منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Mar 2013, 01:38 PM
أبو حفص محمد ضيف الله أبو حفص محمد ضيف الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 435
افتراضي شرف الانتساب لمذهب السلف للشيخ فركوس

محاضرة الشيخ أبو عبد المعزِّ محمَّد علي بن بوزيد بن علي فركوس مفرغة على شكل ملف وورد

شرف الانتساب لمذهب السلف

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله غلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :



فإن من دواعي الغبطة والسرورأن أكون موضع ثقتكم الغالية و ليت بوسعي أن أصف لكم شعوري الغامر بالمودة والولاء وأنا بين أظهركم في هذه المدينة العريقة مدينة بلعباس العامرة حرسها الله من كل سوء وفتن و أنا بين أهلها السلفيين من ذوي الجود والكرم في هذا الرحاب العلمي المبارك وضمن هذه الدورة العلمية الحافلة إن شاء الله بمشاركات علمية ووجوه سلفية ولاشك أن مثل هذه المناسبات الهامة في حياة أمتنا و حياة رجالنا تمثل بصدق فرصا للتقويم و التقدير والمراجعة كما تعطي فرصا للتفكير العميق في كيفية نشر هذا الدين المصفى على نطاق واسع لتربية الناس على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه والتحلي بآدابه وإبعادهم عن أنماط الضلالة وأنواع الإنحرافات عن سواء السبيل ومختلف الأباطيل التي كانت سببا لهذا البلاء والذل الذي يعيشه المسلمون اليوم ، فهذه الرواسب الشركية من أعمال الجاهلية والمجال البدعية التي شوهت جمال الإسلام وكدرت صفاء الدين و حالت دون تقدم المسلمين إنما يقوم ببيانها و إزالتها وتنقيتها و تصفيتها الدعاة إلى الله تعالى من أهل العلم والتقوى السالكين مذهب أهل السنة والجماعة سلفيين على ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين وتدليس الجاهلين " و نجاح هذه الأمة مرهون بعودتها إلى ما كان عليه سلفها الصالح إذ لا يصلح أخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها و ضمن هذه الرؤية الدعوية فقد سطّرت لهذه المناسبة الكريمة مقالا موسوما بعنوان شرف الانتساب إلى مذهب السلف و جوانب الإفتراق مع ما يسمى بالسلفية الجهادية سائلا المولى عز وجل العون والتوفيق والسّداد ,هذا قبل الشروع في موضوع المحاضرة فلا يفوتني أن أسدد في هذا المقام مشاعر الشكر والعرفان للقائمين على هذه الدورة المباركة و الشكر موصول أيضا إلى كل من أسهم من قريب أو من بعيد في تفعيل النشاط العلمي والدعوي وفي تحريك القلوب وجمعها على طاعة الله وحبّه فأقول وبالله التوفيق :



المسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح قولا وعملا وسلوكا وأخلاقا لم يدبّ فيهم الخلاف العقدي والطائفي لذلك سمّوا بالمسلمين تمييزا لهم عن أصحاب الملل الأخرى من اليهود والنصارى و الصابئة المشركين فكان معنى قوله تعالى :" هو سمّاكم المسلمين من قبل " ينطبق عليهم إسما ومسمى قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا ،أما من كانوا على الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجردا عن الشركيات والبدعيات وخاليا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج والفرعيات فمن يوجِد مصوغات حالية كاتخاذ بديل عن التسمية للمسلمين لأنهم كانو يمثلون الإسلام بحق، لكن بعد ظهور الاختلافات العقدية والانحرافات السلوكية بين عموم المسلمين تمخّض عنها ظهور فرق مختلفة و طوائف عقدية متناحرة منها الخوارج والشيعة والقدرية والجهمية والمعتزلة و الأشعرية وغيرهم كل منها تدّعي الحق وأنها على الهدى والسير على منهج الكتاب والسنة وترمي غيرها بالزيغ والضلال والإنحراف عن سواء السبيل مع أنها جميعا تفتقد إلى الإتصاف بالوصف الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا أمته عن حال هذه الفرق فقال :" تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة , قالوا وما تلك الفرقة , قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي ." فكان جوابه صلى الله عليه وآله وسلم منصبّا على تعيين الوصف دون الموصوف ذلك الوصف الذي يفصح عن دلالة واضحة في أن النجاة إنما تعم كل من اتصف بأوصاف الفرقة الناجية إلى قيام الساعة وليست قاصرة الاختصاص بمن تقدم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك." و منه يتبين بوضوح أن كل متأخر عن الحقبة الزمنية التاريخية المختصة بأهل القرون المفضلة الواردة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ." و هي زمن السلف الصالح والتزم مذهبهم و منهجهم في الاعتقاد و العمل الفقهي يكون سلفيا ويطلق عليه هذه التسمية لالتزامه باتصاف السلف الصالح ويطلق عليه سنيّ من أهل السنة والجماعة لالتزامه بالسنة ومجانبته للبدعة ويطلق عليه أثري أي من أهل الحديث والأثر لاعتنائه بالحديث النبوي رواية ودراية وتطبيقا وعملا وسلوكه لهديه صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرا وباطنا واشتغاله بآثار الصحابة رضي الله عنهم تمييزا وفهما واحتجاجا كما يوصف بالغريب لأنه يصلح إذا فسد الناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ فطوبا للغرباء, قيل يا رسول الله ومن الغرباء , قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس ." وفي حديث آخر " أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصهم أكثر ممن يطيعهم ." وإنما يصلح لأنه اتصف بالوصف المعيِّن للفرقة الناجية في قوله صلى الله عليه وسلم :" ما أنا عليه اليوم وأصحابي ." قال الحافظ بن رجب رحمه الله : وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلّة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعا و كفّر بعضهم بعض وصاروا أعداء وفرقا وأحزابا بعد أن كانوا إخوانا قلوبهم على قلب رجل واحد فلم ينجوا من هذه الفرق إلا فرقة واحدة ناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ." و هم في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلٌحون إذا فسد الناس , هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة , هم الذين يفرّون بدينهم من الفتن وهم النٌزّاه من الخبائث لأنهم قبلوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والإثنان و قد لا يوجد في هذه القبائل منهم أحد كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك و بهذا فسّر الأئمة هذا الحديث , قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يضحى في البلد منهم إلا رجل واحد , ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيرا مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلّة فكان الحسن البصري رحمه الله يقول لأصحابه : يا أهل السنة ترفّقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس , وقال يوسف بن عبيد : ليس شيء أغرب من السنة و أغرب منها من يعرفها ورُوي عنه أنه قال: أصبح من عُرِّف السنة فعرفها غريبا و أغرب منه من يُعرِّفها , وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء و مراد هؤلاء الأئمة بالسنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان هو وأصحابه عليها السّالمة من الشبهات والشهوات ولهذا كان الفضيل بن عياض يقول: أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال ,و ذلك بأن أكل الحلال من أعظم خصال السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أصحابه رضي الله عنهم .ثم صار في عُرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عمّا سنّ من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله و ملائكته وكتبه ورسله و اليوم الآخر, وكذلك مسائل القدر و فضائل الصحابة وصنّفوا في هذا العلم تصانيف سمّوها كتب السنة و إنما خصّوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة و أما السنة المتكاملة فهي الطريقة السالمة من الشبهات والشهوات كما قال الحكم ويونس ابن عبيد وسفيان والفضيل وغيرهم ولهذا وُصف أهلها بالغربة في آخر الزمان لقلتهم وعزتهم في الدين انتهى كلام ابن رجب . هذا وللسلفية ألقاب وأسماء يُعرفون بها تنصبُّ على معنى واحد فهي تتفق ولا تختلف وتأتلف ولا تنتقض قال عنها بكر أبو زيد رحمه الله : إنها ألقاب منها ما هو ثابت بالسنة الصحيحة و منها ما لم يبرز إلا في مواجهة مناهج أهل الأهواء والفرق الضالّة لرد ّبدعتهم و التمييز عنهم وإبعاد الخلطة بهم و مناكبتهم فلمّا ظهرت البدعة تميزوا بالسنة و لمّا حكِّم الرأي تميزوا بالحديث والأثر و لمّا فشت البدع والأهواء في الخلوف تميزوا بهدي السلف قلت ولذلك لما سئل مالك رحمه الله من أهل السنة ؟ قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يُعرفون به لا جهمي ولا قبلي ولا رافضي .و مراده أن أهل السنة التزموا اللّفظ الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و أصحابه و بقوا متمسكين بوصيته صلى الله عليه وآله وسلم من غير انتساب لشخص أو جماعة و من هنا يُدرك أن سبب هذه التسمية إنما نشأت بعد الفتنة عند بداية ظهور الفرق الدينية و قد أشار إلى ذلك ابن سيرين رحمه الله بقوله: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سمُّوا لنا رجالكم فيُنظر إلى أهل السنة فيُؤخذ حديثهم ويُنظر إلى أهل البدع فلا يُؤخذ حديثهم " وبهذا يُعلم أن السلفية نسبة إلى السلف الصالح الذين لا يُطلق على مرحلة السبق الزمني فحسب بل هو اصطلاح جامع لمعاني متكاملة تُطلق من جهة الدلالة على مذهب السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه و العمل به كما تُطلق من جهة أخرى للدلالة على من حافظ على سلامة العقيدة و اتباع التشريع و الإفادة والعمل بها وفق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من التمسُّك بالوحي أي الكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما و العمل على مقتضى فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن يوازونهم من القرون المفضلة قبل أن يحصل الإختلاف والإفتراق من أهل الفرق والطوائف وأصحاب المذاهب والنِّحل الأخرى التي ظهرت وانتشرت في مختلف البلدان والأقطار من الرقعة الإسلامية الكبرى , ولهذا كان الإمتثال إلى مذهب السلف بلا شك إعتزازا وشرفا و أكد ابن تيمية رحمه الله هذا المعنى بقوله :" لا عيب على من أظهر مذهب السلف و انتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا ."

