الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فهذه درة منهجية عثيمينية قوية لأحد رؤوس المخذلة في هذه الأيام عبدالرحمن بن مرعي العدني-رده الله إلى رشده- الذي صاح ناعقا و زعم مرجفا أنه يسير على طريقة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المنهج بعد أن راجعه بعض الطلاب في مركز الفيوش بأنه لا يتكلم في أهل البدع فتفوه بهذه الكلمة القبيحة ظانا أنه سيجد فيها متنفسا من النقد و ويتخذها سلما ليسلم من استدراكات الطلبة وملاحظاتهم ولكنه نسي أن رد الحق والركون الى الباطل يفضي بصاحبه الى الحيرة والشك كما قال الله عز وجل" بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج".
وإن سكوته على أهل الباطل جره من حيث شعر أو لم يشعر بالكلام في أهل الحق كما قال الشيخ علي الحذيفي في كلمته الأثرية:
"من سكت على أهل الباطل تكلم في أهل الحق"
وهذا رد الشيخ علي الحذيفي على شبهة أن عبدالرحمن العدني يسير على طريقة الشيخ ابن عثيمين في المنهج:
ذكر أنهم انتقدوا عليه أنه قال: "أنا أسير على طريقة الشيخ العثيمين في الجرح والتعديل والمنهج"، ثم دافع عن نفسه فقال: "إن الشيخ العثيمين من مشايخ السنة في العقيدة والمنهاج"، ثم ألزم الإخوة بالجواب عن هذا الإشكال: "هل الشيخ العثيمين من علماء أهل السنة في العقيدة والمنهاج، أو أنه ليس كذلك، أو أنه في باب العقيدة وليس في باب المنهاج" وقال: "ليكونوا شجعان وليقولوا: "إن مذهبه فاسد، وإن طريقته منحرفة".
أقول:
الجواب عن هذا من وجوه:
أولا: ـ جميع مشايخ أهل السنة والجماعة – كالشيخ ربيع والشيخ مقبل والشيخ العثيمين - إذا كانوا عندك على طريقة واحدة في العقيدة والمنهج، فلماذا تختار طريقة الشيخ العثيمين دون غيره من العلماء ؟! لتكن شجاعاً ولتقل: "إن مذهب الشيخ ربيع والشيخ مقبل فاسد، وإن طريقتهما منحرفة".
وثانيا: ـ أنت مأمور باتباع الكتاب والسنة وطريقة السلف، ومن الخطأ أن تحصر دعوتك برجل واحد، ألست يا شيخ عبد الرحمن ممن ينكر حصر الدعوة بشيخ أو شيخين ؟!
ثالثا: ـ الشيخ العثيمين ممن يتكلم في المسائل المنهجية بكلام واضح حتى صار لكلامه حضور واضح في الردود على الجماعات، ما أكثر ما نقرأها في الشبكات السلفية كسحاب وغيرها، وهذه الصفة ليست موجودة فيك مع الأسف.
ولقد ذكرنا كلامك – أي: أنك تقول أنا على طريقة الشيخ ابن عثيمين - لشيخنا الشيخ ربيع فقال الشيخ ربيع: "حتى الشيخ ابن عثيمين له ردود على هذه الجماعات".
رابعا: ـ الشيخ العثيمين لا يمنع إخوانه أن يردوا على ضلالات الجماعات كما فعلت أنت، بل يثني عليهم ثناء طيبا، ويُسأل عن الشيخ ربيع فيقول: "أنا لا أسأل عن ربيع، وإنما ربيع يسأل عني". والشيخ العثيمين لا يرى أن ما يقوم به إخوانه من الردود انشغال عن طلب العلم، ولا مضيعة للوقت، ولا أن هذه الطريقة ستخرج لنا مثل الحجوري - كما تفعل أنت ومحمد الإمام ومن سار على طريقتكما -، بل يرى أن هذه ثغرة عظيمة قل من يقوم بسدها.
خامسا: ـ رأينا بعض الفضلاء يقولون: "نحن على طريقة الشيخ ابن باز في الكلام على الناس". لكنه لم يسر على طريقة الشيخ ابن باز، بل رأيناه يتكلم في مشايخنا الفضلاء الذين أثنى عليهم ابن باز، والذين عرفتهم الدعوة السلفية بالذب عنها كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ النجمي وأمثالهم، وهو نفسه لا يقوم ببعض ما يقوم به مشايخنا في الرد على الأخطاء والضلالات. وأنت تقول إنك على طريقة الشيخ العثيمين، وها أنت تتكلم في إخوانك بما لم نسمعك تتكلم به في الجماعات والجمعيات، فما أشبهك بهؤلاء.
سادسا: ـ لماذا لم تصارح شيخنا الشيخ مقبلا باختيارك لطريقة ابن عثيمين في الكلام على الناس كما تزعم، وأنك قدمتها على طريقة شيخنا مقبل، وسنرى بعد ذلك هل سيزكيك الشيخ مقبل رحمه الله أو سيعتبر أن هذا تهرب منك ؟!.
