منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30 Sep 2017, 08:30 AM
أبو الضحى سالم ناسي أبو الضحى سالم ناسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الشريعة - تبسة - الجزائر
المشاركات: 180
افتراضي مَا بَالُ قلبكَ لا يزالُ مُذَبْذَبًا...(قصيدة)

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه قصيدة حاولت فيها نظم بعض فوائد غض البصر من كتاب الجواب الكافي للعلامة ابن القيّم رحمه الله أسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم بها .

مَا بَالُ قلبكَ لا يزالُ مُذَبْذَبًا *** لا يستقِرُّ على قرارٍ واحدِ
متنقِّلًا بين الورى في حيرةٍ *** ومُعَذَّبًا في إِثْرِهِمْ لم يهتدِ
رامَ الهدى لكنه لم يستطِعْ *** أنْ يستقيمَ على طريقةِ أحمدِ
قد كَبَّلتهُ وقيَّدتهُ ذُنوبُهُ *** فغدَا أسيرًا لِلَّعينِ المُبْعَدِ
فمتى الخَلاصُ وأنتَ ثَاوٍ عندهُ *** راضٍ بحبْسِك عند نَذْلٍ حاقِدِ
حتى متى هذا الضياع ،إلى متى ؟ *** والعُمرُ يمضي راحلًا فتَزَوَّدِ
أوَ لم تَذُقْ طَعْمَ الوِصَال بِمَنِّهِ *** قِدْمًا فَفُزْتَ بحُلَّةِ المُتَجرِّدِ
والله لطفًا قد دعاك لتوبةٍ *** أقْبِلْ إليَّ نادمًا وتَعَبَّدِ
أسْرِعْ وعَجِّلْ نحو فضليَ طالِبَا *** واتْرُكْ سبيل العاجزِ المُتردِّدِ
حتَّى أعيد إليك قربيَ والمُنى *** أكسوك ثوبَ القانت المتعبِّدِ
والآن أذكرُ ما يجولُ بخاطري *** منْ قوْلِ أهل العلم بعض فوائدِ
في غَضِّ أبصار العباد وجَدتُّهَا *** في كُتْبِ إِبْنِ القيِّمِ المتفرِّدِ
منها امتثال الأمرِ لله الذي *** إنْ تستقِمْ له في حياتك تسْعَدِ
وبه اتِّقاء السهم مسمومًا أتى *** من كل منظورٍ بحسنٍ يرتدِ
فَلَرُبَّ سهما قد أصاب بمقتلٍ *** وأتى الفتى بهلاكه المُتأكِّدِ
والأُنس بالله العظيم فإنَّهُ *** ثَمَرٌ لِغَضِّ الطرف فافهمْ مَقْصَدِي
هذا وإنْ أطلقته فبِوَحْشَةٍ *** شَتَّتَ قلبك عن صفاء المَورِدِ
وبِغَضِّهِ تُجْزى بنورٍ ساطعٍ *** يجلو الحقائقَ في فؤاد العابدِ
وتنالُ بالنور المُبين فراسةً *** فَبِها تَمِيزُ مُحِقَّهمْ والمُعْتَدِي
وبها تمِيز العبد إنْ يَكُ صادقًا *** أمْ كاذبًا خِبًّا ومنهجه رَدِي
هذا وإنْ تَرُم الثباتَ وقوَّةً *** وشجاعةً في القلبِ دون تردُّدِ
وبصيرةً تعلو بها في عِزَّةٍ *** وبحُجَّةٍ سلطانها كالفَرْقَدِ
فعليك بالنظرات فاغْضضْ شَرَّها *** واحذرْ هلاكًا من حِسَانٍ خُرَّدِ
وإذا غَضَضْتَ الطَّرفَ أغلقتَ الذي *** يأتيك منه نفاذ ذاك المُفسدِ
إنَّ الخبيث إلى الفؤادِ بنظرةٍ *** يَلِجُ الفؤادَ بخِفَّةٍ وتَرَصُّدِ
فيُؤجِّجُ النيرانَ فيه بشهوةٍ *** فيصير قلبك في لظًى كالموقدِ
لا تُطلق الطرف الطَّموحَ فإنَّهُ *** يُرْدي إلى هَمٍّ وعَيْشٍ أَنْكَدِ
فرِّغْ فؤادك للمصالح وافْتَكرْ *** فيما يعودُ عليك نَفْعُهُ في غَدِ
هذا وإنِّي مُقصِّرٌ لا أدَّعي *** أنِّي على هذا أسيرُ وأقتدِي
لكنه جهدي لنصح أحبَّتي *** حتى وإنْ كنتُ الأسيرَ الْمُقْعَدِ
فلعلَّ ربِّ أن يَمُنَّ بتوبةٍ *** يُحْيي بها قلبَ الكسيرِ المُجْهَدِ.
أبو الضحى سالم بن محمد ناسي عفا الله عنه

وهذه هي الفوائد في منافع غض البصر من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى مختصرة من كتابه الجواب الكافي :
1 ــ أنَّه امتثَالٌ لأمرِ اللهِ الذِي هُو غَايَةُ سَعادةِ العبدِ .
2 ــ أَنه يَمنعُ مِن وُصولِ أَثرِ السهم المَسمومِ الذي لَعل فِيه هَلاكَهُ إلَى قَلبِهِ .
3 ــ أنَّه يُورِثُ القَلبَ أُنسَاً بِاللهِ وَجَمعيَّةً عَلى اللهِ ؛ فإنَّ إِطلاقَ البَصرِ يٌفرقُ القلبَ وَيُشتِّتُه وَيُبعدُه مِن اللهِ ، وَليسَ عَلى العبدِ شَيءٌ أَضَرَّ مِن إِطلاقِ البَصرِ ؛ فَإنَّه يُوقِعُ الوَحشَةَ بَين العَبدِ وَبينَ ربِّه .
4 ــ أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
5 ــ أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة.
6 ــ أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب .
7 ــ أنه يورث القلب قوته وثباته وشجاعته، فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة .
8 ــ أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور إليه ويزينها ، ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور.
9 ــ أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره .
10 ــ أن بين العين والقلب منفذا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الضحى سالم ناسي ; 30 Sep 2017 الساعة 04:24 PM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, نظم, تزكية, رقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013