالى في شأن شعيب عليه السلام:"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" سورة الأعراف من الآية 85.
- وقال الله تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام:" وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)" سورة العنكبوت.
- وقال الله تعالى في شأن دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي أمره أن يعلن عنها، ويدعو الناس إليها:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)" سورة يوسف.
4- نعبده سبحانه إتباعا لرسله واقتداء بأنبيائه؛ حيث كانوا أعظم الناس عبادة لربهم، وأكثرهم خضوعا لباريهم، وعلى رأسهم سيدهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
- فقال الله تعالى في شأن داود عليه السلام:"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ" سورة ص من الآية 17. عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضى الله عنهما – أَنَّ النَبِيَّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:"- فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ"رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.
- وقال الله تعالى في شأن أيوب عليه السلام:"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)" سورة ص.
- وقال الله تعالى في شأن نوح عليه السلام:"وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)" سورة الصافات.
- وقال الله تعالى في شأن موسى وهارون عليهما السلام:"وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122)" سورة الصافات.
- وقال الله تعالى في شأن إلياس عليه السلام:"وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)" سورة الصافات.
- وقال الله تعالى في شأن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام:"وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)" سورة ص.
- وقال الله تعالى في شأن نوح ولوط عليهما السلام:"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ" سورة التحريم من الآية 10.
- وقال الله تعالى في شأن سليمان عليه السلام:"وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)" سورة ص.
- وقال الله تعالى في شأن المسيح عليه السلام:"إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)" سورة الزخرف.
فذكر هؤلاء الأنبياء عليهم السلام جميعا بوصف العبودية الذي حققوه واتصفوا به.
- أما بالنسبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ج1 ص 99 - 100:" ووصف أكرم خلقه عليه، وأعلاهم عنده منزلة بالعبودية في أشرف مقاماته. فقال تعالى:"وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا" سورة البقرة من الآية 23، وقال تبارك وتعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ" سورة الفرقان من الآية 1. وقال:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ" سورة الكهف من الآية 1. فذكره بالعبودية في مقام إنزال الكتاب عليه، وفي مقام التحدي بأن يأتوا بمثله، وقال:" وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)" سورة الجن. فذكره بالعبودية في مقام الدعوة إليه. وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا" سورة الإسراء من الآية 1، فذكره بالعبودية في مقام الإسراء.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ. فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ "[1]. وَفِي الحَدِيثِ:" أَنَا عَبْدٌ. آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ العَبْدُ"[2]" انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
ومما يدل على عظيم عناية النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة ربه وكبير اجتهاده فيها:
- مَا جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلاَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله واللفظ لمسلم.
- قلت: ولذلك أمر الله بالاقتداء بهم ومتابعتهم قال الله تعالى:" أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)" سورة الأنعام.
5- نعبده سبحانه اقتداء ببعض أكمل خلقه وأقربهم منزلة منه؛ وهم ملائكته الذين أثنى عليهم بالعبودية في محكم تنزيله:
قال الله تعالى:" لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)" سورة النساء.
وَقَالَ تَعَالَى:"وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)" سورة الأنبياء، قال الإمام ابن كثير رحمه الله:" وقوله:"وَلا يَسْتَحْسِرُونَ" أي: لا يتعبون ولا يَملُّون. "يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ" فهم دائبون في العمل ليلا ونهارًا، مطيعون قصدًا وعملا قادرون عليه، كما قال تعالى:" لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" سورة التحريم من الآية 6" انتهى المقصود من كلامه.
وَقَالَ تَعَالَى:" إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)" سورة الأعراف.
- وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ، لَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ" رواه أحمد وغيره وذكره العلامة الألباني في الصحيحة رقم 1722.
- وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ لَهُمْ:" أتَسْمَعُونَ ما أسْمَعُ ؟ قَالُوا: مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: إنِّي لأسْمَعُ أطِيطَ السَّمَاءِ وما تُلاَمُ أن تَئِطَّ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ ساجدٌ أوْ قائِمُ" رواه الطحاوي في مشكل الآثار وصحح إسناده العلامة الألباني رحمه الله على شرط مسلم في الصحيحة رقم 852.