هذا ومن المعلوم أن كثيرا من الفرق الضّالّة انتحلت إسم أهل السنة والجماعة حتى أصبح يُطلق على الأشاعرة و الماتريدية وغيرهم فتوسع مصطلح أهل السنة إلى أن أصبح فضفاضا ينتسب إليه من عُرفوا بانحراف في أصول العقيدة والصفات الإلهية و مسالك الإيمان على أنهم أهل الحق و يرمون غيرهم بالضلال المبين و ضمن هذه الحقيقة قال ابن تيمية رحمه الله:" فكثير من أهل الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته و المنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة و يجعل من خالفها أهل البدع و هذا ضلال مبين فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ." انتهى كلم ابن تيمية .

لأجل ذلك بات ضروريا العدول عن مصطلح أهل السنة والجماعة إلى مصطلح السلفية للدلالة على ما تتصف به الفرقة الناجية أوالمنصورة أو الغرباء بتمييزها عن الطوائف المنحرفة المنتسبة إليه فكان عندئذ التسمية بمصظلح السلفية حائلة عن انتساب الطوائف المشهورة بالبدع و الأهواء إليها و مانعة من اتخاذ مذهب السلف شعارا لهم . قال ابن تيمية رحمه الله:" فالمقصود هنا أن المشهورين من الطوائف بين أهل السنة والجماعة العامة بالبدعة ليسوا منتحلين للسلف بل أشهر الطوائف في البدعة الرافضة حتى إن العامة لا تعرف من شعائر البدع إلا الرفض و السني في اصطلاحهم من لا يكون رافضيا و ذلك لأنهم أكثر مخالفة للأحاديث النبوية و لمعاني القرآن و أكثر قدحا في سلف الأمة و أئمتها و طعنا في جمهور الأمة من جميع الطوائف , فلما كانوا أبعد عن متابعة السلف كانوا أشهر بالبدعة فعُلم أن شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف . ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس ابن مالك: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

و أما المتكلِّمة أهل الإثبات من الكلاوية والكرامية و الأشعرية مع الفقهاء والصوفية و أهل الحديث فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم لكن كل من كان في الحديث من هؤلاء الأعلم كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استلامها وقلة اتباعها أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعا فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقلُّ العلم . انتهى كلام ابن تيمية.

