منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18 Jul 2017, 07:21 PM
أبوعبيد الله عبد الله مسعود أبوعبيد الله عبد الله مسعود غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 76
افتراضي أين الولاء والبراء ياسلفي؟!

لبسم الله الرحمن الرحيم



أين الولاء والبراء ياسلفي[1]؟!

الحمد لله الذي من على أوليائه بالتأييد والإسعاد وقضى على أعدائه بالخذلان والإبعاد ونهى عباده عن التقرب إليهم بالموالاة والوداد وشدد في ذلك وأبدى فيه وأعاد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدخرها ليوم المعاد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صفوة العباد.
اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه البررة الأمجاد الذين جاهدوا في الله حق جهاد أما بعد :
فقد كثر الخلط في الأزمان المتأخرة لكثرة الجهل والهوى والتفريط في طلب العلم والهدى في مفهوم الولاء والبراء فحاول بعضهم بشتى الطرق تشويه صورة الولاء والبراء والعبث بها وإطفاء نورها وترويج ما يضادها من قواعد باطلة وحجج ساقطة وكلمات مجملة .
لماذا ننشر ثقافة الكراهية ؟ لماذا نفرق الصفوف؟ لماذا نثير النعرات الطائفية؟لماذا نأكل لحوم الناس؟... إلى غير ذلك من الكلمات والعبارات التي تصدر ممن غابت عنه حقيقة هذا الأصل العظيم الذي يعتبر من أهم أصول العقيدة الإسلامية المميزة لأتباعها. من أجله أهلك الله المكذبين وأنجى الموحدين. من أجله أغرق الله ولد نوح لما كفر بالله وأنقض أهله من الطوفان لما آمنوا بالله. من أجله تبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه وقومه وهاجر إلى ربه .

وما الدين إلا الحب والولا ..... كذاك البرا من غاو ومعتد


والولاء والبراء هو حقيقة الإسلام ومعنى كلمة التوحيد لأن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .
يقول شيخ الاسلام بن تيمية - رحمه الله- :"إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلى لله ولا يوالي إلا لله ولا يعادي إلا لله وأن يحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغضه الله"[2].

والولاء والبراء ليس إيمانا فحسب بل هو أوثق عرى الإيمان لأن الحب في الله والبغض في الله متفرع عن حب الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" [3].
والولاء والبراء يحمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا لم يكن هناك فرق بين الحق والباطل ولا بين المؤمن والكافر ولا بين أولياء الرحمان و أولياء الشيطان . يقول الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله- :" وإلا كيف يبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرا ولا جفوة من صديق " [4].


أصل الولاء الحب والنصرة وأصل البراء البعد والبغض قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- :"أصل الموالاة هي المحبة كما أن أصل المعاداة البغض , فإن التحاب يوجب التقارب والإتفاق , والتباغض يوجب التباعد والإختلاف " [5].

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله " أصل الموالاة : الحب , وأصل المعاداة البغض ,وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة, كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال" [6].

والولاء للكفار على قسمين :
أولهما: التولي وضابطه أن يكون محبة ونصرة من أجل دين الكفار وعقيدتهم فمن أحب الكافر لدينه أو عقيدته أو نصر الكافر لدينه أو عقيدته كفر (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [المائدة :51].
ثانيهما: الموالاة الظاهرة للكفار بأن تكون محبة أهل الشرك و الأوثان لأجل الدنيا ولا تكون معها نصرة وهذه لا تخرج عن الإسلام يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله "وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنبا ينقص به إيمانه ولا يكون كافرا كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) "[7].
قال الشيخ عبداللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن الآية "فدخل حاطب في المخاطبة باسم الإيمان ووصفه وتناوله النهي بعمومه وله خصوص السبب..."[8].

ومن مظاهر موالاة الكفار التشبه بهم والتسمي بأسمائهم ومشاركتهم في أعيادهم وتهنئتهم بها ومدحهم والإشادة بهم وبما هم عليه من الحضارة دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد.
وقد جاء في النصوص النهي عما فيه تعظيم لأعداء الله تعالى والغرض من ذلك والله أعلم سد الذريعة إلى موالاتهم وموادتهم ,فمن ذلك النهي عن بداءتهم بالسلام والترحيب بهم والقيام لهم وتصديرهم في المجالس والتوسيع لهم في الطرقات.
ومن تحقيق عقيدة الولاء والبراء البراءة من البدعة والمبتدعة
قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) [المائدة :57]. قال العلامة الشوكاني "هذا النهي عن موالاة المتخذين للدين هزؤا ولعبا يعم كل من حصل منه ذلك من المشركين و أهل الكتاب وأهل البدع المنتمين إلى الإسلام..."[9].


وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) ووجه الاستدلال ما قاله الحافظ النووي في شرحه لصحيح مسلم [16/218]"وفي الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتتبع المشكلات للفتنة ...".

وهجر أهل البدع ثابت بالإجماع قال الإمام البغوي رحمه الله:"وقد مضت الصحابة والتابعون و أتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم" [10] .
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك [11].

وهجران أهل البدع دائم إلى أن يتوبوا قال الإمام البغوي:" والنهي عن الهجران فوق الثلاث فيما يقع بين الرجل والرجل من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا"[12].

ومن مقاصد هجر أهل الأهواء والبدع ما ذكره العلامة زيد بن هادي المدخلي رحمه الله حيث قال: "وعليه فان السلف رحمهم الله يتقربون بهجر أهل البدع تطبيقا لحق الولاء والبراء سواء كانت البدعة حقيقية أو إضافية ثم إن هجرهم للمبتدعة والفساق لغرض سام ومصلحة شرعية منها ما تقدم ذكره من الحرص على تطبيق حكم الولاء والبراء ,ومنها لينزجر المبتدعون عندما يشعرون بالجفاء لهم والإعراض عنهم والتحذير من أفعالهم ,ومنها ليعرض الناس عنهم فلا يغتروا بهم فيسقطوا في حماة البدعة البغيضة,وغير ذلك من المقاصد الشرعية المرضية"[13].

ولا تذكر في مقام التحذير حسنات أهل البدع والأهواء لأن فيه ترويج للبدع والمبتدعة وإضعاف لحجة الناقد يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-:"ولايقال ما يقوله بعض الجهال الآن إن المبتدع تذكر حسناته وما عنده من البدع وما يسمونه بالموازنات فهذا فيه ترويج للبدع نحن لم نؤمر بعد الحسنات هذا إلى الله سبحانه وتعالى ثم ما الذي يدرينا عن حسناتهم وأنها حسنات عند الله لم نؤمر بهذا وإنما أمرنا أن ننبه على الخطأ ليجتنبه الناس وليتوب المخطىء إلى الله عزوجل إذا أراد به خيرا أما أن نذكر حسناته ومزاياه فهذا يهون البدعة عند الناس"[14].

ومن البراءة من أهل البدع والأهواء أن لا تأخذ عنهم العلم يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:"فالشباب عليهم الحذر من مخالطة أهل البدع فلا يطلب العلم منهم ولا يطلب عليهم فوالله لأن يبقى جاهلا سليم العقل والفطرة والقلب خير له من أن يتعلم من صاحب الهوى فتفسد عقيدته ويفسد منهجه كما رأينا بأم أعيننا" [15].
وهجران من والى المبتدعة أمر متقرر عند السلف يقول الإمام ابن بطة رحمه الله"ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئا مما ذكرناه وهجرانه والمقت له وهجران من والاه ونصره وذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنة "[16].

يقول شيخنا الشيخ محمد بن هادي المدخلي –حفظه الله- في تعليقه على كلام الإمام ابن بطة "فالمرء على دين خليله فما يمكن أن يواليه إلا وهو على طريقته و لاينصره إلا وهو على طريقته ولا يذب عنه إلا وهو على طريقته ولا يصاحبه إلا وهو على طريقته وإن كان يظهر أمامك أنه صاحب سنة"[17].

وأهل العقل المعيشي لا يرون بأسا بمداهنة أهل البدع والفسوق والعصيان فتجد عقله يمشي أين تمشي معيشته ولو في ذلك تضييع لدينه. يقول ابن القيم رحمه الله في وصف أهل هذا العقل" يظن أرباب هذا العقل أنهم على شيء إلا أنهم هم الكاذبون فإنهم يرون العقل أن يرضوا الناس على طبقاتهم ويسالمهم ويستجلبوا مودتهم ومحبتهم وهذا مع أنه لا سبيل إليه فهو إيثار للراحة والدعة على مؤنه الأذى في الله والموالاة فيه وهو وإن كان أسلم عاجلة فهو الهلك في الآجلة فإذا ما ذاق طعم الإيمان من لم يوالي في الله ويعاد فيه فالعقل كل العقل ما أوصل إلى رضا الله ورسوله والله الموفق"[18].
وأصحاب الحكمة المزعومة عندهم ولاء دون براء فتجد أحدهم يتظاهر بالرأفة واللين وإدعاء الحب في الله وعند التحقيق لا يبغض في الله جل وعلا بمعنى ولاء دون براء.
يقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - :"فمن ترك هذه الرحمة النافعة لرأفة يجدها بالمريض فهو الذي أعان على عذابه وهلاكه وإن كان لا يريد إلا الخير إذ هو في ذلك جاهل أحمق كما يفعله بعض النساء والرجال الجهال بمرضاهم وبمن يربونه من أولادهم وغلمانهم وغيرهم في ترك تأديبهم وعقوبتهم على ما يأتونه من الشر ويتركونه من الخير رأفة بهم فيكون ذلك سبب فسادهم وعدوانهم وهلاكهم" [19].