6- نعبده سبحانه لأن عبادته هي طريق أوليائه، والصالحين من عباده:
قال الله تعالى:" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)" إلى آخر الآيات من سورة الفرقان.
7- نعبده سبحانه وتعالى لأنه الإله الحق المستحق للعبادة وحده؛ لجلاله وجماله وكماله، فنعبده لحسن أسمائه وعلو صفاته وعظيم أفعاله:
أ- نعبده لحسن أسمائه[3] قال الله تعالى:"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)" سورة الأعراف. وَقَالَ تَعَالَى:" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) " سورة طه.
ب- ونعبده لعلوِّ وكمال صفاته[4]؛ قال الله تعالى:"لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)"سورة النحل، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى، وَقَالَ تَعَالَى:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سورة الشورى من الآية 11. وَقَالَ تَعَالَى:"رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) " سورة مريم. وَقَالَ تَعَالَى:"وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)" سورة الروم.
ت- ونعبده لعظيم أفعاله قال الله تعالى:"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)" سورة النمل. وَقَالَ تَعَالَى:" الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)" سورة السجدة. وَقَالَ تَعَالَى:" هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)" سورة لقمان.
- وقال الله تعالى في أعظم آية في القرآن الكريم وهي شاملة لما تقدم ذكره والإشارة إليه:"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)" سورة البقرة.
8- نعبده سبحانه حمدا له على كماله وشكرا له على نعمائه وخيراته؛ الدنيوية والدينية، البدنية والروحية:
قال الله تعالى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)" سورة الفاتحة. وهنا الإشارة إلى كل نعمه الدينية والدنيوية، الروحية والبدينة.
وَقَالَ اللهُ تَعَالَى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)" سورة الكهف. وهنا الإشارة إلى نعمة من نعمه الدينية وهي إنزال الكتاب وهذه من أعظم نعم الله على عباده.
وَقَالَ اللهُ تَعَالَى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)" سورة البقرة. فأمر بالعبادة الناس جميعا ثم ذكر موجب ذلك والداعي إليه وهي نعمه التي أنعم بها على عباده من الخلق والرزق وغيرها قَالَ الإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: الخَالِقُ لِهَذِهِ الأَشْيَاءِ هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ.
9- نعبده سبحانه وتعالى لأننا نحبه، بل لا نحب أحدا كمثل حبنا له سبحانه:
قَالَ اللهُ تَعَالَى:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)" سورة آل عمران، فجعل علامة حبه هي متابعة نبيه في الخضوع لجلاله وتحقيق العبودية له.
وَقَالَ تَعَالَى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)" سورة البقرة. وهذه الآية فيها التصريح بشدة حب أهل الإيمان لربهم سبحانه، وحبهم الشديد له هو الذي يقتضي منهم عبادته وخضوعهم لعظمته، فإن العبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع والذل.
عَنْ أَنَسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
10- نعبده سبحانه وتعالى لأننا نرجوه سبحانه، ونطلب بعبادتنا له ثوابه ودخول جنته:
قال الله تعالى:" فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" سورة الكهف من الآية 110.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ج1 ص 100:" وجعل الله سبحانه البشارة المطلقة لعباده فقال تعالى:" فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" سورة الزمر من الآية 17 ومن الآية 18" انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ:" قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
11- نعبده سبحانه لأننا نخافه ونخاف من عقابه، ولأن عبادتنا له هي طريق الأمن المطلق من عذابه:
قَالَ تَعَالَى:"أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)" سورة الإسراء.
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ { الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ يَخَافُ اللَّهَ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يُخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ" رواه أحمد وغيره وحسنه العلامة الألباني رحمه الله تعالى.