هذا ومن الخطأ البيِّن أن يتصدّر من ليس له مسكة علم بهذا المذهب العريق الضارب جذوره عبر الزمن إلى الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان و يصف الإنتماء إليه بالبدعة و كما قيل : من جهل الشيء عداه و من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجب و قد تقدم بيان معاني ألفاظ وأسماء السلف و دواعيها و أن السلفية اصطلاح جامع للمعاني المتكاملة من الدين الإسلامي المصفى من شوائب موروثات الطوائف والفرق المخالفة لمنهج السلف و من رواسب الحضارات القديمة والحديثة الذين جعلوا مصدر التّلقي العقل الذي أكدته ترهات الفلاسفة و خزعبلات المناطقة و تنحلات المتكلِّمين ومن على شاكلتهم المجانبين لعقيدة السلف الصالح الذين جعل الله تعالى الهداية في اتباع سبيلهم في قوله سبحانه:" فإن آمنو بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ." وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسِّك فيهنّ يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم ." وتوعّد سبحانه وتعالى من اتباع غير سبيله في قوله تعالى :" و من يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى و نصله جهنم وساءت مصيرا." فدلّ ذلك على أن اتباع سبيلهم نجاة والحياد عن سبيلهم مشاقة وابتغاء لإعوجاجهم عن صراط الله المستقيم , ومن جهة أخرى فإن أصل كلمة سلف ثابت في السنة من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لابنته فاطمة رضي الله عنها :" عند دنوِّ أجلي ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السّلف أنا لك ." و قال صلى الله عليه وآله وسلم لابنته رقية رضي الله عنها عندما توفيت:" إلحقي بسلفنا الصالح عثمان ابن مظعون." و هذا المعنى وإن كان يدل على الماضي وما سبق من الحياة الحاضرة من جهة المعنى اللغوي إلا أنه ورد من أقوال الأئمة التابعين وغيرهم ما يدلّ على المعنى الاصطلاحي مثل قول عطاء لابن جرير في مسألة لحم الخيل: لم يزل سلفك يأكلونه ، قال ابن جرير ،قلت له : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : نعم . و قد أدرك عطاء رحمه الله جمهور الصحابة من عائشةأم المؤمنين رضي الله عنها فمن دونها . وقال الزهري في عظام الموتى نحو الفيل وغيره " أدركت من سلف العلماء يمتشطون بها ويدّهنون فيها لا يرون به بأسا. و جاء أيضا من قول الأوزاعي رحمه الله: استمسك على السنة وقف حيث وقف القوم و قل فيما قالوا و كُفّ عمّا كفّوا واسلُك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعُك ما يسعهم . و قد وصف الإمام الزهري رحمه الله الإمام الدارقطني رحمه الله فقال : لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال ولا خاض في ذلك بل كان سلفيا . وقد تناقل العلماء هذا المعنى للدلالة على الإستقامة على الشرع و الالتزام بمنهج السلف الصالح و على طريقتهم التي امتازوا بها عن غيرهم من الفرق والطوائف .

هذا مع كون السلفية في عقيدتها ومنهجها المتميز بخصائص وسمات بارزة إلا أن من المنتسبين إلى هذا المنهج من يصرفون خصائصها و مصطلحاتها الجامعة للمعاني المتكاملة من الدين الإسلامي إلى تضييق عموم شمولها وكمالها وتحديد معانيها فمن ذلك ما يسمى بالسلفية الجهادية زعما التي تختلف عن السلفية الحقة في المفهوم والشكل والمضمون ، ومن جوانب التقاطع مع السلفية الجهادية :

