منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Mar 2018, 11:44 PM
أبو حامد الإدريسي أبو حامد الإدريسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 36
افتراضي أنا بالأمس صاحبكم

أنا بالأمس صاحبكم


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله وكفى والصَّلاة والسَّلام على نبيَّه الذي اصطفى؛ وبعد:

أنا(1) بالأمس صاحبكم!!!
كنت ــ كما أظنُّ وأعتقد!! ــ أنَّني فعلاً صاحبكم، ورفيقكم، وجليسكم؛ يجمعنا لسان الصِّدق ومنطق الحقِّ في الدَّعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، وإلى المنهج السَّلفيِّ القويم، وإلى السنَّة الطَّاهرة النَّقيَّة، وإلى إخراج النَّاس من جهالات الحزبيِّين الإسلاميِّين؛ وما تبقَّى من ويلات الغالية منهم، وكذا من شركيَّات القبوريِّين من جملة هؤلاء الطُّرقيِّين وما أكثرهم؛ الذين تربَّعوا على عقول النَّاس تخذيراً وإدماناً، وعلى قلوب العامَّة تبييضاً وتفريخاً، وكذا من بدع الأئمَّة الجهَّال والوعَّاظ وأصحاب الأقلام والإعلام؛ كنَّا كذلك! تجمعنا كلُّنا نفس هذه الغاية الأسمى والهدف النَّبيل، وفجأة ــ وهكذا!! ــ ومن غير سابق إنذارٍ أو إخطارٍ بتُّ عدوَّكم؛ وكأنَّ الأمر وكما يقال: قد دبِّر بليلٍ، أو اهتمَّ به قبل وقته بزمان!!؟ أو بقول القائل:
أجمعوا أمرهم عشاء فلمَّا أصبحوا.......أصبحــت لهم ضــوضــــــــاء
فلِما؟ وعلاما؟ وفيما؟
أمِنْ أجل هذه (السَّلفيَّة!) الحقَّة المحقَّة؛ وقواعدها وضوابطها التي لا تقرُّ بالتَّمييع ولا بالتَّطبيع، ولا تطأطئ سيرتها لأيِّ أحد؟! فعلتم ما فعلتموه من سياسة الإقصاء ولعبة الإيداء، التي تقتضي ــ من يتفطَّن لها(2) ــ إلى الإبعاد والإشقاذ وإلى الإهانة والمقت، والأخطر من هذا وما فيها؛ هو أنَّ هذا المقصي لا تقبل شهادته ولا يصدَّق حكمه(3) ــ لا في الأشخاص ولا في باب الشَّرع ــ وهذا من أبعد ما يكون هنا.
أو أمِنْ أجل هذه (الدَّعوة!) المباركة الطيِّبة؛ وهديها وحسن سمتها الذي أزعج معاقل الظَّلام ومحافل الضَّلال، وأرعب ــ أيضا ــ أوكار الشِّرك والبدعة، وكلُّ ما فيها من الدَّعاوى الكاذبة الزَّائفة، ومن الخرافات الشَّائعة العاطلة؟! ثُرْتُم علينا في إغواء أهل الحقِّ ــ من الشَّباب وعامَّة النَّاس والإمَّعة ــ بإفاضة ذاك "البيان" المعارض المشبوه وما جاء فيه من حقٍّ أريد به باطل.
والقصد منه(4) ــ بلا ريبٍ!! ــ هو الطَّعن والرَّدُّ والتَّهجين للحقِّ وللحقيقة السَّاطعة في ساحة الجزائر، وكذا على روَّاد هذا الحقِّ(5)؛ والخوف كلَّ الخوف إن كان يقتضي ــ بشكلٍ أو بآخر ولا أستبعده ــ معنى الحذر والتَّحذير، ومعنى التَّنفير(6) والتَّحجير(7)، كمثل ما جاء في الأمثال: "ذكَّرني الطَّعن وكنت ناسياً".
وبهذا يصدق على أصحاب "البيان" القول السَّائر: "إن لم تغلب فاخلب!!!".
وإذا كان الأمر كذلك؛ فقد سقط القناع وبان ما في داخل القاع، ولاح ــ للنَّاس تأكيداً! ــ جواهر الرِّجال من أشباه الرِّجال، في باب الشَّرع من غير محاباةٍ أو موالاةٍ، وفي باب التَّجريح والتَّعديل من غير أهواءٍ أو ميولٍ، وكذا في باب المروءة ــ والفتوَّة ــ من غير إجعال الدِّين تبعاً لدنيا امرئٍ؛ (ظاهرٍ غيُّه، مهتوكٍ ستره، يشين الكريم بمجلسه ويسفِّه الحليمَ بخِلطته)(8)، وأيضاً من غير اتِّباعٍ لأثره(9) أو طلبٍ لفضله اتِّباعَ الكلب للضِّرغام(10). وقد قيل: في تقلُّب الأحوال علمُ جواهر الرِّجال، والأيَّام توضِّح السَّرائر الكامنة.
فيا عجباً! إذا كان هذا العالم مميَّعاً؛ فـ (السَّلفيَّة!!) هذه من يحفظها؟!
ويا للعار والشَّنار! إذا كان سيِّقةً لـ (التَّمييع!!)؛ تسوقه حيثما تشاء وإلى ما تشاء!!
