منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 24 Aug 2014, 10:37 AM
قادة شداد قادة شداد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 59
افتراضي التذكير بالدعوة إلى توحيد رب العالمين.

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

الغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس هي تحقيق العبودية لله وحده لا شريكله فلا يشرك معه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب فضلا عن غيرهماقال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
وأمر الله النبيين والمرسلين بالدعوة إلى ذلك فقال " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون "الأنبياء 25
وأول فعل يمر بنا عند تلاوتنا لكتاب الله عز وجل قوله تعالى 'إياك نعبد و إياك نستعين " و أول أمر في القرآن " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة 21

و أول ما دعى إليه الأنبياء و المرسلون الدعوة إلى التوحيد.
ونبينا عليه الصلاة والسلام كان إذا أرسل رسله إلى الأمصار أمرهم بالبدء بالدعوة إلى التوحيد فلما بعث معاذا إلى اليمن قال له "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " ولم يشرع الجهاد إلا من أجل رفع راية التوحيد.
فالواجب علينا جميعا الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وكيف نهنأ في هذه الحياة ومن حولنا مظاهر الشرك منتشرة .
النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام لحرقته على توحيد رب العالمين لم يرتح باله وقال لجرير رضي الله عنه" ألا تريحني من ذي الخلصة ".
فأمر التوحيد أمر عظيم فالواجب أن يكون هو ديدن المسلم بالدعوة إليه ونبذ ما يخالفه كيف لا وغالب سور القرآن في بيان التوحيد وحقوقه و مكملاته و ما يضاده.

قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين " غالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد.بل نقول قولا كليا إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم.

"
لكن إبليس و أعوانه من شياطين الإنس يسعون في صد الناس عن هذا الأمر العظيم وقطع الطريق عنهم ,فأهل الباطل قطاع الطريق إلى الله.

فالواجب على الداعية إلى الله أن لا يشغل نفسه بالرد على كل باطل يوردونه و أن يوطن نفسه بالحرص على دعوة الناس إلى الدين الحق. فشبهات أهل الباطل لا تنتهي ولو بقينا نرد على كل ما يوردونه، لشغلونا عن كثير من أمور ديننا .
لوأن كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار

قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين "وقد ضربت لذلك مثلين فليكونا منك على بال
المثل الأول رجل خرج من بيته إلى الصلاة لا يريد غيرها فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس فألقى عليه كلاما يؤذيه فوقف ورد عليه وتماسكا فربما كان شيطان الإنس أقوى منه فقهره ومنعه عن الوصول إلى المسجد حتى فاتته الصلاة وربما كان الرجل أقوى من شيطان الإنس ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول وكمال إدراك الجماعة فإن التفت إليه أطمعه في نفسه وربما فترت عزيمته فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي والجمز بقدر التفاته أو أكثر فإن أعرض عنه واشتغل بما هو بصدده وخاف فوت الصلاة أوالوقت لم يبلغ عدوه منه ما شاء
المثل الثاني الظبي أشد سعيا من الكلب ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه "

و قال اللالكائي " فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا ، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرة ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة ، حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج ، فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا ، وفي الهجرة في الله أعوانا ، يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين ، وهيهات ما بين المقامين . نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا ، وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ، ويعصمنا بهما بفضله ورحمته"
ولا يعني هذا أننا لا نرد على أهل الباطل ؛ بل الرد عليهم يعد من الجهاد في سبيل الله ؛بل هو أفضل الجهاد كما قال يحي بن يحي الليثي " الذب عن السنة أفضل الجهاد" ,وهو من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؛ لكن إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين , ولهذا العلم أهله و خاصته و ليس لكل أحد, فالأصل هو الدعوة إلى الله بالرفق و الحكمة و الموعظة الحسنة.

فالله الله في الدعوة إلى الله على منهاج النبوة ولنسعى جادين في دعوة الناس إلى توحيد رب العالمين بالعلم والحكمة.فان العامي مذهبه مذهب من سبق إليه فعامة الناس هم الكثرة الكاثرة وهم ميدان الدعوة فلنشمر عن ساعد الجد ولا ندعهم لأهل البدع و الضلال .
قال أيوب السختياني رحمه الله إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة "
وقال ابن شوذب" إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها "
فعلينا نشر العلم الصحيح المستقى من الكتاب و السنة, فإذا انتشر العلم بين الناس سقطت أقنعة اهل الباطل و لم ترج شبههم إلا على من لم يرد الله هدايته ؛ فأهل الباطل لا تكون لهم الصولة و الجولة إلا عندما يقل العلم و ينتشر الجهل بين عامة الناس.
قال ابن القيم رحمه الله :
والجهلُ داء قاتلٌ وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقانِ
نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الرباني

فمثل الجهل كمثل الظلام الدامس لا يدري الإنسان إلى أين يتجه و ما قد يلاقي من الأمور, فإذا طلعت الشمس ظهر لكل مبصر كل شيء و بانت له حقائق الأمور و ذهبت عنه الهواجس و المخاوف. وأول علم يجب علينا نشره بين الناس هو الدعوة إلى توحيد رب العالمين و النهي عن ضده وهو الشرك بالله.


نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا إجتنابه .


التعديل الأخير تم بواسطة قادة شداد ; 24 Aug 2014 الساعة 10:43 AM سبب آخر: نوع الخط
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013