منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 Apr 2015, 10:42 PM
أبو عبيدة حمزة تومي أبو عبيدة حمزة تومي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: تندلة الأبية - الوادي-
المشاركات: 10
افتراضي تنبيه الفضلاء على خطأ عقديّ في أسانيد بعض القرّاء

تنبيه الفضلاء على خطأ عقديّ في أسانيد بعض القرّاء
من إعداد محمد بن سعد طالبي

الحمد لله الذي جعلنا من أمّة القرآن، وامتنّ علينا بحفظه وتعليمه لأهل الإيمان، وأشهد أن لا إله إلاّ الله الواحد الأحد المنّان، والصّلاة والسّلام على معلّم السّنّة والقرآن، وسيّد ولد عدنان، صلّى اللّه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان على مرّ الأزمان، أمّا بعد:
لقد أكرم الله جلّ في علاه أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم بشرف الإسناد فتميّزت به بين جميع الأمم، وصان الله به الدّين من جميع شوائب البدع وما يُذمّ، والإسناد كما قال عنه ابن الصلاح رحمه الله: «خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمّة وسنّة بالغة من السّنن المؤكّدة (1)«اهـ، وقال غيره: «وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لِأُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ أَنْ تُسْنِدَ عَنْ نَبِيِّهَا إِسْنَادًا مُتَّصِلًا غَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ»(2) اهـ؛ لأنّه لا تثبت سنّة إلا بسند لذا قال ابن المبارك رحمه الله: «الإسناد من الدّين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»(3).
ومن المعلوم عند العامّة فضلاً عن الخاصّة أنّ قراءة القرآن سنّةٌ متّبعةٌ رواها الخلف عن السّلف بالأسانيد المتّصلة إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لذا وَصف العلماءُ القراءات العشر بأنّها مشهورة متواترة، ومن أراد معرفة دقّة العلماء في التّلقّي بالمشافهة والسّماع فعليه بالكتب المسندة في القراءات وما أكثرها، ممّا يدلّك على أنّ ما ذهب إليه بعضهم من أنّ في القراءات ما ليس من قبيل الأداء كالمدّ والإمالة وتخفيف الهمز؛ أو أنّ القراءات متواترة فيما اتّفقت فيه الطّرق وأمّا ما اختلفت فيه الطّرق فليس بمتواتر؛ كلامٌ مردود لا دليل عليه، وعلى كلّ حال ليس هذا محلّ بسط هذه المسألة، وردّ هذه الشّبهة، ويكفينا في هذا المقام أن ننصح القارئ بمراجعة كلام الإمام ابن الجزري في منجد المقرئين(4)، لنشرع في بيان ما رُمْنا بيانه للفضلاء من تصحيح خطأ عقديّ شاع وانتشر في أسانيد بعض القرّاء، بل صار يدرّس في بعض الجامعات كما أفادني به بعض الطّلبة الأعزّاء، فأقول وبالله أستعين:

صورة الخطأ العقديّ كما وقفتُ عليه:
لــمّا شرعت في تحقيق كتاب النّجوم الطّوالع في مقرأ الإمام نافع لاحظتُ على المؤلف -عفا الله عنه- نفي صفة الكلام عن الله جلّ في علاه لـمّا قال عن القرآن: «ويطلقُ(5) على كلامه تعالى، أي الصّفة القديمة القائمة بذاته» (6) اهـ، ثمّ لــمّا أراد ذكر إسناد ورش وقالون قال مقرّرا لهذه العقيدة: «واعلم : أنّ ورشًا وقالونًا قرآ على نافع وأخذا عنه مشافهة، وقرأ نافع على سبعين من التّابعين كما تقدّم، والذين سُمّي منهم خمسة : أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ(7) ، وأبو داوود عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج(8) ، وشيبة بن نِصاح القاضي(9) ، وأبو عبد الله مسلم بن جندب الهذليّ القاضي(10) ، وأبو روْح يزيد بن رُومَان(11)، وأخذ هؤلاء القراءة على ثلاثة من الصّحابة : أبي هريرة(12) وعبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب وعبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي(13) رضي الله عنهم وقرأ هؤلاء الثّلاثة على أُبيّ بن كعب رضي الله عنه وقرأ أُبي بن كعب(14) رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام (عن اللّوح عن القلم) عن ربّ العزّة جلّ جلاله»(15) اهـ.
ومن عجيب ما وقفتُ عليه في هذا الباب، قول محمّد مخلوف -عفا الله عنه- في آخر إسناده: «...رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقّاه عن جبريل عليه السلام ثمّ اختُلف بعد ذلك عمّن تلقّاه، فقيل تلقّاه عن الجليل جلّ جلاله ... وقيل تلقّاه عن اللّوح ... وقيل عن ميكائيل عليه السلام »(16) اهـ.

