اللّحية بين من يبذل ماله من أجلها ، و من ينفقه لحلقها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ مِنَ الأَمِيرِ " (صحيح البخاري مع الفتح 6736) قَالَ الأَنْصَارِيُّ: مِمَّا يَلِي مِنْ أُمُورِهِ.
قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه
كان الأنصار يعاملونه على حداثة سنه كزعيم..
وكانوا يقولون: " لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا "..
[ أسد الغابة لابن الأثير (404 / 4) ]
ذلك أنه كان أجرد، ليس في وجهه شعر ، ولم يكن ينقصه من سمات السّؤدد في عرف قومه إلا اللحية التي كان الرجال يتوّجون بها وجوههم.
فما بال الذين ليس عليهم إلا أن يوفروا دراهمهم ـ لا أن يبذلوها في اقتناء مستلزمات الحلاقة ـ حتى يُحصِّلوا شيئا من سيماء الزّعامة و السُّؤدد ، في أعراف الأخيار و الأبرار
فيا سبحان الله ،أحدهم يريد أن يبذل ماله ليشتري لحية ، و الآخر ينفقه ليحلقها
عش رجبا تر عجبا
فحُقّ لقيس رضي الله عنه أن يتمثل بقول القائل :
و ما عن رضى كانت سُلمى بديلةٌ ..... و لكنّهـا للضّرورات أحكــام
إذا كان قد عنَّ للآخرين أن يتمثلوا بقول القائل ، قبّحه الله :
ألا فاسقني خمرا و قل لي هيَ الخمرُ ..... و لا تسقني سرّا و قد أمكن الجهر
هذا ما أملاه الفؤاد ، و ترجمه القلم بالمداد
برجاء النّفع للعباد
أبو عاصم مصطفى بن محمد
السّـــلمي
تبلـــــبالة
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 26 Dec 2017 الساعة 02:18 PM
|