- وكيف لا يخاف العبد من الله سبحانه، وكيف لا يطلب بالتعبد له النجاة من عذابه وعقابه، وعذابه الذي توعد به من عصاه لا يقوى عليه أحد من الناس، ومنه:
- ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" تَحْسِبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ القَارِ هِيَ جُزْءٌ مِنْ بِضْعَةٍ وَسِتِينَ جُزْءًا مِنْهَا أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ" شَكَّ أَبُو سُهَيْلٍ، رواه البيهقي وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
- ومما جاء في وصف النار وبيان بعد قعرها نعوذ بالله منها:
- مَا رَوَاهُ التَرْمِذِي عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ عَلَى مِنبَرِنَا هَذَا يَعْنِي مِنْبَرَ البَصْرَةِ عَنِ النَبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الصَخْرَةَ العَظِيمَةَ لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارِهَا وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ فَإِنَ حَرَّهَا شَدِيدٌ وَإِنَّ قَعْرَهَا بَعِيدٌ وَإِنَّ مَقَامِعَهَا حَدِيدٌ[5]" وقال العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب صحيح لغيره.
- ومما يبين عظيم حرها وأنه فوق طاقة كل من يدخلها الحديث التالي:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَوْ كَانَ فِي هَذَا المَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَو يَزِيدُونَ وَفِيهِم رَجُلٌ مِن أَهلِ النَارِ فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ لَاحْتَرَقَ المَسْجِدُ وَمَنْ فِيهِ" رواه أبو يعلى وإسناده حسن وفي متنه نكارة، وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. هذا أثر نفس من أُدخل فيها فما بالك بآثارها التي تنتج عن نارها نعوذ بالله منها.
- ولهذا جاء أن أهل النار يشتد بكاؤهم ويعظم حزنهم وندمهم، فعن عبدِ اللهِ بْنِ قَيسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ حَتَى لَو أُجْرِيَتِ السُفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَت، وَإِنَّهُم لَيَبْكُونَ الدَمَ. يَعْنِي مَكَانَ الدّمْعِ" رواه الحاكم وصححه العلامة الألباني في الصحيحة رقم 1679.
- فالتارك لعبادة الله هو الذي يستحق أن يعاقبه مولاه، والعابد لربه هو الذي ينجو من عذابه يوم لقائه:
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين ج1 ص 100:"وجعل الأمن المطلق لهم ( أي: لعباده)[6] فقال تعالى:"يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)" سورة الزخرف" انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
قلت: ومما يوضح هذا قول الله تعالى:" فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)" سورة الليل. فأنذر من يستحق أن يصلاها ثم أخبر عمن يجنبها وينجو منها، فالأول التارك لعبادة الله، والثاني الخاضع لجلاله سبحانه.
12- نعبده سبحانه طلبا للتحصن من عدونا وعدوه؛ وهو الشيطان الرجيم الذي حذرنا الله من شره وفتنته:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ج1 ص 100:" وعزل الشيطان عن سلطانه عليهم خاصة، وجعل سلطانه على من تولاه وأشرك به فقال:"إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)"[7] سورة الحجر. وَقَالَ:"إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)"[8] سورة النحل." انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
13- نعبده سبحانه وتعالى طلبا للقرب منه، والزلفى لديه سبحانه:
قال الله تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)" سورة البقرة. وقال الله تعالى:"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)" سورة هود.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" رواه البخاري رحمه الله.
14- نعبده سبحانه لأن عبادته ضرورة من ضروريات حياتنا؛ لا يمكن أن تطيب الحياة لنا إلا بها، ولا أن نسعد إلا بتحقيقها[9]:
- فبعبادته تنشرح صدورنا وتسعد نفوسنا ويدخل السرور إلى قلوبنا؛ قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)" سورة الأنفال. ومما دعانا الله سبحانه وتعالى إليه بل هو أعظم ما دعانا إليه: عبادته سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
- وبعبادته ينال العبد بركات من السماء والأرض؛ قال الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)" سورة الأعراف.
- وبعبادته سبحانه يبارك للعبد في رزقه ويمد له في عمره: فَعَنْ أَنَسٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" مَنْ أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ، ويُنْسأَ لَهُ في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
ومعنى:" ينسأ لَهُ في أثرِهِ"، أي: يؤخر لَهُ في أجلِهِ وعمرِهِ.