كن صريحا يا شيخ عبد الرحمن، وقل: "الردود على الأخطاء والضلالات، طريق ثقيل وصعب". وهذا صحيح، فالناس يختلفون في حمل هذه الأمانة والقيام بها، وهي فرض كفائي، إذا قام بعضهم على الوجه الصحيح سقط عن الآخرين، ومازالت الأمة بحاجة إلى من يقوم بهذا الواجب، والناس بحاجة إلى نصيحة رجل مثلك وفي مثل مكانتك، على الأقل ما دام أنك مع إخوانك وتذكرهم بخير وتثني عليهم، فأنت على خير، لكنك بدأت تضيق على إخوانك، وترفعهم إلى من يمنعهم عن الكلام في الجماعات، وهذا نذير شر، ومن هنا وقع في نفسي منك ما وقع فيها، وهذه إحدى المسائل التي انتقدناها عليك ورفعناها إلى المشايخ.
6 ـ ذكر أن العلماء يتفاوتون من عالم إلى آخر، وأن المشايخ - وهو الشيخ ربيع والشيخ مقبل والشيخ النجمي ومن سار على طريقتهم - أنهم نجوم وصلوا إلى مرتبة عالية، وأنه لا يستطيع هو وأمثاله أن يصلوا إلى مقامهم، ولكنه يخبر بالواقع وأن علماء أهل السنة كثر، وأنههم مع منهج أهل السنة في مشروعية الجرح والتعديل والتحذير من الباطل، ولكن العلماء ليسوا على درجة واحدة، مع أنهم يجتمعون على عقيدة واحدة، ولكن العلماء لهم فنون وتخصصات، فمنهم من له إنتاج كبير في الفقه، ومنهم من يميل إلى علم الحديث، ومنهم من يشتغل بالجرح والتعديل، ويفند الشبه وينتقد الجماعات، ويتتبع أهل البدع والأهواء، ومنهم من هو غير ذلك، وذكر أن الاختلاف في هذه المستويات من باب التفاضل، فليس علماء أهل السنة والجماعة على حد سواء، وإن كانوا يجتمعون على عقيدة واحدة، ولا ينازع في ذلك إلا مكابر معاند. وضرب مثلا بالإمام أحمد وأنه ليس العالم الوحيد في أهل السنة، فعلماء أهل السنة في زمنه كثير، ومع هذا ليس العلماء في زمنه بمستواه في العلم والكلام على أهل البدع، ومع هذا هم يشتركون في الإطار العام في تبني الكلام على الجرح والتعديل". وأنه ليس كغيره من حيث الإنتاج، وقال: "هذا الذي أعنيه بقولي: "إني على طريقة ابن عثيمين".
أقول:
الجواب عن ذلك من وجوه:
أحدهما: ـ قد كنا نحبك وندافع عنك مع قلة كلامك في أهل البدع، وما أحببناك لأنك تتكلم في أهل البدع، ولكن لأن الباب مفتوح، وإن كان عندك تقصير في هذا الجانب كنا نحتمله جمعا للكلمة، لكن ظهرت منك أمور منها أنك ضيقت على غيرك ممن يتكلم في هذا الباب فلم نعد نحتمل ذلك، فلا تقارن نفسك بابن عثيمين لأنه لا ينكر ولا يضيق على غيره، بل يثني عليهم ويرشد إليهم. وابن عثيمين لا يكره الجرح والتعديل، ولا ينفر من طريقة الأئمة، ولا يرى أن عملهم مضيعة للوقت، ولا يشكوهم إلى من يمنعهم، ويضيق عليهم كما فعلت أنت، ولا يرى أن فتح هذا الباب سيؤدي بالشباب إلى طريقة الحجوري.
والثاني: ـ أنك قد تسكت عن بعض الأشخاص والجماعات فلا تجيب عنها مع قدرتك على الجواب، ثم تقول: "أنا على طريقة ابن عثيمين". مع أن ابن عثيمين لا يكتم ما يعرفه من الأمور، بل يجد السامع من الشيخ العثيمين نصرة واضحة للمنهج السلفي، وإن سكت الشيخ العثيمين أحيانا فوضعه غير وضعك، فأنت على رأس مركز والمجال مفتوح أمامك، بما ليس لغيرك.
والثالث: ـ أنك قد تكلمت في أشخاص لأمور شخصية، فلماذا عندك قدرة في الكلام على الأشخاص لأسباب شخصية، وليس عندك قدرة في الكلام على أهل البدع لأمور دينية ؟!
والرابع: ـ صحيح أن العلماء يختلفون من حيث المراتب، فمنهم من تأهل للكلام على المخالفين، ومنهم من لم يتأهل، فمن تأهل تكلم، ومن لم يتأهل لم يتكلم.
والسؤال: هل سمعت أن شخصا من الأئمة تأهل، ثم تراه يتهرب لأنه يريد أن يسلك طريقة فلان ؟!.
