منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 May 2017, 06:26 PM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي ((الفلاح في الطاعة و الاتباع لا الابتداع))

((الفلاح في الطاعة و الاتباع لا الابتداع))
الحمد لله الذي جعل الفلاح في الطاعة و الاتباع وجعل الزيغ والانحراف في الابتداع ،والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
إن هذا الدين العظيم الذي بعث الله به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، كاملاً شاملاً لا نقص فيه بوجه من الوجوه و صالح في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة قال الله تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1]وقال الله جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }[2]فهذه الآيات الكريمة تدل دلالة واضحة على كمال هذا الدين الحنيف وتمامه وبيانه لكل شىء من الله جل وعلا، وجاءت أقوال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام موضحة ومبينة أنه عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً إلا ودل الأمة عليه ،ولا شراً إلا وحذرها منه فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)[3]، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ما بقي شيء يقرب من الجنة و يباعد من النار إلا و قد بُيِّنَ لكم )[4]، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (عن عبد الرحمن بن زيد عن سلمان رضي الله عنه قال : قيل له قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ قال: فقال أجل نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول وأن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أوعظم)[5].
وهذه الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ما ترك خيراً إلا ودل الأمة عليه ولا شراً إلا وحذرها منه ،إما بقوله، أو فعله، أو بإقراره عليه الصلاة والسلام، وأعظم ما أمر به التوحيد وكل ما يحبه الله ويرضاه، وأعظم ما نهى عنه الشرك وكل ما يبغضه الله ويأباه، وهذا (الإمام ابن القيم رحمه الله) يبين الطريق الموصل إلى الله تعالى فيقول : "وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد, وهو ما بعث به رسله, وأنزل كتبه ولا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق, ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من كل باب فالطريق عليهم مسدودة, والأبواب مغلقة, إلا من الطريق الواحد , فإنه متصل بالله ,موصل إلى الله" اهـ [6].
وبعد هذا البيان من الكتاب والسنة على كمال هذه الشريعة الغراء وتمامها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأنه لا طريق موصل إلى الله إلا عن طريق ما جاء به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،ولا عبادة مقبولة إلا التي جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام بقوله، أو فعله، أو بإقراره.
فاعلم رعاك الله أن الله تبارك وتعالى أوجب على العباد طاعته وإتباعه في جميع شئون الحياة اعتقاداً، وقولاً، وعملاً، ولا سعادة للعباد إنسهم وجِنَّهم في هذه الدنيا ولا نجاة لهم في الآخرة من النار إلا بطاعته، وتصديقه ،وإتباعِ سبيله صلى الله عليه وسلم واجتناب كُلَ ما نهى عنه وزجر وهذا هو معني شهادةُ (أن محمداً رسول الله) وقد جاءت آيات كثيرة في الأمر بطاعته واتباعه عليه الصلاة والسلام قال الله جل وعلا :{وَمَآ ءَاتَـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[7]وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ}[8]وقال جل وعلا :{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[9] ،وقال جل وعلا:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَماَ عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[10]،ومن يدَّعى محبته عليه الصلاة والسلام لابد له من اتباعه في أقواله وأفعاله وجميع أحواله قال الله تعالى {قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[11] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ،وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله اهـ.[12]
ومن الأحاديث الصحيحة التي تحث على طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم قوله:(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ،ومن عصاني فقد أبى)[13]وقوله أيضاً في الحديث الصحيح (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله)[14] ففي هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة يتبين منها وجوب طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم ،وأن في طاعته رحمة للعباد من الله جل وعلا وهداية لهم ،وسعادة في الدارين وهذه لا تكون إلا بطاعته واتباعه عليه الصلاة والسلام ، فبعد هذا البيان من الكتاب العزيز والسنة النبوية الصحيحة فليحذر المسلم كل الحذر أن يأتى بعبادة بخلاف ما جاء به الشرع الحكيم قال الله عز وجل {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[15]قال الإمام أحمد رحمه الله «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك».اهـ.
ويقول الإمام ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته [ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا من كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".[16]اهـ. ،واعلم رحمني الله وإياك أنّ طاعته جل وعلا وعبادته لا تكون صحيحة إلا بمتابعته صلى الله عليه وسلم ولا تتحقق المتابعة إلا بستة أمور كما قال أهل العلم ومنهم العلامة الشيخ (عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري) حفظه الله ونفع به كما في شريط بعنوان (شروط العمل الصالح)و ذكر ستة صور لموافقة العمل للسنة وهذه بعض الأمثلة المبينة والموضحة لهذه الصور الست.

الأمر الأول : السبب :- فلو صام المسلم يوم الاثنين أو الخميس لأنه تُعرض فيه الأعمال على الله فأحب أن يُعرض عمله وهو صائم فهذه العبادة صحيحة لأن السبب نص عليه الشرع الحكيم ،لكن لو صام الاثنين أو الخميس لأنه يوافق السابع والعشرين من رجب كما يزعمون ليلة الإسراء والمعراج مردود عليه لأن السبب غير مشروع.

الأمر الثاني : الجنس :- لو ضحى المسلم يوم عيد الأضحى من الأنعام وأهدى للمساكين فهديه صحيح أو أضحيته صحيحة لأن هذا جنس مشروع من الأنعام، لكن لو ضحى بفرس أو غزال كان فعله مردود عليه لأنه ليس من الجنس المشروع الذي شرعه الله جل وعلا.

الأمر الثالث : الصفة أو الكيفية :- لو قام رجل يصلى الظهر أو العصر موافقاً لصفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فصلاته صحيحة لأنها موافقة للشرع الحكيم في الصفه،أما لو صلى الظهر أو العصر ما أنقص ولا زاد و لكنه حين قرأ سورة الفاتحة سجد ثم قام ثم ركع فصلاته باطلة لأنه لم يأتى بالصفة أو الكيفية الصحيحة التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون صلاته باطلة.

الأمر الرابع : في المقدار (العدد) لو صلى رجل صلاة المغرب أربع ركعات لكانت صلاته غير صحيحة باطلة لأنه زاد على العدد المشروع ،أو زاد المسلم على الذكر المشروع بعد الصلاة المفروضة بغير ما ثبت في السنة يعد عملاً مردوداً على صاحبه لمخالفته للطريقة الصحيحة.

الأمر الخامس : الزمان :- فبعض العبادات لها وقت محدد منها الوقوف بعرفة فلو أن رجلاً وقف بعرفة اليوم السابع أو الثامن ثم انصرف قبيل الفجر في التاسع فحجهُ باطل لأنه خالف الزمان المعروف شرعاً وهو اليوم التاسع للوقوف بعرفة.

السادس : الموافقة في المكان :- لو أن رجلاً وقف يوم عرفة بمنى أو مزدلفة يوم التاسع حتى طلوع فجر اليوم العاشر، فعبادته باطلة لأنه خالف الشرع في المكان المحدد شرعاً. اهـ بتصرف يسير.[17]
فهذه الأمور الستة ذكرها أهل العلم المعتبرين ،خلافاً لأهل البدع والضلال من الصوفية القبورية وغيرهم ،الذين يتعبدون لله جل وعلا بأهوائهم واستحسانهم ،فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : يقول( كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناسُ حسنة )[18].
فالأصل في العبادة التوقف والحذر كما قال صاحب القواعد الفقهية الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في منظومته (وليس مشروعاً من الأمور ** غير الذي في شرعنا مذكور)[19] فلابد في العبادة من الإخلاص لله جل وعلا والمتابعة لرسوله صلى الله عليه و سلم، والمتابعة لا تتحقق إلا بهذه الأمور الستة.
فنسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا للعمل بشرعه المطهر والموافقة لسنة نبيه صلى عليه وسلم في الاعتقاد والقول والعمل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

"كتبه"
العبد الفقير إلى الله تعالى.
أبو أنس عبد الحميد بن على الليبي.
ليلة الاثنين
الثامن عشر / من ربيع الثاني / 1438 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

قرأه وأثنى عليه كل من المشايخ الفضلاء.
الشيخ / الوالد سالم بن عبد الله بامحرز حفظه الله وبارك فيه.
الشيخ / عبد الله بن صلفيق الظفيري حفظه الله وبارك فيه.
الشيخ / جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله وبارك فيه.

.................................................. ....................................

الحاشية
[1] سورة المائدة، آية (3)
[2] سورة النحل، آية (89)
[3] انظر صحيح الجامع برقم (4369)
[4] انظر السلسة الصحيحة برقم (1803)
[5] انظر صحيح مسلم كتاب الطهارة باب الاستطابة برقم (262)
[6] انظر مدارج السالكين (ج/1/ص/20)
[7] سورة الحشر، آية(7)
[8] سورة الأنفال، آية(20)
[9] سورة آل عمران ،آية 132
[10] سورة النور، آية (54)
[11] سورة آل عمران، آية (31)
[12] انظر تفسير ابن كثير(ج/1/ص/350)
[13] انظر البخاري كتاب الاعتصام بالسنة باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (7280)
[14] انظر صحيح الجامع الصغير برقم(6044)
[15] سورة النور، آية(63)
[16] انظر تفسير ابن كثير(ج/ 3 / ص 341 )
[17] راجع شريط بعنوان شروط العمل الصالح (للشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري).
[18] ذكره الإمام الألباني رحمه الله في كتابه أحكام الجنائز(ص/258)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 May 2017, 09:16 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا أنس
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متميز

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013