منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03 Sep 2015, 10:51 PM
عبد اللطيف غاليب عبد اللطيف غاليب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 59
افتراضي تَعْلِيقٌ يَسِيرٌ عَلَى حادثةِ غرقِ الطفل السُّوري


تعليقٌ يَسِيرٌ على حادثةِ غرقِ الطفلِ السُوري


لَقَدْ مَنَّ اللهُ عليَّ لِزِيَارةِ بِلادِ سُوريَا فِي سنةِ 1431 هجرية الموافق لـ 2010 ميلادية وأَقَمْتُ فِي دِمَشقِ الشَّام وَزُرْتُ كَثِيراً من أحيَائِها وَ مُدُنِها كالزبدانِي وبلودان ومضاياَ وَ بَاب تُومةَ وشرِبْنَا مِن مِياهِ بَقِّين وجبل قَسْيُون وصلينَا فِي المَسْجِدِ الأَمَوِي وَزُرنا سُوقَها الكَبِير (( الحَمِيدِية )) فَلَم نرَ هناك إلا شَعْباً مُتَخَلِّقاً وَدُوداً كَرِيماً مِضْيَافاً لاَ تَمَلّ وأنت تتحدَّث مع أَهْلِنَا فِي سُورِيا لما عِنْدَهُم مِن الأَخْلاَقِ الحَسَنَةِ وَ الطِباع الطيِّبةِ مَعَ سَمْحِ الكلاَمِ ولطَافةِ العِبارة ولِينِ الجَانِبْ وَحُبِّهم للجزَائِرِيين وَحَفَاوَتِهِم بِهِم مع انتشَارِ الأَمنِ والأَمَانِ وَ رَغَدِ العَيْشِ وَ كَانت نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَاضِحَة رُغْمَ ابتلائِهِم بنِظام النُصَيرِيين الكفَرَة الَّذِينَ نهبُوا الخَيْراتِ وظَلَمُوا العِبَاد وضَيَّقُوا عَلَيْهِمْ فِي بعضِ جَوَانِبِ الدِّينِ والحَيَاةِ ، حَتَّى نَادَى مُنَادِي الشَّرِّ والفسَاد وَقَال هَلُمّاً لاسْتِعَادَةِ الُحُرِّيةِ والكَرَامةِ بالسَّيْفِ والسِنَانِ لِتَحْقِيقِ الرَّبِيعِ والهَنَاء ووَجدَ هَذَا المُنَادِي مَنْ يَنْفُخُ فِي نَارِهِ و يَنْتَصِرُ لِبَلاَئِهِ مِنْ أَنْصَافِ العُلَمَاءِ والمَفْتُونِين بِمنهجِ سيِّد قُطْب القَائِم عَلَى الخُرُوجِ والثورَاتِ وتَكْفِيرِ الشُّعُوبِ الإسْلاَمِيةِ وَالعَجِيب أنَّ هؤلاءِ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا سَبَباً فِي نَكْسَةِ الجزائِر وَمِنهم : سلمان العودة وعائِض القرنِي وبعض الجُدُد من أَمْثالِ : طارق السويدانِ والعَرِيفِي وَ غَيْرِهِما مِن المُنْحَرِفِين الذين ليس بينهم وَ بَين العلمِ وأهلِهِ رَحِمٌ ، فَأَجَّجُوا الفتن ودفَعُوا بالشعب السوري المقهور إِلَى نِيرانِ الحرْبِ والدَّمارِ ، رُغْمَ نِداءاتِ كِبارِ عُلماءِ هذِهِ الأُمةِ مِنَ الأئمةِ الصَّادِقِين بوجوبِ تَجَنُّبِ المُواجهة مع النِّظام السُّوري لِعَدَمِ وُجود رايةٍ تُتَّبع ومنهم : العَلاَّمة صالح بن فوزَانِ الفَوزانِ والعلامة ربِيع بنِ هَادِي عُمير المَدْخَلِي (1) والعلامة عبد المُحْسِنْ العبَّاد والشيخ عُبَيْد بن عبد اللَّهِ الجابرِي - حفظهمُ اللهُ تعالى - فَحَصلَ من الخراب والدمارِ والقتلِ والتشريد ما يتحملهُ بجدارةٍ واستحقاقِ هؤلاءِ المُنْحَرِفِون والمُهووسون بهوسِ الخروج والثوراتِ ، فَرَأيتُ العجب العُجاب حينما قارنْتُ بَعْضَ المناطِقْ التي تذكرتها في سفرتِي وبين حالهَا الآن واللهِ دَمَارٌ شَامِل وخرابٌ وَاسِعْ .
فهربَ السُّوريون بأبنائهم وأهليهم نَحْو بلدانٍ كَثِيرَة عبر البر والجو والبحرِ هُرُوباً من نِظامِ الأسدِ الفاجر و ضلالِ الدواعِشِ البائِر ومنهم - مع الأسفِ - منْ هلك في الطريقِ ومنهم من تشرد في البلدانِ ومنهم من غرق في البحرِ كذاك الطفلِ السورِي الصَّغِير - رحمة الله عليه - الذي رمتهُ الأمواجُ فِي سواحل تركيا وكان منظراً مُفزِعاً ومشهداً مُبْكِياً يتحملهُ من هم يتَنَعَّمُون مع أولادهم في الفرشاتِ والديارِ ممن كَانُوا بالأمسِ يُحَرِّضون ويُؤلِّبون ويُفتُون بِوُجوبِ الْجِهَاد رُغْمَ كثرةِ الفِرق والجماعات وعدم وجود الراية الإسلامية الواضحة الصحيحةِ(2)، ومهما يكن فنسأل الله تعالى أن يرفع عن إخواننا السوريين البلاء والفتن وأن يحقن دماءهم ويحفظ أعراضهم ، ونبشرهم بما يُخَفِّف شيئا من معاناتهم بحديثٍ صحيحٍ رواه ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن مولاةً له أتتهُ ، فقالت : اشتد عليَّ الزمان ، وأني أريد أن أخرج إلى العراق؟ قال: فَهَلا الشام أرض المنشر (وفي التاريخ : المحشر) ؟! اصبري لَكاعِ! فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صبر على شدتها ولأْوائِها ، كنتُ له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة) (3) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين .
عبد اللطيف غاليب .

ــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد سَمِعْتُ هذا منه بالسندِ العَالِي فِي بَيْتِه العامِر الَّذِي كان فِي عوالِي مكةَ فِي بداية الفتنةِ وهو حزِينٌ - حفظه الله - لِما حصل فِي بِلادِ الشامِ بسببِ طَيْشِ المُتَعالِمِين وأهلِ البدعِ من التكفيريين و السروريين والقطبيين وَاللَّهُ المستعان .
(2) ومن هنا يتضح لك الفرق بين علماء الأمة وفقهاء الملة المتبعون لمنهج السلف الصالح وبين أشباه العلماء ودعاة السوء .
(3) [ (( الصحيحة )) ( 3.73) ]

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 04 Sep 2015 الساعة 09:06 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013