أولا: أن السلفية الجهادية مخالفة للمنهج السلفي الحق من حيث نقاط مفهومها فهي تحجِّر واقعا فتقيِّد السلفية بجميع أبعادها الواسعة و تحصرها في دائرة تطبيقية ضيقة وهي الجهاد . هذا بلا ريب تحول رديئ من الأحسن إلى السيئ إذ يتضمن الانتقال من خاصية الشمولية التي يمتاز بها المنهج السلفي و يجرِّده منها و يحصر شموليته في فرض تكليفي وهو الجهاد دون بقية التكاليف الشرعية وهذه يقينا صورة مجزأة للإسلام لا تتلاءم مع الطابع الشمولي للسلفية في عرض رسالة الإسلام بجوانبها المتعدِّدة في العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق و السياسة والإقتصاد ونحو ذلك عرضا شاملا في وحدة متكاملة.

ثانيا: والسلفية الجهادية بهذا الشكل الاصطلاحي بقدر ماهو غريب وبعيد عن مضمون السلفية بمعانيها المتكاملة فهو في ذات الوقت مصطلح محدث وخطير تولّد مصطلحه حديثا وانتشر بعد أحداث هدم برجي التجارة الأمريكيين واتصافه بالسلفية أورث شبها و مخادعة خفاقة للقلوب الضعيفة الفاقدة لمعايير التمييزبين الحق والباطل.

ثالثا: أما من حيث مفهوم الجهاد وشروطه بغض النظر عن نُبل المقصد الجهادي إذ هو دعوة سنام الإسلام و أفضل فرائضه بعد الأركان الخمسة فإن الجهاد عند أتباع السلف ينضبط بشروط منها أن يكون من حيث مبدؤه مشروعا و موكولا إلى الإمام العام واجتهاده وتلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك فضلا عن إعداد العدة المادية و نحو ذلك ممّا ينضبط به الجهاد في سبيل الله و المسائل الأخرى المتعلقة به، غير أن المنطلقات الالجهادية عند السلفية الجهادية المخالفة للمنهج السلفي في الحق تكمن في تأسيس حركتهم على مبدإ عدم العذر بالجهل في المسائل العقدية وفي طليعة ذلك الحكم بغير ما أنزل الله بعيدا عن الضوابط والمقاصد الشرعية الأمر الذي انجرّ عنه تكفير الحكام المسلمين لعدم تحكيمهم لشريعة الله تعالى ثم سرا التكفير تبعا لهم على سائر الرعية ومن خلال تلك المنطلقات صارت دار الإسلام عندهم دار حرب وجهاد لذلك أخذ مفهوم الجهاد عند السلفية الجهادية طابعا حركيا تشكّل في فرق ثورية قائمة على نزع اليد من طاعة أولي الأمر وكل أعوانهم و الخروج عليهم قولا وعملا و الثورة عليهم وما يعقبها من إحداثِ الفوضى الاجتماعية و الاضطرابات الأمنية لزعزعة كيان الدولة المسلمة فظهر جهادهم الثوري في غير المسلك السلفي الصحيح الذي يريدون الإنتماء إليه ظلما و كذبا وزورا لترويع الآمنين والمعاهدين والمستأمنين وسفك دمائهم بالعمليات الإنتحارية والتفجيرية و الإغتيالات وإتلاف المنشآت وتخريب الممتلكات و هذا ما تأباه السلفية في عدلها واعتدالها بين المناهج الأخرى وتنكر قبحه وبذلك يتحول المجاهدون إلى ثوار في مبارزة الحاكم و منازعته الحكم متخذين اصطلاح السلفية درعا وترسا للتعمية والمغالطة وهو الأمر الذي يسهم بطريق أو بآخر في إضعاف شوكة المسلمين و حلول الشقاق فيما بينهم والتمكين لأعداء المسلمين من اليهود والنصارى من التسلُّط على الأمة الإسلامية ولا يمتلك حالئذ صاحب القرار حرية التدبير والتسيير إلا في محيط ما يمليه العدو المتربص صاحب السيادة الفعلي لما بسطه من نفوذ على الأمة بهياكله الإديولوجية والتشريعية وبتدخله في شؤونها على وجه يمسُّ سيادة المسلمين وشرفهم ، ومن حيث مآل خروجهم لم تتحقق فيه مقاصد التشريع بل كانت نتائج حصيلة خروجهم الثوري مريرة ووبالا في حق أمة مسلمة ضعيفة وثقيلة على الوضع الداخلي في حق بلد مسلم متداعية عليه الأمم ثم إن ما يُدعى بالسلفية الجهادية التي ترفع شعار إقامة شرع الله وأمره وتنادي بالخروج على الحكام ما فتأت تقتلع الحاكم بقوة بغضِّ النظر عن صفته كافرا كان أو فاسقا وقد يكون الاستنجاد بالكفار والتعاون معهم لكن سرعان ما تقيم بعد خلعه نظاما غير إسلامي هي بنفسها تكفر به على غرار ماكان عليه الإمام الحاكم المخلوع أو أضرّ منه وأسوء والنتيجة الحتمية لهذا الخروج في بعدها المقاصدي وبغضِّ النظر عن الآثار العميقة المنعكسة سلبا على هذه الأمة على جميع الأصعدة فإنها تؤدي بالضرورة إلى تقهقر الدعوة إلى الله وتعطيل العمل الدعوي بصورة عامة وشلِّ بعض الجوانب الاصلاحية والتربوية بصورة خاصة ، أما أهل السنة السلفيون فلا يداهنون ولاة الامر بباطل ولا يمدحونهم على معصية بنفاق ولا يزيِّنون لهم الباطل ويتاجرون بعلمهم وإنما عُرفوا بالصدق في مناصحة الحكام لأن مناصحتهم منافية لللغلِّ والغش كما عُرفوا بالصدع بالحق وبيانه بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة من غير تعنيف ولا تحريض على الخروج ولا اغتيال ولا تفجير ولا يرضون بهذه الأمور إلا ما كانت الشدة والغلظة في مجالها الحق الصحيح وبالوجه المشروع .