بيان موضع الإشكال وتحديد الخطأ:
والمشكل فيما سبق من كلامهم تَصريحهم بعدم سماع جبريل عليه السلام القرآن من الله سبحانه وتعالى مباشرة، وإنّما تلقّاه بواسطة، ولا شكّ أنّ هذا الصّنيع سواء كان عن قصد أو عن غير قصد من المسائل التي فيها النّار تحت الرّماد كما قال العلاّمة الشّنقيطي -رحمه الله- في مذكّرته في الأُصول: «لأنّ أصل هذا الكلام مبنيّ على زعم باطل وهو أنّ كلام الله مجرّد المعنى القائم بالذّات المجرّد عن الحروف والألفاظ؛ لأنّ هذا القول الباطل يقتضي أنّ ألفاظ كلمات القرآن بحروفها لم يتكلّم بها ربّ السّماوات والأرض وبطلان ذلك واضح»(17) اهـ.
واجبنا نحو ما نقف عليه من الأخطاء العقديّة وغيرها:
الواجب علينا نحوها هو التّنبيه عليها نصحًا للأمّة وتبرئةً للذّمة، وهذا عينُ ما قمتُ به اتّجاه هذا الخطأ العقديّ، ليَعلم جميعُ المسلمين أنّ الحقّ الذي عليه أئمة الأمصار وأهل السّنّة والآثار أنّ جبريل عليه السلام سمع كلام الله تعالى منه مباشرة دون واسطة، وأدّاه إلى الرّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سمعه، وهو قولُ ربِّ العالمين حقيقة لفظه ومعناه، فجبريل عليه السلام إذًا سمع فأدّى(18)، كما قال أبو حامد الإسفرائينيّ -رحمه الله-: «مذهبي ومذهب الشّافعي وفقهاء الأمصار، أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل عليه السلام مسموعاً من الله تعالى، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل عليه السلام والصّحابة سمعوه من النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا، فما بين الدّفّتين، وما في صدورنا مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا ومنقوشًا كلّ حرف منه كالباء والتّاء، كلّه كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائـن الله والملائكة والنّاس أجمعين»(19) اهـ.
صورة الإسناد الصّحيحة التي ينبغي أن تُختم بها أسانيد القرّاء:
الواجب على القرّاء جميعًا أن يتنبّهوا لهذا الخطأ وأن يُبادروا بإصلاحه نصحًا لأنفسهم وللمسلمين، وبُعدًا عن شبهات المؤوّلة والمبتدعين، وأن يكون آخر إسنادهم هكذا:
«عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربّ العزّة جلّ جلاله».
وأصرح من هذه العبارة، درءا للشبهة ودفعا للريبة أن يقال:
«عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه عن جبريل عليه السّلام سمعه عن ربّ العزّة جلّ جلاله».
وبهذا الصّنيع نصرح بسماع جبريل عليه السّلام من الله عز وجل ونوافق مذهب أهل السنّة والجماعة في إثبات الكلام صفة لله عزّ وجلّ، وأنّ جبريل عليه السّلام سمع القرآن من الله مباشرة دون واسطة، وأن يقولوا في القرآن ما قاله سلفهم الصالح: القرآن هو كلام الله منزّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنّ جبريل عليه السّلام سمع كلام الله تعالى منه مباشرة دون واسطة، وأدّاه إلى الرّسول عليه السّلام كما سمعه، وهذا الذي يقرؤه النّاس هو كلام الله سبحانه وتعالى، يقرؤه النّاس بأصواتهم، فالكلام كلام الباري، والصّوت صوت القاري، والقرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه(20).

عقيدة أهل السّنّة والجماعة في إثبات صفة الكلام لله عزّ وجلّ:
يعتقد أهل السّنّة والجماعة إثبات الكلام صفةً لله عزّ وجل، وأنّه سبحانه متّصف بها أزلاً وأبدًا، وهي صفة ذاتيّة فعليّة، فهي ذاتيّة باعتبار أنّه لا بداية للاتّصاف بها، وفعليّة بكونها تتعلّق بالمشيئة والإرادة، فهو قديم النّوع حادث الآحاد(21).
ولم يَزل سبحانه متكلّما، إذا شاء بما شاء، وأنّه سبحانه يتكلّم بصوت، وهو صفة قائمة بذاته، وأمّا ما تكلّم الله به فهو قائمٌ به ليس مخلوقًا منفصلاً عنه كما تقولُ المعتزلة، ولا لازمًا لذاته لزُوم الحياة لها كما تقولُ الأشاعرة، بل هو تابعٌ لمشيئته وقدرته(22).
والأدلّة على ذلك في الكتاب والسّنّة كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾التوبة: ٦.
وقوله تعالى ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴾ النساء: ١٦٤.
وفي الصحيحين(23)عَن عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيسَ بَينَهُ وَبَينَهُ تُرجُمَانٌ، وَلاَ حِجَابٌ يَحجُبُهُ»
.

عقيدة أهل السّنّة والجماعة في إثبات الصّفات لله عزّ وجلّ:
يعتقد أهل السّنّة والجماعة إثبات الصّفات لله عزّ وجلّ على ما يليق به سبحانه، وإثبات ما دلّت عليه من المعاني، وأمّا الكيفيّة فإنّهم يفوّضون علم حقيقتها إلى الله تعالى، على حدّ قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله- في الاستواء: «الاستواء معلومٌ والكيف مجهولٌ والإيمان به واجبٌ» اهـ، هذا هو اعتقادهم في باب الصّفات، وأمّا تفويض المعاني فَهُم بريئون منه براءة الذّئب من دم يوسف عليه السّلام بل إنّ القول بالتّفويض من شرّ أقوال أهل البدع والإلحاد(24).

وفي الختام أذكّر إخواني السّاعين وراء جمع الأسانيد في هذا الزّمان بما قاله الحافظ ابن الصّلاح -رحمه الله- وهو يبيّن المقصود من الرّواية بالإسناد في هذه العصور المتأخّرة: «ثمَّ إِن الرِّوَايَة بِالْأَسَانِيدِ الْمُتَّصِلَة لَيْسَ الْمَقْصُود بهَا فِي عصرنا وَكثير من الْأَعْصَار قبله إِثْبَات مَا يُروى بهَا إِذْ لَا يَخْلُو إِسْنَاد مِنْهَا عَن شيخ لَا يدْرِي مَا يرويهِ وَلَا يضْبط مَا فِي كِتَابه ضبطا يصلح لِأَن يُعْتَمد عَلَيْهِ فِي ثُبُوته وَإِنَّمَا الْمَقْصُود مِنْهَا إبْقَاء سلسلة الْإِسْنَاد وَالَّتِي خُصّت بهَا هَذِه الْأمة زَادهَا الله كَرَامَة»(25) اهـ.
قلتُ: هذا في عصر ابن الصلاح، وفي عصرنا هذا من باب أولى فتنبّه لنفسك إذا يا من تفخر بكثرة أسانيدك وأنت لا تدري ما تروي أو لا تضبط ما في كتابك، فعليك بالإخلاص إن أردتَّ الخلاص.
هذا ما وقر في القلب وخطّه اليراع، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده المنّان، وما كان فيه من زلل فمن نفسي والشّيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه، إنّه هو التّوّاب الرّحيم.


كتبــــه أخوكم ومحبّكم في الله أبو حذيفة محمّد بن سعد طالبي
حي النّسيم الوادي في 11 ربيع الثّاني 1436
من هجرة المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الموافق لـ:
31جانفي 2015

