20- سئل الشيخ -رحمه الله- : إذا كانت الأمة أحوج إلى العلوم المادية -كالطب والهندسة وغيرها- فهل الأفضل للإنسان أن يتخصص في العلوم المادية أم العلوم الشرعية ؟
فأجاب بقوله: لاشك أن الأصل هو العلوم الشرعية ؛ ولا يمكن لإنسان أن يعبد الله حق عبادته إلا بالعلم الشرعي ،كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف الآية: 108] ؛ فلا بد من العلم الشرعي الذي تقوم به حياة المرء في الدنيا والآخرة؛ ولا يمكن لأي دعوة أن تقوم إلا وهي مبنية على العلم؛ وبهذه المناسبة أود أن أحث إخواني الدعاة إلى الله أن يتعلموا قبل أن يدعوا ؛ وليس معنى ذلك أن يتبحروا في العلم ؛لكن ألا يتكلموا بشيء إلا وقد بنوه على العلم ؛ لأنهم إذا تكلموا بما لا يعلمون كانوا داخلين تحت قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف الآية: 33]
والعلوم الشرعية تنقسم إلى قسمين:
قسم لابد للإنسان من تعلمه ؛وهو ما يحتاجه في أمور دينه ودنياه.
وقسم آخر وهو فرض كفاية؛ فإنه هنا يمكن الموازنة بينه وبين ما تحتاجه الأمة من العلوم الأخرى التي ليست من العلوم الشرعية.
وكذلك العلوم الأخرى التي ليست من العلوم الشرعية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم علوم ضارة ؛ فيحرم تعلمها ؛ولا يجوز للإنسان أن يشتغل بهذه العلوم مهما تكن نتيجتها.
2- قسم علوم نافعة ؛ فإنه يتعلم منها ما فيه النفع.
3- وقسم العلوم التي جهلها لا يضر والعلم بها لا ينفع ؛ وهذه لا ينبغي للطالب أن يقضي وقته في طلبها.
|