- وبعبادته سبحانه يُحفظ المرء في نفسه وماله وأهله وشأنه كله:
فَعَنْ ابْنِ عَبَاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ:" كُنْتُ خَلْفَ النَبيِّ صَلَى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْماً فَقَالَ:" يَا غُلَامُ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ" رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في المشكاة رقم 5302 وفي غيرها.
فمن حفظ حدود الله بالقيام بطاعته والاستسلام له بعبادته حفظه الله سبحانه في شأنه كله:
- فيحفظه الله سبحانه من أعدائه، ويحصنه من كيد الكائدين له، بل ويحفظه من كل مؤذي يخافه:
قَالَ اللهُ تَعَالَى:" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) " سورة النحل.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:" مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ" رواه مسلم.
هذا بالنسبة لحفظه ممن يعاديه، وأما بالنسبة لحفظه من كل مؤذي يخافه:
فقد قال الله - عَزَّ وَجَلَّ -:"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" سورة الرعد من الآية 11. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم الملائكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه.
ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى، كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كسر به المركب، وخرج إلى جزيرة، فرأى الأسد، فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق، فلما أوقفه عليها، جعل يهمهم كأنه يودعه، ثم رجع عنه...
وعكس هذا أن من ضيع الله، ضيعه الله، فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعه من أهله وغيرهم، كما قال بعض السلف: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي".
- وحفظ الله للعبد إذا حصل له يحيط به من كل جهاته؛ فلا يصيبه مكروه من أي جهة جاءه:
فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي" قَالَ وكيع:" يَعْنِي الْخَسْفَ" رواه أحمد رحمه الله وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الكلم الطيب رقم 27.
- ويحفظه سبحانه في بدنه وسائر جوارحه بأن يعافيه فيها:
فقد ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم:" أن بعض العلماء كان قد جاوز المئة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يوما وثبة شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر. وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخا يسأل الناس، فقال: إن هذا ضيع الله في صغره، فضيعه الله في كبره".
- ويحفظه الله في ذريته من بعد موته فيحفظهم في دينهم ودنياهم:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم:" وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى:"وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا"[10] سورة الكهف: أنهما حفظا بصلاح أبيهما.
قال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك، ثم تلا هذه الآية:" وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا"، وقال عمر بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه. وقال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر".
- ويحفظه سبحانه في ماله بل حتى ما ضاع منه قد يرده عليه:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم:" ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله، فإن الله يحفظه في تلك الحال، وَفِي:"مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ" عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ الطُّفَاوَةِ طَرِيقُهُ عَلَيْنَا فَأَتَى عَلَى الْحَيِّ فَحَدَّثَهُمْ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي عِيرٍ لَنَا فَبِعْنَا بِيَاعَتَنَا ثُمَّ قُلْتُ لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَلَآتِيَنَّ مَنْ بَعْدِي بِخَبَرِهِ قَالَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يُرِينِي بَيْتًا قَالَ إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ فِيهِ فَخَرَجَتْ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكَتْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ عَنْزًا لَهَا وَصِيصِيَتَهَا كَانَتْ تَنْسِجُ بِهَا قَالَ فَفَقَدَتْ عَنْزًا مِنْ غَنَمِهَا وَصِيصِيَتَهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِ وَإِنِّي قَدْ فَقَدْتُ عَنْزًا مِنْ غَنَمِي وَصِيصِيَتِي وَإِنِّي أَنْشُدُكَ عَنْزِي وَصِيصِيَتِي قَالَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شِدَّةَ مُنَاشَدَتِهَا لِرَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحَتْ عَنْزُهَا وَمِثْلُهَا وَصِيصِيَتُهَا وَمِثْلُهَا وَهَاتِيكَ فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا إِنْ شِئْتَ قَالَ قُلْتُ بَلْ أُصَدِّقُكَ"[11].
والصيصية: هي الصِّنارة التي يُغزل بها ويُنسج.
هذا آخر ما يسر الله جمعه فيما يتعلق بهذا الموضوع المهم، والحمد لله أولا وآخرا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وكتب:
أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مغنية:
الأحد: 15 المحرم 1436هـ
09/ 11/ 2014م




[1]- رواه البخاري رحمه الله من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم: 3445.