رابعا: ومن جوانب المقارنة مع ما يسمى بالسلفية الجهادية أنهم لا يصبرون على جور الأئمة وحَيدِ الحكام ولا يدعون لهم بالصلاح والعافية وإنما يطعنون فيهم بأنواع أساليب الطعن من السبِّ والشتم واللعن والتكفير والانشقاق والتشهير بعيوبهم والتشنيع عليهم على رؤوس المنابر و في المحافل و في مختلف وسائل الإعلام قصد تأليب العامة عليهم و تحريكها نحو متاهات الفتن و دمار الخروج فالسلفية الجهادية المزعومة لا تلتزم بالجماعة وطاعة الإمام في المعروف بل ترى القتال في الفتنة التي تحدثه واجبا و تذكي نار الفتنة على أوسع نطاق ممكن وهذا مخالف لما عليه أهل السنة السلفيون من وجوب الصبر على جور الحكام و عدم التشهير بعيوبهم أو الطعن فيهم بالسبِّ واللعن وغيرهما عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني." وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" من رآ من أميره شيئا يكرهه فليصبر ." وقول أنس ابن مالك رضي الله عنه: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تضربوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب . وضمن هذا المعنى قال ابن تيمية رحمه الله : مذهب أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح ضر أو يُستراح من فاجر. ونقل النووي رحمه الله عن جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين في أمر الإمام الحاكم حيث قال: لا ينعزل في الفسق والظلم وتعطيل الحقوق ولا يُخلع ولا يجوز الخروج عليه لذلك بل يجب وعظه وتخويفه بالأحاديث الواردة في ذلك ، بل إن أهل السنة السلفيين يستحبون الدعاء للسلطان بالصلاح والعافية ،قال الإمام أحمد رحمه الله : لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان .

أما موقف أهل السنة السلفيين من الفتنة فهو وجوب ترك القتال فيها عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرّف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ أو ملاذا فليعذ به." ولنهيه صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة بقوله :" كونوا أحلاس بيوتكم ." ويدل عليه أيضا حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما حين قال له صلى الله عليه وسلم :" فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك." قال ابن تيمية رحمه الله : مبينا مذهب أهل السنة في ذلك نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن القتال في الفتنة وكان ذلك من أصول السنة وهذا مذهب أهل السنة والحديث وأئمة أهل المدينة من فقهائهم و غيرهم .

