السؤال:
سؤالي يخصُّ «دُشَّ المجد» عن جوازه أو عدم جوازه، علمًا أنَّ فيه مَنْ عدَّه بديلًا إسلاميًّا عن القنوات الأخرى، وأنَّنا ـ حاليًّا ـ نستأصل جميعَ القنوات مِنْ الرقميِّ. وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ قناةَ: «مجد» ـ باعتبار الحال ـ وإِنْ كانَتْ تُعَدُّ بديلًا إسلاميًّا عن القنوات الأخرى في نظر بعضهم، إلَّا أنه يُخشى ـ باعتبار المآل ـ أَنْ تفقد صِفتَها فتصبحَ مماثلةً لأخواتها مِنَ القنوات لا تختلف عنها، كما حَصَل لقناةِ: «اقرأ» التي ابتدأَتْ بديلًا إسلاميًّا ثمَّ ظَهَر عوارُها وهَنَاتُها في مُعظَمِ برامجها؛ لِمَا يُعْلَم مِنْ تخطيطِ أعداء الإسلام وأعوانِهم؛ قَصْدَ إفسادِ عقائد المسلمين وأخلاقِهم على المدى القصير أو المتوسِّط أو البعيد؛ لذلك ينبغي الحذرُ مِنَ الفتن، ومِنْ تربُّصِ أعداءِ الإسلام بالمسلمين لاحقًا؛ إذ لا يخفى أنَّ الشعوب الإسلاميةَ وحكوماتِها ـ في سياستها العلميةِ والثقافية والتربوية وغيرِها ـ مقهورةٌ ورهينةُ تخطيطاتِ وإملاءاتِ الدُّوَلِ الكبرى الكافرة، ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ﴾ [البقرة: ١٢٠]، وفي الحديث: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟»، قَالَ: «فَمَنْ»(١). والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢ جمادى الأولى ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ٩ جوان ٢٠٠٥م
(١) أخرجه البخاريُّ في «أحاديث الأنبياء» بابُ ما ذُكِر عن بني إسرائيل (٣٤٥٦)، ومسلمٌ في «العلم» (٢٦٦٩)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه.