الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الامين وعلى صحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذه قصة طريفة وقعت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنقلها لإخواني في هذا المنتدى الطيب ، وهي قصة ربما تفيدك وتنتفع بها في دعوتك خاصة وأن راية الحرب قائمة وسهام السنة موجهة لأهل الرفض الأنجاس الأخباث .
قال الشيخ أحمد بن ابراهيم الواسطي المعروف بابن شيخ الحزَامين (711) في التذكرة والاعتبار والانتصار للأبرار :
" سمعت الشيخ يحكي غير مرة في مجالسه يقول : زرت يوما المارستان المنصوري .
فجاء إلي أناس فقالوا لي :
تصدَق وزر المارستان العتيق : فرحت معهم أزوره .
فقالوا لي : ألا تزور قبور الخلفاء ؟ ـ يعنون بني عبيد ـ فرحت معهم إلى قبورهم ، فوجدت قبورهم إلى القطب الشمالي .فتكلم عليهم وعلى مذاهبهم .
فقال الحاضرون : نحن نعتقد أن هؤلاء قوم صالحون ، لأنا إذا مغلت عندنا الخيل ( المغل : مغص يأخذ الإبل) نجيء بها إلى قبور هؤلاء فتبرأ ، فلولا أنهم صالحون ما برأت الدواب من المغل عند قبورهم .
فقلت : وهو أيضا حجة في صحة ما أٌقوله فيهم ، فإن المغل من برد يحصل للدواب ، فإذا جيء بها إلى قبور اليهود والنصارى في الشام ، وإلى قبور المنافقين كالقرامطة والإسماعيلية والنصيرية ، فإن الدواب إذا سمعت أصوات المعذبين في قبورهم تفزع فيحصل لها حرارة تذهب بالمغل الذي حصل لها .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوما راكبا على بغلته فحادت حتى كادت تلقيه عن ظهرها فقالوا : ما شأنها يا رسول الله ؟ فقال : إنها سمعت أصوات يهود تعذب في قبورهم . وقال : إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم .
فما يروح أصحاب الدواب بها إلى قبر الشافعي ولا إلى قبر أشهب فغن عند قبورهم تنزل الرحمة ."
المصدر : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ، جمعه : محمد شمس ، علي العمران ، تقديم : بكر أبو زيد رحمه الله ، ط: دار علم الفوائد ، ص : (142/143).
فالشِّيعة كما قال شيخ الإسلام في منهاج السُّنَّة (3/ 376) : " ولهذا هُم عند جماهير المسلمين نوعٌ آخر " وقال في (4/ 414) : " حتَّى الطَّوائف الَّذين ليس لهم منَ الخِبرة بدين الرَّسول ما لغيَرهم ، إذا قالت لهم الرَّافضة : نحنُ مسلمون ، يقولون : أنتم جنسٌ آخر "
المصدر : العدد السادس والعشرون لمجلَّة الإصلاح السَّلفية الجزائرية