خامسا: ومن جوانب المفارقة والتقاطع مع ما يسمى بالسلفية الجهادية المباينة للمنهج السلفي الحق أنها حركة ثورية تزهِّد في أسس دعوة الرسل القائمة على التوحيد والإتباع والعمل على تجسيدهما في أرض الواقع بالدعوة إلى تجريد التوحيد من الشركيات والضلالات ونبذ جميع السبل إلا سبيل محمد صلى الله عليه وآله وسلم و محاربة البدع والتعصُّب المذهبي والتفرق الحزبي كما أن هذه الفرقة المخالفة للمنهج السلفي الحق من جهة أخرى تستصغر شأن علماء السنة السلفيين الناصحين ولا تنظر إليهم إلا بعين الحقار فتنتقص من قدرهم و تتجاسر عليهم وعلى ما يحملونه من علم نافع صحيح باللمز والغمز والطعن بألفاظ كاذبة وأوصاف خاطئة وبيانات مغرضة وتنعتهم تارة بمرجئة الفقهاء و تارة بجهالة فقه الواقع و تارة بالعملاء وأخرى بعلماء السلاطين أو البلاط أو أتباع بغلة السلطان كما جرت عليه سنة المبطلين الطاعنين في أهل السنة السلفيين وهي من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وهم بريؤون من تلك الألقاب والنعوت والمعاير ولا يلحق بأهل السنة منها شيء إلا ما عُرفوا به من أسماء أهل الحديث أو أهل السنة أو سلفيين ومتى وُجدت أمة ترمي علماءها وأخيارها وصفوتها بالجهل والنقص فإن ذلك يأذن بفتح باب فتنة وهلكة وأعداء الإسلام في كل مكان يسعدون بمثل هذا الأذى والبهتان ، أما أهل السنة السلفيون يعلمون أن السنة توقير العلماء الربانيين و تقديرهم واحترامهم ومحبتهم و يعترفون لهم بحقوقهم ومنزلتهم و لا ينسبون لهم العصمة ويضعون ثقتهم فيهم ويعملون بنصائحهم وتوجيهاتهم ويصونون ألسنتهم عن تجريحهم وذمهم فإن هذا الخلق تجاههم معدود من وجوب الإحسان ولا يخفى أن الإحسان جزء من عقيدة المسلم وشطر كبير من إسلامه ، قال الصابوني رحمه الله: وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب وليسوا إلا أهل السيرة المرضية والسبل السوية والحجج الباهرة القوية قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه والاقتداء برسوله صلى الله عليه وآله وسلم في أخباره التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل وزجرهم فيها عن المنكر منها وأعانهم على التمسك بسيرته والاهتداء بملازمة سنته .

سادسا: و من الفوارق أيضا مع المسمّاة بالسلفية الجهادية سعيها من حيث الغاية والمقصد إلى الخروج على الحاكم ولو برضاه وإقراره عن طريق الدخول في معترك المجالس النيابية أو البرلمانية واتخاذ الديمقراطية وتعدد الأحزاب مطية للوصول إلى الحق بالباطل وفاقا للقاعدة الميكافيلية المردودة الغاية تبرر الوسيلة ، أما أهل السنة السلفيون فهم جماعة أثرية من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم متوازنة مستمرة كما تقدم ليست حزبا من الأحزاب المعاصرة بل هي حرب تجابه كل الفرق التي حادت عن منهج الصحابة رضي الله عنهم بكل أشكالها وأنواعها وتقوِّمها بالحجة والبرهان سواء كانت هذه الفرق ذات منهج عقدي فاسد كالخوارج والشيعة والجهمية والمعتزلة والمرجئة والصوفية والباطنية والعلمانية أو كانت ذات منهج دعوي كاسد أو كانت ذات صبغة سياسية متناحرة المعقود عليها جميعا الولاء والبراء فإن ذلك يدخل في عموم نهي الله تعالى عنها في قوله تعالى:" منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون." وقوله تعالى:" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون." لذلك لا يتسابق السلفيون إلى مقاعد المجالس النيابية في النظام الديمقراطي الذي جُعل فيه الحكم للشعب لعلمهم أن ذلك اعتداء صريح على حق الله تعالى في الحكم لقوله تعالى:" ولا يشرك في حكمه أحدا."