.................................................. .................................................. ..............................
( 1) ينظر: معرفة أنواع علوم الحديث، ابن الصّلاح، (ص: 255).
(2) ينظر: النّشر، ابن الجزري، (1/198).
(3) ينظر: شرح مقدّمة الإمام مسلم، النّووي، (1/81).
(4) ينظر: منجد المقرئين، ابن الجزري، (ص:72).
(5)- يعني القرآن؛ فقد قرّر أنّ له إطلاقين فذكر الإطلاق الأوّل وهو في قوله: «والقرآن يطلق على اللّفظ المقروء المتعبّد بتلاوته وهو الأكثر» اهـ، وهنا يذكر الإطلاق الثّاني.
(6)- ينظر : النّجوم الطّوالع، المارغني، (ص :8). وقال - عفا الله عنه- مقرّرا هذه العقيدة في بغية المريد شرح جوهرة التّوحيد (ص: 45): «وكلام الله صفة قديمة قائمة بذاته تعالى، منزّهة عن الحروف والأصوات والتّقدّم والتّأخّر» اهـ، وقال أيضًا في بغية المريد (ص: 32): «فليكن كلامُ الله ككلامنا النّفسيّ في كونه ليس بحرف ولا صوت، وإن كانا متباينين تباينا كُليّا» اهـ. قلتُ: يا ليته نزّل هذا على الصّوت والحروف أيضًا، فقال : فليكن كلامه سبحانه بصوت وحرف ككلامنا وإن كانا متباينين تباينا كُليّا، أي للفرق بين الخالق والمخلوق.
(7)- هو : أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدنيّ، (ت. 130 هـ) أحد القرّاء العشرة، تصدّى لإقراء كتاب الله دهرًا، وكان يقدّم في زمانه على عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، وكان ثقة قليل الحديث، قال ابن الجزريّ عن قراءة أبي جعفر : «والعجب ممّن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها من الشّواذ» اهـ. قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزوميّ رضي الله عنه وقيل إنّه قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم روى عنه ابن وردان وابن جمّـاز.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبّار، الذَّهبيّ، (1/172-178)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (2/333-334).
(8)- هو : أبو داود عبد الرّحمن بن هرمز المدنيّ، (ت. 117 هـ) أخذ القراءة عرْضا عن أبي هريرة وابن عبّاس رضي الله عنهم وأخذ عنه نافع بن أبي نعيم، وهو بالحديث أشهر منه بالقرآن، أخذ العربيّة عن أبي الأسود الدُّؤلي، نزل إلى الإسكندريّة ومات بها.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبّار، الذَّهبيّ، (1/180-182)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (1/343-344).
(9)- هو : أبو ميمونة شيبة بن نِصاح بن سَرجس المدنيّ، (ت. 130 هـ) قرأ على عبد الله بن عيّاش المخزوميّ رضي الله عنه وقرأ عليه نافع وإسماعيل بن جعفر وسليمان بن جمّاز، وكان زوجا لبنت أبي جعفر القارئ، وقد وَهِم من زعم أنّه قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم ؛ لأنَّه لم يدرك ذلك، وهو أوّل من ألّف كتابا في الوُقُوف.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار، الذَّهبيّ، (1/182-184)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (1/298).
(10)- هو : أبو عبد الله مسلم بن جُندب المدنيّ، (ت. 130 هـ) قرأ على عبد الله بن عيّاش المخزوميّ رضي الله عنه وهو الذي أدّب عمر بن عبد العزيز، الذي قال عنه : «من سرّه أن يقرأ القرآن غضَّا فليقرأه على قراءة مسلم بن جُندب» اهـ، أقام بالمدينة إلى أنْ مات بها.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار، الذَّهبيّ، (1/184-186)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (2/259-260).
(11)- هو : أبو روح يزيد بن رومان المدنيّ، (ت. 130 هـ) مولى آل الزّبير بن العوّام رضي الله عنه قرأ على عبد الله بن عيّاش المخزوميّ رضي الله عنه وكان فقيها مقرئا محدّثا، خرّج له أصحاب الكتب السّتة، وروى عنه القراءة عرْضا نافع وأبوعمرو، ولم تصحّ قراءته عن أحد من الصّحابة رضي الله عنهم.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار الذَّهبيّ، (1/178-179)، وغاية النّهاية، ابن الجزري، (2/332).
(12)- هو : أبو هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسيّ رضي الله عنه (ت. 58 هـ) قرأ القرآن على أُبي بن كعب رضي الله عنه وقرأ عليه في أيّام معاوية رضي الله عنه غير واحد، وحدّث ما لا يوصف كثرة عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم وقد ذاق في أوّل إسلامه جوعا وفاقة شديدة، ثمّ استعمله عُمر رضي الله عنه وولي كذلك إمرة المدينة في زمن معاوية رضي الله عنه وكان من الذين يُفتون بالمدينة من لَدُن تُوفي عثمان رضي الله عنه إلى أن مات رضي الله عنه وإليه تنتهي قراءة أبي جعفر ونافع.