ونحن ــ ولله الحمد ــ لا نعلم أبداً أنَّ الشَّيخ فركوس وصاحبيه حالهم كذلك في هذا الأمر؛ وهي ــ كما تعلم ــ حالة تميُّعٍ وتطبيعٍ وحالة تراخٍ وتخاذل، غير مقبولةٍ على الإطلاق؛ لا منهم ولا من غيرهم ولا في غيرهم. حتَّى ولو كانوا من أحد الشُّركاء الثَّلاثة: عاملٌ بالتَّمييع، أو معينٌ عليه، أو راضٍ به. ثمَّ ولو افترضنا أنَّ ذلك كذلك؛ فإنَّهم حينها سيسقطون حتماً في ميزان المحدِّثين؛ ولا كرامة.
لكنَّ المعلوم فيهم غير ذلك، إذ هم أشبه هنا بما قد قاله قديماً الإمام عليُّ بن المديني لمَّا سئل ــ رحمه الله ــ عن أبيه؛ فقال: "اسألوا غيري. فقالوا: سألناك، فأطرق ثمَّ رفع رأسه؛ وقال: هذا هو الدِّين؛ أبي ضعيف!!!"(11).
أو ما روي عن أبي داود صاحب "السُّنن" أنَّه كذَّب ابنه عبد الله(12).
فالشَّيخ وأعني به طبعاً ــ فركوس حفظه الله ــ هو عند الموافق والمخالف وحتَّى عند المعاند في باب النَّقد! ثقةٌ حجَّة وصاحب سنَّة، وفطنٌ كيِّسٌ، ليس من القوَّالين بغير علم، ولا من الغافلين من غير ورع، ولا من الطَّامعين في غير حقٍّ، ولا هو ممَّن ينجحر(13) انجحار الضَّبَّة في جحرها والضبُعِ في وِجارِها؛ إذا ما ظهرت البدعة، أو تمايلت الميوعة، أو تفاقمت الفتنة! في وقتٍ ما أو تحت أيِّ ظرفٍ ما، كما يقال: "قضيَّةٌ ولا أبا حسنٍ لها!!!". وخاصَّة لمَّا علم أنَّ (الحقَّ أوسع الأشياء في التَّواصف وأضيقها في التَّناصف).
ثمَّ والأهمُّ! أنَّ الشَّيخ فركوس نشبِّهه بما وقع في هذه الزَّوبعة الأخيرة والجعجعة الهزيلة؛ بالجبل الثَّابت! الذي لا تحرِّكه القواصف ولا تزيله العواصف. فهو بحقٍّ:
ذاك الذي حَسُنت في النَّاس سيرتُه........وذاك يصــلحُ للدُّنيـا وللدِّيــــن
أو قول المتنبِّي:
وليس يصحُّ في الأفهام شيءٌ.........إذا احتـاج النَّهـار إلى دليـل
فلا يصحُّ حينها ــ أو لا يستطيع بعد ذلك ــ أن يطلع علينا طالعٌ، أو يخرج علينا خارجٌ، أو يتقوَّل هكذا قائلٌ ــ بحبٍّ أو ببغضٍ ــ فيقول بغير ما ذكرناه وبينَّاه، مخالفاً بذلك جمهور النَّاس والواقع المشهود، حتَّى وأنَّ أصحاب "البيان" هم من أعلم النَّاس ــ بحكم القربة والصُّحبة وكذا الملازمة والدَّعوة ــ بحال الشَّيخ فركوس؛ فلا يستطيع الواحد فيهم البتَّة ــ ومهما حاول ــ أن ينكر هذا أو يخفيه عن العامَّة وعن السَّلفيِّين؛ حتَّى على الحيارى منهم والواثقين من ثقة الشَّيخ وعدالته التي لا تهتز.
فلما إذاً هذه الضجَّة؟! وعلاما هذه الجعجعة؟!
أفتبغون منِّي أن أتنحَّ إلى غير رحبٍ ولا في نجاة! مع أنَّكم يا هؤلاء تعلمون إنَّه لحقٌّ مع محقٍّ، فالحقُّ ــ هذا ــ لا يبطله شيءٌ؛ ولكن وكما قيل: "لله حكمٌ واقعٌ في المستأثر والجازع!!".
فيا خيبة الدَّاعي! وإلاَمَ أجيب؟ وقد (أسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرًّا وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا)(14).. فإلاَمَ أجيب؟! وقد منيت منكم ــ كما روي عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه ــ بثلاثٍ واثنتين: "صمٌّ ذوو أسماع، وبُكمٌ ذوو كلام، وعُميٌ ذوو أبصار، لا أحرارُ صدقٍ عند اللِّقاء ولا إخوانُ تقةٍ عند البلاء!"(15).
وإنِّي لصاحبكم بالأمس!!
كنت كذلك؛ على العهد(16) الذي كنَّا عليه، وعلى الموعد الذي اجتمعنا فيه، وأمَّا اليوم وبأحداثه الجديدة وما ترمون إليه، وتدعونني لأتقوَّى بكم كما يقول القائل:
وقل تقـرَّب إلينا تستعـز بنا........ما حقَّ مثلكَ أن يقصى بإبعاد
فلست لكم بمجيب، ولا أنا اليوم منكم؛ والله المستعان.
وصلَّى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