[2]- رواه البغوي في شرح السنة وغيره وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة رقم 544.
[3]- وَالحُسْنُ فِي أَسْمَائِهِ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَدُ بْنُ صَالِحٍ العُثَيْمَين رَحِمَهُ اللهُ فِي القَوَاعِدِ المُثْلَى: أَيْ: بَالِغَةٌ فِي الحُسْنِ غَايَتَهُ... وَذَلِكَ لِأَنَهَا مُتَضَمِنَةٌ لِصِفَاتٍ كَامِلَةٍ لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ لَا احْتِمَالًا وَلَا تَقْدِيرًا. مِثَالُ ذَلِكَ:"الحَيُّ" اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى مُتَضَمِنٌ لِلْحَيَاةِ الكَامِلَةِ التِّي لَمْ تُسْبَقْ بِعَدَمٍ وَلَا يَلْحَقُهَا زَوَالٌ. الحَيَاةِ المُسْتَلْزِمَةِ لِكَمَالِ الصِّفَاتِ مِنَ العِلْمِ وَالقُدْرَةِ وَالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَغَيْرِهَا.
[4]- قَالَ الشَيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ صَاِلحٍ العُثَيْمِيْن رَحِمَهُ اللهُ فِي القَوَاعِدِ المُثْلَى:" القَاعِدَةُ الأُولَى: صِفَاتُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا صِفَاتُ كَمَالٍ لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ كَالحَيَاةِ، وَالعِلْمِ، وَالقُدْرَةِ، وَالسَّمْعِ، وَالبَصَرِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالعِزَّةِ، وَالحِكْمَةِ، وَالعُلُوِّ، وَالعَظَمَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ".
[5]- المقامع سياط من حديد رءوسها معوجة واحدها مِقْمَعَةٌ بالكسر.
[6]- ما بين قوسين ليس من كلام ابن القيم رحمه الله وإنما هي إضافة مني للتنبيه.
[7]- والآيات بأكملها قول الله تعالى:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)" سورة الحجر.
[8]- والآيات بأكملها قول الله تعالى:" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)" سورة النحل.
[9]- وأخرت هذه لأنها متعلقة بثمار العبادة الدنيوية ومصالح العبد العاجلة نسأل الله من فضله.
[10]- والآية بأكملها هي قول الله تعالى:" وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)" سورة الكهف.
[11] وصصح إسناده العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة رقم 2935.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 23 Nov 2014 الساعة 09:52 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Nov 2014, 11:42 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي "عبد الصمد" على هذا البحث الموفق، فكثير من الناس يعبد الله ولا يدري لماذا؟ والله المستعان
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Nov 2014, 05:15 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بارك الله فيك أخانا
"عبد الصمد" الفاضل
وجزاك خيرا و وفقك لكل خير، وزادك علما وحرصا
سائلا الله أن ينفع بما كتبت الكثير من الناس
و أن يجعل ثوابه يوم القيامة في ميزان حسناتك اضعافا مضاعفة
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 Nov 2014, 01:14 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم اخي الفاضل عبد الصمد .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 Nov 2014, 07:44 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

شكر الله سعيك أخي عبد الصمد في نفع إخوانك بمثل هذه المقالات النافعة والموفقة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 Nov 2014, 11:01 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجيد المفيد يا أخي عبد الصمد.

وهذه فائدة من عند شيخ الإسلام بن تيمية مهمة :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال بعض السلف : " مَن عبد الله بالحب وحده : فهو زنديق ، ومَن عبده بالخوف وحده : فهو حروري – أي : خارجي - ، ومَن عبده بالرجاء وحده : فهو مرجئ ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء : فهو مؤمن موحد .

" مجموع الفتاوى " ( 15 / 21 ) .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 Nov 2014, 11:53 AM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

أخي عبد الصمد أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك على هذا المقال الماتع وأن يجزيك خيرا، ومما أعجبني فيه براعة اسحضارك للأدلة والاستشهاد بها في موطنها.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 Nov 2014, 07:25 AM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا اخانا عبد الصمد
وفقك الله
يشهد الله انا نحبك لو لم نرك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013