الخامس: ـ الكلام على الأشخاص أمر سهل جداً لا يحتاج إلى مقامات عالية إذا كنت تتكلم بعلم، فالأمر لا يحتاج إلى إنتاج ولا غيره، إن علمت فأجب، وإلا فأحل إلى غيرك ممن تعرفهم متضلعين في هذه الأبواب ، فالأمر سهل جدا، فلا تصور للناس أن الإخوة يكلفوك أمرا لا تطيقه.
وهذه حكاية لواقعة جرت للشيخ ياسين العدني مع عبدالرحمن العدني تقصف زعمه أنه يسير على طريقة الشيخ ابن عثيمين في المنهج:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره.
أما بعد : فلا يخفى على إخواني السلفيين منهج وطريقة شيخنا الثبت العلامة، العمدة النحرير الفهامة، الذي اشتهر ذكره، وبَعُد صيته، في المدن والقرى والبوادي، المدقّق المحقق مقبل بن هادي – رحمه الله رحمة واسعة – في الجرح والتعديل، وموقفه من أولئك القوم المخالفين لسواء السبيل.
فقد كان – رحمه الله - محبًّا لكل سلفي فاضل، يدعو إلى الحق ويناضل، وكان مبغضًا لأهل البدع والباطل، يردّ على كل رأي محدَث عاطل.
ثم من المؤسف الشديد أن بعض تلامذته، وممن ظلّ تحت ركبته، بدأ يتنصّل من منهجه، ويخرج عن طريقته، ولا يرضى عن سيرته.
نعم، من هؤلاء القوم رجل يقال له :
عبد الرحمن مرعي العدني ، الذي يقوم على مركز الفيوش في اليمن، وقد كانت لي معه جلسة مناصحة، نصحتُ له بعدّة أمور، ولكن كما قال الشاعر:
لقد أسمعتَ لو ناديت حيّا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
وقد شهد هذه الجلسة الأخوان الفاضلان:
1⃣ أكرم بن صالح عَرَب.
2⃣ وهاني بن صالح القشبري.
وكان من تلك النصائح أن قلتُ له : إننا نسمعك تقول : بأنك ستسير كما سار الشيخ مقبل.
فقال : نعم.
فقلتُ له : لكننا رأيناك في كثير من الأمور لم تَفِ بشرطك، ومن هذه الأمور مسألة التحذير من أهل البدع.
فقال لي كلامًا طويلًا حاصله : أن العلماء مراتب، وأنا أريد أن أسير كما يسير الشيخ ابن عثيمين.
هكذا قال، وصدق الشيخ عبيد الجابري – حفظه الله – حين قال :
عبد الرحمن مرعي رجل مغفّل .انتهى.
فإنه لا يريد أن يحذّر من أهل البدع، فالتمس عذرًا واهيًا، وذلك أن الشيخ ابن عثيمين لا يحذر من أهل البدع، فهو يريد أن يسير على ذلك.
فهذا القول – والله – لا يصدر إلا من رجل مغفل، ولمّا ذكرتُ ذلك للشيخين الفاضلين : الشيخ ربيع المدخلي والشيخ محمد بن هادي غضبا، وقالا – متعجّبين - : الشيخ ابن عثيمين لا يحذر من أهل البدع !!! .
نعم، أخي في الله، ومما يدلّ على أن عبد الرحمن مرعي إنما يبحث عن عذر فقط، أنه في درسه للتفسير ذكر قاعدة حسن البنا : (لنتعاون على ما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه) .انتهى.
فصحّح الجملة الأولى مطلقًا، فذهب إليه بعض الأخوة يكلمه في هذا الموضوع.
فأتى عبد الرحمن في اليوم الثاني وقال : أنا قصدي نتعاون فيما اتفقنا عليه من الحق.
ثم أتى اليوم الثالث فقال : لم أجد أحدًا من العلماء استنكر الجملة الأولى.
♦وكل ذلك وأنا أسمعه وأنا راجعٌ إلى البيت، فكتبتُ له كلام الشيخ ابن عثيمين حول هذه القاعدة من أشرطته في "تفسير القرآن"، ونصه : (هذا غلط في الجملتين جميعًا ... وأما الثانية وهي قوله : "يعين بعضنا بعضًا فيما اتفقنا عليه" فهذا غير صحيح أيضًا؛ لأننا لو اتفقنا على الباطل ما حلّ أن يعين بعضنا بعضًا، لوجب أن ينهى بعضنا بعضًا عن هذا الباطل، فهذا أيضًا على إطلاقه لا يصح ) .انتهى.
فأرسلتُ ذلك إليه، فلم يعبأ به، ولم أسمعه يتراجع عن قوله.
أخي في الله، فأين قول عبد الرحمن : (أنا أريد أن أسير كما يسير الشيخ ابن عثيمين).
فظهر لنا أن عبد الرحمن مرعي رجل متلاعب ماكر، اللهُ يعلم ما هي الطريقة الجديدة التي يُخبئها لنا.
نسأل الله تعالى الثبات على دينه حتى الممات.
وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المرفقات.
العلامة ابن عثيمين يبدع السائل ويقول له: أحمد ربك أني خليتك جالس في الدرس و لفتة منهجية تربوية لعبدالرحمن بن مرعي العدني.
العرض العادي