والمخذلة يبذلون قصارى جهدهم لتكميم أفواه أهل الحق قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ"20.
يقول شيخنا الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-:" المخالف أمره ظاهر ولكن البلاء كله من المخذل لكن البلاء كله من المخذل فقد يكون معك على ما أنت عليه لكنه يخذلك فلا هو نصرك ولا هو سلمك من شره لا هو نصرك ولا هو سكت فسلمك من شره"[21].

والولاء والبراء عند كثير من الناس في هذا الزمان من قبيل المنكرات يعدون أهله أهل تجبر وتكبر وتعنت وشذوذ وغلو وإسقاط وتتبع للزلات فهم الخطر القادم المفرق للأمة .
يقول شيخنا الشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله-:" وإننا والله في زمن كثر فيه الهالكون وتعددت أسباب الهلاك, منها السكوت عن المخالفين, وعدم بيان انحرافهم, والتحذير من شرهم, والرد على شبههم ومن أكثر الشبهات رواجا هذه الأيام: اتهام أهل السنة بأنهم لا شغل لهم إلا إسقاط وإقصاء من يظنون بهم خيرا من المخالفين والمنحرفين" [22].

وعلى النقيض ممن ضيع عقيدة الولاء والبراء وحاربها تجد من عنده غلو في التكفير والتبديع والتفسيق والتجريح فيكفرون بالأعمال الظاهرة دون النظر إلى توفر الشروط ولا انتفاء الموانع .
يستبيحون دماء وأموال الذميين و المعاهدين ويبدعون من لم يبدع المبتدع دون تفصيل ولا قيود ويطعنون في العلماء الربانيين فيرمونهم بالارجاء تارة وبغيرها تارة آخرى تصريحا تارة ومن طرف خفي تارة آخرى .وهذا من التطبيق الخاطئ للبراء. وليس من الإنصاف أن يحمل هذا المعتقد الصحيح جريرة خطأ المخطئين وإساءة المسيئين وإعتداء المعتدين فسماحة الإسلام ورحمته ووسطيته لاتتعارض مع عقيدة الولاء والبراء.


هذا والسعيد من تمسك في هذا الباب بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف فبذلك يسلم من الخلل في توزيع الولاء والبراء والمحبة والبغض فيعرف من يوالي ومن يعادي وماله وماعليه قال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم )[ آل عمران:101].
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

كتبه أبوعبيد الله عبد الله مسعود
----------------------------------------------------------------------------------
[1]قلت "يا سلفي" لأسباب منها: _ أولا أن المقصود "يا سلفي"أي يا من يدعي السلفية سواء كان من المميعة أو الحدادية أو الخوارج ...إلى آخره

_ وثانيا أن السلفي الذي ظاهره السنة قد يكون عنده خلل في باب الولاء والبراء إما لجهل أو ضعف إيمان كمن تراه مستقيما في الظاهر لكنه يتعصب ويشجع الأندية الرياضية الكافرة والواجب على المسلم أن يبغض أهل الكفر وأن يشنأهم...

[2] الاحتجاج بالقدر (62) .
[3] رواه أبو داود (صحيح الجامع 5965(.
[4] غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب(1/220).
[5] قاعدة في المحبة (387).
[6] الدرر السنية(2/157).
[7] مجموع الفتاوى (7/523).
[8]الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/473).
[9] فتح القدير (412).
[10] شرح السنة ( 1/227).
[11]شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن صالح العثيمين(110).
[12]شرح السنة (1/224).
[13]الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة(500) .
[14] شرح لمعة الاعتقاد(270) .
[15] الفتاوى(1/ 301 ).
[16]الإبانة الصغرى (282).
[17] شرح الإبانة الصغرى الدرس الثالث.
[18]مفتاح دار السعادة (1/117).
[19]مجموع الفتاوى (10/290).
[20] البخاري (3641) مسلم (1037).
[21] محاضرة بعنوان غربة أهل السنة وأهلها.
[22]مقالة بعنوان[" ألا في الفتنة سقطوا"(ثم اسقطوا)]

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبيد الله عبد الله مسعود ; 28 Sep 2017 الساعة 12:25 PM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, الولاءوالبراء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013