الاستهزاء برأي مخالف يحتمل ثبوته (الشيخ سليمان الرحيلي)
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه واتباعه ومن سار على هديه إلى يوم الدين،
أما بعد :
فإنه قد انتشرت بعض الأخلاق في طلبة العلم التي لا تمت بصلة بعلم الكتاب والسنة ، ولم تكن من هدي من سار على هذين الأصلين العظيمين، ألا وهي السخرية من رأي فقهي مخالف يحتمل ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نبه عليه فضيلة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله في شرحه لمتن آداب المشي إلى الصلاة فأردت أن أنقله إلى إخواني راجيا من الله أن ينفع به ، حتى نحقق تمام الإتباع لمنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم .
فقال حفظه الله :
" وهنا أنبه عن قضية مهمة لطلاب العلم ـ يا إخوة ـ وهي :
أن ما أضيف إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحتمل ثبوته له ، فإنه لا يجوز أن يستهزأ به ولو لم يثبت عند الناظر ، ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم واحتمل ثبوته يعني كان فيه حديث اختلف في تصحيحه وتضعيفه وأنا أرى أن الحديث ضعيف فلا أرى العمل به فإنه لا يجوز لي أن أسخر من هذا العمل ، ولكني أقول إن الراجح أنه لا يعمل بكذا لأن الحديث ضعيف .
أنبه إلى هذا لأنه شاع بين بعض طلاب العلم السخرية مما لا يرون ثبوته فمن لا يرى ثبوت القبض بعد الركوع يسخر من القبض بعد الركوع، يقول يخاف على قلبه بعد الركوع ، أو نحو هذا .
من لا يرى تحريك السبابة في التشهد يسخر من الذين يحركون أو من التحريك يقول : رقص ، يحركها ترقص .
والله هذا لا يجوز وليس من الأدب مع السنة في شيء من الأشياء ، حتى ولو لم يثبت عندك ، مادام أنه مضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل ثبوته كأن يكون في حديث مختلف في تصحيحيه أو تضعيفه ، فإنه لا تجوز السخرية من ذلك الفعل ."