تلك هي جملة من الفوارق الجوهرية التي يختلف أهل السنة السلفيون فيها عما يسمى بالسلفية الجهادية التي تريد الاستتار بها وهي في ذات الوقت تتقاطع معها في مفهوم السلفية وتباينها في مصطلحاتها ومضمونها وأبعادها وأعمالها الدعوية وغيرها مما تقدم بعضها وباختصار فالسلفية منهج ذو طابع شمولي له خاصية التوسط والاعتدال بين المناهج الأخرى واجتناب الجدل المذموم في الدين ونبذ الجمود الفكري والتعصب المذهبي ، يحارب البدع ويحذر منها، يقوم عمله الدعوي على التركيز على إخلاص العبادة لله تعالى ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتحذير من الشرك وأسبابه والوسائل المؤدية إليه . تجتمع كلمة السلفيين وتتوحد صفوفهم تحت راية التوحيد إذ لا وحدة إلا بالتوحيد ولا اجتماع إلا بالاتباع وعلى ضوئهما يفهمون الواقع ويهتمون بقضايا الأمة المصيرية وعقيدتهم جازمة بأن مصيرهم المستقبلي على الله تعالى وقد تكفل به تعالى إذا ما حققوا تغيير ما بأنفسهم على وفق الشرع وحسبهم قوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." وقوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم ." ملتزمين هذا المنهج الرباني في الدعوة إلى الله تعالى بالتصفية والتحلية والتطهير والإصلاح لذلك كان من الظلم القاسي والخطأ البيِّن أن يُسوى بين منهجين مختلفين شتان بينهما ومنبع الخطأ كامن في التسوية واللقب ولا يخفى أن كل عاقل يدرك أن إطلاق الإسم لا يلزم منه مطابقة المسمى ولا يغني عن حقيقته ومن جهة أخرى فإن التعرض للحكم على الشيء قبل تصوره ومعرفته ومعرفة حقيقته تسرع مظلم لا نور معه إذ المعلوم تقعيدا أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، وفي جو مفعم بالضبابية سارعت أصحاب المناهج المنحرفة المحاربة للمنهج السلفي بالزخرف اللفظي إلى إصدار أحكام جائرة مستغلة الفضاء الإعلامي لتلقي سمومها وتشوه جمال الحق وتلبِّسه بالباطل وتجمع بين منهجين مفترقين سعيا منها لتلحق الفساد والباطل بأهل الحق والصلاح تضليلا للأمة وإضعاف انتمائها لعقيدتها ومنهجها الإسلامي كلما أوقدوا نارا للحق أطفأها الله بنور الكتاب والسنة .

والحمد لله الحفيظ المستعان وعليه التكلان ، نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل ويثبتنا على الحق المبين بالاعتصام بحبله المتين ويحفظنا من أعداء الإسلام والدين وأن يوفق القائمين على الدعوة إلى الله إلى ما يحبه ويرضاه وأن يسدد خطاهم ويجمعهم على التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ويهدينا إلى الطيب من القول والصالح من العمل والله الموعظ وهو من وراء القصد وهو سبحانه يهدي السبيل قال تعالى:" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ." والعلم عند الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد وعلى أله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما .
منقول من سحاب السلفية .
http://www.sahab.net/forums/index.ph...attach_id=1210


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص محمد ضيف الله ; 20 Mar 2013 الساعة 01:43 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Mar 2013, 04:01 PM
محمد الجيجلي محمد الجيجلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: ولاية جيجل حرسها الله
المشاركات: 70
افتراضي

بوركت
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الانتساب لمنهج السلف, فركوس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013