وكتبه بقلمه العبد الفقير أبو حامد الإدريسي
يوم الإثنين 09 رجب 1439هـ الموافق لـ 26 مارس 2018م


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1)أقصد ــ طبعاً ــ شيخنا العلاَّمة أبي العزِّ فركوس حفظه الله ورعاه؛ آمين.
(2)من معشر القرَّاء والإخوة السَّلفيِّين!!!
(3)أي في باب الجرح والتَّعديل بشكله العام، وكذا في الفتاوى المخالفة للمذهب تارة، وللمنهج الأشاعرة تارة أخرى، وخاصَّة أنَّ واقع الجزائر فيه من الجهالات والأغلوطات ما فيه.
(4)أي ذاك "البيان" الذي أذاعه أهل الإصلاح.
(5)وأعني بهم شيخنا فركوس وصاحبيه جمعة ولزهر حفظهم الله جميعا.
(6)أي تنفير النَّاس من هؤلاء المشايخ الأفاضل وخصوصاً الشَّيخ فركوس حفظه الله ورعاه.
(7)أي تحجير فتاويهم وردوداتهم داخل صدورهم فقط.
(8)هذا من كلام عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه منسوباً إليه في "نهج البلاغة".
(9)هذا المجروح أو المشبوه في منهجه أو عقيدته أو دينه.
(10)الضِرغام: الأسد.
(11)أنظر "المجروحون"(2/15).
(12)أنظر "تذكرة الحفَّاظ"(2/772).
(13)انجحر: دخل الحجر أو الوجار.
(14)من كلام عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه من خطبة له في تقريع أصحابه بالكوفة كما في "نهج البلاغة".
(15)نفس المصدر السَّابق.
(16)أي العهد السَّلفي بمنهجه الرَّاقي في جميع الأمور وخاصَّة ما يتعلَّق بالدَّعوة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, الولاءوالبراءة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013