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار، الذَّهبيّ، (1/127-129)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (1/334- 335).
(13)- هو : أبو الحارث عبد الله بن عياّش المخزوميّ المكيّ ثمّ المدنيّ رضي الله عنه (ت. 78 هـ) قيل وُلد بالحبشة، قرأ القرآن على أبي بن كعب رضي الله عنه وقرأ عليه أبو جعفر القارئ ويزيد بن رومان وشيبة بن نِصاح ومسلم بن جندب وعبد الرّحمن بن هرمز، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه رضي الله عنه .
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار، الذَّهبيّ، (1/152)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (1/393).
(14)- هو : أبو المنذر أُبي بن كعب بن قيس الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه (ت. 21 هـ) سيّد القرّاء بالاستحقاق وأَقرأُ هذه الأمّة على الإطلاق، قرأ القرآن على النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم وقرأ عليه ابن عبّاس وأبو هريرة وعبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة رضي الله عنهم وقرأ عليه كذلك أبو عبد الرّحمن السُّلمي، شهد بدرًا والمشاهد كلَّها مع النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى أن توفي بالمدينـة رضي الله عنه .
ينظر في ترجمته : معرفة القرّاء الكبار، الذَّهبيّ، (1/109-113)، وغاية النّهاية، ابن الجزريّ، (1/34-35).
(15)- ينظر : النّجوم الطّوالع، المارغني، (ص: 14).
(16)- ينظر : شجرة النّور الزّكية، محمّد مخلوف، (1/648).
(17)- ينظر : (ص: 33). قلتُ: كلام العلاّمة الشّنقيطي لم يكن خاصّا بموضوع بحثنا ولكن لـمّا كانت النّتيجة واحدة وهي نفي أن يكون الله سبحانه تكلّم بالقرآن أو يتكلّم عمومًا بصوت وحرف أَثبتُّه.
(18)- ينظر : توضيح المقاصد، أحمد بن إبراهيم، (2/126)، ومذكّرة أصول الفقه، الشّنقيطي، (ص : 65).
(19)- ينظر : شرح العقيدة الأصفهانية، ابن تيمية، (ص : 35). ويرى شيخ الإسلام –رحمه الله- أنّ القول بأخذ جبريل للقرآن من اللّوح المحفوظ ونحوه من الأقوال تفريعاً للقول بخلق القرآن، وقال: «لو كان جبريل أخذ القرآن من اللّوح المحفوظ لكان اليهود أكرم على الله من أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلم ؛ لأنه قد ثبت بالنقل الصحيح أن الله كتب لموسى التوراة وأنزلها مكتوبة؛ فيكون بنو إسرائيل قد قرؤوا الألواح التي كتبها الله، وأما المسلمون فأخذوه عن محمد صلّى الله عليه وسلم ، ومحمد صلّى الله عليه وسلم أخذه عن جبريل عليه السلام، وجبريل عليه السلام عن اللوح، فيكون بنو إسرائيل بمنزلة جبريل، وتكون منزلة بني إسرائيل أرفع من منزلة محمد صلّى الله عليه وسلم على قول هؤلاء الجهمية» اهـ. ينظر: مجموعة الفتاوى، ابن تيمية، (12/269 -278).
(20)- ينظر : أصول السّنّة، ابن أبي زمنين، (ص: 82) والفتاوى الكبرى، ابن تيمية، (2/312) ومذكّرة أصول الفقه، الشّنقيطي، (ص : 64).
(21)- ينظر : قطف الجنى الدّاني، عبد المحسن العبّاد، (ص : 94).
(22)- ينظر : شرح العقيدة الطّحاوية، لابن أبي العزّ الحنفي، (1/256) وما بعدها، قطف الجني الدّاني، شرح مقدّمة ابن أبي زيد القيرواني لشيخنا العلاّمة عبد الحفسن العبّاد، (ص : 94).
(23)أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: (رقم: 7443)، والإمام مسلم في صحيحه: (رقم:1016).
(24)- ينظر : تقريب التّدمريّة لابن عثيمين، (ص : 77 - 78)، والأثر المشهور عن الإمام مالك -رحمه الله- في صفة الاستواء دراسة تحليليّة لشيخنا عبد الرّزاق بن عبد المحسن العبّاد.
(25)- ينظر : صيانة صحيح مسلم، ابن الصّلاح، (ص: 117).[/size]


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة حمزة تومي ; 20 Apr 2015 الساعة 11:09 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Apr 2015, 06:39 AM
محمد طه محدة السوفي محمد طه محدة السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 180
افتراضي

بارك الله فيك اخي حمزة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02 May 2015, 09:01 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي حمزة. وبارك الله في الأخ الشيخ محمد طالبي على هذا المقال النافع، فهو تنبيه قلّ من يتنبه له.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013